ابحث عن

السودان الآن

بقلم : محمد بدوي

في البدء الف رحمه ونور على أرواح القتلي وشفاء للمصابين في كل البلاد، ولعل أول ما يجب الإشارة إليه مناشدة طرفي الصراع الدائر بوقف الاشتباك الفوري لحماية أرواح المدنيين والبلاد من الانزلاق، وعلى جميع السودانيات والسودانيين إعلاء روح المسئولية وثورة ديسمبر المجيدة بعدم الانزلاق نحو خطاب الكراهية فهو ما سيسعي إليه الأطراف في سياق ما يجري الآن ..

يتبادر سؤال في الأذهان عن ما يحدث ودوافعه، ما يحدث معركة مؤجلة بين الأطراف عقب المحاولة الانقلابية في سبتمبر ٢٠٢١، التي مثلث إحدى حلقات المحاولات الانقلابية منذ يوليو ٢٠١٩، اسباب تفجرها في هذا التوقيت ارتبط بالتراجع الذي احدثه انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ بما اعاد الموارد والافلات من المحاسبة ومساحة لاعادة تنظيم الصفوف لأعضاء النظام السابق المحلول، محاولات عرقلة الاتفاق الاطاري كانت مؤشرات لعودة ارتفاع وتيرة التوترات بين الطرفين جنرالات اللجنة الامنية والدعم السريع لكن مضت تلك العرقلة الي اسنادها من بعض قادة المؤتمر الوطني المحلول مما جعلها تنتقل الي خطوة تقفز الي السيطرة على السلطة مره اخري، المؤشرات التي سبقت بداية الاحداث من ارسال الدعم السريع قوة في ١٧٠ سيارة عسكرية واحضار قوات من اقليم دارفور الي الخرطوم " ارض المعسكرات بسوبا " كانت تطرح سؤالا عن ماهيتها في ظل تطمينات من قادة الجيش بالعودة الي التهدئة كخطوة للانخراط مجددا في ملف الترتيبات الامنية، هذا فضلا عن انفجار الحال بين ٩ الي ١٣ ابريل ٢٠٢٣ في فور برنقا، كبكابية، ام كدادة ،شالايا بكل من غرب وشمال ووسط دارفور مما خلفت ما جاوز ال ٦٣ من الضحايا بالإضافة الي عشرات المصابين، اضافة الي استهداف ٤ من ضباط الجيش بينهم ضابط صف، وما لا يقل من ١٠ من رجال الشرطة، كل هذا و رد فعل الاطراف في الخرطوم لم يذهب ابعد من النعي لبعض رجال القوات النظامية، فمجمل الحال كان يشير الي أن الأطراف في تركيز مع الخرطوم وما سيحدث فيها .

محاولات السيطرة على السلطة بدأت منذ أحداث فض الاعتصام ثم اتخذت اشكال التراجع الامني الذي شكل دائرة كاملة منذ يونيو ٢٠١٩ في إثارة صراعات اثنيه بين المكونات السودانية بدأ من ولاية نهر النيل التي تمثلت في احداث النوبة والقرعان ثم بورتسودان، كسلا ، حلفا الجديدة، بالقضارف، زالنجي، ابيي ، الجنينة، مستري، فتابرنو، الجنينة، كلبس، سرف عمره،جبل مون، الفولة، الدمازين، فور برنقا، هذا مع استمرار قمع المواكب السلمية التي عاد بعد محاولة انقلاب سبتمبر ٢٠٢١،حتي وصل الحال الي صراع التصريحات الاعلامية بين القادة العسكريين للطرفيين في سياق مع او ضد الاتفاق الاطاري، فالصراع سياقه ان الاسلاميين هم من صنعوا قوات حرس الحدود والدعم السريع للاستعانة بها في الصراع في دارفور، ثم قادت صراعات الاسلاميين الي دخولهم مشهد السلطة عقب سقوط البشير لكن حاول الاسلاميين التخلص منهم مره اخري، لكن دون الانتباه الي ان دخول عنصري الموارد في سياق بنية الدعم السريع جعلها في سياق تحالفات اقليمية، اضافة الي ان التحول الذي حدث في المشاركة في حرب اليمن الذي تحول الي دخول الموارد المادية في سياق المشاركة في خطوة ابعد من سياق المكاسب التقليدية المليشيات التي تكتفي بالغنائم، استطاع الحلفاء الاقليمين والدوليين مساعدة الدعم السريع للوصول الي خريطة كاملة للموارد ودخولها الاسواق الحصرية للتسويق، والنظر الي حماية هذه الموارد في سياق التعزيز العسكري للقوة والسلطة، التكتيكات التي استخدمها الدعم السريع بانسحابه من الكباري والمشاركة في قمع الاحتجاجات من ٣٠ يونيو ٢٠٢٢ جعلته يتبني تكتيك خطابي مساند للحل السلمي وتبني دعم الاطاري مستفيدا من مهادنة المجتمع الدولي له بالاشادات على سبيل المثال كمساهم في استقرار الاوضاع بدارفور في الفترة بين يوليو الي سبتمبر ٢٠٢٢،كما استفاد من انسحابه من مواجهة قمع الشارع في محاولة اكساب قواته انضباط ولغة منحازة الي الاستقرار السياسي وعداء موجه للكيزان

