د. احمد بابكر
حسنا فعل رئيس الوزراء حمدوك بزيارته لبعض مناطق دارفور وخاصة معسكرات النازحين…
واسعدني فعلا الشجاعة والثقة العالية التي تمت بها الزيارة، لأن هناك بعض الاصوات تردد وبثقة أن حمدوك لن يستطيع زيارة دارفور وخاصة المعسكرات لأنه مرفوض (ليه؟ كده بس).
هذه الزيارة أكدت على مجمل ثوابت يمكن ان تشكل الأرضية الحقيقية للسلام.
*اولا هذه الزيارة أكدت مبدأ دستوري وهو ان الدولة مسؤولة من جميع أفراد الشعب السوداني ايا كان مكانهم وايا كانت انتماءاتهم السياسية او العقدية، وليست هناك قوى سياسية مدنية او مسلحة تمتلك هذا الحق.
*الاستقبال الحار والواعي من المواطنين لرئيس الوزراء أكد على وعيهم تماما بطبيعة المرحلة وان الجهة الوحيده التي لها الحق والقدرة في حلحلة مشاكلهم وتنفيذ مطالبهم هي الدولة وممثليها…
*طبيعة الاستقبال وضح ان المواطنين يتحدثون مع ممثل ثورة كان لهم دورا كبيرا في نجاحها بمشاركتهم مع جميع أفراد الشعب السوداني في التظاهر والاعتصام وتقديم الشهداء،ولذلك من حديثهم تلاحظ بشكل واضح انهم يقدمون رؤيتهم بكل شفافية للحكومة لتكون هادي ونبراس لها في تعاملها مع التحديات والمشاكل.
*الزيارة وضحت تماما ان الحكومة تتعامل مع أصحاب الشأن الحقيقيين وأنها لاتحتاج لوسيط لكي يتحدث باسم مواطنيها…
*الزيارة ثبتت المطلوبات الواضحة للنازحين بعيدا عن الاستغلال السياسي لنيل المكاسب الخاصة بالاستوزار او نيل المناصب والامتيازات باسم النازحين…
*ينبغي على حمدوك وحكومته إدراك ان الأزمة في دارفور تحتاج لسماع كل الأطراف والبدء فورا في تنفيذ بعض المطلوبات التي لاتحتاج لحوارات إنما تحتاج لقرارات.. أبرزها اتخاذ قرار سياسي بفتح الطريق للمنظمات الإنسانية للدخول للمعسكرات بالتعاون مع الأجهزة المعنية في الدولة، إلى حين ترتيب أمر العوده الطوعية للنازحين لمناطقهم الأصلية
كذلك الجلوس مع كافة الأطراف المعنية بالشق الأمني وعمل فريق أمني يقوده رئيس الوزراء شخصيا او مكتبه لفرض الأمن وهيبة الدولة..
الإسراع في تعيين الولاة المدنيين لأن واحدة من الاشكالات الأمنية في دارفور هو تقاعس الولاة العسكريين عن أداء مهامهم الأمنية اذا لم نقل تواطئهم في استمرار الانفلات الأمني…
العمل على ادامة الصلة الحيه بين من يمثل النازحين والحكومة المركزية لاشراكهم في كل الخطوات التي يتم اتخاذها…
خاتمة:
خطابات ممثلي النازحين في المعسكرات كان واضحا وشافيا ويشكل خريطة طريق واضحة للبدء بصورة عاجلة في التقدم للأمام في كل الأزمة في دارفور…
على حمدوك ان يلتقي أيضا بالمراحيل لمعرفة اشكالاتهم لصياغة استراتيجية موحدة…
على حمدوك التخطيط لزيارة النيل الأزرق وكذلك بعض المناطق في شرقنا الحبيب.
هل نطمع في زيارة خاطفة من حمدوك لكاودا بالتنسيق َمع كماندر الحلو؟
المطلوب إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة وانها تقف على مسافة واحدة من الجميع..