ابحث عن

تلويح بألأضراب السياسي بعد تعثر المفاوضات حول الحكومة الانتقالية

 

الخرطوم ــ إدريس عبدالله

كشف تجمع المهنيين السودانيين عن اعتزامه القيام بخطوات التصعيد الثوري، وذلك عقب تعثر المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير حول نقل السلطة للمدنيين وتشكيل الحكومة الانتقالية، وأعلن التجمع الثلاثاء عن فتح دفتر الحضور الثوري للإضراب السياسي العام، قائلاً إن الترتيبات التي ابتدرها منذ بدايات الحراك الثوري تُستكمل من أجل تحديد ساعة الصفر وإعلان العصيان المدني والإضراب السياسي العام بجداول معينة.

 وكانت الجلسة الثانية المفاوضات المشتركة انفضت فجر الثلاثاء بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير دون التوصل إلى اتفاق بسبب تمسك كلا الطرفين بأن يحوز على أغلبية مقاعد المجلس السيادي.

وقال تجمع المهنيين في بيان تلقت (سلام ميديا) نسخة منه، إن المجلس العسكري لا يزال يضع عربة المجلس السيادي أمام حصان الثورة، ويصر على إفراغها من جوهرها وتبديد أهداف إعلان الحرية والتغيير وتحوير مبناه ومعناه.

وأضاف "إن قسمنا المغلظ بإنجاز ثورة نوعية كاملة لا يُبرُّ إلا إذا التزمنا جانب الجماهير وحققنا تطلعاتها، فالفتور ليس من سمات الباحثين عن التغيير الحقيقي، والمكاسب الجزئية لن تكون مصدر رضا للشعب، بل ستكون سبب انتكاسة للثورة وخطوة مرتدة للخلف في درب التغيير الشامل".

أستجابات للدعوة

وضجت مواقع التواصل الأجتماعي بعد أن أشار بيان تجمع المهنيين السودانيين للأضراب السياسي والعصيان المدني، مؤكدين على جاهزيتهم للتسجيل في دفترى الحضور في الأضراب السياسي.

وكان أول بيان للأستجاب للمهني من لجنة أطباء السودان المركزية، وبيان لجنة صيادلة السودانية، وشبكة الصحفيين السودانيين، وأحد عشرة أخرين، وبيانات أخرى لعدد من قطاع البنوك، وقطاع الشركات والمصانع، الفئوية وغيرها، وأجمع على أستعدادهم لتنفيذ كل أشكال الأضراب وكل مايمكن أن يحقق أرادة الشعب في تحقيق الدولة المدنية.

 حميدتي يهدد

وقال نائب رئيس المجلس الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان حميدتي، الثلاثاء، رداً على التلويح والتعبئة للإضراب العام للضغط على المجلس الإنتقالي إن "اي زول يضرب عن العمل يمشي بيتهم طوالي وجاهزين بالبدلاء والحكاية ما زي زمان"، في اشارة إلى فصل كل من يضرب عن العمل.

وتحدث “حميدتي” عن تحوطاتهم لأي إضراب قائلا: "كل شىء مرتبين أمرنا فيهو مهندسي الكهرباء والمياه موجودين، ماعندنا مشكلة في أي حاجة الدور دا ما زي الاضراب القديم، اي زول يضرب عن العمل يمشي بيتهم طوالي، لانو نحن شغالين صاح وبنرضي ربنا، وحواء والدة والشعب السوداني دا بالملايين فيهو الدكتور والمهندس وغيرهم".

وفي ذات السياق أعتبر عضو سكرتارية الحزب الشيوعي، كمال كرار، الإضراب السياسي ليست وسيلة المستحدثة إنما جزء من وسائل المقاومة ظلت قوى أعلان الحرية التغيير، تلوح بالقيام بها في ظل النظام البائد.

وأردف "قبل الوصول لذلك سطق نظام الأنقاذ"، وتابع "وأن بعد تعثر تفاوض مع المجلس العسكري ومحاولة لعادة النظام السابق فأصبح ضرورة أستخدام السلاح الأضراب السياسي، باعتباره من أنجح وسائل المقاومة السياسية ضد الأنظمة المستبدة".

وأكد كرار على نجاح الأضراب السياسي، وأضاف "أن تأكد على أمكانية نجاحه تأتي من رغبة الشارع السوداني في تسليم السلطة المدنية، وقناعتهم بضرورة الوصل للغاية من قيام الثورة".

ورهن كرار أمكانية نجاحه بالمجهود المبذول من القوى العاملة في تغيير تعبئة الجماهير، والتوعية بضرورة الأضراب السياسي الذي يهدف للتحقيق أهداف الثورة.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسي  محمد أحمد شقيلة، إنه من المؤكد أن حال تعثر المفاوضات الحالية بين المجلس العسكري الأنتقالي وقوى أعلان الحرية والتغيير سيتم التصعيد المدني من خلال أعلان الضراب السياسي الشامل والعصيان المدني.

وتابع شقيلة "من المؤكد أنه سينجح سيما انه سيأتي في وقت تحرر فيه معظم العاملين في مؤسسات الدولة من سطوة النظام البائد، بجانب الحس الوطني الذي يتملك السودانية عموما خلال هذه الفترة، وهو ما يعني أنه سيكون ناجح أن تم أتنفاذه، وهو ما يعرف المجلس العسكري قبل الأخرين".

وتوقع بأن لا يدع المجلس العسكري الأمور تصل لهذا الحد، وسيعمل جاهد على الوصول لاتفاق نهائي وهو الذي يتمناه الجميع ، وأشار إلى حل الأزمة عبر الأضراب السياسي الشامل والعصيان المدني سيجعل الأزمة برضوخ المجلس العسكري لمطالب الشارع ليس لأنه راضي أو متوافق على ذلك.

Pin It

الرجل الذي روع دارفور هو من يقود العملية الانتقالية المفترضة في السودان

تقرير ــ جيروم توبيانا

تحت عنوان "الرجل الذي روع دارفور هو من يقود العملية الانتقالية المفترضة في السودان" كتب الصحافي جيروم توبيانا الذي غطى النزاع في تشاد ودارفور مقالا نشره موقع “فورين بوليسي”.

قال فيه إن محمد حمدان دقاو “حميدتي” نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي هو من يقوم بإصدار الأوامر الآن في الخرطوم. وقال إن الدبلوماسيين الغربيين في الخرطوم عرفوا بعد الإطاحة بعمر البشير في 11 نيسان (إبريل) من هو الشخص القوي في العاصمة، فلم يصافح سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي رئيس المجلس الذي لم يسمع به أحد من قبل، عبد الفتاح البرهان لكنهم صافحوا واجتمعوا مع حميدتي.

ويعلق إن قصة صعود وتأثير رجل في الأربعينات من عمره وغير متعلم وقاد ميليشيا “الجنجويد” التي جلبت الموت والدمار على دارفور قبل 16 عاما وتظل لغزا.

ويعتقد الكاتب أن حميدتي هو إرث الرئيس البشير الرئيسي خلال 30 عاما من حكمه. وكان البشير نفسه نتاجا لتحالف بين الجيش والإخوان المسلمين. وعندما تعب الجيش من الحروب في الجنوب وتفكك الإسلاميون، أقنعه قادة العرب في دارفور أن تجنيد شبابهم في ميليشيات سيساعده على النصر في النزاع الذي اندلع عام 2003. ولم يكن البشير يعرف أنه خلق وحشا لا يمكن السيطرة عليه، بعدما أنشأ الجنجويد ودعمها تحت قيادة حميدتي.

وبعد أيام من الإطاحة بالبشير أمل المدنيون بالتفاوض على عملية انتقالية مع البرهان وحميدتي. ولكن الدارفوريين كانوا متشككين لمعرفتهم بالرجال الذي أصبحوا في الحكم الآن. فقد كان البرهان عقيدا في الاستخبارات مسؤولا عن تنسيق هجمات الجيش والجنجويد في غرب دارفور بالفترة ما بين 2003- 2005 في وقت كان فيه حميدتي أمير حرب وسيصبح لاحقا قائدا للجنجويد.

ففي السنوات الأولى من الحرب التي تميزت بالشراسة والكثافة والتي أدت لمقتل مئات الألاف من المدنيين غير العرب وتشريد مليوني شخص والتي أدت لإصدار المحكمة الجنائية مذكرة لتسليم البشير. ويقول الكاتب إنه التقى مع حميدتي عدة مرات عام 2009، وكانت أول مرة في محل للمفروشات الشرقية كان يملكه في عاصمة جنوب دار فور، نيالا. ونقل إلى مكتب خاص داخل المحل ليقابل رجلا طويلا بابتسامة ساخرة تشبه طفل شقي، وكان قد عين في ذلك الوقت مستشارا أمنيا لحاكم جنوب دار فور. وهو أول منصب حصل عليه من خلال الابتزاز والتهديد بالتمرد. وينتمي حميدتي إلى عائلة عربية من تشاد فرت من الحرب والجفاف في الثمانينات من القرن الماضي. وقال له إن سلطات شمال دار فور لم تعترف بعمه جمعة دقلو كزعيم عشيرة عربية إلا أن ولاية جنوب دار فور رحبت به وبعشيرته وسمحت لهم بالإقامة على أرض تعود لقبيلة من الفور غير العرب.

وكان المكان اسمه “دوغي” بلغة الفور وتم تغييره إلى “أم القرى”. وسلحت السلطات أتباع دقلو الذين بدأوا بمهاجمة جيرانهم من الفور، مع بداية العقد الأخير من القرن الماضي. وكان حميدتي ولدا صغيرا في ذلك الوقت حيث ترك المدرسة الابتدائية بعد الصف الثالث وبدأ بالعمل بتجارة الجمال عبر ليبيا ومصر.

وعندما اندلعت حرب دار فور عام 2003 أصبح أميرا في الجنجويد وقاد هجمات ضد قرى الفور. وبرر انضمامه للميليشيا قائلا إن المتمردين هاجموا قافلة جمال كانت في طريقها إلى ليبيا وقتلوا 75 رجلا ونهبوا 3.000 جملا.

وفي عام 2006 قاد رجاله معتمدا على معدات جديدة سلسلة من المداهمات على مناطق المتمردين في شمال دار فور. وبحسب شهود عيان قام رجال الجنجويد بحشر الرجال غير العرب في شاحنات واغتصبوا النساء. وأدت أساليبه العنيفة لتوتر مع قادة الجيش. وفي نفس الوقت بدأت تشاد والسودان حربا بالوكالة ودعمت كل منهما جماعات من المتمردين. واستخدمت تشاد المسؤولين العرب لدفع الجنجويد على خيانة الخرطوم. وفي ذلك الوقت كان بكارا عيسى عبد الله، أحد أبناء عمومة حميدتي وزيرا للدفاع التشادي.

واستدعى في عام 2006 قائد الجنجويد إلى العاصمة إنجامينا ودفعه لتوقيع معاهدة عدم عداء مع حركة العدالة والمساواة بدون معرفة الخرطوم. وبعد ذلك أعلن حميدتي أنه أصبح متمردا وتلقى في نفس الوقت زيارة من فريق تلفزيوني تابع للقناة الرابعة في بريطانيا والذي صور فيلما وثائقيا عنه. ولكن الصحافيين جاءوا متأخرين حيث صوروا أيضا المفاوضين الحكوميين الذين كانوا يتفاوضون مع حميدتي حول ثمن عودته إلى حظيرة الحكومة.

ولم تتجاوز الفترة التي قضى فيها حميدتي متمردا إلا ستة أشهر كما أخبر الكاتب عام 2009 “لم نصبح متمردين” و “كل ما كنا نريده هو لفت انتباه الحكومة، وأردنا أن نقول لهم أننا نريد الحصول على حقوقنا، والرتب العسكرية والمناصب السياسية وتطوير منطقتنا”. أما القادة الآخرون الذين كانوا ناقدين للحكومة بمن فيهم موسى هلال الذي ترك منصبه الاستشاري للرئاسة في الخرطوم وبدأ بتشكيل منظمته الخاصة. وفي نفس الوقت قاتلت تشكيلات الجنجويد وبشكل مفتوح المخابرات السودانية في وسط نيالا، وكان حميدتي واحدا من القلة الذين ظلوا موالين لحكومة البشير. وفي النهاية تم اختياره ليقود قوات الدعم السريع لتحل محل الجنجويد، إلا أن الخطة فشلت، حيث أصبحت القوات خارجة عن السيطرة وانخرطت في عمليات نهب وقتل في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وبدأت هذه القوات بتصدير العنف إلى وسط السودان حيث طالبت بالفدية عن المدنيين المختطفين وأقامت حواجز على الطرق في شمال كردفان وأسهمت في قمع المتظاهرين بالعاصمة عام 2013. وأصبحت في ذلك الوقت بمثابة الحرس الجمهوري للرئيس، ومكلفة بحمايته من المتظاهرين أو أي محاولات انقلابية. وتحولت تحت إشراف الرئيس إلى القوة الثالثة داخل الأجهزة الأمنية ونافست الجيش والاستخبارات. وتم ترفيع حميدتي لرتبة عميد جنرال.

وفي عام 2016 بدأت قوات حميدتي بمحاربة تدفق المهاجرين واعتراضهم من السودان أو بقية دول القرن الأفريقي قبل وصولهم إلى ليبيا، وعرضهم على الشاشات المحلية لإقناع الأوروبيين أنهم الأشخاص المناسبين للمهمة. وفي الحقيقة، يقول الكاتب إن قوات الدعم السريع لعبت لعبة مزدوجة حيث ملأت شاحناتها بالمهاجرين الذي تم بيعهم لاحقا للمهربين في ليبيا. وكانوا عادة ما يسجنون ويعذبون. ومنذ سقوط القذافي عام 2011 يتعرض المهاجرون للتعذيب حتى يتصلوا بعائلاتهم لدفع الفدية مقابل حريتهم. ومن لم يستطيعوا الدفع حولوا إلى عبيد. وعلى التلفزيون الوطني السوداني زعم حميدتي أنه يعمل نيابة عن الاتحاد الأوروبي. وهدده بفتح الحدود إن لم يدفع الفدية مقابل “العمل الشاق” الذي قام به. وعندما شارك السودان في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن شارك حميدتي مع الفرقة السودانية التي نشرت هناك. وقاد القوات هناك البرهان الذي كان رئيسا لهيئة الأركان. وعمل الرجلان معا بشكل جيد، ويقال إنهما قابلا مسؤولين إماراتيين وسعوديين حيث ناقشوا مرحلة ما بعد البشير. وقالوا لهم إن الرجال الذين تبحث عنهم أنظمة السعودية والإمارات ومصر ليست لهم على علاقة مع قطر وإيران ومصر والإخوان المسلمين. وحصلت قوات الدعم السريع، حسب تقارير على دعم مالي وأسلحة من الإماراتيين والسعوديين. وفي مؤتمر صحافي عقده قبل فترة زعم حميدتي أنه خصص 350 مليون دولار لدعم الاقتصاد. وقال إنه حصل على المال لدوره في اليمن وعمليات التنقيب عن الذهب في السودان. وتنافس مع هلال على امتيازات الذهب واستطاع أخيرا دفع الحكومة لاعتقاله عام 2017.

وفي مقابلة تلفزيونية معه بعد الانقلاب زعم أن البشير طلب منه مع بقية قادة الجيش في بداية نيسان (إبريل) فتح النار على المتظاهرين، مستندا على بعض الآراء في المذهب المالكي إنه يجوز للحاكم قتل ما بين 30-50% من الشعب لحماية البقية. ولكنه قرر “عدم الوقوف أمام التغيير”. واستقال الرئيس الأول للمجلس، الجنرال عوض ابن عوف بعد 24 ساعة لاختلافه مع حميدتي الذي فضل البرهان. وتابع حميدتي حملة العلاقات العامة وزار الجرحى من المتظاهرين في المستشفى. ولكنه هدد في مؤتمر صحافي عقده في 30 نيسان (إبريل) متهما المحتجين بمدمني المخدرات وأنه لن يتسامح مع استمرارهم عرقلة حركة الشوارع. ومن نظر إليه في الماضي كنكتة بدأ يتعامل معه كتهديد على آمال الديمقراطية. وبالتأكيد فقد وضع حميدتي قواته – حوالي 9.000 عنصرا موجودا في الخرطوم بالإضافة إلى 4.000 عنصر جلبهم من دارفور من أجل مواجهة المتظاهرين، الجيش أو أي طرف يهدده. ويحظى حميدتي بدعم رجال العشائر العربية الذين أقاموا الجنجويد قبل 16 عاما. ولو وصلوا إلى السلطة فيعني “سرقة الثورة من الشعب”، حسب شعار رفعه محتج. وبالتالي تحويل السودان من دولة عسكر إلى دولة ميليشيا واستبدال الشعارات الإسلامية بشعارات التفوق العربي. وفي الوقت الذي اتسم فيه الرد الغربي بالسلبية إلا أن البعض يشعر بالخوف. ففي تشاد ورغم بقاء ابن عمه مستشارا للرئيس إلا أن حميدتي عبر عن معاداة تشاد. مما زاد من مخاوف الرئيس إدريس ديبي عن محاولات العرب السيطرة على النظام في إنجامينا. ووصل ديبي إلى الحكم بعد عام من وصول البشير. وسقوط هذا سيثير خوفه. ويعتمد ديبي في حكمه على قبيلة الزغاوة لكنه عين عددا من العرب وغيرهم في مناصب هامة بالدفاع والخارجية. وقد لا يرفض ساسة عرب طامحين دعما من حميدتي الذي تضم قواته مقاتلين عرب من تشاد ومتمردين سابقين ضد ديبي لجأوا إلى السودان. وقد يهتم المقاتلون هؤلاء لتغيير النظام بتشاد أكثر من السودان. ويذكر الكاتب أنه حتى لو تم سحب سلاح جماعات في الجنجويد إلا أنها لا تزال ناشطة قرب الحدود مع ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. وتقول تقارير أن بعض مقاتلي الجنجويد انضموا للجماعات الجهادية في مالي. وأصبحت قوة هذه الجماعات في مقام قوة الجيش السوداني النظامي والقوى الأخرى في المنطقة، وأي محاولة لنزع سلاحهم قد تنتهي بحمام دم. والقضية في السودان ليست مجرد فك اعتصام.

Pin It

الغرافيتي في الخرطوم .. انامل مبدعة توثق للحراك الشعبي

الخرطوم –سهام صالح

تنامي ظاهرة الرسم علي الجدران" الجرافيتي "في السودان ،كحالة ابداعية مواكبة لما تمر به البلاد من احتجاجات ،حيث اعتبره المحتجون اداة تعبيرية عن طريقها خلد فنانون رسومهم الجدارية وزينوها باسماء وصور الشهداء بلاضافة الي افكارهم عن الحرية والسلام والامل في غدا افضل

وعلي حائط غير مكسي امام دار الشرطة السودانية بضاحية بري رسم الشباب السودانيون  أكبر لوحة جرافيتي بانامل متعددة كل حسب رؤيته واحساسة الفني و  جميعها متفقه حول  قيمة الحرية

تقول عائشة البدوي من هواة الرسم علي الجدران ان هذة الرسومات اصبحت مصدر الهام للسودانيين ويؤمها يوميا عدد من محبي هذا النوع من الفنون بلاضافة الي الجمهورالعادي  خاصة ان موقع هذة الجدرايات في شارع يؤدي الي ساحة الاعتصام امام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية

اما الفنان التشيكلي حسن بابكر يقول  اجمل مافي رسوم الجفرافيتي عن الثورة السودانية كونها عفوية وارتجالية وجميلة علي الرغم من شح الامكانات، مضيفا نحن الان بصدد عمل لوحة بطول 300 متر مقسمة الي عدد من اللوحات الصغيرة بعدكل لوحة مساحة خالية من اجل التوقيع والتعليقات من قبل الجمهور

ويشير حسن بابكر الي ان الفنانين التشكيلين كانو من اكثر الشرائح تضررا فيما مضي موكدا انهم قطعوا وعدا علي انفسهم بجعل الخرطوم اكثر المدن الافريقية روعة وجمالا    

وفيما يتعلق بالدور الذي يمكن ان يلعبه الجرافيتي في مستقبل السودان الجديد رأي التشيكلي ومصمم الجرافيك يوسف الطيب أن الفنانون السودانيون معظمهم محترفيين في هذا المجال ولديهم القدرة علي التواصل والتعبير عن تحديات المرحلة خصوصا ان هذة الثورة هي للوعي الانساني وهناك الكثير من الفعل الجمعي حدث في ساحات الاعتصام والشوارع عبرة يمكن للتشكليين احداث فرق ومن اجمل مااحدثه الجرافيتي في السودان هو ازالة الامية البصرية عن طريق ترقية الذائقة العامه بصورة واضحه

ويكشف الطيب عن الدور الذي لعبته المرأة السودانية  كا اداة للتغيير وكا فنانه معبرة عن هذا التغييرقائلا  "لاصيل دياب شرف ان تكون اول سودانية تبدع في فن الجرافيتي ‘فقد خلدت ذكري الشهداء الذين خرجوا في تظاهرات برسم صورهم وبعض العبارات التي نطقها الشهداء علي حوائط منازلهم "

ورسمت اصيل اكثرمن 20جدارية لعشرين شهيدا في العاصمة السودانية ومناطق اخري استطاعت من خلالها ايصال افكارها واالمشاركة في الحراك الشعبي بطرق مغايرة  

لم يكتفي رسامو الجرافيتي في السودان برسم صور الشهداء فازادوعلي ذلك اسماء وصور للاعلاميين الذين ساندوا الحراك مثل الكاتب الاردني "قنودة " ومراسلي القنوات العربية كارفيدة ياسين ،سعد الدين وتسابيح خاطر

ايضا يوميات الحراك الشعبي وكل منتوجة من ادبيات كالشعارات والهتاف كان لها نصيب كبير في رسومات الجرافيتي متراوحة بين الهواية والاحتراف .

 

 

 

 

 

 

 

Pin It

النشيد الوطني .. أيقونة الحب في ساحة الاعتصام

الخرطوم ــ إدريس عبد الله           

يصر المحتجين على تكرار ترديد النشيد الوطني (السلام الجمهوري) في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في بداية كل فاعلية، كما يتم ترديده بين كل متحدث وآخر في المنصة الرئيسية بالساحة، وما ان ينتهي النشيد حتى يطالب به الثوار مرة أخرى وسط تفاعل منقطع النظير بإحساس وحب للوطن، كأنهم لم يحسوه طوال فترة النظام البائد.

عزا بعض المحتجين عدم تفاعل الشعب مع السلام الجمهوري في فترة النظام السابق بسبب سياسات النظام البائد التي كانت تضرب بسيادة السودان عرض الحائط وتهين الوطن والمواطن لدرجة تجعلهم يستحون من الانتماء لوطن يسيطر عليه اولئك الذين تمت الاطاحة بهم.

وقالت مسؤولة عن منصة اعلان الحرية والتغيير إن المنصة تواجه طلبات متزايدة من الثوار ببث النشيد الوطني (نشيد العلم) وأضافت في حديثها لـ (سلام ميديا) "أثناء البث تشعر بحب للوطن وصمت حتى تحس بعدم وجودهم، هذا يؤكد أنهم على قدر المرحلة القادمة". وأضافت "بالتأكيد سيكون الإحساس مختلف عند سماعنا السلام الجمهوري بعد أسترداد دولتنا المنهوبة".

فيما قال العم أحمد إن نظام السابق بسياساته الفاشلة من الحروب الأهلية وسياسات التفرقة العنصرية وتمرير الأجندة  الدولية الأخرى ضد مصلحة الوطن مما يسئ للسودان وأفقده الهيبة والسيادة".

وأضاف "هذه الثورة أعادت للوطن سيادته وهيبته التي تجعلنا نفتخر بأننا سودانين، والثورة السودانية أصبحت غدوة لدول العالم أجمع".

وتابع "كيف لا وقد سطر فيها هذا الجيل ملحمة ورويت الأرض بدمائهم الطاهرة وإعادوا للوطن هيبته"، وزاد "أنا الآن حين أسمع نشيد العلم أشعر بحس الفخر والحب، أحساس وشعور كان قد تلاشى مننا منذ مجئ النظام البائد، الآن يعود الينا".

وبدورها قالت الكنداكة مها "لم يكن هناك وطن حتى يشعرنا بالوطنية انما كانت هنالك عصابة تسيطر على الدولة التي أستعمرتها". وتابعت "كيف للمستعمر أن يحس بشئ وهو يسمع نشيد العلم في الوقت ذاته يرى وطنه يهان وهو في ذاته يهان".

وأضافت "الأن بعد إن حررنا وطننا يجب أن نعتز ونسمع نشيدنا الوطني بكل فخر، وحقيقة عندما سمع النشيد الوطني الآن يتملكنا احساس مختلف والشعور بالإنتماء الحقيقة للوطن يسيطر علينا".

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

44 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع