مرضى الكلى من اللاجئين الجنوبيين..المال مقابل حق الحياة

الخرطوم: أجوك عوض
يواجه ما يفوق الـ50 شخصاً، من مرضى الفشل الكلوي من لاجئ دولة جنوب السودان بالسودان مخاطر صحية خطيرة ومباشرة جراء عدم تمكنهم من توفير رسوم جلسة الغسيل الواحدة والتي تبلغ 1850 جنيه سوداني، واعتذر لهم المركز المختص بتوزيع مرضى الغسيل الكلوي عن عدم إمكانية توزيعهم بالمراكز لجهة أنهم أجانب في حين  قصر التوزيع على مراكز الغسيل للمواطنين السودانيين و مع اشتراط الحصول على الرقم الوطني  ليتم التوزيع.
وانقطع الرجاء إلا على الله :


مارسا بيتر صبية في العشرين من عمرها تعرَّضت  لصدمة بالغة وهي تطالع  تقرير الطبيب الذي تضمن إفادة بحاجتها للخضوع لعملية غسل الكلى  ساءت حالتها الصحية والنفسية معاً، لجهة أنها دخلت الأراضي السودانية لاجئة فراراً من لظى الحرب التي اندلعت في بلدها في ديسمبر من العام 2013م، ولا معيل لها و أخوانها الخمسة سوى والدتهم بعد أن فقدوا والدهم إثر الحريق الكبير الذي شهدته مدينة ملكال.جراء الاشتباكات الدامية التي شهدتها المنطقة وبعد أن   تدهورت حالتها الصحية كثيراً توجهت إلى المركز المختص بتوزيع مرضى الكلى المشار إليه من باب عسى ولعل،  صباح  الأمس، غير أن المركز أكد لها ما تعيشه مضموناً أنها لاجئة والمركز مخصص فقط لتوزيع المواطنين السودانيين والجنوبيين المنتمين لأبيي لجهة أنهم  مواطنين سودانيين أيضاً. الأمر الذي اضطر والدتها لحملها إلى مستشفى بحري أملاً في إدخالها ضمن الطوارئ وفقاً للتقديرات الإنسانية لمن تصادفهم هناك.
مأساة العشرات :
الشاهد أن مارسا بيتر ليست الحالة الوحيدة، فهناك العشرات من اللاجئين الجنوبيين الذين يحتاجون لعمليات غسيل الكلى مرتين في الأسبوع أو أكثر، ولكن نسبة لضيق ذات اليد وإغلاق أبواب الأمل في وجوههم سلموا أمرهم لله وهم ينتظرون قدرهم برضى بعد أن بلغ رسوم جلسة الغسيل الواحدة 1850 جنيه سوداني في المراكز الخاصة
مجهودات السفارة :
ولم أر في عيوب الناس شيئاً كنقص القادرين على التمام
ويقول مسؤول الشؤون الإنسانية في سفارة جوبا بالخرطوم جوزيف يور في حديثه لـ (الأخبار): في العام 2014م كان عددهم 50 مريضاً، وكنا نقوم بإرسالهم إلى بعض المراكز وفقاً لعلاقاتنا لأن الـ" UN" أفاد بأن كل من السرطان والفشل الكلوي أمراض غير مدرجة تحت إشرافهم لارتفاع تكاليف فاتورة علاجها". وبحسب يور، فالسفارة قادت مجهودات كبيرة بشأن مرضى غسيل الكلى الجنوبيين في السودان غير أنها لم تكلل بنجاح كان ضمنها مخاطبة وزارة الصحة في السودان، ولكن الأخيرة اشترطت وجود اتفاق و"بروتوكولات" مشتركة بين البلدين تتضمن خياراتها تخصيص مراكز غسيل كلى للاجئ دولة جنوب السودان وفق التزامات متفقة عليها وأن يكون هناك مناديب للوزارة بالخرطوم غير أن وزارة الصحة في جوبا  لم تسجل زيارة للخرطوم بهذا الصدد منذ ذلك الزمن.    
الآثار والمخاطر المترتبة على تأخير الغسيل الكلوي :
 وتتمثل المخاطر المترتبة على تأخير جلسات غسيل الكلى أو عدم زراعة الكلى في تراكم السموم في الجسم وعادة ما تحدث الوفاة خلال أسابيع قليلة، لأن غسيل الكلى منقذة للحياة بحسب إفادة دكتور المعز أحمد اختصاصي أمراض الكلى  لـ"الأخبار" موضحاً أن بعض المرضى يحتاجون إلى عملية الفيستولا و غسيل الكلى لثلاث مرات في الأسبوع أو الغسيل البروتوني كل يوم، وحال توقف الغسيل فإن فترة العيش تختلف من شخص لآخر من أسبوع إلى عدة أسابيع ويتوقف ذلك على نسبة وظائف الكلى و الحالة الصحية والطبية العامة.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع