الخرطوم : مشاعر دراج
ظلت بعض القيادات بالأحزاب السياسية تدافع عن مواقف المؤتمر الوطني وتنفذ سياساته أكثر من قياداته , حتى صار يطلق عليها البعض بأن تلك القيادات ملكي أكثر من الملك ,
بمعني انتماءها للحزب الحاكم أكبر من أحزابها , والدليل على هذا الحديث تصريحات بعض هؤلاء منها آخر تصريح للأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي أحمد بلال عثمان حول إن المؤتمر الوطني مازال حاكماً بآلياته ومؤسساته ومنظماته ويتغذى من حبل سري ولم يفطم بعد, بجانب حديث القيادي الاتحادي حاتم السر قال خلال مخاطبته مسيرة النصرة بالساحة الخضراء التي نظمها المؤتمر الوطني للرد على الاحتجاجات الشعبية بأن البلاد لن تشهد صفوفاً إلا للصلاة , واثار هذا التصريح ردود افعال واسعة, وتاثير على القاعدة الاتحادية والأحزاب السياسية الأخرى التي تعرف السر منذ أن كان في التجمع الوطني , بينما تختلف تصريحات الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج عن هؤلاء , حيث دائما يهاجم المؤتمر الوطني , وفي احدي
تصريحاته اتهمه بـ(التخريب)، واعتبره أكبر مهدد للبلاد، إضافة لكونه حزباً فقير الكوادر والأفكار والأراء والمواقف , بالرغم من استمراره في الحكومة مع الوطني , كما يعتبر بعض القيادات بالحزب الحاكم بأن علالحاج وراء قرارات الرئيس الأخيرة .
في هذا الجانب اعتبر القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق أحمد بلال عثمان مؤتمر وطني مقنع , وقال عبدالرازق لـ(الأخبار) هو أحد الذين قسموا الحزب الاتحادي وأسس حزب الهندي والدقير, وظل يتماهي مع المؤتمر الوطني وينفذ في سياساته أكثر من قياداته , كما ينافح ويدافع عنه في الاعلام , وأيضا تسبب هو والدقير في انقسام حزبه للمرة الثانية بخروج اشراقة سيد محمود , وأفاد أبوبكر للحقيقة والتاريخ بلال هو الوحيد الذي اعترض على تطبيق مسيرة الوطني للساحة الخضراء رداً على الاحتجاجات الشعبية , أما حاتم السر فيه شئ من التوازن , كما ليس على الدوام مدافع عن الحكومة ,لكن يعاب عليه تصريحه الأخير حول الأمة في طريقه للانفراج ,وأن الناس لن ترى الصفوف الا في الصلاة , وأردف السر ليس تابع للمؤتمر الوطني , أم علي الحاج كل مؤتمراته وتصريحاته ضد الوطني , كما متهم الآن من عدد من قيادات الوطني بأن قرارات الرئيس البشير وراءها , وأيضا اعترض على اعلان حالة
الطوارئ ,ووصيته للبشير بعدم قتل واعتقال المتظاهرين , لأنه مخالف للدستور والقانون , لكن على الرغم من ذلك مواقف علي الحاج تعبر عن موقف الحزب , منها البقاء في الحكومة وهو قرار حزب وقراءته لمستقبل السودان .
بالمقابل قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي ميرغني مساعد حاتم السر معروف بالوطنية المتجردة ,كما لايبحث من وراءها إلى مناصب أو جاه , واعتبر مساعد في حديثه لـ(الأخبار) تصريح السر في الساحة الخضراء انطلق وهو يتكي على عصاه الاستقلال ,ورغم أنه ليس وزير المالية أو التجارة , وليس من اختصاصاته , أما فيما يتعلق بتصريحات أحمد بلال وهو وزير الداخلية يعتقد منسوبي الحكومة في العرف السياسي مسؤولين عن أي تصرف ناتج من الحكومة , لكن يحمد لبلال أعطاء المتظاهرين حق التظاهر والاحتجاج , وأضاف اعتقد أنهم في بعض الأحيان تصريحاتهم تصيب الحدث وأحيانا أخرى قد تخطئ , كما يكون تأثيرها سالب على الحدث , وتابع السر وبلال اصبحوا الآن خارج منظومة الحكومة, بالتالي عادوا إلى احزابهم من المفترض أن يتحدثوا باسم هذه الأحزاب , أما بالنسبة لتصريحات علي الحاج تختلف كثير من السر وبلال , خاصة آخر مقابلة تلفزيونية معه ادان ما يجري في الساحة من قبل
الحكومة , وأيضا يقف ضد حالة الطوارئ واعتقال المتظاهرين .
بينما قال القيادي بمشروع الاصلاح محمد فرح في أي زمان بالتاريخ هنال بعض الناس يمثلون هذا الدور من خلال البنية الفكرية , وذكر فرح لـ(الأخبار) أي انسان لديه احساس بالنقص يفضل أن يكون تابع للآخرين , ووصف فرح بلال بالانسان الهلامي وليس لديه صفة , كما يميل لمصالحه وهو سند وساعد الايمن للمؤتمر الوطني , وذكر أن تنصيب كل من حاتم السر وأحمد بلال وعلي الحاج في هذه المناصب هي غلطة في التاريخ , خاصة أن هنالك عدد من القيادات التي لديها قدرات تمكنها من قيادة تلك الأحزاب , وأردف كنت اعتقد السر ليس من هذه الصفات ,لكن تصريحه الأخير مخذي وهزيل أمام كل الشعب السوداني , والآن يتواري خجلا منه , أما علي الحاج يعيش بالافكار القديمة الجبهوية الاسلامية تحت ارث شيخه الراحل الترابي , رغم أن القائدفي الأساس يكون همه الشعب وليس المصالح الذاتية.
إلى ذلك يرى المحلل السياسي بروف حسن الساعوري أن حاتم السر ليس له صفة سياسية للحديث أو تصريح باسمها , أما أحمد بلال عثمان هو جناح لكل مجموعة , كما ليس لديه موقف سياسي , وقال الساعوري لـ(الأخبار) السياسي المخضرم لا ينشق من حزبه لمجرد اختلاف في الرأي والرأي الآخر ,لكن كونه يقوم بتأسيس حزب يعتبر هذا عمل شخصي وليس سياسي .