الخرطوم:حسين سعد

فجعنا يوم السبت الموافق 25 مايو 2019م برحيل الأستاذ الجميل أحمد عليان الذي وهب کل حياته للكادحين، وبرحيله تكالبت علينا المصائب مرة أخرى، وذرفنا الدمع الثخين، وخسرنا بطلا من موطن الأنبياء ، فليس لدينا ما نعبر به عن تمزق قلوبنا لرحيلك الفاجع ، سوى المحافظة على ما زرعته فينا من أخلاق،ونعاهدك بانه مهما كان الحزن، والألم، إلا أن ذلك لن يزيدنا إلا صبرا وعزيمة، لمواجهة التحديات، والوقوف على أقدامنا من جديد بشكل أقوى، وأكثر ثباتا،ونقول لك (يا أعز الناس علي الوعد القديم جايين) كان(عليان) كالجبال صامداً،وواقفاً في وجه الطغاة، مدافعاً عن أوجاع المقهورين و الغلابة، والمهمشين حتى أصبح عنواناً للصمود، والجسارة والوفاء، وكان أيضا رمزا للحب والانسانية،ظل حاضراً ،ومقيمًا في حياة الشباب بدعابته، وطرفته،(عليان) يفتقدك عمار بشدة،ويسأل عنك معتز سعيد الذي احبك ،سيف برتاوي ترك النكات التي كان يطلقها عليك ،أما مروة يا عليان فقد سكنها الحزن العميق،شباب الميدان عامة يفتقدونك يا عليان خاصة شباب تحالف مزارعي الجزيرة الذي أحببتهم ،ونقول لك كما يقول الشاعر : قاسم أبوزيد: ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻨﻚ ﻳﻮﻣﺎﺗﻲ ..ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺍﻟﻀﻮﻯ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻤﺪ ﺿﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺳﺠﺎﺩﺓ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻣﺰﺍﻭﺭﻳﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﺰﺍﺭﻋﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﻮﻱ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﻳﺎ ﺧﺎﻝ.(عليان) كان عزيمة لا تفتر وجسارةً لا تقاوم وعطاء بلاحدود لذلك حجز لنفسه الابية مكاناً واسعاً في قلوبنا بسالته، وشجاعته دخل(عليان) مسيرة النضال، والعمل الثوري وطوي مراحله المختلفة،وكان وفياً وشجاعاً تذوق مرارة الحياة أشكالا، لكنه لم يهدء من نضاله ثانية واحدة،وعانى من مضايقات الاعداء بكافة ألوانها لكنه صمد مقدماً نموزجاً باهراً ورمزا في النضال، والصمود،(عليان) لن يموت فهو حاضر في ميدان الاعتصام،وفي كل الخيام ركن مصطفي –الحصة وطن-دارفور-جبال النوبة –العباسية-أشعة-بري-ودنوباوي –شبكة الصحفيين-الجزيرة أبا- دار الخريجين-جمهورية النفق، مضي (عليان)كشهاب لامع، رحل وهو في قمة عطائه ونشاطه، وبرحيله الداوي فقد الشعب السوداني، وحزب الطبقة العاملة والكادحين مناضل وطني غيور (عليان) حاضرا في كل هتاف تهتف به حناجر الثوار في ميدان الاعتصام(انا ما راجع انا لي مطالب جيبو حكومة الحكم المدني ودم الكوز القتل الطالب- مدنياووو- سلمية سلمية-شهدائنا ماماتو عايشين مع الثوار- دم الشهيد ماراح لابسنو نحن وشاح) شكرا (عليان) فأنت ماك الوليد العاق لا خائن، ولاسراق فقد بذلت كل ما لديك وحملة الرسالة نم قرير العين افئدتنا وقلوبنا اهواك، فانت هناك لست، وحدك بل معك الشهيد عبد الخالق، والشفيع وجوزيف وهاشم العطا وحكيم الامة نقد، وعمي التجاني ومحجوب عثمان والمحجوب الشريف وفاروق حمدنا الله وحميد ووردي ومصطفي سيد احمد ومحمود محمد طه والدكتور جون قرنق (السافر شالتوا الاقدار)والجبل المية المعلم والقائد يوسف كوة مكي معك وود الزين الكان وحيد امو القالولو ناس كم ورينا شان تسلم العودوا خاتي الشق وليه موتوا اتقدم،ومعك ايضا عبد الحميد علي والعمالي صاحب عمود ازيكم من الله عبد الوهاب،والصادق زكريا- وشهداء ثورة ديسمبر الحالية وشهداء انتفاضة سبتمبر 2013م وشهداء الحركة الطلابية وشهداء حروب النظام البائد العنصرية في مناطق النزاع بكل من دارفور، وجبال النوبة والنيل الازرق ومناطق السدود. أيها المناضل إن جسارتك ستظل شعلة تضيء طريقاً رسمته لنا لنمضي فيه بكل ثقة وأمان، وستبقى ذكراك العطرة حية بيننا، ولن تموت،نعم رحلت يا (عليان) والمهمة لم تكتمل لكنها أمانة في أعناق الثوار من الشفاته الكنداكات المخلصين، والشرفاء الذين لن يخذلوا الشعب السوداني، وسوف يكملوا المشوار حتى الانتصار الكبير، والعظيم،ونقول لك، وبالصوت العالي (ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين)