تقرير:علاءالدين بابكر

لم يدر بخلد أسوء المتشائمين ان تحالف نداء السودان الذي أُسس في العام 2011 في العاصمة الفرنسية  باريس الذي يتكون من خليط مابين قوي مدنية ووقوي مسلحة من أجل إسقاط النظام بالمزواجة بين العمل المسلح والمدني ،يعود و يبحث عن اعتراف به من ذات النظام الذي تكون من أجل إسقاطه.

رفض النظام ان يتعامل مع مكونات نداء السودان كجسم موحد في المشاورات التي دعت لها الآلية الإفريقية رفيعة المستوى واشترط ان تكون المشاورات مع القوي التي وقعت علي خارطة الطريق الإفريقية ومنها حزب الامة القومي، وحركة تحرير السودان قيادة  مناوي وحركة العدل والمساواة قيادة جبريل ابراهيم وغيرها، في حين تمسكت مكونات نداء السودان بإجراء المشاورات معهم مجتمعين كتحالف لان الدعوة وجهت لهم كنداء السودان وتم حجز التذاكر لهم علي ذات الاساس.   
 وبحسب النظام ان المشاورات تمت مع المعنيين الموقعين علي الخارطة في العام 2017 وهي خمسة جهات: الحكومة السودانية و حزب الامة جناح الامام الصادق المهدي وحركة تحرير السودان قيادة مني مناوي وحركة العدل والمساواة قيادة جبريل ابراهيم والحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو ، لكن  نداء السودان قال ان اصرار الحكومة علي الحل الجزئي وتواطئ الآلية مع الوفد الحكومي كلها اسباب ادت الي افشال المشاورات ، وجه النداء إتهام للوسيط الإفريقي بالانحياز الي النظام لان الوساطة تنصلت عن دعوتها وانكرت استضافتها لكل الاجراءات اللوجستية التي قدمتها لوفد نداء السودان القادم من الخارج وحمل النداء الوسيط تفاصيل ماجري، في حين ان النظام نفسه غير راضي عن عمل الوسيط  لتوجيه الدعوة لقوي نداء السودان مجتمعين.

ونعي الامين العام للحركة الشعبية شمال قيادة “الحلو” الاستاذ عمار امون خارطة الطريق الافريقية بقوله “ماتت وشبعت موت” لجهة أن  حركته بشكلها الجديد لم توقع عليها ، بالرغم من حديث امون المخالف لرؤية الوفد الحكومي لكنهم يعترفون بحركته علي حساب حركة “عقار عرمان” بحسابات الاوزان علي الارض   .
والهدف المعلن من خارطة الطريق “التسوية” التي اطلق عليها اسم الهبوط الناعم، التسوية التي رفضتها احزاب الامة والموتمر السوداني في دعوة الحوار الوطني في العام 2013 التي دعت له الحكومة السودانية ، عادت ووافقت عليها في الهضبة الاثيوبية، لكن النظام تمنع واشترط ان تكون المشاورات مع القوي التي وقعت علي خارطة الطريق لاغيرها في حين اجتهدت الحركة الشعبية قيادة “عقار،عرمان” والموتمر السوداني بقيادة عمر الدقير في اثبات احقيتهما بالمشاورات مشيرين الي حجوزات التذاكر والفنادق والدعوة من الالية الافريقية لحضور المشاورات بالاضافة الي لقاءات جرت في برلين واديس ابابا ومراسلات بين رئيس نداء السودان الامام الصادق المهدي والآلية الافريقية بجانب الدعوة الي اجراء مشاورات رسمية مع الالية كلها دلائل تشير الي اعتراف الالية بهم، ورشحت معلومات ان المبعدين من عملية التشاور التقوا الوسيط “ثامبو امبيكي” خارج قاعة المشاورات لكن الوفد الحكومي علي لسان مساعد الرئيس فيصل حسن ابراهيم اعتبره لقاء علاقات عامة وانهم غير معنين به كوفد حكومي .

وعقب فشل المشاورات وفق رؤية تحالف نداء السودان اصدروا بيان قالو فيه انهم يؤمنون بمواجهة النظام في كل ميادين الصراع من اجل تفكيك شمولية النظام لمصلحة البديل الديمقراطي ووجهو دعوة لكل قوي التغير في ذات البيان من قوي سياسية وتشكيلات مجتمع مدني ومهنين وحراكات المقاومة والمجموعات المطلبية والتجمعات النسائية والشبابية والطلابية للتلاقي العاجل للمساهمة في تنظيم وتصعيد الحراك الجماهيري المقاوم واعطائه بعداً سياسياً في اتجاه رحيل النظام وخلاص البلاد منه والعبور به الي رحاب السلام والحرية والعدالة والعيش الكريم وفي ذات الوقت الذي يدعوا فيه تحالف نداء السودان الي تصعيد المقاومة لاسقاط النظام ظلوا يبحثون عن تسوية سلمية شاملة كافضل الحلول مشيرين الي انها واحدة من الياتهم ولاتتعارض مع الالية الرئيسة في تصعيد العمل السلمي، وبحث نداء السودان عن تسوية سياسية مرهون باعتراف النظام بمكونات التحالف.