تراجع الجيش تسببت فيه الايدلوجيا التي نفذتها الحركة الاسلامية عقب استيلاءها على السلطة، فعجز عن تحقيق الانتصار على الحركة الشعبية في الجنوب او الحركة الشعبية سمال في الفترة من ٢٠١١ الي ٢٠١٧، عودة ذات التأثير مره اخري في سياق مواجهة الشارع قاد الي اسقاط البشير، لكن الاصرار ظل مستمرا مره اخري عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ وهي الفترة التي استغلها الدعم السريع لتعزيز خطوطه والاستفادة من ان تطور المليشيات مرتبط بتراجع الجيوش لأنها تمثل خصما عليه في الامتيازات وهنا الحالة اكثر تطورا لان مشهدها ارتبط بالتحالفات الاقليمية والدولية والموارد وهو ما يشكل محصلة ما يجري الان في البلاد

الصراع الراهن قادته ثابتون بينما تحول مسرحه من مناطق الصراعات الاخري الي الخرطوم فحوالي عشرون عاما كفيلة بتحول من كانوا يقاتلون للحركة الاسلامية لتظل في السلطة ليتقاتلوا كأصلاء من اجل السلطة لأنفسهم هذا دون اسقاط التحالفات التي اعادت بعض قادة المؤتمر الوطني المحلول الذين كانوا جزء من طرف الصراع مع البشير حل السلطة لاستخدام اللجنة الامنية للعودة للسلطة التي حرمهم منها البشير واسقطهم الشعب معا، اذن دوافع الصراع الان يخص الاطراف لأنه مرتبط بالبقاء، مع الاخذ في الاعتبار الي انعدام الثقة بين الاطراف في حدها الأدنى، اذن مجمل الحالة الان يمثل امتداد للحالة للنظام السابق، فالعتاد الذي يجري به الاشتباك من موارد الدولة التي كانت من الجدير توجيهها لرفاهية الشعب وليس قتله.

ماحملته وسائل الانباء عن استهداف سيارة مصفحة للسفارة الامريكية و الاعتداء على سفير الاتحاد الأوروبي بالخرطوم يكشف ما تحجبه التصريحات المتبادلة من الاعتداءات التي تطال المدنيين تحت نيران الاشتباك، كذلك قد يشير الي انهاك الاطراف عمليا وبداية فقدان السيطرة بينما يظل احتمال دخول المشهد الي رسائل متطرفة وارد.

أخيرا : نناشد بقوة الاطراف بالوقف الفوري للقتال مع تزايد ارتفاع الضحايا وانعدام سبل الاسعاف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pin It

جدل المشافهة الحركات المسلحة ومفهوم الثورة

بقلم : محمد بدوي

في ١٢ مارس ٢٠٢٣ نشرت الأستاذة رشا عوض الكاتبة والصحفية رئيسة تحرير صحيفة التغيير الإلكترونية مقالا بعنوان ".من الذي صنع حركات دارفور " وتلخصت فكرة المقال في "ان دارفور ظلت مسرحا لصراعات السلطة البائسة باعتبار ان الحركات بعضها من صنع الترابي وأخري من صنع الدكتور جون قرنق دمبيور"في١٣مارس٢٠٢٣والسياسي والباحث الدكتور محمد جلال هاشم بمقالة بعنوان " في دارفور توجد ثورة تحريرية عظمي، لكن لم تتبلور لها قيادة ملهمة "وتلخص المقال في"ان هنالك خلل منهجي صاحب مقال رشا تلخص في النظر الي فشل النخب واسقاطه على الواقع" في ١٤ مارس ٢٠٢٣ جاء تعقيبه على جلال تحت عنوان "كيف وجدت المتلازمة الأردولية طريقها الي مقالة محمد جلال هاشم" وتلخص في" أن جلال لم يشرح ماهية الثورة التحريرية العظمي ان رده حمل فشلها في عدم ايجادها لقيادة ملهمة " ٢٦ مارس حمل ردا من القائد عبدالعزيز ادم الحلو رئيس إحدى فصيلي الحركة الشعبية /قطاع الشمال بعنوان " من الذي حركات دارفور" تلخص في " الدعم من الحكومات المركزية لبعد الاستقلال للتمسك بالهوية العربية ثم مساندتها للمكون الرعوي الموالي للسلطة في مواجهة المكون الزراعي اشار اليهما بالعرب والزنوج تحت غطاء محاربة النهب المسلح ابتداء من ١٩٨٢ ثم سرد السجل التاريخي للحركات ودواعي نشأتها في الدفاع عن نفسها ومحاولة الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الراحل جون قرنق للنشاط في اقليم دارفور في ٣ابريل ٢٠٢٣ دلف الي الساحة الدكتورعبدالرحمن الغالي القيادي بحزب الامة القومي بمقال حمل عنوان " في التعقيب على الاستاذ عبدالعزيز الحلو في رده على الأستاذة رشا عوض." وتلخص في " دفعه بان رشا لم تنكرعدالة قضايا الهامش، وتصويب لتاريخ مؤتمر فرولينا الي انعقاده في ١٩٦٦ وليس ١٩٦٧وانه لا علاقة له بتعريب تشاد وايضا لا علاقة له بقصايا السودان ودفع بمساهمات الراحل الامام الصادق المهدي في قضايا الحكم والسياسة والهوية ادبان ممارسته للسلطة والعمل السياسي في السودان وانفصام عري الفترة الزمنية للاستعراض وتاريخ ظهور التجمع العربي "

بعد الاطلاع على المقالات والردود والتعقيب أود إبتداءا الاشارة إلي أن الالقاب قيد التقدير، ثم ازجاء الشكر لرشا ثم جلال على فتح كوة الحوار التي سار في ركبها الحلو وانضم اليها الغالي فالسجلات التي اثيرت في تقديري قد تمتد ولا سيما أن التوقع ربما يجنح الي انتظار التعقيب من رشا، وانضمام اخرين الي الحالة التي طال افتقادها في الساحة السودانية، هذا بالإضافة الي إنها من المؤكد فتحت بابا للنظر الي قضايا كثيرة ذات ارتباط اثارها المقال الاساسي والردود.

لا أود الخوض في محتوي ما نشر ومناقشته او الدلو فيه بقدر أن حيويته اثارت سؤال رئيس المنهج المرتبط بالنظر الي جزء التاريخ السياسي الغير مدون سواء في فترة ما قبل الاستقلال لارتباطه بدارفور التي ضم شمالها وجنوبها" سلطنة الفور" في ١٩١٦ ثم انضم غربها " سلطنة المساليت " في ١٩٢٣ ليتشكل السودان غربا بحدوده الحالية ليستمر عدم التدوين الي الفترة الزمنية لما بعد الاستقلال، بالعودة الي المقال الرئيسي لرشا فقد كشف عن التقصير الجمعي المرتبط بالتوثيق لنشأة ومسارات الحركات المسلحة المنحدرة من اقليم دارفور التي انطلق نشاطها في ٢٠٠٢، وظرف نشأتها هل مستقلة ام جاءت تحت تأثير وتحفيز من الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الراحل الدكتور جون قرنق دمبيور في اشارة لحملة الحركة الي دارفور في ١٩٩١ والتي عرفت شعبيا بحملة بولاد، وهنا تعود مسالة التوثيق كمرجع لفك هذا التساؤل بالرغم أن فكرة الثورة في الهامها لا تثريب في انتقالها الي الشعوب او المجموعات التي تري توافر رؤي تؤسس لثورة، عزز جلال من الظروف الموضوعية لنشأة الحركات في دارفور وارتباطها بالمشهد السياسي لإدارة الدولة، بالمقابل دفع الحلو برده الذي عمل إلي التأسيس التاريخي للمقاومة الثورية في دارفور، من جانبه فتح الغالي نافذة حول ما اثير من دور لحزب الامة بشكل أخص حول السياسات التي ارتبطت بالأزمة في الإقليم تاريخيا ودور ومساهمات الامام الراحل الصادق المهدي التي ظلت تسعي لدور رشيد في مناقشة القضايا وادارة السلطة" .

اهمية المنشورات انها أثارت الانتباه لسياق التكوين للدولة السودانية والعلاقة المرتبطة بالتأسيس لدولة ما بعد الاستقلال، في تقديري أن حيوية ما اثير في شموله يفتح الباب لكي تدلف النيل الأزرق الي السياق في كونها خرجت من نطاق المناطق المقفولة في ١٩٢٢ مع الأخذ في الاعتبار سيادة القانون العرفي لسلطنة الفونج على نمط العلاقات وتنظيمها، ولعل السؤال حول كيفية تشكل الدولة بحدودها الحالية وهل تم استيعاب المحمولات الثقافية في مجملها بما يشمل القوانيين المنظمة التي كانت سارية عن طريق دمجها في القواعد والسياسات والقوانيين التي صدرت من الحكومات المركزية ام ان هنالك عملية احلال تمت دون مراعاة للحالة الثقافية الراسخة في وجدان شعوب تلك المناطق! من جانب اخر هل استوعبت سياسات حكومات ما بعد الاستقلال المكونات والكيفية التي تكونت بها الدولة استنادا على معايير المواطنة المرتبطة بالسياسات الداعمة للحقوق ومراعاة التنوع والتكافؤ!وعلاقة مجمل السياسات بالتعاطي مع مسارات تكوين هوية وطنية في الاعتبار طريقة الحكم التي تفلح في ادارة رشيدة متسقة مع الظرف التاريخي والجغرافي .

التوثيق لنشأة الحركات المسلحة ودوافع وظروف نشأتها بالضرورة يدفع الي شمول الاحاطة بسجل المقاومة في فترتيها قبل وبعد الاستقلال للارتباط العضوي بينها، فعلي سبيل المثال لا الحصر شهدت الثورة المهدية في احدي مراحها مقاومة في شمال دارفور قادها عثمان ادم الذي اشتهر ب" عثمان جانو" الذي ارخت له الاستاذة اخلاص على حمد في رسالة لنيل درجة الماجستير في التاريخ من جامعة الفاشر، ثم أحداث مقاومة للاستعمار في ١٩٥٢ التي كان مركزها الفاشر.

في سياق نشأة الحركات المسلحة الراهنة في تقديري أن دوافع واسباب النشأة تتطلب النظر الي واقع الحالة السياسية المرتبطة بسيطرة الحزبين الكبيرين الامة والاتحادي ولماذا انكسرت حلقة النفوذ بظهور الحركات المسلحة، وهل هنالك علاقة ارتباط بأسباب اخري مثل سياسات الحكومات المركزية وترسيم حدود الدولة الغربية ومسالة القوميات، اضف الي اثر السياسات الاقتصادية المركزية في تراكم اسباب الحالة على سبيل المثال دعم القطاع الرعوي في دارفور استنادا على نسبة مساهمته في الميزانية العامة مقابل اهمال القطاع الزراعي لتراجع مساهمتها او تخلف بينتها ابعد من الاكتفاء الذاتي بشكل عام، وهو النقيض الذي تم في شرق السودان من دعم القطاع الزراعي الالي مقابل اهمال القطاع الرعوي وهو ما استفاض فيه الدكتور محمد سليمان في كتابه "دارفور صراع المواد والهوية" أضف الي ذلك تاريخ المليشيات من ١٩٨٤ ودور الدولة المحوري فيها وانتاجها لعسكرة حياة بعض المجموعات وكيف وظفت الحركة الاسلامية عقب استيلاءها على السلطة في ١٩٨٩كل تلك التناقضات من اجل احكام بقاءها في السلطة بما قاد إلي المساهمة في تراكم أسباب انفصال الجنوب، وفي الاعتبار الراهن المحتقن في السودان ونقل مسرح الصراع الي دارفور مع الارتباط بالموارد النفوذ الاقليمي المتجه أنظاره نحو رعاية المصالح فضلا عن صراعات دول الجوار ومشاركات القوميات.

رد فعل السلطة المركزية على ظهور الحركات وماهيته وما نتج عنها، التكتيكات التي استخدمت مثل الرقابة على ما حدث منا نتج عنه تراجع معرفة السودانيين والسودانيات عن ما جري في دارفور من مصادر اعلامية وحقوقية وطنية بما انتج تراجع في التضامن مع الضحايا فاعتصام نيرتتي في ٢٠٢٠ كان حدثا تاريخيا قاد الكثيرين الي اعادة اللحمة واكتشاف السودان في جغرافيا كانت محصنة بالرقابة بل ترزح تحت وطأة رقيب واخفاء انماط الانتهاكات وتكذيبها في حالة مورست فيها ممارسات مثل العقاب الجماعي والتجفيف الاقتصادي وغيره.

الحركات المسلحة وحركات الكفاح المسلح، في تقديري هو سؤال محوري في المنشورات لكن للوصول الي اجابات لابد من استصحاب السجل اعلاه واضافة للبحث عن العوامل الذاتية المرتبطة بالحركات من مسالة المنفستو، القيادة والتحولات المطلوبة في السياقات الزمنية وهذا لا ينفك عن استصحاب لماذا تم استخدام مجموعات من داخل وخارج الاقليم في سلك المليشيات وعلاقة الامر بسياسات الدولة الاقتصادية في التمييز في التعامل بين علاقات الانتاج الرعوية والزراعية، وهو الامر الذي عمد على قطع حالة الديالكتيك لينصب فخ التقابل بين أطراف الحالة.

أخيرا : ستظل الحوارات التي تلامس قضايا محورية ذات اثر مهم في السياق فهي تحفز للنظر والقراءة والتحليل واستدراك السجل في انتباهه لما ظل مركونا في الاذهان والمشافهة، التوثيق والتدوين للتواريخ يطل مرتبطا بمهام التأسيس للدولة السودانية في سياق الفترة الراهنة فالتأسيس للديمقراطية والاستقرار يتطلب التعامل بمنهج مع القضايا المختلفة بما فيها الحرب والسلام بامتدادها الي خارج الحدود سواء اليمن، ليبيا وافريقيا الوسطي والمواطنة فلا زلنا نتجادل حول من نحن! مع الاخذ في الاعتبار أن المطلوبات للتوثيق والنظر للسياق الي جانب المنهج يتطلب النظر بدقة الي القاموس اللغوي لتوصيف الاحداث واسباب نشأتها وتطورها فتصنيف علاقات الانتاج وما تفرع من انماط مشتركة زراعية ورعوية كنتاج لظروف طبيعية وغيرها والنظر اليها بما يكسر حالة التقابل التي صارت ملغمة ذهنيا وفي أرض الواقع بالبارود، والشاهد أن بيانات اتنسيقة النازحين واللاجئين بدارفور لا تزال تشير الي المنتهكين ب"الجنجويد" بالإضافة الي التفرعات المهملة في استخدامات الموارد مثل السياحة فضلا عن الموارد الجديدة كالذهب والبترول والتغيرات الديمغرافية كحالة ارتبطت بعوامل طبيعية وسياسية في سياقي السلم والحرب معا يمكن أن يساهم في ذلك لأنه يمكن من قراءة السياسات في سياقاتها المختلفة سواء الاقتصادية ام السياسية فصار من الضروري ان تشمل التطورات والمالات المحتملة فالتعداد السكاني في شموله كأرقام فحري النظر الي فئاته التي بها جيل ولد وترعرع داخل مخيمات اللجوء والنزوح ورغم ذلك على ارتباطات بالحركات المسلحة وبلجان المقاومة دون اغفال انخراط البعض في سلك القوات النظامية كالشرطة كفرص عمل أو للحماية حتى نحفز الحالة للمضي من نحو حوارات أعمق تحمل وقائع تسند ترجيح الاقتراب من الواقع .

 

 

 

Pin It

شيخ الرفاعي ورجال الدين

صلاح شعيب

للفن وظيفة، ولرجال الدين كذلك. التقاطعات بين الوظيفتين مفهومة بحسب أن للمجالين مرجعيات متنوعة. كلُ واحد منهما يقوم على فهم مغاير للحياة. التوفيق صعب بين مفهوم المبدعين لخلافة الحياة ومفهوم رجال الدين لدورهم في دفع الناس إلى الجنة. ومهما حاول المجتهدون في خلق الرابطة القوية بين الفنان والواعظ فإن اصطدام المرجعيتين تسم الناتج. فليكن الاختلاف بين الوظيفتين في المجتمع كامنة، ولكن يظل أدب الخلاف هو المسيطر على كل مستجد فني، أو وعظي. ذلك هو الأمل.
فإنك كرجل دين لا تستطيع أن تكره الناس على سندك الشرعي مهما حاولت تأويل آيات، وأحاديث. وأنت كفنان لن ترضى عنك الأئمة حتى تتبع ملتهم. فمهما سقت من أسانيد للدفاع عن وجهة نظرك فإنك حكواتي لا غير في مفهوم المتشددين من الدعاة. المهم هو حفظ مسافة الاختلاف بحيث ألا تخرج القضية من إطارها نحو ملاسنات بين الجانبين غير موضوعية، أو عنف، وكذا. وما دام العنف مجنباً في لحظة الحوار فنحن في فسحة من الوصول للمجتمع المتحضر.
طبعاً هذا التجريد لفهم علاقة الفنان بالداعية يحدث في المجتمعات التي لديها ديموقراطيات راسخة عززتها قوانين للتعايش السلمي وسط طوائفها. بل عمقتها الممارسة للديمقراطية التي جنى الجميع ثمارها، وأصبح الكل يدافع عن حرية الطرح لأنه محمي بها. أما في مجتمعاتنا التي يعلو فيها صوت الإكراه السياسي، والديني، والمذهبي، فإن الأمر يختلف بدرجة مهولة.
فقد تابعنا جميعا الهجمة الشرسة على مسلسل "ود المك"، وتحديداً شخصيته المحورية، وهو الشيخ الرفاعي التي أجادها صديقنا الممثل صلاح أحمد محمد.
جل الهجمة جاءت من بعض رجال الدين في المساجد الذين يتبنون المنهج السلفي المتشدد. وكنت استمعت اليوم الجمعة لوعظ من على سدة المنبر لشيخ ترك كل موضوع المسلسل ليسقط كراهيته للعلمانيين. وراح الشيخ الذي لم ينتظر نهاية قصة الرفاعي ليصب جام غضبه على المسلسل، ويربط بينه، ومعاهدة سيداو، والمثليين. هذا النوع من الوعظ واجهته الدراما السودانية على طول تاريخها الذي قارب نصف قرن. ومثلت حادثة العجكو حتى الآن أكبر تطرف واجه الدراميين حيث اعتلى الإسلاميون خشبة المسرح في جامعة الخرطوم، وضربوا الممثلين والممثلات حتى تدخلت الشرطة. وهذا العنف واجه الفنانين كلهم في كثير من الأحيان في العاصمة، والأقاليم.
وأذكر أنني أجريت حواراً مشتركاً داخل الإذاعة مع الممثلين إسماعيل خورشيد، وياسين عبد القادر، والذي قال إنه كان يمثل دور الرجل الشرير في مسرحية عرضت في إحدى بقاع السودان. وسارت المسرحية على هذا المنوال حتى نط أحد الرجال في الخشبة شاهراً سكينه على بعد خطوات من يس الذي وجم من هذا التهجم. وفيما كان الشرر يتطاير من عيون الرجل المتهجم كان على وشك ان يغرس السكينة في وجه الممثل الذي أجاد الدور لولا تدخل الممثلين. ولكن شخصية الرجل الشرير التي مثلها المخضرم يسين في القصة ينتهي به الأمر إلى التوبة، والاستغفار، وطلب الحج. ولكن المتلقي البسيط لم ينتظر المسرحية حتى نهايتها ليصفق، أو تنزل دمعة من عيونه، لأن شريراً بذات مساء تاب، وقد تاب الله عليه.
الإصلاح في البلاد لا يتعلق فقط بالدمج العسكري، وإنما أيضاً بالعقليات التي لها دور في المجتمع. فرجال الدين - مع التحفظ على المصطلح - ينبغي أن يعاد تأهيلهم بالقدر اللائق حتى لا يثيروا الفتن. وقد دفعنا ثمناً كبيراً للهوس الديني الذي أضر بفقهنا في مقدماته، ونتائجه.
فحرية الإبداع شرط أساسي لتطوير المجتمع. والمسرحيون، والدراميون، حداة الركب في خلق مشروع الدولة الوطنية، ويحتاج إليهم الناس للتنوير، والتطرق للظواهر السالبة في جميع أنشطتهم المجتمعية. وفئة رجال الدين مثل السياسيين، والمثقفين، والدبلوماسيين، والإعلاميين، وسائر فئات المجتمع. فيهم الصالح، وفيهم الطالح. وشخصية شيخ الرفاعي تجسدت في معظم الشيوخ الذين قدموا لنا أنفسهم بأنها هي لله، وانتهت بهم التجربة إلى ملاك آلاف الأفدنة، ومستثمرين دوليين، وأصحاب بنوك، ومستوردي بترول، وامتياز صحف، وممتلكي مستشفيات First Class، وبواخر تجوب البحار، ومحميات أبقار ودواجن في الدندر، وأصحاب قناة فضائية في تركيا كذلك.

