حوار ــ مشاعر دراج
عاد رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، إلى الخرطوم ـ الأربعاء ـ في وقت والبلاد تمر بظروف بالغة التعقيد، ففي الوقت الذي احتشدت فيه جماهير حزب الأمة القومي وطائفة الأنصار لإستقبال المهدي عندي بوابة عبد القيوم بام درمان، كانت عدد من المدن السودانية تشهد موجة احتجاجات عارمة،

ضد الغلاء المعيشي الذي يعانيه الشعب السوداني هذه الأيام. في هذه اللحظات يعود المهدي من رحلة خارجية نسج خلالها تحالفات من قادة المعارضة المسلحة انتهت بها إلى الجلوس في طاولة المفاوضات مع الحكومة السودانية، بعد ان كان شعارها إسقاط النظام لا الحوار معه.
هنا يعلق القيادي بحزب المؤتمر الوطني، د. قطبي المهدي، على عودة المهدي إذا ما كان سينضم إلى الجماهير الغاضبة المطالبة برحيل النظام، ام يعمل على تحييدها كما عمل على تحييد المعارضة المسلحة بالخارج وحملها إلى القبول بالتسوية مع النظام، عبر ما يسميه برنامج الهبوط الناعم.
جدل العودة
يقول قطبي المهدي لـ “سلاميديا” إنه يتوقع أن تثير عودة المهدي في هذه الظروف جدلاً حول وجود شيئاً بينه والحكومة، مضيفاً “أنا شخصيا اعتقد بالنسبة للوطني في كل الأوقات يرحب بالتفاوض مع الصادق المهدي، مع كل المعارضين في حقيقة الأمر، ليس في ذلك أشكالية، لكن هل اختار المهدي أن يفاوض الحكومة في الداخل، وهل هنالك أي اتصالات تدل على أن هذا الحدث وارد؟ اعتقد بالنسبة للإمام الآن رصيده السياسي مبني على موقفه الثابت وهو أنه يسعي لتغيير هذا النظام ويظل يردد هذا الحديث حتى آخر لحظة، ربما الفرق بينه والآخرين أنه لا يريد أن يحمل السلاح، لكن هو في وضع مريح، وابناؤه في الحكومة، في حالة عودته يتمتع بحرية كاملة كمعارض، اعتقد حزبه سيرحب بعودته، وهناك ضغوط من جانب حزبه ليعود لأن الحزب في غياب زعيمه يعاني كثيراً”.
تقاطعات “نداء السودان”
وحول وجود تقاطعات بين المهدي وتحالف “نداء السودان” الذي يرأسه من عودة إلى السودان يقول قطبي المهدي “اعتقد بالنسبة للأمام المهدي طبيعة قيادته التقليدية الأمر بالنسبة سيان، هو زعيم نداء السودان وفي نفس الوقت يعبر عنه موقفه الشخصي، هذه نوع الزعامة التي اعتدنا أن نراها في شخصية تنتمي إلى أسرة معروفه، وهو في حزب الأمة دائما يمثل رأيه الشخصي وحزبه في نفس الوقت، ربما هو متأثر بهذا، لكن هنالك اتفاق بينه وبين نداء السودان حسب ما افرزت لقاءاتهم في اوربا، لا اعتقد موقفه متناقض مع موقف نداء السودان”.
البلاغات ضد المهدي
يؤكد قطبي أن الحكومة تريد من المهدي أن يأخذ مواقفاً أكثر ارتكالية في مواجهة النظام، مضيفاً “اعتقد البلاغات الموجه ضده اسقطت عبر تصريح رسمي من جهاز الأمن يرحب بعودة المهدي، وكذلك من الحزب الحاكم، بالتالي لا اعتقد أن هناك أي مشكلة في هذا الأمر”.
مشاورات أديس ابابا
يقول قطبي المهدي إن ما حدث في أديس أبابا مؤسف جداً، لأن الحكومة لم تكن ترغب في انهيار المفاوضات ولكن عناصر معينة هي فرضت نفسها على المهدي والآلية رفيعة المستوى، مردفاً “هي قدمت دعوات لجهات محددة فهم فرضوا نفسهم على الآلية وبالتالي اضطرت أن ترفع المفاوضات، لكن المعارضة يجب أن تكون أحرص على المفاوضات من المؤتمر الوطني، لذلك الحكومة ما اعتقد ستفرق معها عدم استمرار المفاوضات”.
انتخابات 2020
لا اعتقد أن الصادق المهدي سيخوض الانتخابات لا هو أو حزبه، هكذا يقو قطبي، ويضيف “حتى لو كان نجحت المفاوضات أديس لا اعتقد أنه كان سيخوض الانتخابات لأن هنالك حسابات أخرى لو تحسنت علاقته مع الحكومة، حسابات الفوز والخسارة في الانتخابات هي التي تحسم هذا القرار، ولا اعتقد معظم الأحزاب المعارضة في وضع أنه تستطيع أن تقود فيه الانتخابات”.
المستقبل الغامض
“أنا ليس متفاءل كثير للمدي القريب، لأنه لا توجد رؤي واضحة جداً للخروج للأزمات الراهنة، وبالتالي الذين يتوقعون أن الأمام جاء ليقود ثورة شعبية في كل الأوضاع الحالية ما اعتقد أن تقديرهم صحيح في هذا، الأمام يرغب في حوار وطني يؤدي إلى تغيير النظام بصورة فيها نوع من التراضي وليس مواجهة، بالتالي قد يكسب سياسياً أكثر أذا تمسك في هذا الاتجاه”.