الخرطوم ــ سلاميديا

طالب مسؤول اميركي بارز يزور السودان هذه الأيام الحكومة السودانية بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة التظاهرات الأخيرة، داعياً إلى انتقال متفاوض عليه يضمن حقوق الشعب السوداني.

وأجرى رئيس لجنة الحريات بالكونغرس الاميركي، غس بيليراكس، مباحثات واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم مع الحكومة والمعارضة إضافة إلى قيادات المجتمع المدني، كما إلتقى بعض المعتقلين على ذمة الاحتجاجات الحالية.

وقدم وزير الخارجية، الدرديري محمد أحمد، للمسؤل الاميركي شرح حول واقع التعايش والتسامح الديني في السودان، موضحاً أنه لا يوجد تمييز على أساس الدين فى السودان ولا توجد مناطق سكنية تخص المنتمين لديانات بعينها دون غيرهم.

وتناول اللقاء مسيرة الحوار بين السودان والولايات المتحدة والقضايا التى يتناولها، وأكد الدرديري التزام الحكومة السودانية بالحقوق والحريات التي يكفلها الدستور وينظمها القانون.

كما التقى المسؤول الاميركي بوزير العدل السوداني، د. محمد أحمد سالم، وقدم له شرحاً حول دواعي وأسباب ومبررات إعلان حالة الطوارئ بالبلاد والتدابير المتعلقة بها والضمانات القانونية للمحاكمة العادلة للمتهمين.

وأكد الوزير حرص الدولة على صيانة كرامة وإنسانية الموقوفين وعدم تعريضهم لأي معاملة لا إنسانية أو مخالفة للقانون. كما تناول اللقاء أوضاع حقوق الإنسان بالسودان بصفة عامة ودور لجان تقصي الحقائق التي تم تشكيلها ومسار عملها.

وطالب المسؤول الاميركي خلال لقائه رئيس البرلمان السوداني، الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة التظاهرات الأخيرة من المواطنين والرعايا الامريكيين.

وقال بلراكسيس، في تصريحات صحفية بالبرلمان إنه أجرى مقابلات مع مواطنين معتقلين سياسيين ومواطنين ومسؤولين خلال زيارته للبلاد ، وأشار إلى أنه سيخطر الإدارة الأمريكية بوجود نقاط محرزة.

وقال رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، إنه ناقش في لقائه بعضو الكونجرس قضية وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ودور الكونجرس فيها.

وأضاف إنه أخطر العضو بوجود حريات سياسية ودينية بالبلاد، مشيراً إلى أن المظاهرات التي شهدتها البلاد منذ التاسع عشر من سبتمبر الماضي بدأت سلمية لكن هنالك جهات غيرت مسارها.

وتابع “أكدنا لعضو الكونجرس استقرار السودان واستعداده لاستضافة مزيد من أعضاء الكونجرس لمعرفة الأوضاع في السودان عن قرب”، فضلا عن ضرورة الذهاب في مسار توافقي لإزالة سوء الفهم بين الشعوب.

وقال المسؤول الاميركي في بيان الأحد إن كل من التقاهم أوصلوا إليه رسالة الدفء والانفتاح والتسامح خلال الوضع الحالي في السودان.

وأضاف “هذا يعني أن جميع الأطراف تدرك أن أفضل طريقة للمضي قدماً بالنسبة للسودان هي عملية انتقال يتم التفاوض عليها بين شعب السودان وأحزاب المعارضة والحكومة”.

وزاد “يجب أن يلتزم أي سلام يتم التفاوض عليه عن كثب برغبات شعب السودان ويحمي حقوق الإنسان كما هو مقبول عالمياً. ويبقى أن يقوم كل جانب بتقديم نقاط انطلاق واقعية لبدء هذا الحوار”.

وأوضح أنه أثار قلقه وقلق حكومته في كل اجتماعاته حول ما يتعلق بسجن مواطن أمريكي، مضيفاً “طالبت بإطلاق سراحه والإفراج عن جميع السجناء السياسيين المحتجزين في محاولة لتقييد حرية تكوين الجمعيات وحرية التعبير”.

وذكر أنه رأء قدرة الشعب السوداني على الصمود في وجه الصعوبات الاقتصادية المتصاعدة والتوترات السياسية، داعياً جميع الأطراف إلى أن الاتجاه السياسي الجديد سينطلق من هذه المرونة.

وحول المرحلة الثانية من الحوار بين الخرطوم ووانطن قال المسؤول الاميركي إن على الخرطوم الدخول في مفاوضات بحسن نية فيما يتعلق بتعويضات ضحايا تفجيرات سفارات اميركيا في دار السلام سلام ونيروبي، في العام 1998، وهجوم عام 2000 على المدمرة الأمريكية كول.  وزاد “أن هذه مسألة مهمة بالنسبة لدوائرنا الانتخابية ويجب حلها، ولذا سأستمر في البحث عن تعويض عادل للضحايا”.