ابحث عن

رد الجميل، سلاح "كلاشنكوف"

بقلم : محمد بدوي

نشرت وسائل الإعلام في ١٥ فبراير ٢٠٢٣ خبرا على لسان الفريق ركن عبدالهادي عبدالله عثمان مقرر لجنة جمع السلاح والعربات غير المقننة عن حملة ستشمل ولايات السودان بما فيها الخرطوم، مستهدفة السلاح غير المرخص والسيارات غير المقننة التي سيمنع دخولها السودان لاحقا، إلي جانب استهداف المخدرات والعصابات ( ٩ طويلة).

بالرغم من أن الخبر يجدر أن يلقي صدي طيب لدي في سياق الجهود الايجابية لكن تعقيدات الأمر قد تجعل عمل اللجنة مرتبطا بالقرار السياسي الغائب عن مسرح ظهور إعلان الكيانات المسلحة على مرأي ومسمع من الدولة بل صارت وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل أخبارها من منصات انعقادها في الحيز العام، سأكتفي في المقال تناول مسالة السلاح غير المرخص وامكانية نجاح عمل اللجنة ، فوفقا لموقع دارفور ٢٤ أن اللجنة كشفت بان هنالك ٨ مليون قطعة سلاح مخبأة بأيدي المواطنين بمعني أن سلاح مقابل كل ٥ أشخاص بما يشمل النساء والاطفال من النسمة السكانية المقدرة بحوالي ٤٥،٢٧٨،٩٣٥ وفقا لإحصائيات الامم المتحدة ل٢٠٢٢، بالضرورة أن انجاز هذا العمل يتطلب خطة وموارد ضخمة وقبل ذلك الاستقرار السياسي في مفهومه العام بما يشمل ضبط الحدود وحل النزاعات ودوران عجلة العدالة، اضف إلي ذلك مسالتي حفظ الامن والامان كحالة تجسر العلاقة بين مفهوم المواطنة والدولة، وهنا اود أن أشير إلي مقطع فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي محتواه بان قام صبي في الثانية عشر من العمر برفض قيمة جمل تقدم اشخاص لشرائه بغرض اكرام الضيوف، جاء رفض الصبي كشهامة منه بل ذهب الي ذلك دون استشارة والده الذي كان غائبا عن مكان رعي الأبل ، أما ردة الفعل جاءت بان تقدم من هو على راس الوفد الذي تم اكرامه لتقديم الشكر والاستحسان ثم مضي شاكرا شهامة الصبي ثم مصرحا بإهدائه سلاح كلاشنكوف لغرض حماية الماشية ، لا اود مناقشة ان احد الاطراف طفل من هم في مثل سنه في قاعات الدراسة أو محل الهدية ومصدرها، لكن هذا هو العمق الثقافي لامتلاك السلاح في ظل التراجع الامني نموذج فقد تكون هنالك حالات أخري أشد وقعا.

الخلاصة: يصعب جمع السلاح غير المرخص قبل وتحقق الاستقرار وتعزيز حالة الأمن وكل ذلك رهين بالقرار السياسي .

Pin It

اقتصاد الظل: الباعة المتجولين و الفريشة و معجزة الظَّهر

بقلم :  بكري الجاك
 
في تسعينيات القرن الماضي و بعد تخرجي (في) جامعة الخرطوم (كما كان يحلو القول للراحل البروفسير عبد الله الطيب في و ليس من) كنت من الرافضين لفكرة ان يبقي الخريجين في حرم الجامعة خصوصا الناشطين منهم في العمل السياسي حيث كان هذا تقليدا شائعا أن يتسكع الخريجين في حرم الجامعة (و ربما الجامعات الاخري) و السكن الطلابي لانهم عادة لا يجدون فرص عمل تغير من نمط حياتهم و ايضا لاسباب نفسية و وجدانية. حجتي كانت أنه من الضروري أن تمنح الاجيال القادمة فرصة في صقل تجاربها و ان ذلك لا يمكن أن يتأتي الا بابتعاد القيادات الطلابية المؤثرة ذات الكاريزما من محيط النشاط الطلابي، و عملا بقراري هذا فقد عدت الي مدينة ود مدني حيث الاسرة، و حينها قد لاحت فرصة أن يقوم الخريجين بالتدريس لعام دراسي واحد في المدارس الثانوية بولاية الجزيرة كبديل لاداء الخدمة الالزامية العسكرية، و قد انخرطت في ذلك البرنامج مع حولي ما يزيد عن الالفين من الخريجين في الولاية و قد عملت استاذا لمادة اللغة الانجليزية بمدرسة المؤثمر الثانوية العليا بنين بمدني، كان كل معلمي المدرسة من المؤدين للخدمة الالزامية (اذكر منهم الطيب و أمير من ابناء المدينة) باستثناء المدير و استاذ قديم لمادة التربية الاسلامية. و بما أنني مثل غيري كنت الاستاذ الوحيد لمادة اللغة الانجليزية فقد كتب علي أن ادرس ستة حصص في اليوم لأن بالمدرسة فرعين من اولي الي ثالثة. و بالنسبة لرفاقي في الخدمة فقد اكتشفنا في مطلع العام الدراسي أن حكومة الولاية لا تقدم لنا أي اعانة كما تم الوعد بذلك مقدما و قد قيل لنا أن منسق الخدمة الالزامية في حينها قد قام بنهب ما يعادل مبلغ 198 مليون (لا ادري ان كانت العملة حينها دينار او جنيه فقد تكاثرت علينا الأحن و الأصفار في عهد الانقاذ) و اختفي و أن الدولة لا قدرة لها علي فعل شيء، الخلاصة حينها أنه لا يوجد اي سند مالي لنا و علينا أن ندبر أمرنا من مواصلات و فطور و أن نقوم بالتدريس في هذه المدارس المليئة بالطلاب الفارغة من المعلمين المنخرطين في المهنة بشكل دائم.
 
بالنسبة لي كنت احتاج الي أن اركب مواصلات اربعة مرات في اليوم ذهاب و اياب (للعارفين بمواصلات مدني الداخلية من بركات الي السوق الكبير و من السوق الكبير الي سنكات جبرونا آخر محطة و بالعكس) ولم يكن لي مصدر دخل وقتها، و بعد مجابدات مع الوالد الموظف البسيط حينها بمشروع الجزيرة (الذي كان يلفظ انفاسه الاخيرة) تبين لي أنني في حاجة الي أن اتدبر أمري لأان ليس للوالد قدرة علي مساعدتي أكثر من ما استطاع في الحياة. في هذه اللحظة و بتدابير متعددة لاحت فرصة أن اعمل كفريشة بعد نهاية اليوم الدراسي أمام مبني الجوازت القديم بالسوق الكبير بمدني حيث كنت اقوم ببيع صابون الغسيل و صابون الحمام و الجلسرين و الفازلين و الظهر و بعض الاشياء الحفيفة، و قد برعت في توظيف بعض مهارات الاقتصاد الادراي و محاسبة التكاليف و التسويق حيث أنني في فترة وجيزة اصبحت من الفريشة الذين يقف الناس في صفوف لشرا ء بضاعتهم ليس لأنني ابيع شيئا اكثر جودة من غيري، بل فقط لأنني تعلمت مبكرا أن ابيع كل بضاعتي بسعر اقل ما أن اتحصل علي رأس المال الكلي لبضاعة اليوم، ببساطة كنت ابيع سعر كل سلعة من صابون و ظهر و جلسرين و فازلين بهماش ربح محدد لكل سلعة و ما أن احصل علي رأس المال لكل البضاعة ابدأ في بيع كل شيء بسعر شراءه، كان هذا الامر محيرا لكل رفاقي من الباعة المتجولين و للناس التي تصطف يوميا لشراء صابونة غسيل سعر شراءها جملة 2 جنية و سعر بيعها 2 جنيه قطاعي بعد بيع خمس كراتين من ذات الصابون بثلاثة جنيه، لم يفهم الناس متي و لماذا اقوم بتغيير السعر. عادة ما كنت اقوم باكمال تدريس اليوم الدراسي بحصصه الست و اعود للسوق حوالي الساعة الثانية ظهرا عز الحر و الشمس مازالت في كبد السماء و ابدأ في البيع و عادة ما اقوم بعملية تخفيض السعر عند حوالي الرابعة و النصف عصرا علي أمل أن اخلص كل البضاعة قبل مغيب الشمس. و للامانة الظَهر ( بفتح الظاء و المقصود المادة الزرقاء التي تستخدم للالوان البيضاء) اكثر هذه السلع ربحا بمعدل الف في المية حيث كنت اشتري كيلو الظهر بحوالي الف جنيه و ابيعه بحوالي عشرة الف جنيه. هذه حياة كاملة بها تدريس و أمل في الغد و معاناة لكن أهم محطاتها هي الرفقة، الرفاق المعلمين و رفاق الحر من الفريشة و لسعات شمس الظهيرة و معانقة الحياة حيث لا تفكير في هترشات تطوير الذات التي تملأ الآفاق هذه الايام، فقط معانقة الحياة بفعل الحياة.
الهدف من هذه المقدمة التي استطالت ليس محض تدوين لفعل الذاكرة من زمن غابر مضي بل ايضا هو التذكير بأنه ليس هنالك فرصة، حسب تصوري، لمشروع النهوض الاقتصادي و الاجتماعي بمعناه الواسع في بلادنا ما مالم يحدث أمرين اضافة الي اشياء أخري: أولوهما ادماج القطاع الاقتصادي الغير رسمي و ادخاله في دورة الحياة الاقتصادية الكلية و جعله قطاعا فعالا به فرص للتوظيف و دافعا للضرائب للدولة، ثانيهما تنظيم هذا القطاع الغير رسمي بشكل قاعدي يخلق منه واحدة من اركان المجتمع المدني الحديث المتجاوز للانتماءآت الأولية من علاقات دم و عقيدة من قبيلة و طائفة و غيرها من ولاءآت تقليدية.
من ناحية نظرية و مدخل فلسفي و مفاهيمي لكي تصبح فكرة المجتمع المدني هي اساس لتنظيم المجتمع الحديث و تحدث عملية الانتقال من الانتماءآت الأولية الي علاقات مصلحة حداثية تؤسس لعلاقات حداثية في مجتمع ما قبل رأسمالي لاحداث النقلة الضرورية من مجتمع تقليدي الي مجتمع حديث قائم علي علاقات المصلحة لا الانتماء الاولي لابد من تنظيم للقطاع الاقتصادي الغير رسمي من فريشة و سواقين شاحنات و درداقات و بائعات اطعمة و شاي علي اساس المصلحة. هذا لا يعني أن هذه القطاعات ليس بها اشكال تنظيم حالية قائمة علي اساس الانتماء و الجغرافيا التي هي اساس أي عملية تكوين بنيوي في مراحله التطورية.
من ناحية عملية، من الأجدي للدولة البدء في تنظيم هذه القطاع و ادماجه في منظومة الاقتصاد الرسمي بدلا من التعامل مع اشكالاته المؤقتة من سوء تنظيم و فوضي و تعدي علي المساحات العاملة بمنظور اداري يقتضي ارسال موظفي البلدية أما لجمع الجبايات و التضييق او لمحاربة وجود الفريشة. منذ فترة وجيزة بدأت الدولة حملات للكشة لتكسير الاكشاك التي تم انشاءها من غير تصديقات و مضايقة لستات الشاي و الفريشة و الباعة المتجولين. تفعل الدولة المختطفة هذا الأمر بدافعين: أحدهما الجبايات و المضايقة و الآخر هو ابعاد و اخراج هذه المجموعات من السوق بحجة حماية مصالح التجار من دافعي الضرائب من اصحاب المحلات، و ما بين هذين السببين وضعية كارتيلات الدولة المختطفة و فكرة الرهينة التي تحكم طريقة عمل الدولة السودانية في السنوات الاخيرة كبنية أجتماعية و حالة ذهنية. قبل ايام طالعنا خبر قيام احد الفريشة بطعن موظف بلدية و قتله، بغض النظر عن فهم الحيثيات لذلك الحادث التحليل البنيوي يخبرنا أن القاتل و المقتول كليهما ضحايا لحالة تشوه شاملة للاقتصاد الكلي و التنظيم الاداري للدولة. هنالك عوامل موضوعية تتعلق بتراجع اقتصاد الريف كعامل جوهري دفع بالعديد من سكان الريف للعمل في المدن و تحديدا في القطاع الغير رسمي و هذا أمر يتطلب تحليل شامل لوحده، لكن جوهر التشوه في الاقتصاد الكلي هو الذي جعل من النشاط الزراعي أمر غير مجدي لمجتمعات زراعية و اقتصاد زراعي تاريخيا.
خلاصةالقول، انني مثل غيري كان يمكن أن اكون ذلك الفريشة الذي تم استهدافه بواسطة جهاز الدولة الذي خلق كل الشروط الموضوعية التي جعلت من استاذ بمدارس الدولة الثانوية من غير مرتب او بائعة شاي او بائعة اطعمة بتأهيل جامعي او ان لم يكن ذلك خيار اي منا لامتهان تلكم المهن، و ايضا هذه الشروط الموضوعية كان يمكن أن تخلق مني او من غيري شخص موظف البلدية الذي حول جهاز الدولة الي مجرد كارتيل خاص به و جعله يعتقد أن مصدر رزقه هو استخدام السلطة لمحاصرة الفريشة و الباعة المتجولين و بائعات الشاي و الاطعمة و تحويلهم الي رهائن. ما لم يتم التفكير في أمر الاقتصاد الغير رسمي بشكل معرفي و اسع و بشكل موضوعي فالتعاطي معه سيكون اما حقوقي قاصر اذ يعتقد أن الأ مجرد حقوق و ان الدولة هي العدو أو اداري متعجل يعتقد أن الحل هو في تطبيق مرسوم ادراي و أن هذا القطاع هو مصدر الضرر، و ما بين هذين التصورين الدولة التي تتلاشي و جهازها الذي يتهالك.
 
فبراير 13 2023
Pin It

"العون الإنساني في النيل الازرق "ادارة الازمات وهيبة المفوضية

بقلم : محمد بدوي

تابعت قرارات السيد/ رمضان يس حمد مفوض العون الإنساني بإقليم النيل الإزرق بخصوص تجميد والغاء تجميد عمل منظمة اطباء بلا حدود البلجيكية في الاقليم، صدر قرار التجميد بالرقم ٣ /2023 في ٩ فبراير ٢٠٢٣ حيث استند على، رفض المنظمة التعاون مع لجنة المفوضية فيما يختص بالتخلص من الادوية المنتهية الصلاحية، السبب الثاني هو رفض المنظمة منح وظيفة للتالي في لستة الترشيح حيث ان المرشح الاول يشغل وظيفة بمنظمة اخري، السببان في تقديري يشيران الي ضعف التواصل بين المفوضية والمنظمة وبين المفوضية ووزارة الصحة بالإقليم من جانب اخر فيما يتعلق بمسائل تقنية يحسمها الاتفاق القطري من جانب ولوائح التوظيف والقوانيين السودانية من جانب اخر، ولا يمكن إدارتها بقرارات من جانب واحد وهي المفوضية، بل يتطلب الامر التعاون والتواصل بما تمليه المصلحة العامة، فليس هناك سند للتدخل في التوظيف والتقرير نيابة عن المتقدمين للوظائف، هل حجة ان من يشغل وظيفة في منظمة اخري لا يحق له التقديم والتنافس على وظيفة في جهة اخري؟ وهل يمكن التعامل مع الحالة في سياق الوظيفة كتجميدها حتى يتم اجلاء الامر بدلا من تجميد عمل المنظمة في ظل وجود حوالي ٣٤٠٠٠ الف شخص من المتأثرين بالأحداث يحتمون بمباني المدارس !

في ١٠ فبراير صدر القرار التالي بالرقم ٦/٢٠٢٣ بإلغاء تجميد عمل المنظمة الصادر في ٩ فبراير واستند القرار على خطاب بالرقم ٢٤/أ/١ من وزير الصحة بالإقليم جمال ناصر السيد فحواه " بان هنالك حوجه لخدمات المنظمة " ، اذن صدر القرار والغي خلال ٢٤ ساعة، بعد جهود قامت وزارة الصحة ترفع لها القبعات حيث استطاعت ان تدون درسا مهما فيما يعرف بمهارات التواصل ومستوي المسئولية المطلوبة ولا سيما في مناطق النزاعات التي ترزح تحت الطواري الصحية والامنية معا، بعقدها اجتماع جمع وزير الصحة ونائبته والمديرين التنفيذي من جانب ومدير المنظمة ومكتب الصحة بالمنظمة لينتهي الاجتماع يتحرك وزير الصحة ونائبته للتواصل مع المفوض ثم صدور قرار الغاء التجميد، تصنيف الحالة في تقديري مرتبطة بغياب التنسيق بين المفوضية والمنظمات العاملة وهو امر حسمته التجربة ووضعت له طرق محددة كل ما تطلبه هو المعرفة ومهارات القيادة، بدأت المنظمة العمل بالنيل الازرق منذ ٢٠٢١، بينما عقب التطورات الاخيرة يقدر عدد النازحين المتأثرين والفارين من الاوضاع الامنية فيه خلال الفترة من يوليو الي اكتوبر ٢٠٢٢ ما يقدر ب٩٧٠٠٠ شخص، وصلت خدمات المنظمة وفقا لتغريده رئيس بعثة اطباء بلا حدود السيد / صمويل ديفيد ثيودور بانه خلال العشرة ايام السابقة استقبلت عيادات المنظمة ٧٠٠ من المرضي، وأن تعمل المنظمة في تعاون مع وزارة الصحة بالإقليم، وتقدم خدماتها في الدمازين وقيسان هذا بالإضافة الي اشرافها على عنبر الاطفال بمستشفى الدمازين وعدد من المواقع الاخري .

في تعليق حملته الوسائط بان المفوض اشار الي ان القرار قصد به ابراز هيبة المفوضية، لا ادري اية هيبة يقصد! لكن ببساطة فان الهيبة تبرز عبر التسهيل والتنسيق والاشراف وليس ممارسة السلطة بطريقة تعسفية لان ضحاياها اولهم عنبر الاطفال، هذا الا اذا قام المفوض بإيجاد البديل للقيام بذلك قبل اتخاذ قراره، حسنا تدخل وزير الصحة لتصحيح قراره، فقد كان الاثر قد يمتد كارثيا دون الاعتبار للألاف من الاشخاص الذين بحوجه للخدمات التي يتم تقديمها عبر شراكات مختلفة سواء الطبية، خدمات المياه والصحة.

أخيرا: قرارات طالبان الاخيرة ديسمبر ٢٠٢٢ بمنع النساء من التعليم والعمل في المنظمات اتخذتها حكومة طالبان، فكيف يمكن ان يمتد التعسف في اقليم تديره حركة ترفع شعار السودان الجديد وفلسفته، فهاهي الكرة في ملعب المفوضية لتعزيز التواصل بينها والجهات العاملة بالإقليم وفق أسس عملية ومهنية.

 

 

 

Pin It

"بيزلي" رجل الإختراقات المثيرة، لماذا هو في الخرطوم اليوم؟

بقلم: الجميل الفاضل 
ليس من قبيل الصدفة، أن يصل الي أرض البلاد اليوم، ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي.
عراب اتفاق "إعلان المباديء" المثير للجدل، الذي وُقَّعَ بجوبا في العام قبل الماضي، بين الجنرال برهان والقائد عبدالعزيز الحلو.
وصاحب الدور المفتاحي في الترتيب لزيارة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الي "كاودا" معقل الحركة الشعبية شمال في العام ٢٠٢٠.
وتجيء زيارة الامريكي بيزلي للسودان، فيما غادر الخرطوم قبل نحو اربعة ايام فقط، وفد رفيع المستوي، ضم ستة مبعوثين دوليين كبار.
وقبل وصول وفد من خفر السواحل الأميركيّ الي السودان الأحد المُقبل، للتعرُّف على مدى تنفيذ متطلّبات التدقيق البحريّ الإجباري، وزيارة موانئ البلاد، وعقد لقاءاتٍ مع الجهات ذات الصلة.
وبالطبع فإن بيزلي الذي يتمتع بخلفية سياسية كبيرة، من واقع تجربته كعضو سابق بالكونغرس الامريكي، وكحاكم لولاية "كارولينا الجنوبية"، لم يعرف عنه التقيد بحدود دوره كموظف أممي وكمدير لبرنامج الغذاء العالمي.
ولعل أسطع مثال لإقتحامات بيزلي في ملعب السياسة، ما اوردته مجلة "فورين بوليسي" في وقت سابق من أن بيزلي كان من المفترض ان يزور الخرطوم في ٣٠ أكتوبر من العام ٢٠٢١، في مهمة دبلوماسية بعد خمسة ايام فقط من الانقلاب، تهدف لدفع قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، للتفاوض مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك المحتجز رهن الاقامة الجبرية.
وقالت المجلة ان الرحلة ألغيت انذاك فجأة بعد أن علم الممثل الخاص للأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتيس، بهذه المبادرة، التي لم توافق عليها الأمم المتحدة، ولم ينسق بشأنها مع الدول الغربية، فطلب من بيزلي تأجيل خطط سفره.
وأشارت المجلة إلى أن اقتراح بيزلي تعارض مع مطالب قادة المعارضة في السودان، الذين دعوا إلى استعادة الحكم المدني قبل إجراء أي مفاوضات مع الجيش، واستبعاد قادة الانقلاب في السودان من المشاركة في الحكومة المستقبلية.
وقال جوناس هورنر، كبير محللي شؤون السودان في مجموعة الأزمات الدولية، إن "محاولة مدير برنامج الغذاء العالمي لهندسة تسوية تفاوضية في السودان، نظر إليها على نطاق واسع في ذلك الوقت على أنها مقيدة ومدمرة لتحركات المجتمع الدولي والأمم المتحدة".
وأشار أشخاص مطلعون إلى أن مشاركة بيزلي أعاقت الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن، للتفاوض على حل للأزمة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع للمجلة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "إن تحركات بيزلي أثرت سلبيا على الدبلوماسية الأميركية من خلال تقديم وسيط أو محاور جديدة".
وأعرب العديد من الدبلوماسيين المطلعين على الوضع عن قلقهم من أنشطة بيزلي، وأكدوا أنها تضعف حملة الضغط على المكون العسكري.
وأشاروا إلى أنها شجعت الجيش على الاعتقاد بأنه يمكنه الحصول على صفقة أفضل من خلال بيزلي.
اما اليوم ومع قرب الوصول الي اتفاق نهائي من خلال العملية السياسية الجارية حاليا في مرحلتها النهائية،
تري ما الذي يمكن ان تحمله زيارة مدير برنامج الغذاء العالمي المثير للجدل الذي يعتقد ان تحركاته السابقة كادت ان تعيق جهود ادارة بايدن بالسودان التي كانت تجري بالتنسيق مع بعثة اليونتامس، فضلا عن إعتقاد ترسخ سابقا في ان تحركات بيزلي ربما انعشت امال الانقلابيين حينها في الحصول علي صفقة أفضل عن طريقه؟
Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

301 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع