واشنطن ــ وكالات
اطلعت شبكة “سي إن إن” الأميركية، على وثائق تكشف خطة أعدتها شركة روسية، كان يعتمد عليها عمر البشير، لقمع احتجاجات المعارضة في السودان، قبيل إطاحته من قبل الجيش في 11 إبريل/نيسان الحالي.
وكشفت الشبكة، في تقرير، اليوم الخميس، أنّ الشركة الروسية يقودها يفغيني بريغوجين أحد المنتمين للأوليغارشية في روسيا والمقرّب من الكرملين، وتضمّنت خطتها نشر معلومات خاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإلقاء اللوم على إسرائيل في “إثارة اضطرابات”، وحتى تنفيذ عمليات إعدام علنية لتلقين الدرس لمن وصفهم البشير بـ”اللصوص”.
وأكدت عدة مصادر حكومية وعسكرية في الخرطوم، لـ”سي إن إن”، أنّ حكومة البشير تلقّت مقترحات الشركة وبدأت العمل على تطبيقها، قبل إطاحته.
وقال أحد مسؤولي النظام السابق، للشبكة إنّ المستشارين الروس راقبوا الاحتجاجات في السودان، وبدأوا في وضع خطة لمواجهة المتظاهرين بما وصفها “الخسائر البسيطة ولكن المقبولة في الأرواح”.
وتتضمن الوثائق، التي اطلعت عليها “سي إن إن”، رسائل واتصالات داخلية للشركة، مشيرة إلى أنّها من بين عدة آلاف من الوثائق حصل عليها ويحقق فيها مركز “دوسيير” ومقره لندن، ويديره رجل الأعمال الروسي المنفي ميخائيل خودوركوفسكي.
ويتلقّى مركز “دوسيير” عادة بيانات ووثائق وغيرها من المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر، والتي غالباً ما تكون مجهولة، ويقوم بمشاركتها مع الصحافيين.
وفرّ خودوركوفسكي من نظام الرئيس فلاديمير بوتين، بعد اتهامه بالفساد على نطاق واسع في روسيا، وقضائه عدة سنوات في السجن بتهمة الاحتيال الضريبي، وهو ما نفاه مراراً.
وأشارت “سي إن إن”، إلى أنّ الوثائق وبعد تقييمها تبيّن أنّها “ذات مصداقية”، لافتة إلى أنّها تتوافق مع روايات شهود يقولون إنّ مراقبين روسيين شوهدوا في الاحتجاجات الأخيرة في السودان.
وأوضحت “سي إن إن” أنّ الوثائق مصدرها شركة “M-Invest”، ومقرّها مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، ولها مكتب في العاصمة السودانية الخرطوم.
وتدرج شركة “M-Invest” في أعمالها الأساسية “استخراج الخامات ورمال المعادن الثمينة”، وحصلت على امتيازات لمنجم ذهب في السودان، ولكن يبدو أنّ أنشطتها ذهبت إلى ما هو أبعد من التعدين، وفقا وفي أحد مقترحاتها، أوردت الشركة عدداً من الخيارات لتحسين صورة الحكومة من خلال “التوزيع المجاني للخبز والدقيق والحبوب والمواد الغذائية”.
وتقترح إحدى الوثائق الصادرة في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، والتي اطلعت عليها “سي إن إن”، نشر مزاعم بأنّ المتظاهرين كانوا يهاجمون المساجد والمستشفيات. كما اقترحت تصوير المتظاهرين كـ”أعداء للإسلام والقيم التقليدية” من خلال نشر أعلام المثليين في الاحتجاجات، كما اقترحت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعي أن “إسرائيل تدعم المحتجين”.
وفي إطار تركيزها على الاحتجاجات، أوصت بتلفيق أدلة “عن إحراق متظاهرين لمساجد ومستشفيات ودور حضانة، وسرقة حبوب من المتاجر العامة”.
كما اقترحت إلقاء اللوم على الغرب في الاحتجاجات، واستخدام “تغطية إعلامية واسعة النطاق لاستجواب المعتقلين حيث يعترفون بأنّهم يهدفون لإشعال حرب أهلية في السودان”. واقترحت أيضاً تنفيذ “عمليات إعدام علنية للصوص، وغير ذلك من الأحداث لتشتيت انتباه الجمهور عن فكرة الاحتجاج”.لـ”سي إن إن”.