ابحث عن

من وحي الانثى والمياه

الخرطوم سلاميديا  

بقلم:  عبدالرؤوف حمد

 

حدث وان وقفت ذات قيم

اتخيل كيف سيبللني مطرك

فانهمرت علي قمامة حبلى بماء

حبلى كما انت حبلى بالجمال وبالحياة

لم احتمي منها كيف للجفاف ان يحتمي

 من البلل؟

انا ابن الحقل...

ابن القرية الصغرى...

امي جالست خلاتها

تحت شجيرة خضراء

بعد ظهيرة الجمعة

يقدمنا القرابين

 الى الله

 كي يهدي الى الحقل

 من ريقه مطرا

كن يحكنا حديثا ازرقا

عن عرسنا في الغد...

احلام الامومة للصغار...

امي أمسكت بيديها هامت  القيمة

واجدلت ضفيرتها بإرصان

ثم القتها على الحقل

ضحكت امي وقالت يا بني سأجدل ضفائر حبيبتك يوما ما هكذا

لتغمرك بالحياة كما غمرت هذه القيمة الحقل بالماء

كن إنتقائيا لتمنحني حفيدة يافعة...

قلت يا امي علميني الانتقاء

كيف اختار الحبيبة يا امي وانا بكل هذا الحياء؟

ضحكت امي وقالت  كن خفيفا يا بني

كن نسيما هادئا كيما تحرك خصلت الشعر المهدلة في جناحيها

ووشي في مسامعها موسيقاك الندية كي تطير

كن حاذقا واختار لي انثى من الماء

تعبك بالحياة وبالندى والاقحوان...

حملت وصايا امي

كما يحمل المؤمنين وصايا الانبياء

كنت خفيفا اتسربل بينهن

حتى لاح لي البرق يوما من شفاهك

حينها تذكرة امي

والمطر ...

هطل علي شعرك

وغمرتني مياهك أسبوعا من العطر والامتنان

نعم لم انام منذ اسبوع

صرت ناسكا

اردد سفرك في الدجى

بعد أن حفظته عن ظهر قلب

فبنظرة من عينيك مات الكفر في صدري

وبقى اليقين

جرعة زائدة من ضحكاتك

جعلتني اهزي طوال الليل بالاغاني 

 تقدمت نحوك وتقدمتي نحوي

خطوتان...

خطوتان فقط تفصلنا

خطوتان ونلتقي...

والتقينا...

تلاشة المساحة

لا مساحة في الرقص

الا ما تقرره الايادي من مد وجزر

رقصنا...

الخطى طولية أفقية

الارض ترقص...

كلما غمزت خطانا الارض انبجست عيون المياء

العشب ينمو في الفناء، تنبت الازهار في الساحات

كلما صافحت قطن يديك يغمرني السلام ،

قلت آه لو تنعم الارض يوما بالسلام

ويعثر الضحايا على بيوتهم

بعد أن ضلوا الطريق اليها

اتراني عثرت على بيتي في عينيك ؟!

تعالي اليا...

انزلي مطرا ووحي

كلما ضحكت شفاهك

زاد ايماني بأن الله قد يرسل نبيات إلى الأمة

حمامات بأجنحة ترك على المدينة

وتمنح الضوضاء انفاس الهديل...

تعالي اليا وضحكي

كيما احس بأنني

عرجت فوق سمائك الزرقاء

وقبلت  القيوم...

تعالي اليا ، انظري اليا

ضيقي عينيك ثانية

اغمزي بواحدة

وتبسمي...

حدثيني بما اوحي اليك

من سفر الجمال

اتّبعي وصيات الإله

فانا مؤمن صالح

لم اكفر قط بوحي الله

الى النبيات من النساء

تعالي ،اقتربي، لنرقص

رقصت الإنسان في كل العصور

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

155 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع