ابحث عن

طوقها الفيضان لتصبح جزيرة "قوز نفيسة".. القرية المنسية


الخرطوم- وفاق التجاني

"ميتة وخراب ديار" هي العبارة الانسب لوصف مصائب العمة ست التفر التي سكنها اليأس، وخنقتها العبرة، التي ترجمتها الدموع، عندما حاولت النطق لتعبر عن مصيبتها، فقد انهار منزلها بالكامل قبل أن يكمل عاما كاملا ولم تفرح ست النفر كغيرها من النسوة بتزويج ابنها وتسكينه بمنزلها الجديد، ولم يمهلها الفيضان أن تخرج اثاثاتها "وفضيتها" التي إختارت اوانيها بعناية فائقة كحال المرأة السودانية عندما تريد أن تزين منزلها.

وبالنسبة لست النفر فإن المصيبة "مصيبتين" لان الفيضان لم يفقدها منزلها فحسب بل فقدت كذلك مزرعتها التي كانت تضج بالأغنام والدواجن لأن التلف في القرية التي تقطنها ست النفر قد بلغ اعلى المراحل.


وتقول ست النفر والتي تحدثت "للسلاميديا". لم استطع إنقاذ أي شيء من ممتلكاتي، لأن الموج داهمنا سريعا، ولم يمهلنا الا الخروج بأرواحنا".

وكغيرها من النسوة في القرية تمتطي ست النفر، المراكب لتبدأ رحلة الذهاب والاياب للتفقد ممتلكاتها في "جزيرة قوز نفيسة" تلك القرية التي حولها الفيضان للجزيرة.

وطوق الفيضان القرية من كافة الجهات، بيد أن المواطنيين استدركوا الوضع واستغلوا المراكب لنقل المواطنيين وبعض الماشية محاولين انقاذ ما تبقى من رفاة قريتهم.

ويقول حافظ مبارك احد التجار بالمدينة، نحن في هذا الحال منذ 16 يوما، فقط ندخل القرية للاطمئنان على الاوضاع، ومراقبة منسوب النيل، ثم العودة للخارج عند اقاربنا الذين لم يكلوا او يملوا من استقبالنا".

ويضيف:" الحالة الاقتصادية الان صعبة للغاية، وفقد جميع المواطنيين أعمالهم، حتى السوق قد غرق بالكامل، ونعتمد على القرى المجاورة في الاكل، فهم يحضرون لنا الطعام ويقومون بإستضافتنا وابنائنا".


ويلملم العم الفاضل احمد ما تبقى له من محصول البصل والذي ظل طوال العام يجمعه ويخزنه بغرض بيعه في موسم البصل، ولأن المحصول قد غرق بالكامل يحاول العم الفاضل ان يجر المحصول لمنطقة جافة، ليعرضه لحرارة الشمس عله يجف ويقلل عليه حجم الضرر.

ويقول الفاضل خلال حديثه "للسلاميديا" احاول ان اجفف المحصول من الرطوبة لكن لا اعتقد أن يجدي هذا نفعا لكن سيخفف لي حجم الضرر".

ويضيف:" هذا محصول عام كامل ويقدر بالاف الفدانات لن استطيع انقاذه ولست وحدي لان معظم المزارعين اصبحو ضحية لهذا الفيضان".

ولم يتردد عبد المنعم عثمان 34 عاما من التضحية بمنزله الجديد والذي دمره الفيضان، مستخدما ترابه للتريس المنطقة قبالة النيل، وكذلك استغنى اهالي المنطقة من المدرسة والتي لم تصمد الا ابوابها فقد اعتبرها اهالي المنطقة اضراراً جانبية".


ويقدر اهالي المنطقة حجم الضرر بالاف الجنيهات كما اشتكوا تهميش الحكومة لهم منذ ستة عشر يوما، ويؤكدون أن حالتهم اسوء من كل المناطق بالسودان لان الفيضان تخطي تروسا بطول مترين كما انها إجتاحت مشاريع زراعية مساحتها تقدر بالاف الفدانات ويبلغ عمق المياة
التي فاضت واحد مترا ليمكن المراكب والعبارات من الغوص فيها.


ويتخوف الاهالي بقوز نفيسة، من تفشي الاوبئة والامراض، خاصا بعد ظهور العقارب والثعابين، والزباب والبعوض، بسبب مياه الفيضان الراكدة داخل القرية، ويطالبون بتوفير المبيدات والنواميس والادوية.

وتعاني قوز نفيسة كغيرها من القرى بالريف الشمالي من تردي الخدمات الصحية، وتملك مركزا صحيا واحدا مفتقرا لادني مقومات المراكز، ولا تتوفر فيه اي خدمة للمرضى مما يجبرهم على السفر لتلقي العلاج بمستشفيات امدرمان.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

17 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع