الصدفة وحدها هي التي قادتني للالتقاء بالصحفية خديجة صالح التي قدمت نفسها بصفتها يهودية سودانية وذلك في ورشة عمل عن السلام في السودان بالخرطوم

حفرنا معها في غياهب الديانة اليهودية المجهولة لدي كثير من السودانين وكانت اجاباتهما محفوفة بالمحاذير والاسرار وفجرت قنابل في حوارها مع (سلام ميديا) بان مملكة كوش يهودية وان اليهود موجودين في جبل مرة بدارفور.
كشفت عن ممتلكاتهم واشارت الي الاضهاد الذي مورس ضدهم واجبروا للخروج من السودان بسبب المعتقد وفي الحوار افصحت عن كثير من المعلومات الجديدة التي تستحق القراءة فالي مضابط الحوار.

انا سودانية من مواليد بوتسودان

خريجة صيدلة واعمل صحفية

الاضطهاد اجبر اليهود علي الهجرة والتخلي عن املاكهم

اجبرت علي كتابة مسلمة علي اوراقي الثبوتية

لااستطيع ان افصح لماذا كنت في الفلبين
اتهموني بالجاسوسية

لا استطيع الافصاح عن مصادري حتي لو وضعت مسدس علي راسي

كنت اخفي انتمائي لليهودية

يوجد في السودان مسيحين وبوذين وهندوس وملحدين ولا دينين

امي من يهود جبوتي

املاك اليهود في منطقة السوق العربي

كوش مملكة يهودية

اليهود موجودين في جبل مرة بدارفور

والدي مختص في تاريخ القرن الافريقي ومات مقتولاً

الثورة المهدية اتت بالعنصر العربي لطمس الهوية الافريقية

قبل المهدية دارفور كانت مدنية اكثر من المدنية التي نحلم بها اليوم

كل مايحدث شي في العالم يقولون اليهود هم السبب

يوجد عرب في الكنست يهتفون تسقط اسرائيل

الحركة الصهيونية مذكورة في التوراة

اورشليم او مايسميه البعض بالقدس

المسلمين لديهم ايمان ان مكة مقدسة

معظم من فازوا بجائزة نوبل يهود

يوجد معبد يهودي بالمقرن

السودان ليس مكان آمن لليهود

حماس لاتريد السلام لان الحرب مصدر رزقها

أجري الحوار:علاءالدين بابكر

في البداية نتعرف عليك ؟

اولاً نترحم علي جميع شهدائنا ولا اقصد شهداء مجزرة القيادة العامة لكن اقصد جميع الشهداء لسنوات طويلة من ضحايا نظام البشير الدكتاتوري في دارفور وجبال النوبة و النيل الازرق وغيرها.
اسمي العربي (خديجة صالح) من مواليد بورتسودان بالرغم من تواريخ الميلاد المختلفة بسبب الهجرة واللجوء لكن انا سودانية افريقية من دماء مختلطة من كل افريقيا اتحدث اللغة العربية الفصحي بغرض الترجمة واقدم نفسي ككتابة افريقية اكثر من كاتبة سودانية، لاني احمل جميع دماء افريقيا في دمي واؤمن بالرجوع الي مملكة (كوش ) كاصول افريقية.
انا ناشطة دولية في حقوق الانسان وفي جميع القضايا المختصة بدول العالم الثالث.
بالنسبة للناحية الاكاديمية احمل درجة بكالوريوس في الصيدلة من الاردن وماستر في ادارة الاعمال ولدي جوانب كثيرة من حياتي كنت مناضلة منذ ان كان عمري ستة عشر عاماً ،لكن كما عرفت منك ان الموضوع الذي سنتحدث عنه كوني يهودية سودانية.
فمهت من خلال تعريفك انك صحفية؟
نعم انا مراسلة مستقلة لاكثر من عشرة سنوات لوكالات انباء دولية وبعض الجرايد الخليجية وصحف مختصة بالاقتصاد مع ان مجالي سياسي اجتماعي انساني وبما انٌ لدي خلفية عن الاقتصاد والادارة لذلك عملت مراسلة مستقلة لعدد من المجلات منها مجلة كويتية راسلتها من السعودية
في مداخلة لكي في ورشة بالخرطوم ذكرتي انك يهودية سودانية نريد ان نتعرف عبرك علي اليهود في السودان؟
اليهود في السودان ليس لدي العمق في المعرفة عنهم لكني مازلت ابحث عن الجذور اليهودية في السودان وفي سبيل ذلك تحدثت مع عدد من الذين عاصروا يهود السودان ولم يعاصروهم كبالغين لكن عاصروا ابائهم الذين عاصروهم واخذوا المعلومات نقلاً عنهم وهنالك اثنين ممن تحدثت معهم قالوا لي ان في العربي منازل كثيرة وكانوا يعيشون في امان الي ان حدث اضطهادهم بطريقة بشعه فأضطروا لهجر منازلهم مجبرون وهاجروا من وطنهم السودان الي اشتات المنافي حول العالم، هذ الجزء الاول من يهود السودان اما الجزء الثاني تعود اصولهم الي يهود الفلاشا.
في عهد الدكتاتور الاثيوبي (هلا سلاسي) حاولت الحكومة اضطهاد اليهود الافارقة الذين كانوا في اثويبا انتقل عدد كبير منهم كلاجئين في السودان وللاسف وجدت من خلال بحثي بانهم تعرضوا لابشع انواع العنصرية في مخيمات النازحين واللاجئين في بورتسودان وكسلا وحتي داخل الخرطوم لدرجة ان احدهم قال لي ان اباه كان مسؤلاً عن اوضاعهم ضمن الحكومة السودانية، سألته ماذا يقصد باوضاعهم قال ان هولاء الجرذان اليهود كما كان يقول ابيه نريد تنضيف بلدنا منهم ونكسب من وراءهم لذلك عندما جاءت اسرائيل (ارض ميعادي) لانقاذ اليهود الفلاشا طلبوا منهم مبالغ مهولة ليفتدوا بها اليهود الفلاشا كي يخرجوا من السودان سالمين، وكان هذا مؤلم بالنسبة لي وقبل ان تقوم (ارض ميعاد اسرائيل) بانقاذ اليهود الفلاشا الذين كانوا هنا في معاناة لاتوصف، قال لي احدهم سمع اباه يقول ان النساء اليهوديات يعطين ابنائهن للتبني خوفاً من القتل فاجبرن للتخلي عن اطفالهن لتتبناهم اسر اخري ليحفظوا سلامة اطفالهم والمؤسف ان الاطفال ولدوا في السودان وهم سودانين بالميلاد لكن لان ابائهم وامهاتهم يهود كان عليهم التخلي عنهم وهذا يعني ان عائلات سودانية تبنت اطفال يهود وانشئتهم علي ديانة غير الديانة اليهودية وبذلك حرموا من الرجوع الي اصلهم اليهودي والافريقي انا اتحدث عن أي يهودي في افريقيا سواءً في السودان او غيرها .
حرية الاعتقاد ليس حق لليهود المتحدرين من اب وام يهوديان بل حتي من اختارو بارادتهم الديانة اليهودية لهم الحق ان ينعموا في وطنهم السودان بمواطنة كاملة
بالنسبة لي عندما كنت في الفلبين طلب مني ان اكتب ديانتي مسلمة قلت لهم انا لست مسلمة ورفضت ان اكتب ذلك قال لي موظف السفارة (غصباً عنك تكتبي مسلمة او حأقطع ليك جوازك) واخد القلم وكتب مسلمة في الرقم الوطني وهذا اجبار صريح علي ان نكون غير مانؤمن به.
ومن حق المسلم واليهودي والبوذي واللا ديني ومن يعبدون الاحجار ان يؤمنوا بما يؤمنوا به
كتب علي اوراقي الثبوتية غصباً عني مسلمة بالرغم من اني اعلنت يهوديتي ولم اعتنقها بالتحول بل منذ ان كنت طفلة ولا اعرف أي ديانة حقيقية في قلبي وعقلي غيراليهودية وهذا لايلغي سودانيتي وافريقتي في شئ.
طيب داخل السودان ومن واقع التجربة الشخصية هل تعرضتي لاي مضايقات بسبب اعتناقك الديانة اليهودية؟
نعم، للاسف حتي عندما كنا نحلم بالسودان الجديد (وصابنها) في اعتصام القيادة اخبرني احد اصدقائي في منبر المغردين السودانين منذ ان كنت في السعودية والفلبين اعمل تحقيق متخفية لفضح الفساد في صفقة بيع ميناء بورسودان تعرضت لاعتداء من الكيزان في الفلبين بعد ان اكتشفوا من خلال تجديد اوراقي الثبوتبة باني موجودة وعرفوا اني اقوم بتحقيق عن محاولتهم لبيع ميناء بورتسودان عبر شركة كيزانية متخفية تحت ستار شركة فلبينية بما ان نشاطي التحقيق الفعلي علي ارض الواقع علي جرائم الفساد والجرائم ضد الانسانية كنت ضمن فريق تحقيق يعمل سراً لكن للاسف الكيزان استخدموا معلوماتي ضدي
اعتقدت ان كل هذه الممارسات ذهبت مع العهد السابق ولم اتعرض لاي انتهاك في السودان الجديد علي الاقل مقارنة بما تعرضت له ،لكن في الاعتصام كان هناك درامي سوداني يدعي (محمد النيل) حاول طردي من الخمية واخبر صديقي من منبر المغردين السودانين قال هذه يهودية جاسوسة لاسرائيل يجب ان لاتكون بيننا وحاول تأليب الراي العام ضدي وحديثه وضعني في خطر وبعض اصدقائي في التجمع نصحوني بمغادرة الاعتصام لكني اعتبرت ان مغادرة الاعتصام هو خيانة للثورة ورفضت المغادرة ، واخبروني عن امكانية تسريب هذه المعلومة للامنجية والكيزان والامن الشعبي وملشيات علي عثمان والجنجويد، قلت لهم انا سودانية وسوف اظل في الاعتصام ومايجري عليكم يجري علي ،قالوا سيضطهدونك لانك يهودية قلت هذا وطني اما ان اموت فيه او كما نقول (يانجيب حقهم او نموت زيهم) .
يوم 6 ابريل نقلت الي السلاح الطبي واصبت بتشنجات حادة وفي هذه الظروف حاولوا انتزاع معلومات عني للدرجة التي حاول قلبي التوقف قال احدهم اعتقد انها جاسوسة ونريد اعتقالها، قالت احدي الطبيبات انها مريضة والقلب لايعمل جيداً واذا استمريتم بعدم اعطائها اوكسجين ستموت، لكن ظلوا يسألوني من انتي ومن اين اتيتي ولماذا انتي متواجدة في السودان في هذا الوقت رغم ان جوازي كان معي.
وعندما اصبح الوضع خطير طلبت من المرافقات وهن فتاتين ان يخرجن لاني في كل الحالات ميتة ، وفي الاثناء جاءت طبيبة خرجت معها في موكب من قبل، ونحن نحضر لمواكب 6ابريل كانت معي في زيارة امهات الشهدا وكنت اخرج في المواكب متخفية وبسبب البمبان لم اضع الماسك، فرات وجهي وتذكرتني وحاولت تهريبي من المستشفي العسكري، لكني لم استطع حتي المشي وخرجت من الباب الخلفي.
كذلك تم احتجازي في الفاشر عندما ذهبت الي دارفور لتغطية فض اعتصام نيالا التي لايذكرها احد في الخرطوم، كنت احمل ورقتي في القيادة واقول نيالا في القلب والدم واحد مثلما في الخرطوم غالي كذلك في دارفور غالي ولم يستجب احد لذلك، قررت الذهاب الي نيالا لتغطية الانتهاكات الفظيعة التي تمت بحق المدنين هناك، ولكي اصبها معهم وتعرضت لمضايقات عديدة حتي من بعض المنظمات الدولية التي يسيطر عليها الكيزان ومنعت من دخول المخيمات وخرجنا في مواكب مع سكان نيالا وشاهدوني في لايف واصدقائي كانوا يعلمون اني يهودية وتم احتجازي في غرفة صغيرة بالميناء البري في الفاشر وقالو لي اني كنت اصور سكنات عسكرية، رغم ان ماصورته كان توثيق لمخميات اللاجئين ، قاموا بضربي واهانتي وسمعت كل الالفاظ الوسخة التي لااستطيع حتي ذكرها وبعد تدخل كبار نيالا اطلقوا صراحي ،بعد ان ضربت وكسرت يدي واخدوا تلفوني ومسحوا كل مااحمل.
احدهم قال لي انتي بريطانية قلت له (اجي يا يمة) انا سودانية شايف عيوني زرق وشعري اشقر، للاسف العنصرية كانت حاضرة بقوة في التحقيقات.
ذكرتي انك كنتي في الفلبين تقومين بعمل استقصائي عن صفقة بيع ميناء بورتسودان، لصالح أي مؤسسة تعملين؟
نحن نشطاء حقوق انسان دولين مستقلون والاستقلال بسبب المحافظة علي النزاهة، لانتبع لإي منظمة لكننا نحارب من اجل العدالة والانسانية وفضح ممارسات الاتجار بالبشر والفساد والاستعباد الجنسي في كل مكان وليس في افريقيا
لااستطيع ان اقول لك لماذا كنت هناك في الاساس لكني كنت هناك من اجل قضايا انسانية اخري وصادف وجودي صفقة البيع التي عرفتها من مصادر لن افصح عنها حتي لو وضعت المسدس علي راسي.
نرجع لموضوع اليهود معلوم ان المجتمع السوداني لديه حساسية عالية من اعتناق اليهودية هل السودانين الذين تعيشين وسطهم متقبلنك كيهودية ام كنتي تخفي ديانتك؟
في البداية كنت اخفي انتمائي الي اليهودية، بما اني علمانية لا اطرح موضوع الاديان في أي نقاش لان الفكر العلماني هو فصل الدين عن الدولة ،لاي شخص لديه دينه والمكان للجميع كذك القانون التعليم والدستور والوطن للجميع دون الالتفات عن ماذا نؤمن به لان يوجد ملحدين ومسيحين وهندوس وبوذين سودانين اعرفهم جيدا الكل له حق في هذا الوطن.
النظام البائد معروف عنه نظام ديني هل في ذاك العهد كنتي تقرين انك يهودية؟
اقريت بهوديتي في الفلبين
اقصد داخل السودان واثناء حكم الانقاذ؟
وصلهم لان صفحتي في التويتر تم اغلاقها باكثر من الف ريبورت بعد ان قمت بحملة شرسة ضد علي عثمان اثناء حديثه عن مليشات الظل وتهديده بقتل الثوار وقتها لم اكن في السودان، معني ذلك ان الحكومة كانت تعلم وحصلت مواجهة بيني وبينهم اثناء استخراج الجواز الالكتروني الموظف قال لي (ياعاهرة يااثيوبية يافلاشية)
انا تربيت كيهودية قبل ان اكتشف اصول امي اليهودية من يهود جبوتي

