ابحث عن

مدير جامعة الدلنج يكشف في حوار عن تخلصهم من مشكلة تراكم الدفعات

 

سلاميديا 

حوار : عبد الوهاب أزرق _ راوية ضلمان

ظلت جامعة الدلنج منذ تأسيسها في العام ١٩٩٤م تقوم بأدوار كبيرة وعظيمة تجاه مجتمع ولاية جنوب كردفان والسودان ولها اسمهامات أكاديمية وعلمية وثقافية واجتماعية واقتصادية وعملت على تطوير المجتمع المحلي بتحقيقها شعار الجامعة للمجتمع والمجتمع للجامعة ،

 ومع إندلاع الحرب بالسودان ظلت أدوار الجامعة ملموسة عبر مراكزها المتخصصة والكليات والإدارات تقدم خدمة لكافة شرائح المجتمع . 

منذ تعيينه في العام ٢٠٢٢م قام البروفسير محمد دفع الله بمجهودات عديدة لتهيئة البيئة الجامعية للأساتذة والعاملين والطلاب انعكس كل ذلك على الوضع العام في التحصيل الأكاديمي وتخريج عددا من الدفعات المتراكمة منذ سنوات ، عطفا على إنجازات أخرى تحدث عنها البروف في الدردشة الصحفية .

*قرارات بعد التعيين*

قال مدير جامعة الدلنج البروف محمد دفع الله أحمد خوجلي أن تعيينه تم في العام ٢٠٢٢م وعقب التعيين عقدنا العزم أن نحدث نقلة وتطوير في الجامعة من حيث البنيان التحتية ، الكليات ، التخصصات ، وبدأنا بتعيين وكيل الجامعة الدكتور عمر كباشي ، و أمين الشؤون العلمية الدكتور الصادق حسن كوارتي ، و عمداء الكليات ومدراء المراكز ، وبعدها عملنا على تلخيص اشكاليات الجامعة .

*إنجازات في البنية التحتية*

كشف دفع الله أن أولى الأشياء محاولة إكمال سور الجامعة حيث تم تسوير الإتجاه الشمالي ، حيث قام المدير السابق البروف شمسون بتسوير الإتجاه الشرقي ، واضاف عملنا بوابة وغرفة للحرس ، وطلاء لعدد "١٤" مبنى بالجامعة ، ولتحسين البيئة الجامعية استحدثنا عمادة البيئة الجامعية ، لافتا أن الجامعة تفتقد للحدائق والأشجار والكافتيريات ، وتابع تم عمل كبير بمشاركة الطلاب والطالبات في النظافة واصبحنا انموزجا للجامعات الأخرى ، وحققنا إنجازا بأقل تكلفة .

*تراكم الدفعات*

أوضح مدير جامعة الدلنج أنه في السابق كانت الدفعات تشهد تراكما بحيث يمكث الطالب أكثر من "٤" سنوات وأحيانا بين "٦_٨" سنوات ، واستطعنا تخريج دفعات الأعوام ٢٠١٤م ، ٢٠١٥م ، ولولا الحرب لخرجنا دفعة ٢٠١٦م ، واردف كان أملنا أن تكون الإمتحانات بين العيدين وكل الجامعة تكون فاتحة . وتابع في السابق كانت الجامعة تستقبل فقط ثلاث دفعات أما الآن كل الدفعات بتكون موجودة بإتباعنا ضغط التقويم ، وتقليل مدة الفصل الدراسي ، ونسبة القبول أصبحت قليلة .

*تعدد المناشط*

ابان البروف دفع الله أن الجامعة تشهد عددا من المناشط والبرامج الثقافية والرياضية مثل الدورات الرياضية في كرة القدم والطائرة ، والليالي الثقافية من روابط الولايات مما خلق ارتياحا لدى الطلاب الذين رفضوا المظاهرات وتفضيل سير الفصول الدراسية وغلبت عليهم الروح الإيجابية . لافتا في السابق بسبب التشاكس السياسي فقدنا أفضل قاعة للمؤتمرات .

*التنسيق مع صندوق الطلاب*

أوضح خوجلي أن التنسيق مع صندوق رعاية الطلاب ممتاز بالولاية والمركز ، مبينا عن زيارة الأمين العام للصندوق للولاية ومكث بها اربعة ايام ، واندهش من الإستقبال واستقرار الجامعة ، وبشر دفع الله بإقامة مدينة جامعية بتبرع من تركيا حدد مقرها لكلية الطب بكادقلي 

*دعم اتحادي*

كشف مدير جامعة الدلنج عن تبرع عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي بعدد "٩" عربة للجامعة ، وتكفل بصيانة قاعة المؤتمرات عبر شركة زادنا التي وصل وفدها قبل شهر رمضان وشرع في الترتيب للصيانة والحرب أوقفت العمل ، كما ابان أن زيارة كباشي للجامعة حققت مكاسب كبيرة حيث تم تقديم كل الإحتياجات المطلوبة . عطفا على مقابلته 

بالخرطوم بذات الخصوص .

*كلية لعلوم الأرض*

بشر البروف خوجلي بإنشاء كلية لعلوم الأرض بجامعة الدلنج ، لافتا أن الفكرة برزت ضمن مخرحات مؤتمر التعدين الذي انعقد بكادقلي وتم تعيين الدكتور عبد الله جبارة عميدا لها ووضع المنهج وعرضه على مجلس الاساتذة وتمت إجازته . و زاد تواصلنا مع شركة هندسية للبناء وسجلت زيارة إلي الدلنج واختارت الموقع ، وتعكف الآن في وضع الخرطة ، مبشرا بأن هنالك تعهدا من وزارة المعادن والشركة السودانية للموارد المعدنية بالتكفل ببناء الكلية .

*مركز لأبحاث الطفولة*

كشف خوجلي عن إنشاء مركزا حديثا تحت التأسيس لأبحاث الطفولة والدعم النفسي برئاسة البروف سلوى عثمان حيث وضع النظام الأساسي واللوائح ، وتم الإتصال بمنظمة اليونسيف على مستوى افريقيا التي أعجبت بمستوى الأداء والنظم وصدقت بدورتين تقام في الأسابيع المقبلة ، مبينا أن المركز لمجابهة الصدمات النفسية للأطفال والأمهات ، وتوقع أن يحدث أثرا في المجتمع.

*تنسيق حكومي*

قال دفع الله أن الجامعة لها تعاون وتنسيق مع حكومة الولاية منذ الوالي السابق الأستاذ موسى جبر محمود الذي كان يدعم الجامعة ، واضاف الوالي الحالي الاستاذ محمد إبراهيم سجلنا له زيارة واعطيناه فكرة عن الجامعة والإمكانيات وكيف تستفيد الولاية من حيث تأهيل وتدريب الكوادر الطبية ، وتدريب المعلمين ، و الاستفادة في الجانب الزراعي والثروة الحيوانية ، عطفا على الجوانب الإقتصادية ، مبينا عن مشاركة عدد "٤" من أساتذة الجامعة في إعداد ميزانية العام ٢٠٢٣م للولاية 

*مستشفى للجامعة*

أوضح مدير جامعة الدلنج أنهم طالبوا حكومة الولاية بالتصديق بمستشفى للجامعة ليكون تعليمي ليدرب الكوادر الطبية ، مبينا عن موافقة الوالي بذلك . كما أكد دفع الله طرح الأمر لوزير الصحة الإتحادي الذي وافق على الفكرة والدعم بالأجهزة والمعدات ، لافتا أن الموضوع تأخر بسبب الحرب والنزاعات .

*إندهاش وتفوق*

كشف مدير الجامعة عن تخريج عدد "٧٢" طالبا من كلية الطب يمثلون الدفعة الأولى الذين جلسوا للإمتحان السريري بإشراف دكاترة زائرين وكانت نسبة النجاح ٩٦% مما أثار اندهاش المشرفين للمستوى المبهر . و زاد دفع الله كما خرجنا تخصص الصحة العامة لأكثر من "٦٠" طالبا ، وتبقى طلاب التمريض العالي ، وارجع التأخير لتزامنه مع الحرب والرمضان بعد تجهيز كل الإحتياجات .

*وظائف شاغرة*

بشر مدير جامعة الدلنج بوجود عدد "٣٥" وظيفة شاغرة بكلية الطب وتسعى الجامعة إلي تعيين الكوادر من حملة الدرجات العلمية والموظفين والعمال فقط تبرز الحوجة لضمان تمويل الوظائف . كما كشف عن وجود وظائف بكلية علوم الحاسوب .

*علاقات خارجية*

في مجال العلاقات الخارجية والانفتاح على العالم أوضح خوجلي عن التعامل والتواصل مع مركز "بلير" للبحث العلمي ودراسة الأزمات ومقره بمدنتي لندن واستانبول التركية ، كاشفا عن زيارتهم للمركز بتركيا والتوقيع معهم على اتفاقية ولديهم الرغبة في دراسة الأزمات في الولاية ، وزاد مبادرة بناء الثقة تم إرسال نسخة منها للمركز . و أضاف دفع الله للجامعة مشاركة واسعة مع دول العالم في المؤتمرات والورش وتقديم البحوث العلمية .

*دعم المجتمع*

كان للجامعة أدوار كبيرة تجاه المجتمع المحلي بالولاية فصلها مدير الجامعة في المجتمع شارك في الورش والدورات التدريبية لكافة الشرائح التي تقيمها المراكز في مجالات السلام ، فض النزاعات ، الحوار المجتمعي ،واخرها مبادرة بناء الثقة التي تم تمويلها عبر الجامعة لتجهيز الأرضية المجتمعية للسلام ونريد أن السلام يبدأ من تحت ليعم الولاية ، واصفا المبادرة بالضخمة . كما نستقبل المبادرات واستقبلنا مبادرة سفراء الإنسانية التي أكدنا دعمها عبر المراكز والكليات ، وأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة و وقفنا معهم في حق التوظيف والحياة ، كاشفا عن الشروع في إعداد منهج لبكلاريوس التربية الخاصة للمعاقين .

*سرقات الجامعة*

كشف مدير الجامعة عن تعرض الجامعة لسرقات لجهة أن السور لم يكتمل ، والحرس الجامعي لم يتعامل معنا بسبب عدم صرف المرتبات ، مبينا من جملة "٦٠" من أفراد الحرس الجامعي كانوا بحضروا "٣" فقط مما ساعد على زيادة السرقات وأصبحت كثيرة جدا ، وزاد كنت بزور الجامعة ليلا ، وأكد الآن الوضع اخف كثيرا بعد صرف مرتب أبريل للعاملين والجلوس مع الحرس الذين انتظموا ورجعوا بقوة الآن بثلاث ورديات ووفرنا لهم وجبتي الفطور والعشاء و الحافز .

*شرطة الجامعة*

في إطار عدم تكرار تجربة السرقات والحد منها أبان خوجلي عن إيجاد عدد "١٠٠" وظيفة شرطي للحرس الجامعي تم تدريبهم بالخرطوم وتبقت المحاضرات وسوف يتم توزيعهم لكل الجامعات بالولاية ، موضحا أن الوظائف و المرتبات على وزارة الداخلية .

*معاش العاملين*

مع الظروف الإقتصادية الراهنة قال دفع الله استطاعت الجامعة الوقوف مع العاملين بتوفير ذرة للعاملين بمبلغ "٢٧" ألف جنيه للجوال ، والآن تم استلام عدد "٢٥٠٠" جوال ذرة من جملة "٥٠٠٠" جوال توزع للعاملين حتى عمال اليومية وافقنا على إعطاء كل عامل عدد "٢" جوال ، والمعاشيين والوفيات من الموظفين من الاساتذة والعمال لكل أسرة جوال ذرة على حساب الجامعة . وتابع في العام ٢٠٢٢م تواصلنا مع شركة جياد واستلمنا مواتر ركشات بالاقساط .

*موارد الجامعة*

مع الصرف الكبير للجامعة لا بد.من إيجاد موارد ثابتة واستثمار كشف عنها المدير بالقول تعتمد الجامعة في مواردها على الرسوم ، مع تفعيل الإستثمار بالتوسعة في الزراعة بزراعة ألف مخمس ونملك عدد "٣" وابور زراعي ، و جنينة الجامعة بها "٣٣" شجرة مانجو مثمرة تمت إضافة عدد "١٠٠" شجرة جديدة من المانجو والليمون ، وتسويرها بعدد "٥٠٠" شتلة شجر الكتر ، وزاد لدينا شراكات مع البنوك لعمل الدواجن. عطفا على وجود استثمار المطبعة ، والتواصل مع الحكومة الاتحادية .

Pin It

المابان: وسنقو والعرفة زمن الحرب !

Pin It

؟السودان: مسار العلاقة بين القوات النظامية المليشيات وتاثيرات النفوذ السياسي ( ١)

بقلم : محمد بدوي 

◼️المقدمة

ظللت أتابع قبل كارثة الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ في البدء ألف رحمة ونور للقتلى وشفاء عاجل للمصابين و وقف فوري للحرب والاقتتال، فالسودان لم يكن وطناً للسودانيات والسودانيين وحدهم بل لشعوب كثيرة ارتبطت به وجوداً في اراضيه وجواراً ظل يتفاعل مع الازمات فيها، رغم بؤس الحال لكن لابد من تقصي اسباب ما حدث لنحاول بتفاؤل بإستقرار قريب في التعامل بمنهج مع الأسباب

وصول الأزمة إلى مرحلة الانفجار ظل رهن إرادة طرفي الصراع المؤجلة، التي ارتفعت إلى ملامسة نقطة الصفر حينما بدأت الجهود المرتبطة بالإصلاح الأمني والعسكري والمقترحات المختلفة التي ظلت تدفع من الأطراف بما فيها تحالف الحرية والتغيير، ولعل كل هذه الجهود في تقديري ظلت تغفل الحالة الأساسية التي ارتبطت بالوضع العسكري والأمني والنظر اليه من منطلق الجيش والدعم السريع بينما يتطلب الأمر حصر المليشيات والجيوش الموازية من ناحية، ثم منهجا يجيب على ماذا حدث للقوات النظامية" الجيش والشرطة والامن "؟ ومتى بدأ الأمر؟ ثم الاجابة على السؤال الفني سواء حول التناسب بين القوات والتعداد السكاني، بناء عليه يمكن تحديد الهياكل التي تتناسب مع العدد المطلوب للقوات النظامية والرتب العليا والوسيطة وقوام رتب الضباط والصف، هذا يقود إلى معرفة اولية بالعدد الذي سيخرج من العملية بما يستوجب الخطة التأهيلية للعود للحياة المدنية، مع الأخذ في الاعتبار أن مراعاة الحالة التي اعادت المهام إلى القوات التي تناسبها مثل إعادة الإستخبارات إلى القوات المسلحة وتحويل جهاز الامن إلى الأمن الداخلي ، اذن الحالة تشمل القوات المعرفة في الوثيقة الدستورية الجيش، الشرطة، الدعم السريع، الأمن الوطني، بالإضافة إلى الدفاع الشعبي، حرس الحدود ، الإحتياط المركزي ، وهنا لابد من فصل كل من هيئة العمليات، الاحتياط المركزي من تبعيتها للأمن والشرطة بإعتبارها صارت اقرب للقوات المستقلة من تلك الأجسام يمكن ملاحظة عدم الإشارة إلى الأمن الشعبي وبقية المليشيات ، لأن الأول يخضع للحل والمحاسبة اما بقية المليشيات فوجودها مرتبط بالإستقرار السياسي والاقتصادي حيث انها مثلت ظاهرة غياب دور الدولة.

◼️تطورات العلاقة بين القوات النظامية والمليشيات

يمثل واقع الدعم السريع مرحلة من مراحل التطور في العلاقة بين القوات المسلحة والمليشيات تاريخيا، وهذه العلاقة عكسية فنمو المليشيات يقابله تراجع لتطور الجيش، ففي ١٩٨٤ برزت العلاقة بمليشيات المراحيل في الشريط الحدودي بين اقليم جنوب السودان ودارفور وكردفان، وهي مليشيات اوكل اليها حماية قطار اويل بدلا من الكتيبة الاستراتيجية،في السياق الزمني لتدشين الحركة الشعبية لتحرير السودان نشاطها في ١٩٨٣، امتد الحال إلى مليشيات النوير والمنداري المتحالفة مع الخرطوم ثم المرحلين ٢ في الفترة ١٩٨٤ إلى ١٩٨٥، ثم تطور الأمر إلى عسكرة حياه العديد من المجموعات السكانية للقيام بواجبات تخص الجيش واحيانا قوات الشرطة حتى وصل الأمر إلى سقوط اقتراح قوات الدفاع الشعبي في البرلمان في ١٩٨٧، في العام ١٩٨٩ تمت تنفيذ فكرة قوات الدفاع الشعبي، وبرزت عدة اشكال من المليشيات المرتبطة بالنظام السياسي بل لم يقف الامر عند هذا الحد بل تم استغلال فكرة الاحتياط او الخدمة العسكرية الوطنية لإجبار الرافضين ضميريا للقتال في الحرب الاهلية في مواجهة الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى جانب المجموعات الاخرى، كل هذا شكل سياقا لنمو قوات موازية للجيش تقوم بأدوار قتالية اصيلة بديلا عنه، لا اود الخوض في كافة سجل المليشيات لضيق الحيز لكن تجدر الإشارة إلى أن وصل الأمر إلى مليشيات فيالق الجمال التي تكونت من المقبوض عليهم بموجب قانون الطواري من المشتبه بهم في الانخراط في عصابات النهب المسلح في ٢٠٠١ في شمال دارفور بعد اخراجهم من سجن شالا لتوكل اليهم مهمة شرطية وهي محاربة عصابات النهب المسلح لاحقا صاروا نواة لمليشيات الجنجويد التي اطلق عليها اسم استخبارات الحدود في ٢٠٠٤م حرس الحدود في ٢٠٠٥ ووضعت تحت اشراف القوات المسلحة بموجب مرسوم دستوري في مايو ٢٠٠٤ والتي قامت بالمشاركة الي جانب القوات المسلحة في حرب دارفور، ثم في ٢٠١٣ تم انتقاء جزء منها تحت قيادة العميد آنذاك محمد حمدان دقلو ليتم تدريبها في معسكرات تخص القوات المسلحة، قبل تغيير اسمها إلى الدعم السريع في ٢٠١٤ والدفع بها إلى غرب وجنوب كردفان ثم النيل الازرق للقيام بدور القوات المسلحة في قتال الحركة الشعبية قطاع الشمال، خلال هذه الفترة استضافت الخرطوم مليشيات كمال لوما التابعة للنوير بالنيل الازرق وقامت بتدريبها، ثم البدء في تدريب قوات الدكتور رياك مشار في معسكرات بالنيل الابيض وذات مراكز التدريب التي تلقت فيها قوات حميدتى التدريب بالخرطوم، بل في ٢٠١٦ اوكل اليها مهمة وحدة الحدود بالقوات المسلحة بمحاربة الهجرة غير الشرعية بموجب اتفاق بين الخرطوم والاتحاد الأوروبي، اذن على مدار ٣٩ عاما ظلت العلاقة بين الجيش والمليشيات مترابطة في علاقتها العكسية

 ◼️اعتمدت الحركة الاسلامية جهاز الأمن والمخابرات الوطني ناهيك عن حداثة تكوينه وطبيعته التي جعلت الانتماء اليه يرتبط بعضوية الحركة الاسلامية من ناحية والالزام بالعضوية للمنتسبين عقب التكوين بالإضافة إلى جسم الأمن الشعبي الحزبي والمليشيات الرديفة من قوام العضوية والتي تعرف بكتائب الظل، بل نقلت اليه مهام العمل الاستخباراتي التابعة للجيش والتي خلال التراكم تميزت على المستوي الاقليمي، بل لاحقا تم تكوين وحدة هيئة العمليات كقوى ضاربة والتي أستقطب لها من الشريط النيلي شمالا في عسكرة لأجيال من مجموعات سكانية واستغلال لحالة البطالة الناتجة مع التوسع في التعليم العالي، وبلوغ سياسة التمكين الحزبي القبض على مفاصل الوظائف المهنية، فشكلت المعادلة العكسية بينها ودور الجيش للمرة الثانية.

المليشيات الأيدلوجية

مليشيات الدفاع الشعبي التي بدأت بعضوية الحركة الاسلامية قبل أن تعمم قبليا ويخضع لها الطلاب الملتحقين بالمعاهد والجامعات ثم الموظفين بالخدمة المدنية، إلى قوات الاحتياط " الخدمة الوطنية"، هي المجموعات التي اخضع لها المدنيين في سن شرط الخدمة بما شمل حالات عبر الحملات التي جابت الشوارع، حيث اصبحت لاحقا تمثل دائرة مكملة للالتحاق بجهاز الامن وقوات الشرطة للمتعثرين في الالتحاق بالدراسة الجامعية، وهذه مثلت مجموعة ذات عقيدة ايدلوجية دينية اسلامية ارتبطت بتديين الحرب الاهلية تحت التعبئة للجهاد الإسلامي، تأثير هذه المجموعة انها دفعت بأعداد كبيرة إلى صفوف الضباط بالقوات المسلحة لاحقا دون المرور بالكلية الحربية واستيفاء شروط الالتحاق، حيث صار الخصم هنا من البنية المهنية للجيش مضافا اليه التحول الايدلوجي في العقيدة القتالية للجيش التي كانت مرتبكة اصلا لكونها ظلت مرتبطة بحالة القتال الداخلي في الحروب السياسية منذ ١٩٥٥ إلى دينية اسلامية مرتبطة بالحركة الاسلامية.

في ١٩٨٦ مع تنامي ظاهرة النهب المسلح الناتجة من ظروف اقتصادية تم تكوين شرطة مكافحة النهب المسلح في تحويل إلى دور معالجة نتاج الظواهر الاقتصادية باستخدام السلاح، فبدأت عقيدتها في التأثر بالانتهاكات لحقوق المقبوض عليهم وممارسة العنف المفرط والمميت، في العام ١٩٩١ جاءت المرحلة الثانية حيث اخضعت لذات الهندسة الايدلوجية، فألحقت بها الشرطة الشعبية فبرز التحول في تفويضها المرتبط بتنفيذ القانون والأمن الداخلي تحت شعار الشرطة في خدمة الشعب إلى اعادة صياغة الانسان السوداني، في ١٩٩٥ بدأ ظهور شرطة النظام العام الرديف لفكرة شرطة الآداب الايرانية، كرافعة سياسية تمارس القهر في الفضاء العام وتفرض انساق سلوك للحركة والحياة من فهرس الاسلام السياسي ، بالإضافة إلى استخدامها كترمومتر لقياس مقاومة السياسات ، ثم الحقت بها الشرطة الظاعنة التي أنشئت لحماية المراحيل إلى الدفع بها لنزال الحركات المسلحة التي دشنت نشاطها بدارفور، إلى جانب تسكين بعض مجموعات الجنجويد في ٢٠٠٣ ثم ٢٠٠٦ تحت قوات الاحتياط المركزي الشرطية ، يبرز ذلك في منح على عبدالرحمن كوشيب الماثل امام المحكمة الجنائية الدولية رتبة المساعد بالاحتياط المركزي الشرطية في ٢٠٠٦ العام الذي شهد وضع مليشيات قبلية من شرق دارفور تحت ذات الوحدة، اذن اخضاع الشرطة للقيام بأدوار سياسية مثل احداث التحول الثقافي في الهوية المرتبطة بالحياة في الفضاء العام مثل التضييق على الازياء دفعا بها إلى نسق اسلامي بشكل واخر جاء خصما على معادلة تفويضها الاساسية وعلاقتها بالأمن الداخلي .

ما بعد الحرب الأهلية

انتهت الحرب الاهلية بموجب اتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥ لكن قاد إنفصال جنوب السودان في العام ٢٠١١ إلى تسريح لقوام كبير من المنتمين للقوات النظامية اغلبها من الجيش من المنحدرة اصولهم من جنوب السودان فشكل فراغا بعد وقت قصير حيث اندلعت الحرب الثانية في ذات العام في جبال النوبة والنيل الازرق، وحينها خبأت الدعاية للحرب الدينية، قاد اتفاق السلام لأول مرة لاختبار حالة السلم في مناطق مثل جبال النوبة، وحين حاولت الخرطوم الحرب بذات القوام مره اخرى لم تنتبه للتحولات التي قادت إلى انضمام اعداد من المقاتلين إلى الحركة الشعبية لأسباب بديهية بأنها لا غبينة لها في الحرب مرة اخرى مع ذات الطرف، بل استطاع خطاب الحركة الشعبية استغلال عنصر الارض وعدم الرغبة في القتال مره اخرى تم تحفيزه بخطاب موازٍ شكل عقيدة للحرب في مواجهة الجيش فأثر هذا في هزيمة القوات المسلحة في ٢٠١٢ إلى ٢٠١٧ بالرغم من تكوين الخرطوم مليشيات لمساندة الجيش لكن غياب العقيدة والدافع جعل التفوق للحركة، لأن الحروب الداخلية التحولات فيها ترتبط بالمصلحة والخطاب، وهذا يقود إلى ان التغيرات الانثربلوجية التي حدثت فاذا نظرنا إلى ما نتج عن انتصارات الحركة وتحول اثنيات إلى صفوفها، نجد ان هذه الاثنيات برز دورها في سياق الحراك الثوري بما جعلت بعض الضواحي التي تشكل مراكز سكانية لهم ايقونات في الحراك، بالمقابل انتبهت السلطات الانقلابية فعملت على الحد من توسع دائرة التغيير داخل تلك المجموعات لأنها لا تزال تشكل جزء من قوام الجيش وشرطة الاحتياط المركزي فدفعت بعض هذه المجموعات في صراعات قبلية تم ترسيمها وتحريكها بدأت من مايو ٢٠١٩ من ولاية نهر النيل إلى ولايات شرق السودان ثم انتقلت الي غرب كردفان، بالمقابل فإن التأثير الجغرافي لقوام هيئة العمليات ارتبط بعقيدة ايدلوجية التصقت بفلسفة الحركة الاسلامية، فتكاد تكون المناطق التي انحدر قوامهم منها ظلت بعيدة عن حراك الثورة والتغيير، ارتباط الوجود بالنظام السياسي عرض هيئة العمليات للحل عقب سقوط البشير، لكن فعليا توزع قوامها بين الدعم السريع والجيش لأنها مثلت الامتداد المرتبط بالحالة.

اذن هنالك مسار للتحولات للقوات على اساس فكرة الاستقلالية والقومية والمهنية مقابل الايدلوجيا والاستغلال والاستقطاب الجغرافي.

◼️الصراعات المسلحة السياسية ومهنية القوات النظامية 

في حرب دارفور تم استبدال كافة المنحدرة اصولهم من الاقليم بقوام من مناطق اخرى مع الاستعانة بالمليشيات وسلاح الجو، وهيئة العمليات، اغلب القوام ممن شارك في الحرب الاهلية، هذا قاد إلى سؤال الجيش والحروب الداخلية والعقيدة ، ظل هذا السؤال قائما حتى ٢٠١٨، وهو سؤال له تفرعات اخرى مرتبطة بالتمييز الذي اكتسبته المليشيات الموازية سواء على مستوى الخطاب الرسمي "خطابات البشير"' ام الامتيازات التي تعززت بدخول الموارد الجديدة مثل الذهب والمشاركات السياسية في القتال خارج البلاد و هنا برزت قمة التحول في العلاقة ببلوغها منعطف الخصم الرئيسي من الجيش لكن كان يمكن ان يتم معادلة الحال بأن الجيش مؤسسة له اسلحة ووحدات لا تضاهيها مليشيا لكن وقف التجنيد للجيش لفترات طويلة، فإذا كان خطاب البشير يشير إلى طلب الف مقاتل من حميدتى في ٢٠١٤ الا انه احضر ٦٠٠٠ الف فالراهن يشير إلى انه خلال ٩ سنوات بلغت قوات الدعم السريع ١٠٠ الف . بعضها جاء خصما من القوات المسلحة وهيئة العمليات وبعضهم ممن شاركوا في قمع المدنيين بدارفور وهذا يوضح اكتمال سيناريو انتقال نمط الحرب إلى الخرطوم واكتمال دور الانتهاكات النوعية لتشمل كل السودان في تراتبية زمنية ارتبطت بحركة العلاقة العكسية بين الجيش والدعم السريع، وتحول المنفذين للحرب في مناطق النزاعات إلى قادة للسلطة كورثة للمؤتمر الوطني المحلول، وهو ما يكشف الصراع بين الدعم السريع من جانب والهجوم على القائد الأعلى للجيش من قادة المؤتمر الوطني الذي يحاول تغيير حركة السياق مرة اخرى ليغير من المواقع ويعود إلى القيادة السياسية متناسيا انها حالة مشابهة لما حدث في ١٩٩٩ حينما حاول العراب حسن الترابي الصعود إلى المركز السياسي واقصاء من صعدوا اليها ففشل الأمر لأن تحولات السلطة لا يمكن اخضاعها عكسا سواء بشرعية تنظيمية او بالانقضاض.

 ◼️الايدلوجيا وعقيدة القوات النظامية

قد يثور سؤال حول بروز عدد من ضباط القوات المسلحة مساندين للمحتجين سلميا في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم في ابريل ٢٠١٩، بالنظر إلى الرتب نجدها اغلبها من الوسيطة، والسبب انه عقب اتفاق السلام الشامل وبعده تراخت قبضة التمكين السياسي في اخضاع الالتحاق بالكلية الحربية لشرط الانتماء الحركي او الحزبي كنتيجة مباشرة للاتفاق، فبرزت العلاقات الاجتماعية والاثنية التي وجدت مناخ لتنمو داخل الحزب الحاكم كنتيجة لصراعات السلطة التي برزت في حدتها في ١٩٩٩ لكن قمعت، عادت مرة اخرى مستندة على تنافس القيادات حول الرئاسة للحركة الاسلامية،الحزب ورئاسة الجمهورية، ففتحت الباب لمن هم خارج التنظيم بأجنحته إلى الالتحاق بمرافق كثيرة من الكلية الحربية، السلطة القضائية، النيابة العامة، والوزارات الاخرى في حركة ظلت متصاعدة إلى ان وصلت إلى العمق الأسري كسند للالتحاق. وهنا تراجعت الايدلوجيا وصعد نمط المصالح والتحالفات فغير في النسق السابق الذي نتج منه تغيير عقيدة الجيش من قبل الحركة الاسلامية، والتمكين الذي صارت معه الرتب مقرونة بالولاء السياسي وليس التدخل العسكري، انتداب ضباط الجيش للعمل بالدعم السريع، حصول الدعم السريع على ادوات تعقب في سياق مهام الهجرة غير الشرعية، ضم ضباط من القوات المسلحة من المحالين خارج الخدمة لأسباب غير مرتبطة بنهاية سن الخدمة او اسباب قانونية، احدثت نقله لأسباب سياسية في الدعم السريع تطورت في سياق ارتباط بعلاقة الجيش والانقلابات العسكرية إلى ادخال علاقة السلطة في مسار الدعم السريع ولا سيما ان الادارة المشتركة للقتال باليمن ادخلت عنصر العلاقات الخارجية كرافع له تأثيرات مختلفة .

 ◼️المصالح وبنية القوات النظامية 

الاهمال الذي واجهه الجيش في بنية المقاتلين والتي بدراسة حالتها مرتبطة بواقع دور الدولة والخدمات في دولة ما بعد الاستقلال بمعنى انها لم تصل مرحلة الوظيفة الطوعية بقدر ما هي وظيفة متاحة تحفز عليها الواقع المرتبط بالعسكرة للمجتمعات وتراجع دور الدولة في الخدمات الاساسية بشكل غالب خارج مركز السلطة السياسية او ادارة الدولة

في ظل الواقع اعلاه مؤشر الصراع السياسي والفساد برز مؤشره في التحولات للإشراف على الدعم السريع من الجيش إلى مظلة جهاز الأمن إلى مظلة الجيش مره اخرى قبل اصدار قانون خاص بها في ٢٠١٧ ارتبطت بالتحولات التي احدثتها الحركة الاسلامية في البنية الامنية والعسكرية من جانب و من جانب اخر الصراعات المرتبطة بالسلطة داخل الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني المحلول في حالة صعود الفريق طه الحسين ليصبح مديرا لمكاتب رئيس الجمهورية المخلوع وفريق بالأمن وسفيرا بالخارجية تمكن الدعم السريع من اختبار بيئات مختلفة عسكرية وامنيه وسياسية .

