الخرطوم : مشاعر دراج
عدة لقاءات تشاورية بين الآلية الأفريقية وقوى نداء السودان دائما ما تنتهي في نفس النقطة بدون العبور إلى بر الامان بالوصول لاتفاق نهائي
, وعزا قيادات نداء السودان السبب في الوساطة نفسها التي بدأت تمارس ذات الضغوط الحكومية , لكن رغم ذلك تمسكت قوى نداء السودان بموقفها الثابت دون التنازل عنه , ودخلت في اجتماعات مارثونية مع الوساطة الأفريقية منذ صباح الأمس بعد أن سلمتها خطاباً حول رؤيتها أمس الأول , من المتوقع أن تخرج تلك الاجتماعات برؤية واضحة , أما استمرارها أو تعليقها إلى أجل غير مسمي .
رسالة عاجلة :ـ
بعد عدة نقاشات ومداولات بين أعضاء وفد نداء السودان توصل الوفد إلى ارسال رسالة للرئيس أمبيكي تضمنت الكثير من التفاصيل سيتم اخفاءها الآن عن الاعلام ,ولكن ملخص الرسالة أن نداء السودان طرف اصيل في تنفيذ خارطة الطريقة، وقد تم الاتفاق بين الوساطة وقيادة نداء السودان على هذا الأمر من قبل ووفد نداء السودان على استعداد للجلوس مع الرئيس ثامبو أمبيكي للتفاكر معه حول سبل الدفع بتنفيذ خارطة الطريق وهي في الأصل مفتوحة لجميع الراغبين من السودانيين للوصول إلى حل سياسي شامل, واكد رئيس نداء السودان الصادق المهدي إستعداد نداء السودان للجلوس مرة أخرى متى ما تم حل قضية التمثيل ودعوة نداء السودان كطرف أصيل في تنفيذ خارطة الطريق, وقد تم تسليم رسالة نداء السودان للآلية الرفيعة التي تقوم بدراستها الان.
الأزمة حاضرة :ـ
دخل نداء السودان في اجتماع أمس الأول بحث فيه الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تشهد تدهوراً مريعاً على مدار اليوم مما تسبب في معاناة غير مسبوقة منذ استقلال السودان لسكان الريف والحضر في البلاد ، واعتبر رئيس النداء المسؤولية الوطنية تقتضي من النظام النظر بإمعان في الوضع الحالي لإيجاد مخرج سلمي لمصلحة جميع السودانيين، وإن الأزمة الاقتصادية الحالية هي في الأصل ازمة سياسية لا يمكن حلها الا بتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي ووضع حد للفساد ونهب موارد الشعب والانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة تطوي هذه الصفحة المريرة من تاريخ الشعب السوداني وتؤذن بميلاد فجر جديد, دعا المهدي المواطنين لمقاومة سياسات التجويع والافقار والاذلال بالوسائل السلمية المجربة والمستحدثة، كما طالب نداء السودان جميع القوى المعارضة للتنسيق والعمل المشترك.
التسوية قادمة :ـ
بينما ترى قيادات نداء السودان أن ما يحدث في أديس أبابا ، يعطي ملمحاً لشكل التسوية السياسية القادمة, ففي الوقت الذي حصر فيه وفد الحكومة الهدف من اللقاء التشاوي في مناقشة مقترحات الوسيط الأفريقي المشترك، حول إدخال بندي الدستور وانتخابات 2020م ضمن قضايا التفاوض، ذهب نداء السودان وهو يتحدث عن عموميات، لم يحسم فيها موقفه من البنود المقترحة للتعديل, وبينما تلقَّى نداء السودان دعوات المشاركة بوصفه كتلةً واحدة، أصرَّت الوساطة على الجلوس مع أطراف خارطة الطريق الأربعة ( حزب الأمة، العدل والمساواة السودانية، حركة تحرير السودان- مناوي والحركة الشعبية شمال ), بينما تصر الوساطة على حصر اللقاء على أطراف خارطة الطريق من أجل هدفين الأول تقسيم كتلة نداء السودان، والتعامل معها كتنظيمات منفردة، وبالتالي يسهل إدخالها في معمعة التفاوض، والوصول معها لاحقاً ، لإتفاقيات معزولة، فالخطوة القادمة هي تقسيم الطاولات، بحيث تذهب حركتي دارفور للدوحة، وتبقى الحركة الشعبية بأديس أبابا ، في تفاوضٍ حول قضايا لا تسمح طبيعتها بمشاركة أطرافٍ أخرى، وعندما تعود هذه المجموعة لتلتئم مجدداً، تكون كل القضايا الجوهرية قد تم حسمها بطريقةٍ معزولة عن الآخرين. وهنا يبرز سؤال عن جدوى وجود هذه المجموعات في كتلةٍ واحدة، في حين أنها ستتفاوض بشكلٍ منفصل، ليصبح الإتفاق النهائي مجرد وضع لمسات أخيرة.
قطع الطريق للجنوب:ـ
في هذا الجانب يعتبر القيادات أن إصرار الوساطة على لقاء أطراف محددة من نداء السودان، هو قطع الطريق أمام جهود جنوب السودان لتوحيد فصيليْ الحركة الشعبية, فقد ظلت تصريحات المسؤولين الجنوب ، وبعد لقاءات متكررة مع جناحيْ الشعبية، ظلت ترسل إشارات إيجابية عن جهودها في إحداث تقارب بين الفصيلين، أو على الأقل تشكيل وفد تفاوضي واحد, لذلك ما يحدث في أديس في نظر القيادي بالنداء أسامة سعيد هو أن الوساطة قد استبقت هذه الجهود باعتمادها لأحد الفصيلين ( مجموعة الحلو ) وتأكيدها على أنها ستجلس فقط مع الموقعين على خارطة الطريق, وقال سعيد لـ(الأخبار)الحقيقة أن الحركة الشعبية وقَّعت على الخارطة قبل الإنقسام، ما يعني أن الوساطة قد رجَّحت كفَّة الفصيل الذي يميل لصالحه ميزان القوة العسكرية ومساحات الأرض التي تقع تحت سيطرته، ضاربةً بعرض الحائط ما قد تسفر عنه مبادرة جنوب السودان، وأكثر من ذلك، وأدتها في مهدها، وإلا فلماذا يتوحد فصيل حجز مقعده في طاولة التفاوض، مع آخرٍ تم استبعاده من قبل الوساطة, وأضاف أن الإرتباك الذي صاحب اللقاء التشاوري بأديس، يؤكد أن الوساطة الأفريقية قد هدفت من اللقاء، قطع الطريق على مبادرة سلفا كير في توحيد الحركة الشعبية، وفي توسيع الدعوة لتشمل كل المعارضة السودانية. لكن فشل الإجتماع يسلط الضوء على دور الوساطة الذي ظلت تلعبه كوسيط ينفذ أجندة الحكومة، ويتبنى بل ويفرض مقترحاتها، ما يعيد الحديث عن جدوى منبر أديس أبابا من أساسه، ويدعو للنظر لمبادرة جنوب السودان بجديةٍ أكبر .
الحكومة سبب الفشل :ـ
في السياق فقد مارس الوفد الحكومي ضغوط مستمرة على الوساطة وعرقل أي محاولة للوصول إلى حل سلمي شامل، في إطار سياساته المعهودة نحو الحلول الجزئية، بل وذهب ابعد من ذلك في محاولة فاشلة لتقسيم نداء السودان، وهيهات, الأمر الذي جعل الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي أن تنهي جولة اللقاءات التشاورية مع الحكومة والأطراف الموقعة على (خارطة الطريق) بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا, وكشف رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات د. فيصل حسن ابراهيم أن الجولة أقيمت من أجل التشاور والتفاكر حول تعديل خارطة الطريق لتشمل، بجانب القضايا السابقة في المحور الانساني ووقف العدائيات الذي يقود لوقف دائم لاطلاق النار، وأضافة مقترح صناعة الدستور والانتخابات القادمة ، وأشار إلى أن الدعوة من الوساطة الافريقية كانت موجهة بالأساس للأطراف الخمسة الموقعة عل خارطة الطريق لهذا الهدف, وقال فيصل في تصريحات صحفية أمس إن وفد الحكومة التقى الوساطة أكثر من مرة وأكد قبل أن يأتي الموافقة على الاجندة المطروحة، وأضاف بأن الوساطة أخذت رأي الاطراف الأخرى حول الاجندة, وأعلن فيصل أن الجولة القادمة ستكون جولة تفاوضية حول الأجندة المطروحة “صناعة الدستور والانتخابات”، واستكمال المحورين الانساني ووقف العدائيات، وأكد أن كل القضايا ستناقش في محور الدستور بصورة أساسية.