الخرطوم – سلاميديا
“الوضع في السودان أشبه بالخارج عن السيطرة” هكذا دقت الطبيبة، عرفة الهادي ناقوس الخطر إزاء تدهور الوضع الصحي في بلادها بعد إصابة عدد كبير من الكادر الطبي بفيروس كورونا، وهو ما أدى لإغلاق بعض المشافي أمام المرضى.
وكان مرضى الفشل الكلوي الأكثر تأثرا بإغلاق المرافق الصحية، لاسيما مراكز غسيل الكلى، حيث أعلنت عائلتان سودانيتان وفاة مريضيهما نتيجة لعدم خضوعهما لجلسات الغسيل في الوقت المحدد، الشي الذي أثار القلق على هذه الشريحة من المرضى.
واغلقت عدد من المستشفيات بالخرطوم بغرض التعقيم لوجود حالات إشتباه أو إصابات داخل الكادر الطبي، الذي يعتبر خط الدفاع الأول لمجابهة فيروس كورونا، الأمر الذي عرض حياة الكثيرين للخطر من بينهم مرضى الكلى الذين أصبحو يؤنون من نقص الكوادر الطبية وعدم توفر مراكز الغسيل.
وتقول الطبيبه عرفة الهادي التي تحدثت “لسلاميديا” “مرضى الكلى الذين يتبعون الغسيل كآلية لإخراج السموم والمياه من الجسم، يجب عليهم الغسيل ثلاثة مرات في الإسبوع، لكن لرداءة الوضع الصحي في السودان يقومون بعملية الغسيل مرتين في الإسبوع، ولا مجال للتخلي عن أي منهن لأن ذلك ينعكس سلبا على صحتهم”.
وتضيف “بقاء المياه والسموم في الجسم وتخزينها بين الخلايا وخارجها يؤدي إلى إكتساب وزن زائد غير طبيعي، مما يؤثر على عضلات القلب، ويؤدي للوفاة في القريب العاجل، وبالمقابل اذا تم إخراج السموم، والمياه بعد إنقطاع لعملية الغسيل ايضا له اضرار فيجب الالتزام بالمواعيد قدر الإمكان”.
وتتابع ” أما عن نقص الكوادر الطبية فهي ظاهرة غير مبشرة، ومؤشر للإنفلات، وعلى وزارة الصحة حماية هذه الكوادر كونها المحارب الأول لهذا العدو الخفي، وعلى المرضى أيضا المحافظة عليهم بإعلان أنهم يحملون الفيروس أو مشتبه بهم ولا داعي لدس الحقائق او الخوف منها”.
وكان مرضى الكلى بأمدرمان قد خرجوا في مظاهرات أمام مستشفي النيل الأزرق (المناطق الحارة ) بأمدرمان، على خلفية إغلاق المركز نسبة لدخول حالة طوارئ من المصابين بفايروس كرونا دون علم إدارة المركز في الأيام الماضية، مما أدى لإغلاق المستشفى بقرار من جهات الإختصاص وعزل الكوادر الطبية المخالطة للمصاب.
في وقت طالب فيه المتظاهرين مدير المستشفى بضرورة فتح جناح غسيل الكلى، فيما اكد مدير المستشفى خلوا المركز من الكوادر الطبية العاملة بالمركز.
وفتح جناح الغسيل بمستشفى النيل الأزرق في مدينة امدرمان، بحسب مصادر واسعة الاطلاع، بعد تدخل الوزارة التي علمت بالأمر وقامت المستشفى بدورها بالإصال بالمرضى الذين سارعوا بالحضور على الفور، إلا أن محدودية الأسرة والمعدات لم تسع جميع المرضى الشي الذي دفع القائمين بالأمر بتحويل بقية المرضى لمستشفى بحري.
وشدد المرضى على ضرورة إيجاد حلول ناجعة لقضيتهم الحساسة لأن عمليات الغسيل الإضطراية، لم تخرج كافة المياه والسموم داخل أجسادهم وأنهم بعد وزن أنفسفهم لازالت هناك زيادة في الرقم الحقيقي لأوزانهم الحقيقية الشي الذي يتسبب في حالات التسمم لهم.
ويروي معاذ عبد الرحمن ثلاثون عاما، معاناة عمه مع غسيل الكلى، الذي تعرض للإغماء أكثر من مرة بعد أن فاتت عليه مواعيد الغسيل لمده إسبوع.
ويقول معاذ الذي تحدث “لسلاميديا” “المياه التي يشربها مرضى الكلى تتخزن في أجسادهم مما يؤدي لتورم أعضاءهم وإكتساب وزن زائد، وعادة يحدث هذا لعمي عندما تفوت عليه مواعيد الغسيل”.
ويضيف “الساعات المحددة للغسيل أربعة ساعات يوميا، لكن يوجد نقص في أجهزة الغسيل وزيادة في أعداد مرضى الكلى لذلك ينقص عدد الساعات للمرضى، لكن لا تخرج السموم بكاملها من الجسم”.
ويتابع “تعرض عمي للاغماء أكثر من مرة بعد أن تراكمت عليه السموم في الجسم وتم إخراجها بعد اسبوع كامل، ولم يحتمل عمي الألم، الوضع اصبح في غاية الخطورة وما زلنا قلقين”.