Pin It

دارفور من يريد إعادة عقارب الساعة الي العام 2003

كتب عزالدين دهب

 

عاشت دارفور اسوأ أزمة انسانية في مطلع الالفينيات تمخض عنها مئات الالاف من القتلى وأكثر من مليونين بين نازح ولاجئ واحرق اكثر من ثلاثة الف قرية كل ذلك جراء حرب ضروس عاشها اقليم دارفور استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة.

كان نظام البشير باطشا وقاسيا تجاه شعبه، تلك الحالة تسببت في مجموعة من الازمات الامنية والإنسانية فانتشر السلاح وتدفق من كل دول الجوار ونشطت تجارة السلاح حتي أصبح الحصول علي السلاح أسهل من شرب الماء في ظل تفرج الحكومة وأحيانا اخرى هي الموزع الرئيس للسلاح هذا الأمر دفع اهل دارفور ثمنه باهظا فما زال السلاح يحصد الأرواح وهو  لم يستثني احد  حتي ضباط القوات المسلحة والقوات النظامية مثلما حدث في نيالا والضعين والفاشر وزالنجي في متوالية هندسية القاسم المشترك بينها هو القتل ولاشيئ غير القتل .

اليوم شهدت ولاية شمال دارفور حادث راح ضحيته  نائب مدير  بنك الادخار بمحلية الكومة  اسماعيل محمد جزو، والعامل اسماعيل الطيب،  والسائق ابراهيم بخيت  والشرطي فوزي ابراهيم جابر . بعد أن اعتدى عليهم مسلحون علي متن عربة ذات دفع رباعي مسلحة بالدوشكا وامطرو العربة التي تقل مبالغ مالية تبع البنك لتدمر العربة تدميرا شاملا ويقتل من فيها وتنهب مبالغ 60 مليار ج سوداني كل ذلك في الطريق الذي يربط بين الكومة التي تبعد من الفاشر  حوالي 83 ك .

بهذا الحادث اكتملت دائرة الفعل الشرير لتشمل ولايات دارفور الخمسة في أقل من أسبوع قتل ضابط في نيالا وقتل ضابط اخر من الدعم السريع في الضعين شرق دارفور وقتل مقدم قوات مسلح بذات الطريقة في مدينة زالنجي وفي الأثناء شهدت ولاية غرب دارفور حادثين منفصلين في قتل صبي لم يبلع عمرة ال13 عاما في مدينة الجنينة برصاص مسلحين وفي فوربرنقا هي الأخري اشتعلت بسبب مقتل ثلاثة أشخاص.

جميع هذه الأحداث تؤكد فشل الأجهزة الامنية بكل ماتملك من عدة وعتاد فشلت في أن تبسط هيبة الدولة لتغرق دارفور في بحور دماء والاجهزة تتفرج مكتوفة الأيدي لاحول لها ولاقوة، ترى هو العجز ام الفشل ام التواطؤ هكذا يتسآءل اهل دارفور الذين مازالت فوبيا الحرب اللعينة في العام 2003 تلاحقهم.

لكن هذا الأمر مع الاسف الشديد لايحرك ساكنا في حكومة المركز المشغولة في صراع الكراسي والحصص

هذا الأمر وكان هناك جهة تمسك بالريموت كنترول تريد إعادة عقارب الساعة الي العام 2003

رحم الله الموتي والعزاء لاهلهم

وحسبنا الله ونعم الوكيل

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

512 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع