ابحث عن

حوار رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم

• الساحة السودانية مليئة بالبلاوي وليست في حاجة لاضافة ملح لجرحها النازف

• نظرة قوى الحرية للسلام رافعة تأتي بشركاء يقتسمون معهم غنيمة السلطة

• مناوي يريد فرض رؤيته وارادته وهواه على الثورية

• خلافات الحرية هي محاولة البعض الاستفراد بالقرار والإستئثار بنصيب من السلطة

• مني لم يرض مطلقا بقيادة الجبهة الثورية الجديدة

نقلاً عن صحيفة الميدان

حوار: زينب حسن

شهدت الساحة السياسية العديد من الأحداث خلال الفترة الماضية منها ما يبث الخوف وعدم الاستقرار بالفترة الانتقالية وأخرى تشكك في الوصول إلى اتفاق سلام شامل خاصة بعد إعلان حركة تحرير السودان انسحابها من الجبهة الثورية وتأثير ذلك على العملية التفاوضية، بجانب الخلافات والانقسامات التي ضربت قوى الحرية والتغيير حتى بلغت بأن قرر حزب الأمة القومي تجميد نشاطه بتحالف الحرية، لمعرفة اسباب هذه الصراعات وقراءة المشهد السياسي عن قرب أجرت (الميدان ) حوار مع رئيس حركة العدل والمساواة والذي اجاب على كل الاستفسارات بوضوح، فإلى مضابط الحوار.

* ماهي الأسباب الحقيقية في خروج حركة تحرير السودان بقيادة مناوي من الجبهة الثورية؟..

= حركة تحرير السودان بقيادة مناوي هي الأولى بالإجابة على هذا السؤال. ولكن الظاهر عندي وفق ما دار بين حركة تحرير السودان وبين بقية مكونات الجبهة الثورية، أن الحركة أرادت فرض رؤيتها وإرادتها على الجبهة وتوجيهها وفق هواها فتأبّت عليها الجبهة، فاختارت الانسحاب منها مغاضبة، أما الأسباب والدوافع الحقيقية وراء ما أقدمت عليه حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، فقد تكون مرتبطة بطموحاتها لما بعد السلام.

*البعض يعتقد بأن الانسحاب نتيجة لفقدان مناوي لمنصب في الثورية الان بعد أكثر من ستة اعوام حسب الرئاسة الدورية؟..

= في التحالفات يحتاج المرء إلى أن يقبل بقيادة الآخرين له، إن أراد أن يقبل الآخرون بقيادته، رغم أن الرفيق مني هو الذي قاد عملية توحيد الجبهتين، و تعديل الدستور ليتوافق مع متطلبات الجبهة الموحدة، إلا أنه أبدى غير كثير من التبرم من القيادة الجديدة للجبهة منذ انتخابها في سبتمبر 2019، ولم يرض عنها مطلقاً.

*كيف تقرأ هذه الخطوة وتأثيرها على العملية التفاوضية؟..

= ستستمر العملية التفاوضية بسلاسة إن أحسنت الوساطة تقدير الموقف، واتخاذ القرارات المنطقية التي يمليها مثل هكذا تطور.

*هل لعبت حركة العدل والمساواة دور في الوساطة لعودة مني؟..

= حركة العدل والمساواة السودانية معنية بالحفاظ على وحدة الجبهة الثورية السودانية بالتمسك بدستورها واحترام جميع مكوناتها، ولا تملك إلا أن تقف مع ما تراه متصالحاً مع هذا الهدف، لا أعتقد أن حركة تحرير السودان قيادة مناوي تقبل وساطة حركة العدل والمساواة السودانية، لأنه نما إلى علمنا بأنها أسرّت إلى بعض الأطراف بأن مشكلتها الحقيقية مع هذه الحركة وليس مع الآخرين، وكنت وددت أن لو أفصح عن أسباب خلافه مع الحركة صراحة ووجه سهامه عليها بدلاً من الجبهة الثورية.

*هل تتوقع حدوث انشقاق داخل حركة مني اركو مناوي؟..

= ليس لدي معلومات كافية عمّا يجري داخل حركة تحرير السودان قيادة مناوي، ولا أشجع الانشقاقات لأنني أعرف آثارها السيئة على الثورة، ولكن القرارات التي تنقصها الحكمة لها في العادة تبعاتها.

*هناك خطاب لنائب مناوي د. الريح لرئيس الثورية أعلن فيه بقاءهم في الجبهة الثورية ما تعليقك؟

= لا ينكر إلا مكابر نضالات الدكتور الريح محمود وتاريخه في الثورة، ولا أرى سبباً يمنع شغله للموقع الذي غادره الأخ مناوي بمحض إرادته.

*هناك اتهامات بوجود جهات وراء الخلافات التي تندلع من فترة وأخرى بين الحركات؟..

= التنظيمات المكونة للجبهة الثورية معظمها تنظيمات عريقة، وذات مراس في العمل السياسي المعارض بكل أدواته. وبالتالي أستبعد أن يكون العامل الخارجي هو المحرك الأساسي للخلافات بين هذه التنظيمات، رغم أني أتردد في وضع مكان المؤثر الخارجي صفراً كبيراً بحكم أن العالم صار قرية صغيرة، ويصعب الفصل فيه بين المؤثر الخارجي والداخلي بصورة قاطعة.

*هل حركات الكفاح المسلح جادة في تحقيق السلام هذه المرة؟
= الجبهة الثورية جادة جدا في تحقيق السلام هذه المرة وفي كل مرة، النظام السابق هو الذي فشل في توفير شريك ذي إرادة حقيقية لتحقيق السلام، أما نحن ففي بحث دائم عن السلام، لأننا نحن وأهلنا المتضررون بصورة أساسية من استمرار الحرب وعدم معالجة آثارها.

*هل سيتم توقيع بالاحرف الاولي في 20 يونيو الجاري؟..

= نأمل ذلك، وأرجو أن تكون هذه العثرات الصغيرة دافعاً للوصول إلى اتفاق سلام نهائي في أسرع وقت.

*ماهي رؤية حركة العدل والمساواة لإصلاح حركات الكفاح المسلح وتحويلها لأحزاب سياسية؟..

= نحن لا نريد أن نُبقي على الحركات المسلحة بصفتها هذه و نعمل على إصلاحها، وإنما نسعى بكل جد لإبرام اتفاق سلام يسمح لهذه الحركات بأن تتحول إلى أحزاب سياسية يحكمها قانون الأحزاب، وتصلحها الممارسة الديمقراطية الرشيدة في داخلها وفي الساحة السياسية الوطنية.

*ما هو موقفكم في نداء السودان من هذه الاحداث؟..

= هذه أحداث مؤسفة، والساحة السودانية مليئة بالبلاوي، وليست في حاجة إلى إضافة ملح إلى جرحها النازف، انتخب الأخ مناوي أميناً عاماً بحكم وجوده القيادي في الجبهة الثورية حينها، أما وقد قطع علاقته بالجبهة الثورية بنفسه ولم يعد ممثلاً لها في نداء السودان، فالأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب.

*هناك دائما تباين أو اختلافات في وجهات النظر مع شركاءكم في الحرية والتغيير ما تعليقك؟..

خلافنا مع إخوتنا في بعض قوى الحرية والتغيير في نظرة كل منّا لموقع السلام في الأجندة الوطنية، بالنسبة لنا، السلام هو المدخل الصحيح لمعالجة كل أدواء السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أما بالنسبة لأطراف في قوى الحرية و التغيير، فالسلام رافعة تأتي بشركاء يقتسمون معهم غنيمة السلطة التي وجدوها في طبق من ذهب دون كثير عناء.

*ماهي أسباب الخلافات والانقسامات داخل قوى الحرية والتغيير؟..

= نقول في دارفور "اللقمة الكبيرة تفرتك الضرا"، والضراء هنا تعني الديوان بلغة أهل الوسط، لسوء الطالع، لا يرجع الخلاف بين مكونات قوى الحرية والتغيير إلى الرؤى والسياسات، وإنما يرجع إلى محاولة البعض الاستفراد بالقرار والإستئثار بنصيب من السلطة لا يتناسب وحجمها الحقيقي.

*البعض يعتقد بأن هذه الخلافات ناتجة عن مصالح لبعض الأحزاب؟..

= السياسة ليست بالضرورة ساحة للعمل الخيري، ومن الطبيعي أن تكون للقوى السياسية مصالح خاصة تعمل على تحقيقها، ولكن الأصل فيها ألا تكون هذه المصالح خصماً على مصالح الوطن والمواطن، المحزن أن الواقع يقول أن كثيراً من القوى السياسية تعمل على تحقيق مصالحها الضيقة دون مراعاة لمصالح الوطن والمواطن.

*هناك عدد من تصريحات لقيادات الشيوعي تتحدث عن تشكيل اصطفاف جديد لقوى الثورة ما تعليقك؟..

= الخلافات داخل قوى الحرية والتغيير محفز كبير لمكوناتها للبحث عن بدائل، وعن اصطفافات جديدة، وارجو ألا يكون الاصطفاف الذي يسعى له الحزب الشيوعي قائم على أساس آيديولوجي، فقد تضرر الوطن كثيراً من ثنائية اليسار و اليمين، وقد آن الأوان آن يتحوّل التنافس في الساحة السياسية على قدرة كل حزب على تطوير حياة المواطن بأعلى درجات الكفاءة وطهر اليد وبأقل التكاليف، بدلاً من الصراع حول مفاهيم لا يعيها المواطن البسيط ولا تعنيه في شيء.

*ما هو رأيك في تجميد حزب الأمة لنشاطه في قوى الحرية والتغيير؟..

= في تقديري قد تساهل حزب الأمة القومي كثيراً في المطالبة بحقه في مرحلة تكوين جهاز اتخاذ القرار في قوى الحرية والتغيير، وتشكيل مجلسي السيادة والوزراء في الفترة التالية لسقوط نظام الانقاذ، ربما لأنه كان يراهن على انتخابات مبكرة ليأخذ نصيبه بكده عبر صناديق الاقتراع. ولكن يبدو أنه أكتشف مؤخراً أن المراهنة على الانتخابات المبكرة لم تكن موفقة. وبالتالي، قرر الحزب بخطوته الأخيرة، العمل على تصحيح الإختلال في موازين القوى في قوى الحرية والتغيير. نحن مع حزب الأمة القومي في مسعاه لإصلاح قوى الحرية والتغيير بصورة جذرية، رغم خلافنا معه في موقفه من عملية السلام الجارية في جوبا.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

196 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع