الخرطوم ــ هانم آدم

عادت الحياة إلى طبيعتها في محيط القيادة العامة للجيش السوداني، بعد فض الاعتصام الذي استمر في تلك المنطقة نحو شهرين، بالقوة المفرطة حيث خلفت أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى.

والشاهد في الأمر أن تلك المناطق ستقف شاهد على ما دار فيها في يوم فض الاعتصام بالقوة المفرطة ومصاحبة من أحداث مؤسفة وفقد للأرواح ليس ذلك فحسب فهناك أيادي خفية تسللت بحذر لتحيل تلك المناطق الى خراب شامل وتدمير لكل ماهو موجود واحراق لبعض المحال وسرقة للمعدات والأجهزة التي تقدر بمليارات الجنيهات، حيث لم يتبق شئاً موجود من ثورة  استمرت لأشهر سوى بقايا اطلال حزينة توثق لما حدث.

(سلام ميديا) تجولت بتلك المنطقة التي ماز الت الاثار فيها تحكي بجلاء من سرقة وتدمير ونهب والتقت ببعض من المتضررين أصحاب المحلات والمناطق المجاورة والذين بدوا في ترتيب ماتبقي من أشيائهم في محاولة يائسة منهم لاعادة الأمور الى نصابها الأول.

أولى وقفاتنا كانت في محل محل العميد للترجمة حيث لفت إنتباهنا  آثار طلقة اخترقت الجدار فيما بدأ ثلاثة شبان وهم يحاولون بث الروح في محلهم الذي بدأ وقد بعثرت الأوراق في كل ناحية ودمرت الأجهزة الموجودة، فيما ظل مكان المكيف  فارغا بعد ان انتزع من مكانه وسرق.

يقول أكرم عثمان السيد، لـ (سلام ميديا) “حتى مساء الثامن والعشرون من شهر رمضان كانت كل الأدوات مكتملة ولكني فوجئت في صبيحة يوم العيد بتلفون أفادني بأن المكتب مفتوح ونسبة للأوضاع وما صاحبها من إغلاق للشوارع لم نستطيع الوصول في نفس اليوم واتينا بعد يومين ثلاثة لنجد ان كل الأجهزة قد تمت سرقتها وهي عبارة عن جهازين كمبيوتر بجانب تحطيم الشاشات وسرقة المكيف وخزنة بها مبلغ 65 مليون جنيهاً و3 طابعات إسكان ولابتوب، هذا غير  الأشياء الصغيرة مثل كولر المياه والاتلاف الذي حدث للسقف وتحطيم الزجاج الخارجي وسرقة كل الاختام والمستندات التي كانت موجودة بالمحل”.

ويقدر أكرم الخسارة التي لحقت بهم بحوالي 265 الف ويقول “قمنا بفتح بلاغ وفي انتظار ما سيسفر عنه التحقيقي”، ويواصل “بكل أسف قمنا بذلك كإجراء رغم قناعتنا ان ما تم سرقته لا يعوض”.

حيرة وذهول

فيما بدأ معتز معاوية الجاك صاحب مكتبة اللغويات بجامعة الخرطوم محتاراً وهو ينظر إلى مكتبته التي بدأت خاوية من كل شي بعد ان تمت سرقة كل ما هو موجود بداخلها حتى الثلاجة التي كانت ملئية بالمياه أفرغت تماما لتترك خالية وشاهدة على ما حدث من سرقة لبقية المحتويات.

يقول “اتاني تلفون في اليوم الثالث للعيد من قبل الجيش ليفيدوني بما حدث وعندما اتيت لم أجد سوى الثلاجة وماكينة التصوير التي كسرت ويبدو انها لثقلها لم يستطيعوا حملها فتم تكسيرها في مكانها”.

وتابع “اما الأشياء التي تمت سرقتها فهي المكيف ومروحة استاندر وماكينة  تصوير صغيرة بجانب جهاز كمبيوتر بطابعة  وماكينة تغليف وتخريم وادوات مكتبية كاملة” فضلاً عن ماكينة تحويل الرصيد وبارد بمبلغ 6 الف جنيه”.

وأكد أن جملة خسارته تبلغ 120 مليون وقد تم فتح بلاغ ضد مجهول في القسم الشمالي وفي انتظار ما يحصل بعد منحهم نشرات ووعدوا بانه اذا وجدت احدى المسروقات سيتم الاتصال بهم. ويشير الى انهم فقدوا مصدر رزقهم في وقت حساس خاصة وان المدارس على الأبواب.

خراب قسم اللغويات

داخل قسم اللغويات بجامعة الخرطوم أول ما يلفت انتباهك هو المكيفات التي نزعت من أماكنها فيما جلست عميدة القسم ومعها بعض الاساتذة في باحة القسم الذي تحول الى خراب وهم لا يدرون من أين يبدأون، فقد بعثرت الأوراق في كل المكاتب وكأن هناك من يبحث عن (ابرة في كومة قش) وبعثرت وحطمت كل محتويات المكاتب.

تقول عميدة قسم اللغويات د/ مها الضوي، “صبيحة يوم فض الاعتصام في التاسع والعشرون من رمضان حدثت كل هذه الأشياء فقد تم ضرب الحرس ونهب موبايله والنقود ونهب لكل الأجهزة والبرنتدات وجملة الأجهزة المسروقة عبارة عن 10 أجهزة فريون مكيف و7 أجهزة حاسوب و4 طابعات ومروحة سقف بجانب 3 مراوح وسخان مياه واواني المطبخ كاملة و2 ثلاجة و10 أقفال أبواب و3 سماعات، فضلا عن تحطيم أقفال الدواليب والأجهزة الموجودة بها، فضلاً عن محتويات القسم من فواتير ومراجع والخطابات الداخلية.

وتضيف “قمنا بعمل حصر حسب طلب ادارة الكلية وسيقدم للمجلس العسكري بعد ان تعرض للوكيل لمعرفة قيمة الخسائر”.

وتشير الى فقدانهم لأجهزة تسجيل صوتي وساون سستم غير متوفرة في السودان وتقول “لا ندري مالذي سيحدث ولكننا سوف نحاول الاستعانة بأصدقائنا بالخارج فيما يتعلق بالمراجع والمكبرات الصوتية وذلك بعد معرفة ماذا سوف تقدم لنا  الجامعة من معينات ومن ثم الاستعانة بهم في تكملة النواقص”.

وضع مأساوي

ومن داخل اتحاد المصارف وصفت لنا احدى العاملات الوضع بالداخل بالمبالغة وتقول إن هناك تدمير كامل قد حدث بالداخل، وبالفعل ما ان دلفنا للداخل حتى شاهدنا الأبواب المخلعة والزجاج المحطم وغيرها من الأدوات.

ولتوضيح الصورة جلسنا إلى د/ سراج الدين عثمان، الامين العام المكلف لاتحاد المصارف، والذي ابتدر حديثه بان موقع الاتحاد كان قريبا من مقر الاعتصام الشئ الذي جعلهم يتأثرون بما يحدث في الساحة سواء كان سلبا او إيجاباً.

ويقول “في صبيحة التاسع والعشرون من رمضان وفي تمام الساعة الخامسة صباحا الموافق 3/6 وعند فض الاعتصام  فقد دخل المعتصمين الى داخل الاتحاد من أجل الحماية ومن جانبها فقد قامت القوات النظامية بمطاردتهم وبالتالي عندما حضرنا من اجازة العيد وجدنا الاتحاد قد دمر تماماً وحدثت به اضرار بالغة”.

وشملت الأضرار بحسب عثمان الخزن وأجهزة الكمبيوتر وإتلاف وتحطيم لكل الاثاث الخاص بالاتحاد وما تبقى منها دمر لمرحلة الصفر، ويضيف أنهم فقدوا 7 تلفزيونات بجانب تحطيم أثاث 3 قاعات اجتماعات من كمبيوترات وأجهزة التكيف وتحطيم زجاج المكاتب وفقدان 18 جهاز لابتوب بعضها ممتلكات خاصة بالموظفين، فضلاً عن خزنة بها مبلغ  200 الف  خاصة بالموظفين وبدل وخلافها تقدر قيمتها 150 الف”.

ويقول إن الخسارة الكلية لاملاك الاتحاد لا تقل عن 15 مليار بالقديم بجانب فقدان شواحن ووصلات كهربائية. مضيفاً “لذلك قمنا بفتح بلاغ في الشرطة والمباحث وشركة التأمين بكل هذه الاضرار وقد حضر مجلس الادارة بعد ان تم اخطاره  ووعد باصلاح الحال وبالتدرج بجانب حضور جميع مديري عموم المصارف”.

ويؤكد د/ سراج بانهم لا يتهمون جهة معينة ويقول “نحن لم نري شئيا ولكننا سوف نواصل عملنا بعد ان قمنا باجراء  بعض الاصلاحات التي تجعل العمل مستمرا”.

وناشد كل الجهات للتضامن مع الاتحاد ولو ادبياً لجهة ان الاتحاد ملك للشعب السوداني ويقدم خدمات له فهو جهة خدمية  ويؤكد على استعدادهم لشيل ما سماه بالشيلة مع كل المسلين في الدولة ايا كان لونهم السياسي”.

لا تعليق

أثناء تجوالنا التقينا بصاحب أحد المحلات الخاصة بتقديم الخدمات الخاصة بالجمهور بدأ في ترتيب محله وتجميع ما تبقى  من أشياء وقد بدت حالة الاستياء واضحة في ملامحه رفض التصريح باي حديث بيد انه واصل “ماذا أقول وانتي تري كل شي بعينيك لقد تم ضربنا بجانب هذه الخسائر”.