بقلم :محمود الشين
يوسف البدوي(بلاغة)
يا سلام شايفنك يا البرجوكي
متوشحه بالقمرات
مشلوله بنص دستوري
كاتباه الدبابات
الناس الجد راجينك
الناس الجنهم ثوره
السدرو بنور الهامش
الصبرو سنين ودنين
الناس المحرومين
الشالو الشمعه سنين
السكنو بيوت الطين
الهتفو بنبض الشارع
حريه-سلام-وعداله
والوحده خيار الشعب
والشعب الطيب صابر
مضبوح الروح والقلب
ودران بيفتش ذاتو
في أجندة حكم شمولي
مابيدي الفقرا مصانع
لامدرسه لا من قوت
مابيعرف الا الدوشكا
الدوشكا وربط البوت
والشعب الطيب يمه
مسكون بي شوق الناس
يافقرا دواس لي دواس
ما أخير نتواثق أيوه
ونخلي الموت في السرحه
ويطير الدم في نحاس
ونحاس الجيل الجاي
في التنميه والقرطاس
ونحاس الجيل القادم
في يقظة شعب الهامش
البيسأل ربو كتييير
هل
ممكن
يحكموا فقرا؟
عفوا ياخليفة المهدي
الجبت رحيق الشمس
شكرا محمود ود أحمد
الليله نحاسك بره
في الدوله وحكم الشعب
سوداني هويتك هامش
والهامش نبض النبض
الناس البزرعو نحن
الناس البيصنعوا … نحن
الناس الركبو الخيل
بي سيف العشر الجان
في كرري
وفي شيكان
الصدق الذاتي….أنحنا
الطرح القادم …نحنا
السلطه الجايه…. أنحنا
لامدرسه لا تيار
لا نشره ولا أسمار
لا موية تبل الريق
لا عود يشق بالفاس
إلا الزول ينشققا الطططق
ياشعبي عداله عداله
يابلدي عداله عداله
عداله لكل الناس
ميزانا عديل حساس
في كف هموم الشعب
في كف دموع الناس
في أحلي أخوه وإلفه
نتعايش بي إحساس
حريه سلام وعداله
والوحده خيار الشعب…..
صاحب هذه القصيدة والتي مطلعها (حرية سلام وعدالة) ، وقد صارت شعاراً ملهماً لثورة ديسمبر الظافرة – هو دفعة مقابلة لنا في ثانويات كادقلي – كان طالباً بمدرسة القصر الثانوية وكنا نحن بمدرسة كادقلي الثانوية (تلو) وقد جمعت بيننا المناشط الثقافية التي كانت سمة للمدارس القومية والتي إستهدفها النظام السابق كشأن تعامله مع العملية التعليمية والتربوية بشكل عام.
كنا نسميه (يوسف بلاغة) لاهتمامه الكبير باللغة العربية وآدابها) .. نشط في منتديات كادقلي المدينة وهي تعيش مأساة الحرب الدامية وأحد أطرافها المناضل الذي توفي في وقت لاحق يوسف كوه وبالمناسبة هو من أساتذتنا الذين عملوا في تلو لسنوات عديدة.
برغم صعوبة التنقل ما بين مدرستنا التي تقع من ناحية الشرق علي الطريق الترابي المؤدي إلي قلب المدينة ، وتعقيدات الاجراءات الأمنية الصارمة ، مع ذلك سعدنا بالمشاركة في منتدي أستاذنا بابكر مكين وهو داعم ومشجع للمنتج الثقافي من حر ماله ولا يبالي بالضغوط والتحديات. وصالون ثان للاساتذة الإذاعية أمل أحمد شداد ، فقد كانت حاضنة للثقافة والإبداع والمبدعين.
وبلاغة رجل كثير النشاط وغزير الإنتاج.لكنه ظل مهموماً بقضايا منطقته وهو ما يفسر قلقله الواضح تجاه الأوضاع العامة في منطقة جبال النوبة وجنوب كردفان الكبري.
وتشاطره من غير تنسيق علي ما يبدو مجموعة أخري من مدرستنا تلو بقيادة صديقنا صابر الحاج والتوم حامد توتو والذي أصبح جنرالا وأعتقل وأسر ضمن قادة حركة العدل والمساواة وهو رئيس لإتحاد مدرستنا- وتلو في نظر السلطات مفرخة للكوادر المتمردة علي حد وصف الأجهزة الحكومية.
وبحسباني من فئة اللا منتمي ، ما لاحظت أية ميلول حزبية للشاعر يوسف بلاغة ، لكن ما لفت نظري هو إلتحاقه في وقت لاحق بحزب (العدالة) بقيادة المفكر الراحل مكي علي بلايل. وشعاره الحرية لنا ولسوانا. ومن هنا وفي مناخ حمي السياسة كتب يوسف البدوي هذه القصيدة موضوع الحديث.
وفي الواقع له روائع
أخري ، غير أن مجتمعنا الشفاهي لا يوثق لأنشطة الأحياء ناهيك عن الذين رحلوا بهدوء كالأنسام.
موقف بلاغة يذكرني بأديب ومثقف أدمنا منتجه الأدبي (أبكر آدم إسماعيل) صاحب الطريق إلى المدن المستحيلة ، أحلام في بلاد الشمس ، الضفة الأخرى وغيرها من الأعمال.. أبكر الذي نحبه صدمت عشية إعلانه الانتماء لكيان سياسي مناضل نقدره بحق (الحركة الشعبية) وكنت أري وأظن أن مشروع إسماعيل الثقافي والفكري أكبر من كل تنظيماتنا المعلنة والمستترة – لكن هل إنتماء المبدع المفكر لكيان يقلل من قدره ومنتجه ، لا أدري.
إن يوسف البدوي غادرنا إثر حادث حركة مؤلم ما بين الأبيض وبارا وحري بقوي الحرية والتغيير وكل الشركاء تخليد ذكرى صديقنا الراحل وهو أحد أيقونات الثورة والثوار.