تقرير ــ إدريس عبدالله

اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.

وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.

المرأة في تاريخ السودان:

ظل التاريخ السوداني حافلا بنضالات ودور المرأة في مختلف المجالات سواء أكانت الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، قديما وحديثا حكمت المرأة في التاريخ السوداني منذ الممالك النوبية وكان لها أدوار عظيمة في تاريخ قبل المسيحية والاسلام كان هنالك عدد من الملكات، مازالت المرأة لها دور عبر المنظمات النسائية من اشهرها منظمة “لا لقهر النساء”.

وفي التاريخ الحديث دخلت المرأة الحياة الاجتماعية والسياسية منذ وقت مبكر، وشغلت المناصب المختلفة من الطبيبة إلى المعلمة إلى السفيرة فالوزيرة، وبشكل عام فإن المجتمع السوداني منفتح باتجاه قضايا المرأة وحقوقها في تقاليده وقيمه العامة.

نساء وضعنا بصمة في تاريخ السودان

الملكة أماني ريناس: اشتهرت بلقب الكنداكة والذي اصبح وصفا لكل النساء السودانيات، حكمت في فترة الممالك النوبية من 40 إلى 10 قبل الميلاد أي ما يعادل ثلاثين سنة وحرب ضد الرومان وانتصرت عليهم وعقدت معهم اتفاقية الرومان والملكة أمانجي.

أماني شاخيتو: وهي ملكة نوبية محاربة حكمت مملكة كوش منذ 10 قبل الميلاد إلى العام الأول  الميلادي. وايضا الملكة شنكرخيتو هي أول امرأة تصل عرش مروي في عام 165 إلى 145 قبل الميلاد وقد شيد لها معبد بالنقعة يقع شرق معبد أمون .

المرأة السودانية في تاريخ السودان الحديث:

مهيرة بنت عبود: مناضلة وشاعرة في فترة الحكم التركي المصري وهي بنت زعيم قبيلة الشايقية، وكانت في معركة كورتي وتلقي بالأشعار الحماسية واصبحت رمزا للبطولة والفخر بالمرأة السودانية وهي شقيقة جدة الرئيس الأسبق الفريق إبراهيم عبود وكانت أشعارها تثير حماسة المقاتلين في المعارك.

وملكة الدار عبدالله أول روائية سودانية كتبت أول رواية لها بعنوان “الفراغ العريض ” وقد نشرت لها قصص كثيرة في الصحف والمجلات المحلية والعربية وتوفيت في عام 1969 ورواية الفراغ العريض تجسد معاناة المرأة.

حواء جاه الرسول (الطقطاقة) أفضل مغنية شعبية برزت في الأغاني الحماسية الوطنية في مقاومة الاستعمار الإنجليزي حيث تعرضت للاعتقال وعمرها 16 سنة بمدينة عطبرة وتعتبر الأم الروحية لما يعرف في الفن السوداني بأغاني البنات ولها دور وطني واضح في الغناء للنضال والجيش والحركات الوطنية وأول من تغنى للاستقلال.

خالدة زاهر سرور الساداتي

تعتبر أول طبيبة سودانية مارست مهنة الطب ونالت بذلك لقب أول (مشترك) لامرأة طبيبة في تاريخ السودان، حيث تخرجت في العام 1952 بكلية كتشنر الطبية وقد انتظمت في عضوية الحزب الشيوعي السوداني وهي طالبة وعملت في النشاط السري والعلني. وكان لها نشاط سياسي واضح بالجامعة وشاركت في قيادة اتحاد الطلاب في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، حيث قادت مظاهرة نادي الخريجين الشهيرة 1946 ضد الجمعية التشريعية وتم اعتقالها. وساهمت في تكوين أول اتحاد مرأة سوداني سنة 1952 وتولت رئاسته في أواخر الخمسينيات. وقد توفيت في 9 يوليو 2015. 

فاطمة أحمد ابراهيم

من مواليد أم درمان وقد أنشأت مجلة “صوت المرأة عام 1955 التي أسهم في تأسيسها عدد من أعضاء الاتحاد النسائي وأصبحت رئيسة تحريرها، وهي من أبرز العاملات في الحقل النسائي السوداني، وقد عملت في الاتحاد النسائي  وتولت رئاسته بين 56 إلى 1957، وعملت كذلك في التدريس كما اشتركت في تكوين هيئة نساء السودان. وهي أول سودانية تتمتع بعضوية الجهاز التشريعي بالبلاد حيث فازت في دوائر الخريجين في انتخابات عام 1965، ولها كتابات ومقالات كثيرة في موضوعات المرأة وصدر لها كتاب “طريقنا للتحرر” عام 1966 والعديد من المؤلفات الأخرى. وفي عام 1991 اختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وكانت أول مرة تنتخب فيه امرأة عربية افريقية ومسلمة ومن العالم الثالث، وفي عام 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وقد منحتها جامعة كاليفورنيا الدكتوراه الفخرية عام 1996 لجهودها في قضايا النساء ومكافحة استغلال الأطفال. وهي أرملة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ أحد أبرز قيادات الحزب الشيوعى السودانى الذي أعدمه الرئيس جعفر النميري في يوليو 1971 بعد مشاركته في محاولة انقلابية.

فاطمة عبدالمحمود

هي أول امرأة سودانية تترشح لرئاسة الجمهورية في عام 2015 وقد حازت على جائزة سيرز الذهبية للامم المتحدة ضمن أميز نساء العالم وتم ادراج اسمها لاميز 60 امرأة على مدى 60 عاما وهي محاضرة في عدد من الجامعات العلمية، وشغلت منصب وزيرة لأكثر من مرة، فقد كانت أول وزير دولة للصحة والرعاية الاجتماعية 1974، وأول وزير مركزي للشؤون الاجتماعية والرياضة 1975، وأول امرأة عضو في مجلس وزراء 1975م، وتقلدت منصب أمين لجنة المرأة بالاتحاد الاشتراكي السوداني لدورتين 1975 1976، وفازت في أول دائرة جغرافية في انتخابات ولاية الجزيرة. وهي من مناصري حقوق المرأة، وقد أيدت في عهد النميري تخصيص حصة برلمانية للنساء لا تقل عن 25 بالمئة من جملة مقاعد البرلمان، وعلى الصعيد الحزبي، شغلت أمينة المرأة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي وسكرتيرة اتحاد نساء السودان. ورأست حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي.

المرأة في الحاضر

وما زال الواقع الراهن منغمساً في عطاء المرأة السودانية على الأصعدة كافة، وما زالت تعطي مثالاً مشرفاً في كل الضروب. مثالاً أمل هباني الكاتبة الصحفية والفائزة بجائزة قنيتا ساقان بنيويورك للعام 2015 المقدمة من منظمة العفو الدولية لدفاعها المستمرعن حقوق الإنسان.

  • عضوة مؤسسة بمبادرة لا لقهر النساء وشبكة الصحفيين السودانيين

كذلك سارة نقد الله لها دور واضح في الحركة السياسية السودانية وهي الأمين العام لحزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي فما زالت تبذل جهداً سياسياً من أجل الوطن وتقدم نفسها مثالاً حياً للمرأة السودانية في مشاركة السياسيين السودانيين.