◼️تحولات التمكين من الحزب الحاكم إلى الدعم السريع 

في ٢٠١٩ وصل الدعم السريع إلى انه لا غبينه لفض الاعتصام عندما طلب البشير ذلك واسند الدكتور عبدالحي يوسف الأمر بفتوى دينية لذات الاسباب التي يفتقر فيها القتال الي الغبينة و لأسباب عدم رغبة خوض حرب ثانية بعد دارفور وجميعها سياسية الدوافع تصب في مصلحة ان يسيطر طرفا في السلطة، من ناحية ثانية صراعات السلطة داخل المؤتمر الوطني استطاعت ان تحدث فرزا حيث مال الدعم السريع إلى جانب الفريق طه الحسين المدير السابق لمكاتب المخلوع، كما ان ذات الصراعات جعلت البشير في مفترق طرق في الثقة في القوات المختلفة لأنها جزء من مسرح امتداد الصراع، فاعتمد على المليشيات الحزبية في الفترة من ٦ إلى ١١ ابريل ٢٠١٩ فشلت فتم اللجوء للخطة البديلة بقيادة بن عوف الذي غادر رئاسة المجلس العسكري بعد ساعات، ليمضي الحال إلى صعود البرهان وحميدتى وسلسلة محاولات العودة للسلطة عبر عده محاولات انقلابية، عقب احداث فض الاعتصام التي شكلت بداية مسار انعدام الثقة بين الجنرالين لتبدأ حرب صامتة ظل اندلاعها يؤجل إلى ان وحدا مصيرهما بانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، ما ان مضى اقل من عام تكشف المسرح عن محاولات عودة الكيزان عقب القرارات التي اعادت لهم المناصب والاموال المنهوبة، فلجأ حميدتى داعما للاتفاق الإطاري ليقف إلى جانب تحالف الحرية والتغيير، وحتى ذاك الحين المجتمعين الدولي والاقليمي ينظران إلى رأس جبل الجليد محصورا في مشهد الجنرالات ومواقفهم مع استمرار بقاء النار تحت الرماد ليمثل ١٥ ابريل ٢٠٢٣ استدعاء لما برزت ملامحه في ٢١ سبتمبر ٢٠٢١

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pin It

السودان في أحوال أبلده أم قاش.. و ود أبوك !

بقلم : محمد بدوي 

 

في منتصف التسعينات دفع القاموس الشعبي بلفظة " بلده" في أواسط عساكر الجيش لتعبر عن " دفعة " في سياق التحايا بين العساكر في الأماكن العامة تحفيزا لتضامن مستند على المهنة، وجاء السياق مرتبط بالفضاء العام الذي اكتسب تمييزا لا يتطلب إشهار البطاقة العسكرية لدخول الاماكن العامة فارتقت كلمات السر إلى " زميل " لدى قوات الشرطة والامن بالمقابل، فيما ظلت المدن الصغيرة التي يتعارف اغلب سكانها تلحق اسم الشخص مع البوليس السري كناية عن رجل المباحث ، توارت كلمة " بلده "مع التطورات السياسية التي القت بظلالها على القوات النظامية ولا سيما مع تأسيس القوات الرديفة او الشبه عسكرية " المليشيات " مثل الدفاع الشعبي وارتباط نشاطها بتديين الحرب الاهلية في جنوب السودان مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق دمبيور إلى تسميتها بالحرب الجهادية المستندة على ايدلوجية الاسلام السياسي، فانتشرت لفظة المجاهدين على ارتباط بالدفاع الشعبي " فعصر الحال "جلالات الجيش التي ظلت تتفتق من عبقرية شعبية وسط قوام الجنود الذين يستدعون محمولات ثقافاتهم في اطار التنوع السوداني أو يصيغون كلماتها في ارتجال منضبط مع ايقاع حركات ،" البيادة" مثل

سمويه،

نادوا لي سمويه،

بشرب الكانجي ، سمويه

ما بدور عرقي، سمويه

سمويه هيي سمويه هيي سمويه، 

" الكانجي اشتقاق من الكانجي مرو من انواع المريسة"

نموذج آخر على سبيل المثال لا الحصر

سوقني بعجلة

ماشي وين

ماشي كمبو

امتد التأثير السالب إلى الثقافة المساندة للجيش في اغاني الحماسة

جياشة،

الجيش نقلوا فتاشه ..

 

 إلي آخر كلمات الأغنية التي ترصد حركة الجيش بين معسكر التدريب ومواقع الخدمة الجغرافية مختلفة،

توارت الجلالات المرتبطة بالجيش قبل العام ١٩٨٩ تحت وطأة التأثير الايدلوجي ساهمت السيطرة على وسائل الاعلام العامة وبثها الممنهج لما يصب في تعزيز سطوتها في الفضاء العام، فحمل برنامج ساحات الفداء آنذاك مهمتي الترويج والافادة مقياس " ترمومتر" ، استدعاء الثقافة الاسلامية المرتبطة بالإسلام السياسي رفدت بأناشيد مثل قصيدة اماه لا تجزعي للدكتور عمرو خليفة النامي،

 اماه لا تجرعي ، فالحافظ الله " التي كتبها في محبسه في العام ١٩٧٤.

الحرب المشتعلة بلا هوادة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ كشفت عن استدعاء وتصريف جديد من قبل أفراد الدعم السريع للفظة " بلده " فصارت تنطق " بلده ام قاش " في إشارة إلى عساكر الجيش وبرزت لفظة " قاش" إشارة إلى الحزام العسكري الذي يبدو عريضا لدي الجيش مقابل ما يرتديه افراد الدعم السريع الذي يظهر اقل عرضا، بالمقابل ظل الجيش على التزام بإطلاق وصف المتمردين على الدعم السريع مع ملاحظة أن بعض الإعلام المناصر للجيش ركن إلى استخدام كلمة "دعامة" كتصريف على نسق " جياشة " فيما برز ترديد لفظة " ود أبوك" كوصف لأفراد الدعم السريع، وهي مرتبطة بثقافة مجموعة البقارة التي يطلق فيها بعض المجموعات لفظة الأب على العم ايضا.

من ناحية آخرى تصاعد ترديد لفظة "جغم" مع استمرار المعارك بين الطرفين، فبالرغم من أنه يتبادر إلى الذهن ترادفها تصريفا مع "حسم " التي تمثل اختصار لشعار الدعم السريع، إلا أن الراجح حسب المصادر الشفوية تعود خلفيتها التاريخية الى مليشيات المراحيل التي اسسها الجيش في ١٩٨٤ عقب عام من تدشين الحركة الشعبية لتحرير السودان نشاطها، المراحيل مثلت عسكرة لحياة بعض المجموعات التي تقطن التماس بين شمال وجنوب السودان آنذاك، " جغم" في خلفيتها اللغوية الشائعة عند البقارة "جغم اللبن": اي تجرعه مرة واحدة، أما دلالتها الحركية مستندة على فكرة سرعة الفعل بحركة متواصلة أو واحدة ليمكن أن نشير إلى استخدامها كمرادفة " للكمين العسكري" حيث كان هو نسق الهجوم الاول من قبل المراحيل والذي يسبق وصول الجيش و ينصب في استهداف المدنيين في الجغرافيا المحيطة بمسار القطار المتجه نحو محطته الجنوبية الاخيرة بمدينة أويل على نسق العقاب الجماعي المرتبط بانحدار قوام الحركة الشعبية من المجموعات السكانية بإقليم جنوب السودان، حيث كان " الجغم" مرتبطا بالفعل والمنقول من الأموال التي تشكل مقابل المشاركة في سلك المراحيل.

 من ناحية آخري تطاول الحرب الراهنة وتجاوزها محطة ال" ١٠٠" يوم قاد إلي تواري عبارة " الحل في البل " وارتقاء لفظة " بل " منفردة في تعبير عن استمرار البل وغياب الحل.

التحولات في الجلالات والالفاظ تدفع للنظر الي مسار الصراعات الداخلية المسلحة ، والسياق الذي بدأ فيه الارتباط بين القوات النظامية والمليشيات وارتباط ذلك ببنية قوام الضباط الذين يصنفون بالبرجوازية الصغيرة وقوام الجنود والعلاقة بينهم والانضمام الى القوات النظامية بين فكرة الوظيفة وفرصة الدخل الناتجة كبديل لتراجع الدولة في تقديم الخدمات والتي عبر عنها الراحل محمد الحسن سالم حميد في رسائل ست الدار " يا اسماعين ما كان الديش سد مسامعك بالجبخانة لو المركز قبل اوراقك او في الثانوي لقيت لك خانة " هذا السياق جعل الجلالات تعبر عن سلوى وثقافة قوام الجنود مثلا

" حريقة للبلدية

حريقة في الملكية

بت الصول

سمحه يا زول "

ثم القت الادلجة بمحمولها الديني المرتبط بالمنهج السياسي للسلطة في فترة سيطرة الحركة الاسلامية، فلم يعد بالإمكان ترديد بعض الجلالات ، مثل

سمويه

اشرب الكانجي

مابدور عرقي

سمويه "

لان تطبيق حد شرب الخمر المعرف في القانون الجنائي لسنه ١٩٩١ انتقل في تطبيق غير قضائي من قبل قادة المجاهدين على من يضبط منتشيا بالعرقي او المريسة في مناطق الحرب، كما شهدت المناطق خارج نطاق الحرب ترديد "هي لله ..لا للسلطة ولا للجاه "من قبل مجموعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تطابق اسمها مع قانون صدر في العام ١٩٨٣، قبل اصدار حزم قوانين النظام العام من ١٩٩٥.

بين "أبلده ام قاش" و" ود ابوك" يمضي تطاول الحرب والدمار حيث ان الواقع الذي يتقاتل فيه الطرفان قد لا يتكرر في مكان اخر فجميع المقار العسكرية ظلت منذ انشاءها في مواقعها حتى صارت في منتصف المدن وملاصقة للأحياء السكنية بما جعل من مما يجري يمضي " من باب إلى باب" و " الحل في البل" غير الراجح في القريب على الاقل.

حرب ابريل ٢٠٢٣ تواتر وصفها بالعبثية، اختلط فيها الحابل بالنابل حتى صار الموت بالقصف، القناصة، تحت الانقاض يقابله فريق بالانتصار واخر بالاتهام او التشكيك وما بين الحالتين فهو " جغم " لارتباطها بسياق تطور العلاقة بين القوات النظامية والرديفة، لذا غابت عنها لفظة " جلابة " التي يطلقها الجيش الشعبي لتحرير السودان لتعني الجيش وحلفاءه وليس معني اخر خارج السياق

 إستمرار الحرب والنظر اليها من بين " نفاج " مقطعي الجلالات ادناه

"بين الجبلين

 فقدنا رجال

طابورنا الحار

 ما بندار

انا ماشي نيالا"

و

 "زايلي دنيا"

قد يقود الي زول موجع وحينها لن يبقي السودان، ولن يبلغ نيالا أحد .

  .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

512 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع