الخرطوم ــ عباس التجاني

أصبحت الحركة الشعبية بقيادة الحلو، تمثل دور الغائب الحاضر في المشهد السياسي السوداني بعد سقوط حكومة البشير في ابريل الماضي،  حيث انحصرت مشاركتها في اعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثه شهور لدعم الحركة الحراك الثوري السوداني.

وعانت الحركة من بعض الانشقاقات بعد انفصال جنوب السودان، ثم كانت هناك مساعي من رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير لتوحيد الحركة، ثم رشحت معلومات بتوحد الحركة جاح الحلو وعقار، ولاكن في وقت لاحق أصدر الامين العام للحركة بيانا نافيا فيه ذلك.

ويري مراقبين ان الحركة جناح الحلو موقفها أفضل للمناورة السياسية، حثن انها تمتلك منبر دولي ومتمسكه به, لتحقيق انهاء الحرب، وربما تسعي لمزيد من المكاسب السياسية، مما يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل الحركة متمسكة بالحل الشامل؟ ام انها تراهن علي القوة العسكرية لتحقيق مكاسب في الفترة الانتقالية.

وقال الصحفي القريب من ملف الحركة الشعبية لتحرير السودان، إبراهيم عربي، لـ (سلاميديا) إن الحركة الشعبية – شمال (جناح الحلو) ليست صامتة وإنما لديها بيانات وتصريحات عديدة تقرأ في صياغها، فهي تسعى إلى سودان جديد وتسعى عبر ذلك لتغيير التركيبة السياسية في المركز وتري حتى الان مجموعة (قحت) والمجلس العسكري من نفس الطبقة، وفقاً لجدلية “المركز والهامش”.

وتابع عربي، ان (الحلو) عضو غير موقع على إعلان (قحت) ولكن لديه قيادات شبابية في داخل لجان الميدان بالساحة بالخرطوم وتري ان الاعلان يحقق لها إسقاط نظام البشير إقامة سودان جديد (الدولة المدنية) وفي ذلك لديها الدكتور محمد يوسف (مستشار الحلو) وهو رئيس تجمع المهنيين (المنكور) وبالتالي هو الضامن لفسلفة السودان الجديد.

وأضاف عربي، ولكن الحلو متمسك بخصوصية المنطقتين التفاوضية عبر القرار الدولي (2046) في (المساعدات الإنسانية، الترتيبات السياسية، الترتيبات الأمنية) وبالتالي هو ليس مستعجلا (يلعب علي حبلين) لانه يري الاتفاق مع المجلس العسكري لن يحقق له كلما يريد لا سيما بشأن (مدنية الدولة، مدنية المجلس السيادي).

 

وابان عربي ان، (الحلو وعبد الواحد نور) متفقون على مبدأ لا تفاوض مع المجلس العسكري ولكن أول ما وجد الحلو المجلس العسكري يقدم التنازلات طالب في تصريح نسب اليه، العسكري بالغاء قوانين الشريعة، وأضاف “هذا يؤكد ان التحفظات مجرد خطة تاتيكية، اذا فشل الحلو في الوصول لأهدافه عبر (قحت) يضغط في المنبر الخاص به لتكملة قضايا المنطقتين”.

وأكد عربي، بانه يمتلك معلومات ان اتفاق وصل الي نسبة ٩٠٪، الذي اضمن حل لقضايا الحرب مع الحلو خلال مده لا تتجاوز السته اشهر، لكن المستجدات السياسية الأخيرة في السودات لقد غيرت كل الحسابات.

من جهته قال الاستاذ محمد احمد شقيلة – استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري لـ (سلاميديا) الحركة الشعبية بقيادة الحلو تعلم أنها لا يمكنها المشاركة في الثورة إلا بعد ترتيبات سلام شامل توقعها مستقبلا مع الحكومة الانتقالية التي تقودها قوى الثورة، أي قوى الحرية والتغيير، بل إن حدث ذلك وشاركت الآن وأصبحت جزء من قوى الثورة، فالمشكلة ستكون لاحقا عندما يأتي وقت التفاوض معها والبحث عن السلام، فهي وقتها ستكون جزء من الحكومة الانتقالية وفي نفس الوقت ستكون تمثل الطرف الآخر الذي يجب أن تفاوضه هذه الحكومة، وهذا لا يستقيم، وكل حركة معارضة مسلحة تشارك الآن في إطار قوى الحرية والتغيير، فإن ذلك يعني، في ضوء هذا الفهم أما أنها لا تملك جيش أو قوى مسلحة في الأصل (قيادات بلا جيوش) أو أنها قوى انتهازية تلهث خلف السلطة ولا تؤمن بالمبادئ الثورية التي تدعي أنها تؤمن بها، وعليه يتكشف أن المبادئ ما هي إلا الوسيلة لبلوغ غاية السلطة.

وتابع شقيله ان الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو ما زالت ثابتة في مواقفها التفاوضية التي تتمثل اختصارا في الاقتسام العادل للسلطة والموارد بين سلطة السودان المركزية والمستويات الإقليمية اللامركزية بجانب إقرار مبدأ الوحدة الطوعية والترتيبات الأمنية المرتبطة بجيشها الشعبي والتي ترى ارتباطها بإعادة هيكل الجيش السوداني والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات بجانب عملية إعادة هيكلة وتنظيم الخدمة المدنية في البلاد، مضافا إلى ذلك معالجة المشكلة التاريخية الأيلولة الأراضي والاستفادة منها.

وأكد وشقيله، كل هذه المطالب التفاوضية للحركة الشعبية عبر عن معظمها وأيده إعلان الحرية والتغيير دون تفصيل، فهذا ليس مقامه.هذا يشير أن أي مفاوضات ستجري يوما بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية بقيادة الحلو ستكون سلسة، وستأخذ طابع (المفاهمات) أكثر منه (مفاوضات)، في الرؤى والمواقف السياسية بين الطرفين كبيرة جدا، والذي في معظمه سيدور في إطار التفاوض لحل الازمة السودانية بأبعادها المختلفة في الأساس مع مراعاة المناطق التي تدور فيها النزاعات بالبلاد باعتبارها مناطق متأثرة بالحرب تستدعي التعامل معها في عدد من الجوانب بصورة مختلفة عن مناطق السودان الأخرى التي لم تشهد نزاعات مسلحة عنيفة.

وقال مصدر من داخل الحركة الشعبية جناح الحلو لـ (سلاميديا)ان الحلو، لا يستطيع مواكبة المتغيرات السياسية المتسارعة، وذلك لطبيعته كقائد، يضاف الي ذلك اصراره علي حصر الحركة في منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق، لهذه الاسباب ربما يكون الحلو خارج اللعبة السياسية في الفترة الانتقالية الا في اطار الترتيبات الامنية. كما اضاف المصدر، يصر البعض من الرفاق، علي حق تقرير، في الوقت ذاته جموع السودانين توحدوا، لذلك فكرة تقرير المصير سوف تطيح وتبعد (الحلو) عن المسرح السياسي تماما.

وتابع المصدر، لم يستفيد (الحلو) من الفرص المتاحة لابرام اتفاق، مما ترك المجال لعرمان التحالف مع تيارات الوسط النيلي السياسية، ومن خلفه يقف مالك عقار موقف العربة التي يجرها الحصان (عرمان)، كما مارسا سياسة الحد من العالاقات الدولية على (الحلو).

قال المصدر انهم مجموعة داخل الحركة الشعبية، لديهم موقف واضح مما يدور داخل هذه المؤسسة، اننا نتعترف بان هناك تحول كبير في الساحه السياسيه السودانيه ومتغيرات جعلت كل القوى السياسيه والمناطقيه والشباب وكل الشعب يتحد ونحن معهم؛ ولذلك نحن ضد توجه الحلو ومعه رفاق في النوبه البنادوا بتقرير المصير واجنداتهم الاقصائية.