الخرطوم _ سلاميديا
تصل السودان في شهر مايو المقبل، بعثة سياسية من الأمم المتحدة لدعم عملية الإنتقال السياسي في البلاد، وذلك بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي على طلب تقدمت به الحكومة الإنتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك بهذا الخصوص.

ويرى محللون سياسيون، أن البعثة الأممية ستساعد كثيرا في عملية الإنتقال السياسي ودعم جهود السلام الشامل في السودان، كما سيكون لها تأثير إيجابي على الوضع الإقتصادي من خلال المساعدات الفنية التي ستقدمها للحكومة الإنتقالية بهذا الخصوص.

وتقدم حمدوك بطلب للأمم المتحدة لإرسال بعثة سياسية لدعم الإنتقال والسلام، بعد أن تفاقمت التحديات على حكومته، في خطوة أثارت كثيرا من الجدل، لكنها حظيت بتأييد السواد الأعظم من السودانيين، لكونها ستكبح أطماع الشركاء العسكريين في التغول على السلطات والاختصاصات التنفيذية.

وتدخل البعثة التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي، السودان بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الخاصة بالمساعدات الفنية وبناء القدرات دون مهام عسكرية.

وبحسب مداولات مجلس الأمن ستكون البعثة السياسية، بديلة لقوات حفظ السلام “يوناميد” في إقليم دارفور غربي البلاد والتي من المقرر أن تنسحب كليا مايو المقبل وفق إستراتيجية الخروج المتفق عليها حكومة الخرطوم ومجلس الأمن والاتحاد الافريقي.

ويرى سياسيون أن البعثة ستتابع سير عملية التحول الديمقراطي ودعم السلام والاستقرار السياسي، مالم ينقض العسكر على الحكومة الإنتقالية بإنقلابات تشكل خطر على إستقرار منسوبي البعثة.

وهذا ما ذهب اليه المحلل السياسي الفاتح محجوب والذي أكد أن البعثة الأممية يمكن أن تساهم بقوة في حل مشكلات البلاد الإقتصادية والسياسية وتساعد في تسريع التفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في أطراف السودان.

ويقول محجوب خلال حديثه “لسلاميديا” “بعثة الأمم المتحدة إلى السودان وفق الفصل السادس ستكون ذات مهام واسعة جدا مثل السلام والإقتصاد والتدريب والدعم السياسي وتدريب قوات الشرطة.

ويضيف “يعتبر موضوع البعثة شائك جدا لأنه يحتاج لضمان عدم التنازع مع الأجهزة الأمنية الوطنية في الإختصاصات مع تحديد الأماكن التي يحق لهذه البعثة الأممية أن تدخلها وتلك التي لا يحق لها وتحديد صلاحيات تلك القوة”.

وشهد الوضع الإقتصادي على مستوى العالم تدهور ملحوظ بسبب جائحة كورونا، والتي أثرت سلبا على اسهم الشركات والنفط والذهب في الدول المتقدمة.

وقارن الخبير السياسي سليمان عبداللة الوضع الإقتصادي بين الدول المتقدمة والسودان الذي يعاني من تدهور حاد في الاقتصاد بسبب سياسات النظام البائد.

وقال سليمان “عندما يكون السودان تحت الوصاية الدولية سيمكنه من التغلب على الضائقة المعيشية وخاصة في الظروف التي يعاني منها كل العالم بسبب الفيروس المستجد”.

ويضيف “بالتاكيد ستدعم البعثة استكمال قضية السلام والتحول الديمقراطي وحدوث إنتخابات حرة ونزيهة”.

وحذر سليمان من أن تتغول البعثة على الجيش والدعم السريع وتتدخل في مهامهم مما يعني حدوث خلافات بين الطرفين”.

وكشفت نائب الممثل الدائم بالإنابة لبعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة شيريث نورمان شاليه، عن وصول بعثة الأمم المتحدة الجديدة إلى السودان، مايو المقبل.

وقالت إن مهمة البعثة تتمثل في دعم مهمة الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين للقيام بالمهام على المستوى الوطني، بما في ذلك دعم عملية السلام ، والإصلاح الدستوري ، والانتخابات ، وإجراء التعداد السكاني. معربة عن قلقها إزاء استمرار انعدام الأمن بالبلاد وخاصة بإقليم دارفور.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها إن بعثة الأمم المتحدة التي طلبها السودان وفقا لخطاب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الثاني إلى الأمين العام للأمم للمتحدة في 27 فبراير/شباط الماضي يجب أن تُنشأ بشكل شفاف وتشاوري يضمن المِلكية الوطنية للبعثة وتكون وفقا لمقتضيات الفصل السادس من الميثاق طبقا للبيان.