الجنينة – هانم آدم
ظلت ازمة الوقود بالبلاد هاجسا يؤرق مضاجع الجميع دون إستثناء وانعكست اثاره السلبية علي كافة مناحي الحياة وماأزمة المواصلات التي تشهدها ولايات السودان كافة الا مظهر من مظاهر تلك الازمة ، والتي بأتت عصية الحلول من قبل المسئولين .
إحدي مظاهر إنعدام الوقود التأثير وبصورة مباشرة علي الموسم الزراعي ،فكلما اشتدت الأزمة تعالت اصوات المزارعين في المناطق الزراعية مطالبة بالحلول وذلك لإعتمادهم علي الجاز من جانب وخوفا من انهيار موسمهم الزراعي من جهة أخري وتكبدهم خسائر فادحة لا يمكن تلأفيها.
المزارعون بشرق اردمتا بالجنينة ولاية غرب دارفور قري ( قرقار، تندلتي أبرم عينك،بجبج ،طليحابية ،مرحاكة ) ليس بمنأي عما يحدث وهم يمثلون فئة قليلة من شريحة المزارعين بالولاية المتضررون فعليا من إنعدام الوقود ،أعياهم البحث لعدة ايام عن حلول لإزمة الوقود مابين وزارة الزراعة والمحلية لأجل انقاذ ماتبقي من محاصيلهم التي زرعوها .فكانت امانة الحكومة بالولاية هي ملاذهم الأخير . فاتخذوا من ظل المبني الخارجي موقعا للجلوس مفترشين الارض في انتظار مندوبهم عله يجد لهم حلا لدي والي الولاية .
ويشكو المزارع محمد حسن عبد الكريم مزارعي قرية قرقار ل(سلام ميديا) من أنعدام الوقود لفترة طويلة الأمر الذي أثر علي زراعته (جميع الخضروات والفواكهة )،ويشير الي ان المحلية زكرت لهم بأن هذا الامر ليس من إختصاصها وعليهم التوجه لوزارة الزراعة تهم بالعدو،اما وزارة الزراعة فهي الأخري امرتهم بالعودة الي المحلية . ويتسأل اين نذهب ولمن نشكو مشكلتنا ؟ وللعلم فإن (باقة الجاز) بمبلغ (2) الف جنيه في السوق الاسود. ويضيف اذا لم يتم حل مشكلتنا اليوم فسوف يتلف الخضار .
فيما يشكو المزارع زكريا حمزة من قرية طليحابية وبجبج من تجاهل الجهات المسئولة من امر الوقود ، وعدم توجيه المزارعين الي أين يتوجهون ويقول” تم توجيهنا بالذهاب الي المحلية ومن ثم وزارة الزراعة والتي قابلنا بها مدير الخدمات ووعدنا بحل الامر اليوم الأحد . وعند عودتنا لهم اليوم الاحد وعقب مقابلتنا لمديرها العام زكر لنا ان مناطق شرق اردمتا تتبع لوحدى تندلتي ،مع العلم ان كل واردنا بالجنينة وليس تندلتي .ويضيف بان معاناتهم بدأت منذ فترة طويلة ولكنها كانت بصورة أخف من هذه بكثير ، وذا اضطررنا فإن نأخذ حوجتنا من السوق الأسود ولكن حاليا فالوضع تدهور جدا وحتي اذا اضطررت بان تأخذ من الطلمبة فإن سعر(الباقة ) يصل الي الف جنيه فمن أين لنا بهذا؟
“رفعنا وكيلنا لله اذا فقدنا هذا الموسم “بهذه العبارات ابتدر المزارع آدم علي من قرية تندلتي حديثه ويشير الي انهم في رحلة ذهاب وإياب دائمة مابين عدد من الجهات في إنتظار ان تحل مشكلة الجاز . ودون وجود حلول ناجعة . وحزر آدم من ضياع الموسم الزراعي الصيفي بهذه الطريقة . ويقول هناك الكثير من الأشجار في مرحلة (النوار)ويمكن ان تموت لعدم كفاية المياه . ويشير لفقدانه إنتاج العجور بسبب شح المياه.ويضيف “هناك مناطق حردتها وتركت زراعتها بسبب إنعدام الجاز”.
ويشير المزارع شمو آدم طبيق من منطقة عيش برا الي توقف عمل الجمعيات التعاونية التي كانت تمنحهم الجاز في الماضي عبر بطاقة محددة .فاصبح الجاز معدوما حتي بالسوق الاسود ويضيف “واذا توفر بالسوق الأسود فإن سعره يصل الي (2) الف جنيه” .ويتوقع آدم خسارة هذا الموسم اذا لم تحل مشكلة الجاز ويقول بحسرة “لو مالقينا الجاز نقنع نخلي الزراعة ورفعنا وكيلنا لله”. ويوافقه في الرأي المزارع عيسي سليمان من منطقة ام صبيقة ويقول في الماضي كانت الإشكالية تحل عبر التعاونيات ولكن حاليا يرفضون التعامل بالبطاقة القديمة.مع العلم انهن نفس النظام القديم .
المزارعة بخيتة موسي تقول انها تكفل ثمانية من الايتام وليس لديها خيار سوي الزراعة ولكنها لم تستطيع الحصول علي الوقود علي الرغم من مدير عام وزارة الزراعة ختم لي علي اوراقي ولكني لم استطيع ان اصرف شي حتي الان.
وتعهد مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية الباشمهندس فضل الدوم أحمد في تصريح ل(سلام ميديا) بحل إشكالية مشكلة وقود المزارعين يوم غدا الاثنين وكشف عن لقاء جمعه مع والي الولاية وجه من خلاله الوالي بان يتم معالجة أمر هولاء المزارعين مباشرة من الجازولين الموجود للخدمات لحين وصول الجازولين الخاص بالمزارعين ، ويضيف تباحثنا من خلال جلوسنا مع الوالي لمشكلة الوقود التي أرقت المزارعين وتوصلنا الي بعض الترتيبات لمعالجة الامر بتوجيه من الوالي بان يكون هناك مسح يحدد المساحات المزروعة والإحتياجات الكاملة لوقود المزارعين الكاملة في هذا الموسم لوضع خطة محكمة لإستجلاب كميات من الوقود وذلك بالتعاون مع ادارة البترول . وترتيبات في بعض تنظيم بعض البرامج والخطة العامة للموسم الزراعي 2020ـ2021م ونسبة المساحات المزروعة او المحضرة اليا وتحديد كميات الوقود والتنسيق المحكم مع وزارة النفط الإتحادية لإستجلاب مايكفي المزارعين لهذا الموسم .