الجنينة:هانم آدم
جلست ارضا وهي تحاول جاهدة رغم سنوات عمرها الطويلة ان تجمع ماتبقي لديها من (زرة ودخن وفول سوداني) هي كل ماتركته لها النار التي اندلعت بسوق المواد المحلية (سوق الحداد ) بالجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور امس الاول ، وتحاول جاهدة ان تفرز كل واحد علي حدا لعلها تسطيع ان تستفيد من ماتبقي من بضاعتها التي تركتها وهي تبني امال عرا ض بعد بيعها ولم تكن تدري بان النار سوف تندلع بالسوق وتقضي علي الاخضر واليابس دون فرز ، لتجد حلمها ببيع تجارتها قد تحول الي رماد في ساعات معدودة .
عبارة واحدة رددتها عندما القينا عليها تحية السلام بكل رضا بما كتبه الله لها وهي تقول “ربنا يعوضنا”
تضرر العشرات
هي واحدة من ضمن عشرات تجار سوق (القنا) الذين تضرروا من إندلاع الحريق بالسوق نهار أمس الأول واستمر لعدة ساعات بعد ان باءت كل محاولات المواطنين لإخمادها حتي لحظة مجيء عربات الاطفاء والتي تمكنت من إحتواء الحريق لاكثر من ثلاث ساعات . ليقضي علي كل ممتلكات التجار بالسوق من (قنا وحصير وقصب السكر والبطيخ) بجانب ممتلكات شخصية ونقود لبعض التجار لتلحق اضرار بالغة بهم
دخان ظل يتصاعد من بقايا بضاعة التجار حتي اليوم الثاني لحظة دخولنا الي السوق ، وكان اول مالفت انتباهنا هي محاولة التجار إعادة السوق مرة اخري فما بين من يحاول ان يجمع بقايا بضاعته التي احترقت بالنار واخريين يحاولون إعادة تشييد (الرواكيب ) مرة اخري ومابين من جلس وهو شاخص لبعيد ووسط كل هذا كانت رائحة الحريق تزكم الانوف والدخان يتصاعد من بعض الاماكن .
عدد من النسوة جلسن علي مقربة من بعض وملامح الحسرة تكسو وجوههن اقتربت منهن وانا اردد بعض كلمات المواساة والتي وجدت القبول لم يستطعن الحديث فمنظر حريق السوق كان ابلغ من اي حديث .
اشارت احداهن وتدعي حواء عيسي تعمل في بيع الشاي الي بقايا اشياء محروقة وهي تردد ان كل ماتملكه قد احترق ولم يتبقي لي شئيا من ( الكراسي والطرابيز) وتقول ان حسارتها تقدر ب(30) مليون جنيه هي كل ماتملكه وقد ضاع مع الحريق .
خسائر فادحة
فيما يقول التاجر احمد آدم يحيي ان النار اندلعت لاكثر من مائة متر وبسرعة شديدة وقضت علي كل سوق البطيخ ويشير الي ان مخازن العيش التي يمتلكها كان بها ( 77 ) جوال (دخن وماريق) .ا ويضيف ان لخسارة الاكبر بالنسبة لاصحاب (القنا ) لان النار قد قضت عليه تماما ويقدر خسارتهم بالمليار . ويقول حتي هذه اللحظة لم ياتي الينا اي من المسئولين لتفقد اوضاعنا وجبر خواطرنا ولو بالقليل من الكلام ، اما المطافي فقد وصلت في وقت متاخر ، ونسبة لاندلاع النار في سوق ليس ببعيد عن مكان الوقود فقد حاولوا ان يشكلوا حماية حتي لا تتسع رقعة النار المشتعلة .
التاجر ابكر ادم حسن كان يحاول إزالة الحريق من بعض بضاعته عله يجد فيها شئيا نافعا يقول فقدت مبلغ 50 مليون وحريق لاربعة درداقات واثنين لم اجدهم بجانب حريق وابور واربع حفاظات مياه ، ويواصل ان بداية إندلاع النيران كانت من محلات بيع القنا ومن ثم شملت كل السوق . ويشير الي إمكانية اخماد النيران بسرعة اذا استطاعت عربات المطافي الوصول لمكان الحريق في الوقت المناسب ، ولكن نسبة للازدحام الشديد في الشارع وإغلاقه فلم تتمكن من الوصول في الوقت المناسب علي الرغم من اننا كنا نراها. وبعد وصولهم استطاعوا إطفاء ماتبقي من حريق. ويقول كل الاضرار مادية ولا يوجد ضرر في الارواح .
ويشير التاجر آدم موسي تاجر قصب الي (كومة ) مازال الدخان يتصاعد منها ويقول هذا كل مالدي وقد احترق تماما ولم يتبقي سوي الرماد وهو عبارة عن(0 6) راس قصب من جملة ( 70 ) عشرة منها تم بيعها وتبقت ال (60) وهي التي قضي عليها الحريق بالكامل ويقول ان الخسارة كبيرة جدا خاصة وان (الربطة ) تباع ب(250 ) جنيها .ويضيف حتي ملابسي ايضا إحترقت وبقية الممتلكات ولم اخرج بشي الا التي ارتديها . ويقول عربات المطافي وصلت الينا في زمن متاخر وبعد ان قضت النار علي كل الموجود ومازال حتي الان الدخان وبقية النار مشتعلة .
ويقاطعه التاجر آدم إسماعيل تاجر بطيخ قائلا ” كل ممتلكلتنا من ملابس وبطيخ انتهت حوالي 300 بطيخة وباحجام مختلفة واسعار متفاوتة مابين ال 300 الي 250 و150 جنيها ويصل سعر اصغر بطيخة 50 جنيها” .
فاطمة ادم النور القيتها وهي تحاول جاهدة ان تجمع ماتبقي من معداتها التي تبقت قالت ان خسرت (الراكوبة ) التي كان تمارس فيها عملها في في الشاي بجانب كل معداتها ، وتضيف : “لا استطيع ان اقدر خسارتي “. وتشير الي انها لم تكن موجودة لحظة إندلاع الحريق ولكنها عندما حضرت للسوق وجدت معداتها عبارة عن بقايا ورماد واختتمت حديثها بقولها “ربنا يعوضنا “.
مطالبات بمباني ثابتة.
ويشير التاجر عبد المالك احمد خميس الي إندلاع النيران من الاتجاه الشرقي ومن ثم عمت بقية السوق وتسببت في خسائر فادحة لكل التجار ، ويقول ” لدي 18 مليون فقدتها بالحريق هذا غير البطيخ الذي كان داخل (الراكوبة) وبها كل بضاعتنا وحتي الا لم نحصر خسارتنا. ويقول ان ازدحام الشوارع أخر وصول عربات المطافي ورغم ذلك استطاعت ان تطفي ء ماتبقي من نيران ، ويناشد الجهات المختصة بتخصيص مباني ثابتة لكل التجار حتي لا يتكرر ماحدث وقال انها ترفض ان تشييد اي مباني ثابتة ويعترضوا اي تاجر حاول اي يقيم مبني ثابت ، وذلك علي الرغم من وجود ضرائب سنوية تدفع لهم .
ويقول التاجر حسين ادم الدومة تاجر قصب ان حوالي اثنين الف قصبة حرقت تماما بجانب (250) بطيخة ويقول تفاجا بإندلاع النيران والتي علمنا انها بسبب حريق (موتر تكتك) ومن ثم تحول (للقنا ) ومنه انتقل لسوق البطيخ . ويضيف عندما رأينا النار تركنا كل بضاعتنا وحاولنا النجاة بانفسنا ، ويطالب الجهات الحكومية بتخصيص مباني ثابتة للتجار او اكشاك حتي لا يتكرر الضرر مرة اخري .
التاجر هارون ادريس يعقوب ، يعمل في بيع البطيخ ولديه مطعم يقول :” هذا باب المعيشة نلقط وناكل اطفالنا ) ويضيف لم نكن في هذا المكان ولكن المحلية هي من اجبرتنا بان نفترش بضاعتنا هنا بعد ان تم تحويلنا لاكثر من مرة فقمنا بتأسيس (رواكيب ) ولكن اضرارنا كثرت في هذا المكان ويشير الي تضرره لثلاث مرات متتالية منذ ان اتي الي هذا المكان ، مرة بالحريق والسابقتين بالامطار. ويقول حاليا بسبب الحريق فقدت المطعم والبطيخ وخسارتي كبيرة جدا (فالشعبة ) الواحدة يصل سعرها حتي 700 جنيه ولدي اكثر من ( 30 ) شعبة واكثر من ( 11 ) حصيرة بجانب المشمعات ، ويقول لا نجد اي مساعدة من الحكومة ونحن متضررين ونطالب الحكومة وجميع مواطني الولاية بتخصيص مكان ثابت لنا حتي نستطيع ممارسة عملنا. ويختتم حديثه قائلا : ماحدث لنا عبارة عن تدمير شامل .
إيجاد حلول
ويوضح رئيس لجنة السوق التاجر شرف محمد ابكر محمد تاجر ان الحريق اندلع في تمام الساعة الثانية والنص تماما ويقول ان الحريق بسبب ( محاولة اخذ وقود من تكتك) فإندلعت النيرات ووصلت لسوق (القنا ) ومن ثم بقية السوق ويقول فقدت اكثر من( 20 ) جوال زرة زميلي له اكثر من( 40) جوال ولدينا بطيخ بجانب مبالغ مادية تصل لاكثر من مائة مليون والعيش حوالي 80 جوال سعر الجوال الواحد( 5200 ) استلام وخروج (5300 ) الي 5500 ، ويضيف أنهم كلجنة سوق بداوفي الحصر ولكن لم يتم الفرز .
ويناشد رئيس لجنة السوق الجهات الحكومية بإنشاء (ملجة ) ثابتة خاصة وان التجار قد تضرروا كثيرا في فترات سابقة خاصة في فترة الخريف وفقدوا وقتها مليارات الجنيهات ـ ولم يقم اي مسئول بزيارة لمعاينة المكان والوقوف علي الاضرار و وللعلم نحن رفضا هذا المكان من قبل عندما منحتنا المحلية لانه مجري في مياه فترة الخريف . ويضيف ان التجار تضرروا من الامطار لثلاث مرات سابقة وان الاوان لايجاد حل .