بالنظر الي اسمك خديجة صالح يعتقد انك مسلمة ؟
لكني وضحت انا لست مسلمة وتم تهديدي بتمزيق اوراقي كلها عندما افصحت عن ديانتي.

هنالك شائعة قوية وسط السودانين فحواها ان لليهود املاك في السودان ممكن تحدثينا عن ماهية هذه الاملاك واين هي الان؟
اليهود اجبروا لترك ممتلكاتهم احدهم اخبرني مناطق محددة في العربي تعود ملكيتها ليهود السودان
اين بالضبط في السوق العربي لمذيد من التوضيح؟
لا اعرف شوراع العربي
طيب معلم واحد كي تضح الصورة ؟
لااعلم لكنه اشار الي عدة عقارات في العربي وقال هنا شركاتهم وعقاراتهم، هي ليست شركات بالمعني الحديث لكن وكالات تجارية وكانت منطقة راقية ولم تكن بهذا الشكل الذي خربه الكيزان خصوصاً في ميدان جاكسون والعربي وهذا اوجع قلبي.
طيب بما انك يهودية هل اطلعتي علي أي تقرير يتحدث عن املاك اليهود في السودان ؟
اطلعت علي تقارير لا استطيع الافصاح عنها
لماذا ؟
لان الافصاح عنها يتطلب الافصاح عن مصدرها وهذا يعرضهم الي خطر لانهم مواطنين سودانين ولم تسقط بعد كلياً والحكم لسة عسكري يارفيق إليس كذلك؟
نفهم من كلامك تمت مصادرة املاك اليهود؟
نعم تمت مصادرتها بالكامل بعد اجبارهم علي مغادرة البلاد
التاريخ الذي لايعرفه الناس اسمي باليهودية يهوديت
بمعني؟
هو اسم ملكة مملكة كوش وهي كانت يهودية والذي لايعلمه الاخرون ان اليهود موجودين في المنطقة منذ الاذل وكانوا متواجدين حتي في جبل مرة
قبل ان نذهب لجبل مرة هل كانت كوش مملكة يهودية؟
جزء منها يهودية والملكة يهوديت هي يهودية افريقية
هل لديكي دليل علمي يعضد حديثك؟
هنالك وثائقيات علي الانترنت ممكن تتطلع عليها اكتب يهوديت ومملكة كوش.
كي نملك القارئ المعلومة؟
انا لست عالمة جيولوجيا لاعطيك الدليل العلمي علي مااقول لكن هنالك دلائل تاريخية بما انني ابنة مؤرخ وابي مختص في تاريخ القرن الافريقي والجزيرة العربية ، لم اتطرق لوالدي لانه قضية اخري يمكن ان تشكل خطر علي تاريخه السياسي لكن تربيت في بيئة مؤرخ ورايت وثائقيات ومخطوطات كانت مكتوبة بالغة العبرية وكان اول مرة في حياتي اري العبرية وابي كان يخفيها في اماكن عالية من المكتبة التي كان مخصص لها اكبر غرفة بالبيت من الارض الي السقف.
المكتبة في السودان؟
لا ،كانت في السعودية ولدت فقط في السودان وغادرت وعمري ستة سنوات وتربيت في السعودية في جدة، ابي كان يلبس جونتات ليلمس المخطوطات.
تلقيت دروسي العبرية علي يد صديق ابي من يهود الفلاشا
تعلم فضول المراهقين وكنت مجنونة بالقراة صعدت علي السلم وحاولت امساك المخطوطات ابي غضب جداً وكانت اول مرة يغضب مني وعاقبني وحرمني من دخول المكتبة لشهر كامل لان الضرب ممنوع عندنا وبعد ان كبرت تحدثت معه قبل موته الذي اكتشف اخي لاحقاً انه اغتيال ولم يكن موتاً طبيعياً ،تحدثت معه عن ذلك وقال لي هذا التاريخ سوف يفيدنا لان المخطوطات كانت تؤرخ لليهود في السودان وكوش ومثلث السودان جيبوتي اثيوبيا لان لم يكن هناك مايسمي ارتريا وقتها.
قلتي اخاك اكتشف ان والدك قتل من الذي قتله؟
لا استطيع الافصاح عن ذلك لان يضع عائلتي في خطر
من خلال حديثك ذكرتي ان امتداد اليهود حتي جبل مرة ممكن تفصيل اكثر عن اليهود في دارفور؟
لم اقل امتداد قلت كانوا متواجدين حتي في جبل مرة غرب السودان.
جلست مع مؤرخ من دارفور لااستطيع ذكر اسمه حفاظاً عليه هذا المؤرخ عبارة عن موسوعة قلت له حدثني عن دارفور ،وتحدثنا عن تاريخها بالتفصيل من 1916 ومن قبل.
انا مختصة في مناطق النزاع دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ولكن ما اذهلني ان دارفور كانت دولة متكاملة فيها ممارسة ديمقراطية الي ان جاءت الثورة المهدية واتت بالقبائل العربية لازالة العنصر الافريقي من دارفور واحتلوها ليطمسوا افريقتنا، بعد ذلك تم تقسيمها.
دارفور قبل الثورة المهدية كانت مدنية اكثر من المدنية التي نحلم بها اليوم.

هذا الرجل الذي اعتبره احد كنوز دارفور حدثني عن ابيه وعن جده وماقرأه في مكتبتهم ان اليهود كانو هنا وجبل مرة يعتبر مقدس عند اليهود الافارقة وكانوا ياتون اليه لمارسة الطقوس الدينية ولم يستطيعوا الدخول إليه كيهود ولكنهم كانوا يدخلونه كمسيحين او سواح لكن شخصياً لم اقابل أي يهودي كان في دارفور من قبل.
حديثك عن دارفور نبهني الي نقاشات سودانية تقول ان نقل رئاسة بعثة اليوناميد من الفاشر الي جبل مرة بسبب استخدام اليهود لنفوذهم في المنظومة الاممية لانهم يعتقدون ان هذه المنطقة مقدسة بالنسبة لهم ماتعليقك علي ذلك؟
كل ماحدث شي في العالم يقولون ان اليهود هم السبب لااعلم اذا غربت الشمس من المشرق سيقولون ان اليهود هم السبب.
تسائلت ضاحكة من قال لكم لدينا كل هذا النفوذ، لدينا اشكالية كبيرة مع منظمات الامم المتحدة واكبر المتبرعين لهم دول الخليج النفطية، لاتقل لي انهم اصبحوا يهود كمان ،هذه مهزلة.
نظرية المؤامرة اذا لم تمطر السماء سيقولون السبب اليهود
قبل فترة كتبت مقال ذكرت فيه ان بعض من يعملون في اليونسكو معادين للسامية، تعلم لماذا؟ لانهم ارادوا طمس كل الاثار اليهودية ونسبها للعرب بالرغم من الوجود العربي ليس قديم، الافارقة والاغاريق والفينقين من اقدم المجتمعات لكن يفعلون ذلك لارضاء شيوخ البترول الذين يدفعون لهم الاموال، لم نستطيع التحكم في هذا الامر الذي يعتبر بالنسبة لنا عقائدي كيف نتحكم فيما دونه
في اليهودية اللون والجنس والعرق لايعني شي، المطلوب هل انت تحب (هاشيم ادناي) هل تحب (الخالق) هل انت تؤمن باليهودية في روحك ام لا، لان اليهود من جميع الاعراق.
اذا قارنا حديثك الاخير بما يحدث في داخل الكيان الاسرائلي كدولة دينية يهودية نجد ان الرتب العليا في الجيش مخصصة لفئة محددة وكذلك المواقع السياسة وباقي المجالات، اما الجندية لعامة الناس مثل يهود الفلاشا، ماتعليقك؟
تعليقي من ارض الواقع رد من ضابط طيار امراة من يهود اثيوبيا قالو لها ماذا كنتي تعملين؟ مجندة، قالت انا الذي كنت ادرب الطيارين لاني انا الضابطة، هناك وزير من الفلاشا في الحكومة و (الكنيست) الاسرائلي مكون من كل الاعراق لدرجة ان هناك عرب يهتفون تسقط ارض (معياد اسرائيل) هل تريد ديمقراطية اكثر من ذلك ولم يغتالهم احد.
كثير من الناس يربطون بين اليهودية كديانة والحركة الصهيونية، السؤال هل توجد علاقة بينهما ام الربط غير صحيح؟
اولاً( زيون) او صهيون مذكورة لدينا في التوراة قبل الحرب العالمية الاولي والثانية والتوراة اُنزل قبل القران وقبل الانجيل واخذ عنه العهد القديم في الانجيل كذلك مذكورة (اورشليم )مايسميه البعض بالقدس.
(زيون) او الصهيونية بالنسبة لنا معتقد يقول لنا الحق في ارض ميعادنا اسرائيل ولادخل لهم باي مؤامرات.
انا يهودية صهيونية روحاً وقلباً وهذه نقطة لاجدال فيها ولا اخاف من الاعتراف بها لان الصهيونية بالنسبة لنا ليست تهمة.
هناك مفاهيم خاطئئة عن الصهيونية لانها تعني الايمان باحقية االيهود الي ارض ميعادهم اسرائيل .
المسلمين لديهم ايمان ان مكة مقدسة هل احد قال لهم انتم متآمرون
طيب اذا سؤلتي ولائك اكثر لاسرائيل ام السودان ؟
هل من الممكن ان تسألني عن ولائي لعيني اليمين ام الشمال وهل استطيع ان اختار احدهما
انتي ذكية؟
لست ذكية هذه الحقيقة
الجاليات اليهودية حول العالم هل بينها أي تواصل وماهو شكله وطريقته ان وجد؟
التواصل فقط علي مستوي الروح ،بالتاكيد لدي اصدقاء يهود من كل انحاء العالم ومارست طقوسي مع يهود في مدغشقر، هنا لااستطيع ان اشعل شمعة الشباب دون ان اتعرض لاعتراض، واخرها كان من واحدة ليبية معي في السكن وهي ذات فكر داعشي قالت لنا ان البشير لم يجرم في حقكم
صديقتي التي تسكن معي تعتنق ديانة اخري اتفقنا هي تفعل ماتريد وانا افعل ماارايد.
مدغشر كانت طريقي الي الوطن دون ان يعترضني احد ذهبت من الفلبين الي سنغافورة الي اثيوبيا ومنها الي السودان.
في انبطاع عام عن اليهود بانهم يقدسون المال وان علاقاتهم الانسانية قائمة علي المنفعة المادية المباشرة ما تعليقك علي ذلك؟

يقدسون المال؟اليهود من جميع الجنسيات هل كل اليهود حول العالم يقدسون المال
طيب مثلاً اليهود في الولايات المتحدة الامريكية يسيطرون علي القرار الاقتصادي؟
هل تلومنا علي ان اليهود ناجحين ومجتهدين
هذا ليس راي بل نقاشات عامة لدي قطاع عريض من الناس تقول ان اليهود يحبون المال؟
اعلم ذلك لكن معظم من نالوا جوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء و الاقتصاد هم يهود من جنسيات مختلفة وهذا يوكد ان فكرهم يقدس العلم وليس المال اليس كذلك
كون اليهودي مستثمر ناجح هذا لايعيبه في شي لان اليهودية ديانة مثلها مثل الديانات الاخري نحن في (الشيبات) نقوم باعطاء الصدقات في كل مناسبة ونحن مجبرون علي ذلك روحياً
طيب اصفي لنا العبادة اليهودية ماذا تفعلون من الصباح الي المساء؟
انا علمانية وفي السودان كسرت كثير من القواعد الروحية
اجابت بجملة عبرية سألتها عن معناها ؟
قالت تعني (ياالهي انا اسفة اغفر لي انا عتزر لخالقي)
في منطقة المقرن يوجد معبد يهودي في السابق لكن لايوجد مكان نمارس فيه طقوسنا الدينية
هل هنالك يهود اخرين غيرك شاركو في الثورة ام انتي لوحدك من شاركتي ؟
لااعلم ربما هناك يهود خائفين ان يعلنوا ذلك انا اعلنت عن يهوديتهي لان كان عندي اعتلال في القلب فخفت ان اموت ويموت سري معي لذلك اعلنت عن يهوديتي
بعد الاطاحة بالنظام هل لمستي التغير ام لا ؟
للاسف لا و الثورة مستمرة لانها ثورة وعي ونحن سلمين ونصر علي السلمية ،بالرغم من حدوث مجاذر بشعة في فض الاعتصام لااستطيع ذكرها لان الرصاص سكن في جسدي لكن الاسوء من الرصاص الاغتصابات وشهدت ذلك بعيني واستيغظ يومياً قبل الفجر مرعوبة.

وزير الارشاد والاوقاف دعي اليهود العودة الي السودان ماتعليقك علي ذلك؟
الوزير قال مايرضي ضميره وواجبه ونشكره علي ذلك لكن بوجود المتطرفين امثال عبدالحي يوسف الذي قال ان فض الاعتصام اثلج صدره لانتوقع عودتهم لان السودان ليست امان لليهود رغم دعوة الوزير.

لاحظت التأثر في عيونك اثناء الحديث عن الانتهاكات، رايك في الانتهاكات التي تمارس بحق المدنيين العزل في فلسطين؟
تقصد غزة وارهاب حماس الذين يستخدمون الاطفال دروع بشرية ويخزنون الاسلحة في مدارس الاطفال
ارض الميعاد ترد علي مصدر الصاروخ من اين اتي فقط لان اسرائيل تدافع عن نفسها من ارهاب حماس والجهاد الاسلامي ولاتهاجم اطلاقاً لان منصتها دفاعية وليس هجومية
النتيجة الظاهرة بالنسبة لنا موت اطفال ونساء هل انتي داعمة لاستمرار الحرب والانتهاكات في اسرائيل وترفضينها في السودان؟
انا داعمة للسلام واعمل في منظمة يلا سلام التي قامت برؤية نيلسون مانديلا، السؤال هل فعلاً يريد القادة الفلسطينين السلام ؟حماس لاتريد السلام لان الحرب مصدر رزقها.
رسالة الي الشعب السوداني؟
بصفتي كمواطنة سودانية وليس يهودية اذا لم اكن مصادقة في يهوديتي لم اكن صادقة في سودانيتي.