نتيجة بحث الصور عن منظمة صيحة السودان عائشة الكارب

 

 

الخرطوم: سلام ميديا
(احب الأعمال المختلفة منذ صغري) بهذه العبارات البسيطة اوصلت لنا عسجد حمزة والتي لم تتجاوز الخامسة والعشرون عاما فكرتها في الولوج الي مجال كهرباء السيارات،باعتباره احدي المهن التي تلائم الرجال وظلت لسنوات طويلة حكراً لهم، وليس الامر بغريب ،ولكن الأغرب ان تختار إحدي الفتيات مثل هذا المجال وتحاول جاهدة في النجاح فيه متحدية بذلك نظرة المجتمع اليها ومتسلحة بقوة عزيمتها .
عسجد والتي بدأت متحمسة للعمل في مجال كهرباء السيارات ،بعد ان تلقت تدريبا ،امتد لثلاتة اشهر وعشرة ايام ، بمركز التدريب المهني تقول ان لديها الشجاعة لممارسة مهنتها التي اختارتها دون خوف او توجس ، باعتبار ان المجتمع اعتاد ان يمارس الرجال هذه المهنة وتضيف( مالم نغييرمابانفسنا لن نستطيع تغيير نظرة المجتمع).مشيرة الي اعتراض اسرتها في بداية الامر بيد انهم تراجعوا وتقبلوا الفكرة .مضيفة بانها سوف تتلقي تدريبا في احدي الورش ومن ثم تحاول ان تتوسع في عملها.
عسجد تعتبر واحدة من (100) فتاة تتراوح أعمارهن مابين 18ـ 25 سنة سعين لكسر النظرة النمطية المتعلقة بالنوع واخترن مجالات مختلفة ليمارسن فيه عملهن في مجالات (كرباء السيارات ،التبريد والتكييف،النجارة ) بعد ان تلقين تدريبا متلفا امتد لثلاثة اشهر متواصلة .
النظرة النمطية انتشرت طوال الثلاثين سنة الماضية نتيجة للسياسات والتشريعات التي تحد من مشاركة النساء العادلة في الحياة ،وامتدت بحسب (صيحة) إلي معظم نواحي المجتمع السوداني ،بما فيها مجال العمل .وهذه الثقافة هي التي تقرر أي المهن والقطاعات الإقتصادية هي التي تلائم الرجال وأيتها التي تلائم النساء.ومثل هذه الأعراف تبناها الرجال والنساء علي حد سواء،وغالبا ماتنعكس علي قرارات الأفراد بشأن مسيرتهم المهنية. وتماشيا مع هذا النهج،صارت فرص العمل التي تتاح للنساء أو التي يخترنها بأنفسن هي وظائف تعتبر امتداداً لأنشطتهن المنزلية .إذ أن معظم الفتيات لا يفكرن ـ علي سبيل المثال ـ في العمل ميكانيكيات أو كهربائيات أو سائقات. وعلي اللاتي يفكرن في هذه المهن أن يتغلبن علي الوصم وممارسات نزع الشرعية من قبل أقاربهن ومجتمعهن ،ناهيك عن زملائهن ،أو زبائنهن وأصحاب عملهن المحتملين .وبالإضافة إلي ذلك فإن النساء اللائي يحاولن دخول مهن حرفية بعد إكمال تدريب في مجال عمل غير مرتبط بجنس معين،غالبا مايمنعن التمييز من قبل ارباب العمل المحتملين من إيجاد عمل علي الإطلاق،وهذا الأمر يعمق سحب الشرعية من مهنهن.
(عسجد ) وزميلاتها كن ضمن مشروع (كسرالنظرة النمطية المتعلقة بالنوع) والذي ترعاه المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الأفريقي شبكة (صيحة) بالتعاون مع عدد من الجهات والذي يهدف لتحدي الأعراف المتعلقة بنوع الجنس والأفكار النمطية التي تؤثر علي النساء في مجال العمل ،وفي زيادة الفرص الإقتصادية لهن،لاسيما النازحات والمهاجرات والنساء الفقيرات في المناطق الحضرية بولاية الخرطوم.
وبحسب المديرة الإقليمية لشبكة صيحة هالة الكارب فإن أهداف المرحلة ل(مشروع ) كسر النظرة النمطية المتعلقة بنوع الجنس تتمثل في تزويد( 100) شابة تتراوح أعمارهن من( 18ـ 25)سنة لاسيما النازحات والمهاجرات ونساء المدن الفقيرات،بالمهارات في المهن الغير مرتبطة بنوع جنس معين ،عن طريق دورات التدريب الحرفي في أماكن داعمة للتوظيف وفرص ريادة الأعمال ،وارشادهن ودعمهن في مسعاهن لكسر النظرة النمطية المتعلقة بنوع الجنس،وبحثهن عن فرص إقتصادية ،بجانب توفير فرص التوظيف ل(75%) علي الأقل من المتدربات المختارات إما بتوظيفهن بالشراكات والورش أو بتدريبهن لتأسيس مشاريع أعمال خاصة بهن عبر تكوين( 3) ورش تعاونية فضلا عن الترويج بحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين في بيئة العمل والقوانين والسياسات المناهضة للتحرش الجنسي ، إضافة الي الدفاع عن أجندة الحقوق المتساوية للنساء ووضع سياسات وقوانين تحمي النساء في أماكن العمل والأماكن العامة.
عزيمة قوية ابدينها المتدربات وهن يتحدثن ل(سلام ميديا) عن عزمهن لخوض مجالات العمل المختلفة وبحسب سعدية عبد الرحمن والتي تلقت تدريبا في مجال التبريد والتكييف فإنها تجد متعة فائقة وهي تعمل في (فك اجهزة التبريد والتكييف ) وتقول في بداية التدريب شعرت بان هناك صعوبة ولكن بعد التدريبات العملية شعرت بان هذه رغبتي وان الامر اسهل من ماكنت اتوقعه وتضيف سوف اسعي لان اقضي فترة الخدمة في احدي الورش ومن ثم انطلق لمزاولة عملي.
فيما تؤكد عجوبة سراج الدين بانها ولجت لمجال التبريد باعتبار انه مجال غريب علي الفتيات بجانب نظرة المجتمع بان الفتاة لا يمكنها ان تنجح في هذا الجانب ، وتضيف بانها في المرحلة القادمة سوف تسعي لإنشاء ورشة تجمعها مع رفيقاتها في المجال.
فكرة مشروع كسر التنميط في توظيف عمل النساء ينظر اليه الكثيرون بشي من القبول غير ان الامر برمته يواجه بصعوبات فحسب هالة الكارب التي تحدثت في تخريج المتدربات فإن وزارة التربية والتعليم لديها لوائح تمنع دخول الفتيات للمعاهد التقنية مضيفة بان السياسات التعليمية النمطية في السودان تسهم في حرمان النساء من فتح ابواب عمل متعددة المجالات واكدت الكارب بانهم بصدد البحث عن معاهد تساعد في تعليم البنات ،مقرة بوجود العديد من التحديات التي تواجه عمل الفتيات رغم النجاح الذي حققنه في هذا التدريب وهي كيفية إقناع اصحاب الشركات بتعينهم ،مبينة ان اكثر المستجيبين لعمل الفتيات هم اصحاب الورش الصغيرة .
وتضيف الكارب ان المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي(صيحة) تعمل ضمن ثلاثة مجتمعات نازحين في ود البشير والشجرة وسوبا ومجتمعين للمهاجرين في الديم والجريف. لعدد (100) شابة هم المستفيدون المباشرون. بجانب 10من مدربي مركز الخرطوم2للتدريب المهني و(20) صاحب عمل بالقطاع الخاص وممثلين من نقابة العمالة الماهرة.وتوقعت ان يشتمل المستفيدون غير المباشرين من المشروع علي 10000فرد من سكان ولاية الخرطوم وذلك لان انشطة المشروع سوف تتضمن خطابات توعية وتحفيز بين المجتمعات المختلفة علاوة علي برنامح إذاعية حوارية تشارك فيها نساء من قادة المجتمع.
وقالت هالة ان (صيحة) سعت لتوسيع الفرص للنساء في قطاعي التوظيف وريادة الأعمال ومساعدتهن في التغلب علي التحديات والتمييز الذي يواجهنه،بالاستمرار في توفير فرص تكوين شبكات عمل وإشراك الجهات المعنية في المجتمع في دورات تدريب متعلقة بالمساواة بين الجنسين وحق النساء في التوظيف لإحداث التغيير الاجتماعي والسلوكي.وبعد اختيار المستفيدين من المشروع.