الخرطوم : مشاعر دراج
هناك تساؤلات تدور في أذهان العديد من الناس حول وجود تناقض بين اعلان الطوارئ وعسكره الولاة مع مخرجات الحوار الوطني ,
كما يعتبر البعض أن بتلك القرارات قد نسفت المخرجات ,وأصبحت فاقد للشرعية , بينما البعض الأخر أكد أن الحوار الوطني نص على عدم اعلان الطوارئ لاغراض سياسية , وهنا تتمثل الاغراض في مصادرة الحريات , لكن توقعت مصادر عن اجراء تعديلات في مخرجات الحوار , قد تشمل تأجيل الانتخابات القادمة ,مابين كل هذه سيناريوهات التي ستشهدها الساحة السياسية في الأيام المقبلة . في هذا السياق اعتبر عضو اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني د. عثمان أبو المجد قرارات الرئيس البشير لاعلان حالة الطوارئ , وتعيين ولاة من القوات النظامية هو دعم للحوار الوطني ,باعتباره الراعي والضامن لمخرجاته , بالتالي هذا القرار يحافظ على استقرار وأمن البلاد , وقال أبو المجد في حديثه لـ(سلاميديا) قرارات البشير تسهل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ,وأضاف في حال عدم استقرار البلاد من الصعوبة بمكان تنفيذ المخرجات , كما ستسرع القرارات من تحقيق السلام , وهو أحد أولويات الحوار , وأكد أبو المجد أن هناك دعوة لانعقاد اجتماع للجمعية العمومية للحوار الوطني , الذي سيجري فيه تعديلات في مخرجات الحوار , قد تكون تأجيل انتخابات 2020م من ضمن هذه التعديلات , خلال الأيام القادمة , مؤكدا عدم ضرورة قيام انتخابات بدون أمن واستقرار في البلاد , وأردف أن الأجواء العامة غير مساعدة لاجراء انتخابات . بالمقابل استنكر القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر القرارات الأخيرة , المتعلقة باعلان حالة الطوارئ بالبلاد , خاصة أن مخرجات الحوار الوطني نصت عدم اعلان حالة الطوارئ لاغراض سياسية من أجل مصادرة الحريات , وقال عمر لـ(سلاميديا) أعلان الطوارئ الآن ليس له أي علاقة بالدستور الانتقالي , واستعملت في مكان خطأ , ولايوجد ظرف يستدعي حالة الطوارئ ,الا في حالات اندلاع الحرب أو انتشار وباء فتاك خطير على المواطنيين , أو الوضع القاهر, وانتقد كمال حديث اعضاء المؤتمر الوطني أن اعلان الطوارئ وعسكره الولاة لمحاربة الفساد , وأضاف أن هناك محاكم متخصصة للفساد , كما يمكن اتخاذ اجراءات جنائية بالأضافة إلى قانون الأمن , لكن القصد منها مصادرة الحريات , وأكد أن باعلان الطوارئ نزعت الشرعية من الحوار الوطني , واستهجن مشاركة الأحزاب الحكومة في ظل الوضع الحالي . بينما يرى القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي د. علي السيد باعلان الطوارئ وتشكيل حكومة من ولاة يتبعون للقوات النظامية , تعني انتهاء محاصصة ممثلي الحوار الوطني في حكومة الوفاق الوطني , بالتالي يصبح الرئيس البشير هو من يعين , لأي منصب لوحده , وأفاد السيد في حديثه لـ(سلاميديا) بأن واحدة من جزئيات الحوار هي التمثيل في الحكومة , وتشكيل من قبل الرئيس البشير غير مخالف للدستور . إلى ذلك يعتقد القيادي بالمعارضة فضل حجب هويته لـ(سلاميديا) المشهد العام هو انفاذا لما سبق أن ذكره الرئيس البشير في عطبرة وتلميحه بتسليم السلطة للجيش فبالرجوع للنصوص الدستورية وفي حال استقالة الرئيس فان نائبه الاول هو من سيخلفه وبالتالي فان تعيين ولاة كلهم عسكريين يجعل التغيير القادم دستوري باعتباره سابق لتسليم السلطة لان عسكرة الولاة بعد التسليم سيكون وقتها تاسيس لانقلاب عسكري كامل وبالتالي فان ابعاد النائب الاول النائب الاول السابق الفريق اول بكري حسن صالح هو ضمن تمهيد الطريق لهذا السيناريو باعتبار ان بكري يحمل رمزية تاريخية مهمة بوصفه اخر اعضاء المجلس العسكري الذي نفذ انقلاب 30 يونيو 1989م وبالتالي فان ايلولة الامور اليه تجعل الامر وكانه استمرار لذلك النظام في ما يبدو ان هذا السيناريو عند تطبيقه يريد ان يظهر وكانه منقطع لما سبقه في حين ان الحقيقة هي اعادة انتاجه باستبدال وجوه واستمرار المنهج والسياسات, ما ذكرته سابقا هو السيناريو (ب) في حال خروج الامور عن السيطرة اما السيناريو (أ) فهو عسكرة الولاة بغرض تنفيذ قانون الطوارئ وتوابعه الامنية والعسكرية وبالنسبة لانتماء تلك القيادات العسكرية للحركة الاسلامية فهو امر متوافق ونتيجة طبيعية لما يقارب فترة التمكين للمؤسسات القومية والقوات النظامية ولذلك فالطبيعي في ظل سيادة قيم الولاء على الكفاءة أن يصبح قادة القوات النظامية أم منتظمين في التنظيم السياسي للسلطة الحاكمة أو متماهين معها على أقل تقدير كغيرهم من قادة المصالح والمؤسسات الحكومية قومياً وولائياً وحتي على مستوي المحليات,من المهم النظر للحركة الاسلامية ليس كوحده واحدة وانما باعتبارها تيار تتجاذب اطرافه وتتصارع حتي بين الكتلة والمجموعة المتقاربة تاريخياً والمتحالفة في مرحلة سابقة حتي وقت قريب واقتصر العلاقات والتحالفات داخلها على روابط غير ايدولوجية وانما تتاسس على تقاطعات مصلحية بين مكونات كل مجموعة أو تيار وبالتالي فان ما يتم اعداد المشهد له للسيطرة على الأمور هي ليست الحركة الاسلامية وانما للتيار المساند والمتحالف مع البشير وهدف ومهمة هذا التيار ليس ايجاد مخرج لازمات البلاد , واعتبر القيادي أن اعلان الطوارئ وعسكره الولاة نسفت مخرجات الحوار الوطني الذي لاتنص مخرجاته على اعلان الطوارئ الا في حالات محددة , وقال الحوار الآن أصبح لا معني له , بل فاقد لشرعيته .