ابحث عن

تعطيل العام الدراسي ...مخاوف عديدة

معلمون:  التأجيل المتكرر سيؤثر علي خطة العام الدراسي ..والمقررات يمكن إكمالها اذا.....

استاذ جامعي: التقويم التربوي محسوب بالساعات والايام واي خلل فيه يؤثر سلبا

اختصاصي نفسي : تأجيل الدراسة يعتبر كارثة نفسية  إجتماعية وتمتد آثاره لزمن قادم

خبيرتربوي: البيئة الغير صالحة للدراسة والمناهج الطويلة  تحتاج  لمراجعة  في الفترة الانتقالية

تحقيق :هانم ادم حسين

عقب تأجيل  للمدارس لاكثر من مرتين اعلن  رئيس مجلس الوزراء  عبد الله حمدوك، باستئناف العام الدراسي لمرحلتي الأساس والثانوي في جميع ولايات السودان كحد أقصى 15 سبتمبر 2019. ووجه وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بتوفير مطلوبات استئناف العام الدراسي.وخصص الإجتماع  الذي ضمه مع عدد من الوزارات والجهات ذات الصلة بمجلس الوزراء لترتيب استئناف الدراسة بمرحلتي الأساس والثانوي، ووقف ألإجتماع على الترتيبات الفنية الخاصة بمعالجة أيام الدراسة التي فقدت من العام الدراسي خلال الفترة الماضية .ووجه  بالاستفادة من عطلة السبت وعطلة الدورة المدرسية لتعويض العام الدراسي.

فيما  أعلن والي ولاية الخرطوم الفريق أحمد عبدون أن استئناف العام الدراسي بولاية الخرطوم سيبدأ السبت 14-9-2019 ، مؤكداً التزام حكومة الولاية في استمرار تنفيذ حملات إصحاح البيئة وردم البرك وتعبيد الطرق المؤدية للمدارس .

وواجه العام الدراسي الحالي العديد من العثرات منذ إنطلاقته في يونيو المنصرم  فنتيجة للاوضاع  السياسية  التي شهدتها  البلاد في الفترة الماضية والتي الغت بظلالها علي كافة القطاعات خاصة التعليم حيث تم الإعلان عن تأجيل العام الدراسي لثلاث مرات متتالية .

(سلام ميديا) سعت عبر هذا التحقيق للتعرف علي تعطيل وتأجيل الدراسة  خلال الفترة الماضية والاثار النفسية والإجتماعية له وإمكانية إكمال المقررات في الوقت الراهن وذلك عبر مختصون في المجال

حالة من القلق والمخاوف

ولم يجد الإيقاف المستمر للدراسة  في الفترة السابقة القبول لدي كثير من الأسر وأدخل  الكثير منها خاصة الأمهات  في حالة من  القلق والمخاوف وبرر عدد منهم ل(الأخبار ) مخاوفهم بأن المناهج كثيرة وقد لا يكفي الوقت المتبقي لإكمالها لاسيما وان هناك طلاب سينتقلون  لمرحلة اخري (ثامن وثالث) الأمر الذي قد يضع المعلمين امام خيار ضغط الطلاب في الفصول الدنيا  لإكمال المقررات ومن ثم الإلتفات الي الممتحنين الذين سيتم الضغط عليهم ايضا  لإكمال المنهج  ، هذا من جانب ومن جانب اخر تكمن مخاوف الامهات من تعرض ابنائهن للخطر نتيجة لتضرر الكثير من المناطق والمدارس بصفة خاصة من الامطار التي ضربت الولاية مؤخرا ولجؤ الاهالي في كثير من المناطق للسكن بالمدارس ، بجانب  ذلك فهناك مخاوف ابداها الخبراء التربويون لجهة ان التعليق المتكرر للدراسة قد يؤثر على الطلاب في كل المراحل الدراسية  .

أثر سلبي

وتقول  الاستاذة  اماني عثمان استاذة بمرحلة الثانوي ل(سلام ميديا ) أن التأجيل الذي صاحب  المدارس  في الفترة الماضية قد يؤثر علي خطة العام الدراسي مبينة ان الفترة المتبقية لا تكفي للمقرر مالم يتم الضغط علي الطلاب . وتضيف يفترض أن تكون  المدارس قد اكملت  ثلث المقرر وذلك من خلال إستمرار الدراسة لمدة شهرين علي الاقل ولكن ماحدث  اننا  درسنا الطلاب لثلاثة أسابيع فقط الأمر الذي له الأثر السلبي علي الطلاب .وتضيف  ولكن اذا طالبونا بان نكمل المقرر للفصول  الدنيا (اولي وثانية) في شهر فبراير المقبل فسوف نضطر للضغط علي الطلاب او ان يكون هناك خيار اخر وهو تقليص جزء من المقرر .وتستدرك قائلة اذا تم تقليص  باب من كل المقررات مثلما حدث في العام الماضي فسيكون ذلك  خصما علي المقرر.وتري إمكانية تلافي الأمر  اذا تم إستئناف الدراسة في بداية سبتمر .

الإستفادة من الوقت

فيما قطعت الإستاذة سعاد عبد الرحمن استاذة بمرحلة الاساس  بصعوبة فتح المدارس في هذا التوقيت تحديدا وتبررذلك  بتأثر  عدد من المناطق والمدارس بالأمطار والسيول الاخيرة  ،وتري بان الفترة المتبقية تكفي لإكمال المناهج الدراسية ، وتشير الي إمكانية الاستفادة من الخمسة عشر يوما المخصصة  للدورة المدرسية لهذا العام  بجانب تقليص فترة الإجازة الي اسبوع وبذلك تصبح هناك إمكانية لإكمال المقررات ، بيد انها تعود لتؤكد بأن تعطيل الدراسة سوف  يؤثر علي المستوي الدراسي للطلاب لجهة انهم لا يدرسوا او يستزكروا دروسهم في هذه الفترة .

جودة التعليم

وحسب الخبير التريوي مبارك  يحيي فان الامر قد يؤثر علي جودة  التعليم نفسه مبينا ان إغلاق وفتح  المدارس قد يخضع  لمسببات تربوية ويشير الي ان بداية إنطلاقة العام الدراسي  كانت متعثرة،  واغلقت المدارس  لثلاث مرات . مضيفا بان  استعدادات  العام  الدراسي  الجديد دوما لا  تكون مبنية علي دراسة كل احتياجات الدراسة من  ناحية تجهيزات (كتب ، معلمين،وغيره)ويضيف حتي مسئولي الولايات يؤكدون في تصريحاتهم بان إستعدادتهم لفصل الخريف قد اكتملت بنسبة 100% ولكن بمجرد هطول الامطار تظهر الحقيقة وكذلك المدارس . ويري ان زمن الدراسة لابد  وان يتوافق  مع المناهج وإكمالها في الزمن المحدد لها،  مشيرا الي ان مايحدث يؤثر علي جودة التعليم ، ويشير الي عدم وجود إتفاق علي امر التعليم  كما ان البيئة غير صالحة للدراسة والمناهج طويلة وكل هذه الامور تحتاج  لمراجعة  في الفترة الانتقالية القادمة ويشدد علي اهمية ان ينال التعليم حظه في جانب إعادة السياسات والقوانين وياخذ كل المتطلبات التربوية .

فيما  يرجح خبير تربوي  اخر أن يكون هذا التأجيل بسبب الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد فضلا عن الظروف الطبيعية وهطول الامطار، مطالبا وزارة التربية والتعليم باعادة جدولة العام الدراسي مع استبعاد شهري 7 ، 8 لأنها شهور الخريف في السودان ، منوها الى تأثر اكثر من منطقة ومدرسة بالامطار في كل مدن السودان المختلفة.

تقويم تربوي

العام الدراسي مربوط بقويم معين يتم العمل وفقه وفي هذا الجانب يشير الاستاذ الجامعي والخبير التربوي بروفسير محمد عثمان الي اهمية التقويم التربوي مبينا انه محسوبا بالساعات والايام مشيرا الي ان اي خلل في عدد الايام والساعات قد تؤثر سلبا علي الطلاب لافتا الي ابتداع الكثير من الاشياء والتي اثرت سلبا علي التقويم الدراسي خلال فترة النظام السابق مثل الدورة المدرسية  واعياد الحصاد والمجاهدين سواء كانوا اساتذة او طلاب ، مضيفا بان العملية التربوية عبارة عن مدخلات ومخرجات .وأنها من الثوابت واي تغيير فيها لايتم بالمزاج ، مشيرا الي ان امر التربية مربوطة بالدستور لذلك لا يفترض  تدخل اي حكومة فيها او إجراء اي تعديل الا بالرجوع الي الشعب ،ويقول ان العملية التعلمية والتعليمية اصبحت عشوائية خاصة إعداد وتدريب المعلم ،هذا بجانب كثرة المناهج والتي يفترض ان توضع عبر مختصين ،مضيفا بان العمل  التربوي يفترض ان يقوم علي مخطط فلسفي قيمي تاريخي إجتماعي .،وقال ان مايحدث حاليا ليس له علاقة بالمخطط الفلسفي القيمي التاريخي الإجتماعي والفلسفة السائدة هي النفعية او الاصولية او الزراعية البرازماتية .ويتسأل اين عناصر المنهج المتمثلة في الأهداف ،المحتوي ،أساليب  التنفيذ والتقويم مبينا بان لكل مرحلة من هذه المراحل التعليمية اهداف لافتا الي ان التربية السودانية لها أهداف عامة تنفذ من خلال الأهداف الخاصة وعلي حسب توجهات الامة فأين هذا ؟

ويضيف قائلا أن المركز القومي للمناهج والبحث العلمي مسير وليس بموظف لذلك نطالب بهدم التمكين والقضاء عليه خاصة في مجال التعليم (اساس وثانوي وعالي)علي ان يحل محله التمهين وذلك بالإستعانة بالمهنيين .

تهئية البيئة

وتربط الاختصاصية الاجتماعية ثريا ابراهيم مسألة فتح المدارس بتهئية البيئة حتي وان كان هناك تأخير في العام  الدراسي وتقول نحن نتحدث عن سلامة الاطفال من ناحية حقوقية . وتتسأل هل الفصول حاليا وفي هذا التوقيت مهئية تماما لاستقبالهم ؟ خاصة في ظل الاوضاع البيئية الحالية ،وتقول بهذه الطريقة فإن الطفل لن يكون مرتاحا وسيصبح هناك  قلق دائم من قبل  الاسر والامهات علي وجه الخصوص  وتعتبر ان هذا الامر اهم من الدراسة  واللحاق بالعام الدراسي .وتزيد ان الاوضاع الحالية لا تشجع الامهات بان يقبلن بفتح المدارس لاسيما وان الزاكرة مازالت تختزن وفاة طفلات وتضرر بعضهن في احدي المدارس في الخريف الماضي جراء سقوط حائط المدرسة عليهن ، ومن ناحية أخري توجد مدارس لا تعاني من اي مشاكل من ناحية مباني  وتتسأل هل من العدالة  بان يستمر طلاب في الدراسة في الوقت الذي يتوقف اخريين عنها وتضيف قائلة   لن تكون هناك عدالة  حقيقية لذلك لابد من الرجوع الي تهئية البئية للمدارس  .وتقترح ثريا  تغيير تقويم العام الدراسي بحيث يبدأ  في شهر سبتمر وينتهي في مايو .

إحباط نفسي

اثار نفسية بجانب الاجتماعية قد تتبت علي اغلاق المدارس  وهذا مانبه له الاختصاصي النفسي ومدير مركز التأهيل الطوعي لحماية المرأة والطفل الدكتور ياسر موسي قائلا علي الرغم من الاسباب الموضوعية لإغلاق المدارس والمتعلقة بالفيضانات  والأمطار من جهة وترتيبات الفترة الإنتقالية من جانب اخر الإ ان ان تأجيل المدارس بعد افتتاحها يعتبر امر شديد القسوة علي التلاميذ الأطفال  لانه يشير الي عدم اهتمام الدولة بهذه الشريحة وهي وقود الثورة والتغيير.مضيفا ايضا من الآثار النفسية التي ترتبت علي هذا التأجيل حالة الإحباط  النفسي الذي بدوره أدي الي إنصراف تام للتلاميذ عن الدراسة والتحصيل الأكاديمي وحالة الترأخي والإتجاه الي اللعب واللهو ومشاهدة التلفزيون وبالتالي إنعدام الدافعية لأداء أي مهام ذات صلة ببناء المهارات والمعرفة.

ويشير ياسر الي وجود آثار ذات بعد إجتماعي وصحي يتمثل في لجؤ التلاميذ للعمل في مهن هامشية تتسم بالخطورة علي الجانب الصحي كما نرأه في الشوارع وإشارات المرور ناهيك عن التعود علي عادات ضارة بعيدة عن الجانب التربوي .ويختتم حديثه بقوله ان تأجيل الدراسة  يعتبر كارثة نفسية ، إجتماعية بكل المعايير وقد تمتد آثاره لزمن قادم .

ظروف موضوعية

فيما يبين مدير المكتب التنفيذي للجنة المعلمين وعضو تجمع المهنيين علي عبيد ان تأجيل الدراسة بولاية الخرطوم  في الفترة السابقة لإكثر من مرة كان لظروف موضوعية منها الوضع الامني الغير مستقر وتأثيره  علي الطلاب مبينا  ان الناحية الامنية  في الفترة الماضية كانت تتطلب التأجيل فضلا عن ضرورة توفير مطلوبات إستقرار العام الدراسي  وتهيئة البيئة ومراجعتها لاسيما  وان الوضع الاقتصادي في الفترة الماضية كان ضاغطا  بجانب الرسوم الدراسية  التي كانت مفروضة  علي الطلاب مضيفا كان لابد من معالجة هذا الامر قبل فتح المدارس .مقرا بصعوبة فتح المدارس في ظل وجود العديد من الإشكاليات  التي تتطلب المعالجة الفورية لاسيما وان البلاد تمر بمرحلة جديدة ويتطلب الامر ان يكون التغيير شاملا ليس في الجانب السياسي فقط مع الوضع في الإعتبار التشكيل الوزاري القادم لجهة ان الوزارءالجدد ستكون لديهم رؤية جديدة وفقا لمتطلبات المرحلة ويشير الي اهمية إعادة هيكلة  الوزارة نفسها ويقول ربما هناك إشكاليات واجهت الوزراء القدامي  في العمل . ويضيف هناك تخوف من الاسر فيما يتعلق بالفترة الدراسية ويطمئن بقوله يمكن ان يعالج هذا الامر عبر تمديد العام الدراسي.

مطلوبات

ووافق  حديث الاستاذ علي عبيد  بيان لجنة المعلمين السودانيين بخصوص استئناف الدراسة للعام (2019 ــ 2020م) والذي اصدرته في الثلاثون من اغسطس والذي اشار في مطلعه  الي بيانهم السابق والموقف من بدء العام الدراسي وربطه  ببعض المطلوبات والتي تتمثل في قيام الحكومة المدنية ، تهيئة البيئة المدرسية، إزالة المظاهر العسكرية من المدن، إقالة رموز النظام السابق من المؤسسات التعليمية وتحسين وضع المعلم.

وقال البيان ان المجلس العسكري حينها لم يعر حديث اللجنة أدنى اهتمام حتى جاءت كارثة الأبيض وما تبعها من تداعيات، حيث طالبت اللجنة يومها بتعليق الدراسة إلى حين تهيئة المناخ لعام دراسي معاف يشبه الثورة في عظمتهاولفت البيان الي ان  الخريف زاد الأمر تعقيدا، مما طرح وبقوة ضرورة إعادة النظر في التقويم الدراسي بصورة تراعي المناخ السوداني ووضعية المدارس.وبحسب البيان فقد تم الإتفاق داخل هياكل اللجنة وبعد دراسة الوضع واستصحاب كل الجوانب ورؤية أصحاب الشان من الخبراء على رؤية يتم تبنيها والسعي لإنزالها على أرض الواقع تتمثل في إستئناف  الدراسة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر،ويتم تعويض الفاقد من الأيام والبالغ تقريبا شهر ونصف بان يتم التركيز في الفصول الدنيا في المرحلتين على المطلوبات الضرورية من المواد، اما الفصول النهائية (ثامن -ثالث) فيتم تأخير إمتحانات الشهادتين بما يمكن الطلاب من إكمال المقررات الدراسية بصورة معقولة،علي ان تسعى الحكومة وبكل طاقاتها خلال الفترة القادمة لتهيئة المدارس وتأهيل المدارس المتضررة -بقدر الإمكان- جراء السيول والفيضانات.وتتبنى وزارة التربية والتعليم برنامجا اسعافيا يتم من خلاله إكمال النقص في الإجلاس والكتب وغيرها من ضرورات العملية التعليمية .

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

202 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع