الخرطوم –سهام صالح

اوصي عدد من الناشطين السودانين قادة الحراك بالعمل علي الاهتمام بفاقدي السند في الحكومة القادمة بعد انتشار كم هائل من الصور التي تظهرهم وهم يعتصمون امام القيادة العامة للقوات المسلحة وكان لصورة الطفل الذي يلتحف بالتراب ويتدثر بعلم السودان اكبر الاثر وبحسب شيماء الشيخ “ناشطة مدنية “

 ماكان من المعتاد ان يشارك أطفال الشوارع وفاقدي السند  في اي احتجاجات تمر بها البلاد ،لكن المسلمات تبدلت منذ السادس من ابريل  واصبح للاطفال الشوارع دورا حقيقيا في ساحة الاعتصام امام مبني القيادة العامة للقوات المسلحة ، وجاءت مشاركتهم عفوية وجميلة لكن الاهم انهم حظيو بادوار تنظيمية إنتشلتهم من دائرة التهميش منذ ميلادهم  الي الفعل فكان لهم دور في حراسة المعتصمين ليلا  وتوزيع الطعام والمياة وحمل اللوحات الارشادية

وقال شهود عيان” لسلاميديا” ان اعداد اطفال الشوارع كبيرة جدا وانهم رأو فيهم روحا جديدة خاصة ان بيئة الاعتصام وفرت لهم  علاج ووجبات طعام ثابتة ومياة نظيفة بعد أن كانو يتسابقون علي مكبات النفايات في الاسواق وبين ازقة الحواري للالتقاط وجبة تسد جوعهم

كما ان الاعداد المتزايدة كل يوم  في ساحة الاعتصام جعلت عدد من الناشطين يطالبون بتحويل دور المؤتمر الوطني “الحزب الحاكم سابقا”لمراكز تطوير وتنمية ودور ايواء وملاجئ أمنة للمشرديين برعاية منظمات المجتمع المدني

وبحسب الاعلامية ايمان محمد الحسن أن احساس الامان والعائلة هو من اكثر الاشياء الجميلة التي خص بها المعتصمون اطفال الشوارع بسبب وجود بيئة امنة وصحية ينامون ويستقيظون بدون خوف .

كما اثارت صورة  طفل مشرد يحاول رسم الحروف ونقلها من احدي اللافتات علي ورقة وضعها امامه حزن الشباب المعتصمون فقرروا انشاء خيمة لتعليم اطفال الشوارع بمساعدة عدد من خريجي الجامعات السودانية الذين بدوء فعليا بتنفيذ المشروع

واكدت سماح ابو الحسن احدي المعتصمات ان مشروع تعليم اطفال الشوارع لقي قبولا من سوداني المهجر فانهالت التبرعات من اجل توفير كتب وغيرها من الاحتياجات ولم يقف الامر عند هذا الحد بل امتد الي مشروع مدارس لليلية لتعليمهم حرف صناعية كا الحدادة والنجارة

بدورة اكد احد المشرديين الموجودن داخل اعتصام القيادة أنه لايرغب في ان ينفض الاعتصام خشية ان يعودوا للبحث عن فضلات الطعام من النفايات واكثر ما يخشاها هوعدم القدرة علي النوم بسبب وضعية الاماكن التي ينامون فيها كا المقابر اوبجانب اعمدة النور واحيانا تحت السيارات المخزنة  

ويقدر المجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان عدد المشرديين ب13الف في ولاية الخرطوم وحدها واكثرمن 21الف في عموم السودان وتشكو مراكز التاهيل الموجودة  الان من عدم قدرتها علي العمل بسبب شح الامكانات

ويأتي تداخل الفقر والاوضاع المادية الصعبة مع الحروب الاهلية كاأحد اهم اسباب وجود هذا الكم الهائل من المشرديين الذين تتراوح اعمارهم ما بين ال5-16 عام عاطلين عن العمل تماما

وكانت دراسات اجتماعية عن ظاهرة التشرد وكيفية علاجها  في السودان أوضحت أن المتشرديين يعتمدون علي التسول والنفايات وعلي الجمعيات الطوعية والسرقة فيما يحتاجون الية من الطعام