الخرطوم – إدريس عبدالله

الهجوم المفاجيء الذي تعرض له وفد قوى اعلان الحرية والتغيير في مدينة الفاشر قبل أيام، ومنعهم من إقامة ندوة جماهيرية كان مزمعا إقامتها للتبشير بالاتفاق على المرحلة الانتقالية، فتح الباب واسعا أمام صراع جماهيري مبكر بين الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير.

يقول المحلل السياسي دكتور مصطفى الجميل إن حادثة الفاشر جاءات نتيجة لما حدث من نكص للعهد من قبل قوى الحرية والتغيير التى رفض المحاصصة للجبهة الثورية ورضيتها لنفسها.

وأضاف “فمن الطبيعي أن تتململ قواعدها التى لها تأثير كبير في المشهد السياسي السوداني وترفض نقض العهد وما حدث في الفاشر مجرد رد فعل لذلك”.

وتابع “بما أن الجبهة الثورية شريك في التغيير الذي حدث فضروري أن يحدث حوار عميق يرضى الأطراف وتتجاوز فيه المشاكل والا ستواجه الفترة الانتقالية بكثير من المطبات الهوائية بالغة السخونة والتعقيد”.

من جهته قال استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري، أحمد محمد شقيلة، إن أهم عبرة للأحزاب السياسية داخل مكونة الحرية والتغيير  من حادثة الفاشر أنهم غير مرغوب فيهم.

وأرجع شقيلة في حديثه “سلاميديا ” ذلك إلى السلوك الذي أنتهجته هذه الأيام والذي أثبت للجميع أن الأحزاب السياسية داخل قحت لا تهمها أزمات الوطن وكل ما تسعى إليه هو الحصول على السلطة.

وتابع شقيلة “واللهث خلفها في وطن يعيش حالة موت سريري ويبحث عن من ينعشه، وهو ما جعل جماهير الشعب تبحث عما تلتف حوله ويكون همه أنقاذ الوطن ولذا التفوا حول رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي بدأ معهم صريحاً وواضحا”.

بينما يسير الثوار بحسب شقيلة خلف تجمع المهنيين السودانيين ويكفرون بالأحزاب ككفرهم بالنظام المباد وحزبه المؤتمر الوطني.

وصف شقيلة أحزاب قحت بأنها تنكرت لمبادئ الثورة وتنصلت عن اتفاقها مع الجبهة الثورية وانفردت بالسلطة الأمر الذي رفضه الشعب السوداني.

وأضاف “الجبهة الثورية على أي حال هي تمثل قيادة جماهير الهامش فى كل مدن السودان حتى الخرطوم التى تعتبر الأغلبية العددية فيها من المهمشين”.

واكد شقيلة أن حادثة الفاشر تكشف إن جماهير الشعب السوداني صارت تبغض “قحت” وتتجاوزها.
 
وتابع قائلا “الوفد الذي ذهب للفاشر لو ذهب ممثل لتجمع المهنيين لاستقبله المواطنين بالفاشر أستقبال الأبطال ولكن من خطأ أن يمثلا قحت الذي أصبح منبوذا كما حدث لمولانا إسماعيل التاج بأم كداد”.

وأضاف أن الفترة الانتقالية سوف تدار عبر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بمشاركة تجمع المهنيين السودانيين ومن خلفهما الثوار والجماهير مكونة العسكري وحركات الكفاح المسلح بعد توقيع الاتفاقية السلام الشامل.

وزاد” أما مصير أحزاب قحت فهي العزلة لانها أختارة لنفسها ذلك بيدها من خلال لهثها وراء السلطة ومحاصصة التى ظهرت في قوائم الترشيحات ،بالإضافة لغدرها بحلفاؤها في جبهة الثورية بهذه لم يبقي لها إلا نفسها أحزابا بلا جماهير اوسند داخلي أو خارجي”.

لكن المحلل السياسي دكتور حاج حمد محمد، قال ان ماحدث في الفاشر يبرهن حالة الفراغ السياسي عن حركات الكفاح المسلحة بأقليم دارفور ويؤكد عدم قبولهم عند جماهير الفاشر  التى تعلم إن الحركات لم تقدم أي مساهمات في التغيير.

وأضاف”بل بسياساتها الهوجاء ساعدت نظام الإنقاذ في تمزيق النسيج الاجتماعي وأشعل الحروب، ان كان نضالهم من أجل دارفور فاليجنحوا للسلام لأن النظام الذي رفعوا السلاح ضده قد ذهب وجاءت مرحلة جديدة، يجب أن يعملوا معها بسلوك مختلف”.

وأوضح أن الجبهة الثورية قدمت مسرحية سئية الإخراج تخدم أجندة خارجية منذ انا خرجت من قحت وأختارت أن يتم مفاوضتها. مضيفا “هي مازالت تعاند كان يجب أن تصنع تغيير مع الجماهير ليست العكس”.

وزاد “بالنسبة للفوضى التى خلقها عشر أو أكثر في الفاشر لا تعني سخط جماهير المدينة على” قحت”