الخرطوم:سلام ميديا
(البحث عن قواسم مشتركة) منهج جديد لبناء السلام ونبذ العنف . يعتمد علي القواسم المشتركة بين الافراد والجماعات لخلق أرضية واحدة يمكن الاستفادة منها في نبذ الخلافات ،ويعتبر منهج جديد اعتمدته منظمة البحث عن قواسم مشتركة وبدأ تطبيقه فعليا من خلال عقد دورة تدريبية لتدريب مدربين من ولايات السودان المختلفة وهي جنوب كردفان والنيل الازرق وكسلا والقضارف فضلا عن تدريب موظفين بوزارات حكومية ومفوضية العمل الانساني وذلك بالتعاون مع بعثة الاتحاد الاوربي ومركز الشرق ومركز باديا للتنمية المتكاملة وجمعية متعاونات وجمعية ام سردبة ومنظمة مأمن . وكان التدريب علي يد الخبيرة اللبنانية في فض النزاعات وبناء السلام مايا جزيانا .وقد استمرت الدورة ثلاث ايام بفندق الصنوبر بالخرطوم ومن المتوقع ان يعود المشاركون لمناطقهم ومن ثم البدء في تطبيق المنهجية .
ولالقاء مزيدا من الضؤ علي المشروع التقت (سلام ميديا ) بعدد من المشاركين واستطلعتهم عن الورشة ومساهمتها في الحد من النزاعات.وتوضح المدربة في مجال بناء السلام وحل النزاعات مايا جزيانا ان الهدف من التدريب هو إيجاد قواسم مشتركة بين اطراف النزاع، مبينة بان التدريب يمكن أن يساهم في المقاربة بين الصفات المشتركة بين افراد المجتمع لمعرفة زاتهم ومن ثم الثقة ببعضهم ، لإيجاد ارضية مشتركة لمساعدة مجتمعاتهم، ومن ثم التعامل مع النزاعات الموجودة كافراد بطريقة مختلفة .مبينة ان التدريب يبدأ من الذات ومن ثم المجتمعات وهو مايسمي بمقاربة الارضية المشتركة وهو منهج البحث عن قواسم مشتركة والبناء عليه للبحث عن فرص التغيير في المجتمعات . موضحة ان تطبيق المنهجية يعتبر جديد في السودان ولكنه جرب في (54) مكتب حول العالم واثبت فعاليته خاصة في العراق.
فيما يوضح منسق التقييم والمتابعة للمشاريع بمنظمة القواسم المشتركة علي محمدين ان الورشة التدريبية تعتمد علي منهجية المنظمة ، وهي ذات صلة بالقواسم المشتركة ،وتعمل في بناء السلام وفض النزاعات وحقوق النساء والبرامج ذات الصلة.موضحا ان المنهجية المستخدمة جديدة وتختلف عن المنهجيات التي كانت مستخدمة في السابق في حل النزاعات وبناء السلام ، مضيفا بانها تعمل علي تجميع كل الاطراف المشاركة في الصراعات ، ومن ثم تجميع القواسم المشتركة .وتوقع ان يسهم المتدربون الذين تم اختيارهم من مناطق مختلفة وتعاني نزاعات او صراعات في تصميم برامج خاصة بالمنظمات والمؤسسات التي يعملون بها ومن ثم تطبيق المنهجية التي تدربوا عليها . ،وتجميع القواسم المشتركة بينهم والبحث عن جزور الازمات ومصالح الافراد ومن ثم الخروج بحلول وتوصيات من تلك المجموعات المفوضة من قبل المجموعات التي تعاني نزاعا.
وياخذ محمدين أزمة دارفور كنموذج في تطبيق المنهجية ويقول: “اذا تم تطبيق المنهجية ، في المجتمعات القاعدية باعتبار ان اساس المشاكل هو صراع حول الموارد بين الرعاة والمزارعين وهم اصحاب مصلحة في نفس الارض يتشاركون في نفس الموارد والصراع صار ومايزال حول الموارد فاذا تم جمعهم بنفس المنهجية وهي (البحث عن قواسم مشركة ) فيمكن الحصول علي تأثير حتي علي اصحاب القرار الفوقي ” . ويتوقع ان ينفع تطبيق المنهجية في ازمة دارفور وغيرها كمداخل لحل الازمات بما فيها الصراعات الاهلية .
فيما يقول علي محمد الحاج موسي عن منظمة القواسم المشتركة ان الورشة تستهدف الشركاء في الحكومة والمنظمات الوطنية الاخري ،والفاعلين في المجال الانساني وتدريبهم علي منهج القواسم المشتركة الذي يهدف لتحويل النزاع الي طريقة القواسم المشتركة، وإستخدامها كمنهج لتحويل النزاع لفرص بمعني تحويل العلاقات المتنازعة الي فرص علاقات إيجابية . واحترام الاختلافات والعمل علي
المشتركات لنبذ العنف وبناء السلام .
وفي ذات المنحي توضح مديرة ادارة البرامج والمشروعات بمفوضية العمل الانساني ، مريم ضيف الله انها تشارك في برنامج الورشة التدريبية باعتبارها تمثل جهة حكومية مسئولة عن الإشراف والتنسيق ومتابعة عمل المنظمات بصفة عامة بجانب الوقوف علي المنهجية المتبعة ،لاسيما وإنها منهجية عمل المنظمة وهي البحث عن قواسم مشتركة خاصة وان المنظمة بدأت حديثا وتعمل في الجوانب الإجتماعية وبناء السلام والتعايش السلمي .مشيرة الي ان هذا يعتبر جزء من عملنا بالمفوضية ،مشيرة للتحول الذي شهدته البلاد ،والذي ينصب ضمن موجهات الفترة الإنتقالية ، مبينة بان الدورة التدريبية تهدف لتدريب مدربين علي منهجية عمل المنظمة( القواسم المشتركة ) في بناء السلام بمشاركة متدربين من مناطق مختلفة ، عانوا من النزاعات وبالتالي عقب إنتهاء الورشة سيعودون لمناطقهم لعكس الورشة علي ارض الواقع .ووصفت مريم المنهجية بالمتقدمة في كيفية إستنباط اسباب العنف والنزاع والذي يمكن ان يكون بين الشخص ونفسه ،فبالتالي اذا حدث تصالح بين الشخص ونفسه فيمكن ان ينعكس ذلك علي مجتمعه وهنا تكمن لبنة السلام فيحدث تصالح وتتسع الدائرة وهذا يعكس المنهجية التي نعمل بها .مشيرة الي ان السودان يشهد حاليا مرحلة سلام بعد سنوات قضاها في نزاعات وصراعات .وتضيف حتي علي مستوي المدن وعلي الرغم من عدم إستخدام السلاح ، ولكن هناك صراع الجهوية والقبلية لذلك نحتاج للتصالح .اما علي مستوي السلم فتقول نحتاج للتصالح مع النفس حتي نستطيع التصالح اثناء فترة الحرب .
ويضيف المتدرب تاور بابكر حامد ممثل مركز بادية للتنمية المتكاملة بجنوب كردفان ،ان الدورة تشتمل علي اهداف كبيرة جدا لاسيما وان مركز يعمل علي بناء السلام وفض النزاعات مشيرا الي ان الورشة تبحث عن القواسم المشتركة والتي تساعد في عملية بناء السلام وتنمية المهارات فالمنطقة عرفت بانها عانت من صراعات منذ فترة طويلة، ولكن مع التحول الديمقراطي الذي حدث في البلاد فبالتاكيد هناك عملية وقف للعدائيات وهي تحتاج لتدخل المجتمع .وعبر هذا التدريب فيمكن ان تكون التدخلات عبر إكتشاف دواخل الاخرين ومعرفة دوافعهم وإحتياجاتهم ، وهذا مانسميه بالبحث عن قواسم مشتركة للخروج من إطار الصراع الي إستدامة السلام .