نظرات تفاؤل وآمال .. هل سينقذ  حمدوك ما أفسدته الإنقاذ؟ 

بروفيسير حسن بشير: حكومة حمدوك تتنظرها  مهام شائكة أهمها التشكيل الوزاري  وقيام  المفوضيات.

حسن بشير: بالضرورة أن يعي الكل بأن  المسألة التى تواجه الحكومة الانتقالية لا تحل بين عشية وضحاها.

 أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين: عدم حسم  تعيين القضاء والنيابة العامة معضلة حقيقية أمام حكومة حمدوك

 اوهاج  سيد اوهاج: حجم  استقبال  الشعب السوداني لرئيس مجلس الوزراء بمشاعر صادقة وآمال تلامس عنان السماء  تؤكد  ثقتهم الكبيرة فيه  وفي تحقيق تطلعاتهم.

خبير اقتصادي: رسائل عدة في بريد رئيس مجلس الوزراء  لا يحتاج الرجل إلى  التذكير به  لجهة أنه يركز على خبرة وصفها بالهائلة  وتجارب  ثرة،إن وجد الظروف  الملائمة سيصنع  واقعاً مبهراً.

 عصام الزين : “البراغمتية” اهم ما ورد في كلمة حمدوك ( مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح (العمل)  والذي يعتبر  المعيار الوحيد للحقيقة.

 منتج زراعي: السودان أمامه فرصة تاريخية في عمل رؤية لمعالجة قضايا الإنتاج

الأمين العام لاتحاد المزارعين: كفانا شعارات .. نريد  نماذج حقيقية  وتطبيقاً على أرض الواقع في مجالات الإنتاج 

الخرطوم :  عايدة قسيس

بدا الرجل واثقاً حين وصوله لأرض الوطن ” الخرطوم، وما جعله أكثر ثقة  الحفاوة وحجم الاستقبال الذي قوبل به من المواطنين والهتافات التي كانت تنشد من أجله  ” المدنية حكومتنا ”  كأنما يريد الشعب أن يوصل لرئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بأن اختياره  للمنصب كان موفقاً ما يجعل   الرجل أمام تحدٍ كبير  لما سيواجهه من صعوبات بخاصة على الصعيد الاقتصادي، رسائل  كثيرة في بريد حمدوك ومهام جسام، الرجل وعى بل وايقن تماماً الرسالة وما ينتظره من أعباء  ما جعله مخاطباً الشعب السوداني بأن اختياره تم من قبل  قوى الحرية والتغيير لكنه رئيس لكل السودان في أول رسالة  لامتصاص كل من كان يتوقع بأنه يسعمل على  جزئية معينة دون الأخرى، والأكثر دهشة إقراره بأنه  لا يملك عصاة  لحل الأزمة أو المشكلة الاقتصادية بين ليلى وضحاها بل أنه يحتاج  للكل للعمل سوياً  في حل المشاكل لايسما أبناء الوطن بالخارج ” المغتربين ” ليأتي الدور الأكبر بأنه لا مجال لمن لم يكن كفؤاً في اقتياده أو تنصبيه في موقع أي  بوضع  معايير صارمة  للوزارات واساسها الكفاءات، كأنما يريد أن يقول: ” الحشاش يملأ شبكتو”  ،   كل ما ذكره حمدوك  نزل برداً وسلاماً وأثلج صدور الكثيرين من المواطنين الذين ينتظرون  بفارق صبر لما ستفضي إليه مطلع الأيام المقبلة بخاصة  التشكيل الحكومي  الذي اعتبره الكثيرون المحك الأساسي لما سيسفر عنه المستقبل على حد تعبير الكثيرين ” الجواب يكفيك عنوانو ” ، فملامسة حمدوك للقضايا الجوهرية والمفصلية كالأخذ والاقتصاص لدم الشهداء، وقضايا الفساد والإصلاح، بجانب وضعه للسلام وإيقاف الحرب كأولوية  ومعالجة أمر النازحين بالمعسكرات،  فضلاً عن الهدف الأعظم  معالجة الأزمات الاقتصادية  الطاحنة والتركيز على الإنتاجية والاعتراف بانهيار القطاع المصرفي وحاجته الماسة لخطة  محكمة لإنقاذه كلها   وجدت القبول والاستسحان لدى قبيلة الخبراء الاقتصاديين لطالما أن قضية  السلام والإنتاجية والجهاز المصرفي  أهم معضلات الاقتصاد السوداني .

ثقة فائقة

وقال  الخبير الاقتصادي اوهاج سيد اوهاج  في حديث لـ (الأخبار) بأن حجم  استقبال  الشعب السوداني لرئيس مجلس الوزراء بمشاعر صادقة وآمال تلامس عنان السماء  تؤكد  ثقتهم الكبيرة فيه  وفي تحقيق تطلعاتهم، لافتاً إلى أن حمدوك بدأ  حديثه بثقة  كاملة وكلمات  مبشرة  توفر ارضية  مناسبة للانطلاق  سواء كان  في مضمون  الكلمات او لغة الجسد  والتي اكدت على أنه يعرف مايريد ولديه خطة عمل جاهزة، لافتاً إلى أن ذلك في حد ذاته محمدة، منوهاً إلى أن رئيس مجلس الوزراء ركز على  محاربة التضخم  وهذه  النقطة تحديداً بالإضافة إلى  النوايا الصادقة  تتدخل فيها عوامل  محلية كالرسوم والضرائب التي تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج  بالإضافة إلى   أثر عجز  ميزان  المدفوعات على سعر الصرف ” بمعنى بسيط  كلما كانت  الدولة مستوردة  أكثر  من ما تصدر وليس لديها احطياطي  من النقد الأجنبي  لتمويل الواردات يؤدي ذلك إلى  تدهور قيمة  العملة الوطنية ” الجنيه”  مقابل الدولار  او العملات الأجنبية الاخرى، لافتاً إلى أنه  بجانب كل ذلك ركز على  ضرورة الاستقرار السياسي  وفن ادارة الاختلافات مبيناً على أنه مهم  لتحقيق الاستقرار الاقتصادي  وهذه بالأخص تحتاج   إلى تعاون كل أبناء الوطن، فضلاً عن تركيزه على  القطاعات الإنتاجية التي تعتبر في غاية الأهمية  غير أنه رجع لافتاً إلى أن إعادة  إعمار المشاريع الاستراتيجية  تحتاج إلى وقت أكثر من ثلاثة أعوام،   مبيناً أن التركيز على  معايير الكفاءة  لشغل المناصب وضرورة مراجعة  أوضاع الخدمة المدنية  أمر ايضاً في غاية الأهمية.

رسائل عدة  وباب للتذكير

ويرى اوهاج بأن  هنالك  رسائل عدة في بريد رئيس مجلس الوزراء لا يحتاج الرجل إلى التذكير به  لجهة أنه يركز على خبرة وصفها بالهائلة  وتجارب  ثرة حسب اعتقاده  إن وجد الظروف  الملائمة سيصنع  واقعاً مبهراً، غير أن اوهاج رجع  لافتاً من باب التذكير بأن  الطموح والآمال سقفها  غير  محدود مما يشكل ضغطاً  عليه  باعتبار أن الاقتصاد تتداخل فيه أمور كثيرة حمدوك ادرى بها  ما يتطلب الصبر والمثابرة.

 وقال اوهاج بالرغم من  أن الدولة تتحمل جزءاً من دعم السلع الاستراتيجية  المستوردة (فرق السعر بين الدولار الرسمي   والسوق الموازي)   فلا داعٍ   لرفع الدعم مهما كانت الأسباب  لجهة أن المواطن لا يستطيع  تحمل ذلك ابداً، مشيراً إلى امكانية تمويل  الفرق ببدائل أخرى لابد منها زيادة  الرسوم الجمركية على السلع الكمالية وغيرها من السياسات  التي هو ادرى بها، داعياً إلى ضرورة  استثمار الاتفاق وتوقيع الوثيقة الدستورية  في حد ذاتها وتسويقها  عالمياً بمعنى أن الدولة الداعمة  والراعية للاتفاقية  (الاتحاد الاوروبي، الولايات المتحدة  ودول الخليح )  يمكن أن تدعم  نجاح  التجربة على الأقل تعمل على  رفع العقوبات الاقتصادية، مشدداً على ضرورة  العمل على استقطاب  مدخرات المغتربين  السودانيين عبر مشاريع ومحفزات ترتكز على مشاريع  حقيقية  وشراكة صادقة.

 وتابع  اوهاج ”  من الضرورة  بمكان مع إعادة هيكلة الجهاز المصرفي  التي ذكرها بأن تكون  اولويات التمويل  وتوفيق اوضاع المصارف بالعمل على امتصاص الكتلة النقدية داخل الجهاز المصرفي،  لجهة أن الواقع الحالي يشير إلى أن الكتلة النقدية  خارج الجهاز المصرفي  أكثر  من  بداخله  الشئ الذي  فيه تأثير سالب على  مختلف نواحي النشاط الاقتصادي،  مطالباً بضرورة العمل على قدر الإمكان  على تقليل الرسوم على القطاعات الإنتاجية  ومحاولة اختصار  تعدد الوسطاء في تداول السلعة، مشدداً على الشفافية والالتزام الصارم  في محاربة ظاهرة تهريب السلع.

 هاجس تشكيل الحكومة والمفوضبات

غير أن البروفيسير حسن بشير بجامعة النيلين  شدد على ضرورة تشكيل الحكومة الانتقالية ومن ثم الحكم  على ما ستؤول إليه الأوضاع خلال المرحلة الانتقالية، مؤكداً في حديث لـ(الأخبار) بأن تشكيل الحكومة في حد ذاته فيه إشكالية وعليه لابد من اختيار حكومة فيها  انسجام  وتكوين المفوضيات التي وصفها بأنها لا تقل أهمية عن  الحكومة، مؤكداً على أهمية تكوين وتشكيل الحكومة لجهة أن التشكيل تعتمد عليه أشياء كثيرة ومن ثم الانسجام بين مكونات الحكومة وبين هياكل الحكم (السيادي، العسكري  والمدني  والتشريعي) .

 مهام شائكة وتعقيدات بالغة

 ولم يطمئن  حسن بشير على الحكومة القادمة بل أكد على حكومة حمدوك تنتظرها مهام شائكة أهمها مشكلة التشكيل الوزاري  في حد ذاته والمفوضيات  والانسجام في مكونات تلك الحكومة، لافتاً إلى أن قضية السلام يحتاج إلى انسجام في هياكل الحكومة، لافتاً إلى أن والمؤسسات الأمنية تتبع  للجانب العسكري أكثر من المدني، مشيراً إلى أن عدم حسم  تعيين القضاء والنيابة العامة ” التي لها دور كبير في مكافحة  وتفكيك مؤسسات الدولة العميقة واسترداد الأموال المنهوبة  تعتبر معضلة حقيقية أمام حكومة حمدوك، واردف ” من ثم المضلة أو المشكلة القصوى  ” مشكلة الاقتصاد”  التي أكد على أن فيها تعقيدات  بالغة وكثيرة على حد وصفه ”   انهيار  البنى التحتية، ضعف القاعدة  الإنتاجية وإرتفاع تكاليف الإنتاج، تردي الخدمات   الاجتماعية وارتفاع معدلات التضخم  كلها مشاكل بالغة التعقيدات)، مشيراً إلى أن  الأمر يحتاج إلى استقطاب  تحويلات المغتربين ودعم كبير من العاملين بالخارج ومؤسسات لدول كبرى خاصة امريكا والاتحاد الاوروبي اللتان  اعلنتا  مساعدة السودان  بالإضافة إلى مؤسسات  التمويل الإقليمية والعالمية   للاستفادة منها، واردف ” عموماً الموضوع طويل خاصة في الاقتصاد الذي كما ذكرت فيه تعقيدات، وتابع لكن  المسألة ما  مستعصية الحل  لكن تحتاج  لوقت ” على حد تعبيره.

 لا تحل بين ليلة وضحاها

 وشدد  حسن بضرورة أن يعي ويعرف الكل بأن  المسألة التي تواجه الحكومة الانتقالية  لا تحل بين عشية وضحاها  وأن الأمر محتاج للكثير وأن التعامل سيكون على المدى القصير والمتوسط  واستشراف  المستقبل ايضاً  لجهة أن الأمر لا يتعلق فقط بالجوانب الآنية  ومتعلقة بانجاز مهام الفترة الانتقالية والوصول بالسودان إلى مسار التنمية والنمو المستدام  وضعها على طريق الإزدهار الاقتصادي  وهذا لا يتم إلا  بانجاز  مهام الفترة الانتقالية المشار إليها   في إعلان الحرية والتغيير والوصول إلى إجراء انتحابات  حرة ونزيهة تأتي  بنظام ديمقراطي مستقر قادر على  إدارة الموارد  المادية  والبشرية التي يتمتع بها السودان من أجل النهضة الاقتصادية ووضع السودان في مصاف الدول الصاعدة ديمقراطياً.

البراغمتية

فيما يرى  رئيس كلية الاقتصاد  بجامعة المشرق دكتور عصام الزين لـ(الاخبار) أن من أهم الكلمات التى وردت في أول لقاء لرئيس مجلس الوزراء . عبدالله حمدوك كلمة  (البراغمتية)

 Pragmatism ،   وهي  مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح (العمل)  والذي يعتبر  المعيار الوحيد للحقيقة. ، مبينا ان العقل وفق هذه النظرية هو أداة بتطور الحياة وتنميتها.علما ان باب البحث والاجتهاد مفتوح في البراغمتية.، مؤكدا على ان اهم ما في هذه الفلسفة ان النظرية تخرج من واقع التطبيق، وهذه بشارة كبيرة بأننا قد فارقنا تطبيق النظريات المزمنة في نتايج الفشل.

القطاعات الإنتاجية  أكثر تفاعلاً

 القطاعات الإنتاجية  الصناعي والزراعي بشقيه النباتي والحيواني كانا الأكثر تفاعلاً مع خطاب  حمدوك لجهة أن  تطرق لأهمية قضية الإنتاج والإنتاجية إذن فإن رئيس مجلس الوزراء جاء في مسار مايصبو له المنتجون بأن يكون هنالك إنتاج وإنتاجية عالية فلا شك أن هنالك خطةً محكمةً موضوعة من أجل زيادة الإنتاج والإنتاحية.

ووصف الأمين العام لاتحاد عام مزارعي السودان السابق وأحد منتجي ولاية النيل الأزرق عبد الحميد آدم مختار خطاب رئيس مجلس الوزراء بالموفق  لتناوله وتركيزه على قضايا  وصفها تمثل جوهر  المشكلات بالسودان  بخاصة تلك التي تتعلق بالإنتاج والإنتاجية  في الزراعة بشقيه الحيواني والنباتي.

 وقطع  مختار  في حديثه لـ (الأخبار)  بأن  المعالجة الحقيقية في أي قضية تكمن في  معرفة  المعضلة الاقتصادية، مؤكداً على أن معرفة جوهر القضية وأساسها سيمكن تدريجياً في حل بقية المشكلات الأخرى  (الأمنية، الاجتماعية،  قاطعاً بأن السودان أمامه فرصة تاريخية في عمل رؤية لمعالجة قضايا الإنتاج، مؤكداً على أن كل عوامل النجاح والمتطلبات متوفرة وفي أجل قصير جداً فقط  الأمر يحتاج لعزيمة  وصبر، مؤكداً على أن خطاب رئيس مجلس الوزراء يحمل في طياته كل الحلول خلال الفترة الانتقالية وبالتالي الفرصة مواتية لحل المشكلات دون تردد او تقاعس  لإحداث الاستقرار، مؤكداً على أن  الاستقرار سيحدث نتائج عمل ملموس  لمعالجة  القضايا التي تشكل الآن عقبة .

 وقال مختار بأن  الحديث عن الماضي وعن القضايا النظرية انتهى ولا محل او معنى  لها في الوقت الراهن، مشدداً على ضرورة التوجه الحقيقي نحو الإنتاج والإنتاجية والدخول في عمليات وتجارب عملية وفعلية، مشيراً إلى أن البلد محتاجة لتجارب ونتائج مباشرة  فيما يتعلق بحل  مشاكل الإنتاج والإنتاجية  الذي يعتبر على حد رؤيته المحور الأساسي، وتابع ” نريد  نماذج حقيقية   وتطبيقاً على أرض الواقع في مجالات الإنتاج  .. وكفانا شعارات”،  مؤكداً على أن المحك الأساسي  في العمل والفرصة  متاحة أمام المنتجين والدولة والكرة في ملعبهم، مشيراً إلى أهمية الجدولة في وضع السياسات  المشجعة للإنتاج .