محمد أحمد عبدالقادر
فى آخر مقال لى كان بعنوان (بدايات وزارية غير مبشرة) قلت فى نهايته (ارجو ان يتدخل الأخ فيصل محمد صالح وزير الاعلام ويضع ضوابط لتعامل الوزراء مع أجهزة الإعلام حتى لا ينفلت الأمر أكثر ويحدث ما لا تحمد عقباه) .
بعد تلك المقابلة (الفضيحة) لوزيرة الخارجية مع تلك القناة (المرموقة ) يكون الأمر قد انفلت بالفعل وحدث ما لا يحمد عقباه . بالله عليكم ما الذى يجعل هذه المرأة وهى فى هذه السن تضع نفسها فى هذا الموقف (السخيف) .وتتعرض لهذا الكم الهائل من التهكم والسخرية لدرجة المطالبة باقالتها أو استقالتها وهى لم تكمل اسبوعها الثانى فى الوزارة لتتفوق على روضة الحاج فى قصر مدة بقاء النساء فى المنصب الوزارى .
ماذا يضر هؤلاء الوزراء لو امتنعوا عن الحديث المباشر لكافة وسائل الإعلام حتى نهاية هذا العام .وعكفوا على دراسة أوضاع وزاراتهم واكتفوا عند الحاجة لإصدار بيانات صحفية مختصرة ومحكمة الصياغة ؟ أليس كان هذا أجدى وانفع لهم ولنا ؟ بدلا من هذه (البهدلة) .
قبل أن ينقض الكيزان على الديمقراطية الثالثة كانوا قد قاموا بحملة واسعة ومنظمة للاستهزاء بقيادات تلك الفترة والسخرية منهم تمهيدا لتنفيذ الانقلاب المشؤوم . الآن الوزراء الأخيار كل يوم والآخر يقدم أحدهم مادة ممتازة لسخرية منهم والتهكم عليهم والاستهزاء بهم .
أعداء الثورة فرحتهم غامرة وسرورهم بالغ بأداء الوزيرة فى تلك المقابلة الصحفية ( الكارثة ) واخالهم يخرجون ألسنتهم ويشيرون ( ياها دى كفاءاتكم ) . ليس لدى أدنى شك بأن كيزان وزارة الخارجية وراء تلك المهزلة الإعلامية . ولكن الوزيرة هى من اعطتهم هذه الفرصة السمينة . ولكنى لا الومها إنما اللوم يقع على حمدوك الذى وضع نفسه طائعا مختارا بين مطرقة تمثيل النساء وكانت هذه هى النتيجة وسندان تمثيل المناطق الذى لم يحسم بعد فى الشرق والنيل الأزرق .
هذه المرة اناشد حمدوك شخصيا بإصدار توجيه واضح لجميع الوزراء بالتعامل مع وسائل الإعلام عن طريق البيانات الصحفية أو عبر ناطق رسمى .
الظهور الاعلامى للوزراء بهذا الشكل الفاضح سيصيب الثورة فى مقتل لا محالة .