الخرطوم – إدريس عبدالله
التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسديا)، وهي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة.
ومع التطور ظهر شكل آخر للتنمر يمسى بالتنمر الإلكتروني هو يعني استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة به بهدف إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية.
ونظرًا لأن هذه الوسيلة أصبحت شائعة في المجتمع خاصة بين فئة الشباب، لشيوع الانترنت.
طرحت “سلاميديا ” سؤال وجود التنمر الإلكتروني في السودان مدى تأثيره على بعض المهتمين ب”السوشال ميديا”.
في هذه السياق يقول الناشط السياسي ياسين صلاح إن ظاهرة التنمر موجودة، قبل إن تكون هناك موقع تواصل أجتماعي وسط القوى السياسية الأفراد المنظمين وغير المنظمين، لكنها نشطت بطريقة كبيرة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي.
وأعتبر ذلك مؤشر ومعبر عن المشاكل الاجتماعية للانسان السوداني، في العقل السياسي السوداني حيث يتعامل مع الاخر السياسي بذات القدر الذي يتعامل به مع الاخر الاثني والنوعي.
وأضاف “التجربة السياسية في السودان منذ الاستقلال كانت تجربة مليئة بالخلافات التي تدار عبر التنمر والتخوين والاغتيالات المعنوية”.
وأوضح ياسين أن فترات الحكم الديكتاتوري الطويلة التي تعاقبت على البلاد زادت من هذه الحالات بشكل كثيف في ظل وجود بيئة شمولية قائمة على القهر والقمع والخطابات التخوينية مما يجعل النشطاء السياسيين يتعاطون مع العمل السياسي بوضعيته المسمومة ويتاثرون بخطابات السلطة وادواتها التي تجتهد في نسف وتحطيم الخصوم السياسيين عبر كل الوسائل.
وتابع قائلا “هذا الأمر يبدو جليا وواضحا داخل منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح لأي شخص
التحدث وطرح أفكاره سواءا كان ذلك بالطرق الجيدة والمعقولة أو عبر الهجوم والتنمر”.
وزاد “في هذه الفترة شاهدنا الحملات الكبيرة ضد بعض القوى السياسية وبعض الأفراد، الأمر الذي يتوجب على القوى السياسية الوقوف ضده ومحاربتها حتى يتم خلق بيئة سياسية صالحة، تسمح بالنقاشات الموضوعية وتكافح التنمر والاغتيالات ضد الخصوم السياسيين”.
وأشار إلى أن الوضع مطمئن لان البلاد بدأت في الدخول في حقبة جديدة من تاريخها وان الحرية والديمقراطية هي تربة لن يعيش فيها التنمر ولا الطرق السلبية طويلا.
من جهتها تري يسرا عبدالوهاب في حديثها مع (سلاميديا) إن التنمر الإلكتروني أصبح يمارس بشكل يومي في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وترى يسرا إن التنمر دائما ينتج عن أسباب نفسية على سبيل المثال “الانتصار للذات ” ضد كل من يختلف معه في الرأي أو الفكرة.
وأضافت يسرا “التنمر الإلكتروني له أيضا أثر على المتنمر بهم بأنه يجعلهم في دائرة شك دائمة واحيانا يقلل من نسبة استخدامهم للموقع ووسائل التواصل الاجتماعي وعزت ذلك لأن موقع الإلكتروني تصبح مصدر ازعاج وعدم ارتياح لهم”.
وفيما قال الخبير في موقع التواصل الاجتماعي، سامي صلاح، إن مسألة التنمر الإلكتروني جاءت نتيجة ثلاثة عقود من الكبد للحريات كل المنابر المختلفة وعدم أي نوع من أنواع الحوار .
ويرى سامي إن مواقع التواصل الاجتماعي “السوشال ميديا” أصبحت منبر حر لطرح الأفكار في جو تسوده كل قيم التسلطة والتعصب للرأي وانعدام للحرية والديمقراطية، مضيفاً “أصبح كل من يختلف في رأي يرجم ويمارس عليه أسوأ أنواع التنمر”.
وكشف مبادرة جديد له أسمها “حوار” سيتم الدشين تهدف إلى توعي بقبول الرأي الآخر وتجنب التنمر وأغتيالات الشخصية.
كما دعا كل العاملين في مجال العام من الأحزاب والمنظمات ومبادرات للعمل من أجل تعزيز مسألة الحوار الديمقراطية خصوصا ونحنو نستشرق عهد جديد وتابع قائلا لو لم نتبه لذلك لن نخرج من تلك الدائرة الشريرة التي تدور بين “الانقلاب والحكم الديمقراطي”.