اشهر عازف اكورديون بالأبيض

عبد الله بدوي .. حاوي عروس الرمال

بقلم – نيازي ابو علي

(١)
..و الكتابة عن عمنا الموسيقار عبد الله بدوي، تحتاج لنوتة موسيقية، لتخرج الكلمات مدوزنة وجميلة، كجمال عزفه المتفرد على الة الاكورديون، التي جمل بها الأغنيات ووجدان اهل كردفان عقودا من الزمان.
منذ خمسينيات القرن الماضي، اصاب عمنا الأستاذ عبد الله بدوي، مس من سحر ود الحاوي، فتعلق قلبه بالة الاكورديون، وزاده الاستاذ ابراهيم يوسف عشقا، باحضاره لذات الالة الي منزلهم، ليداعبها بطلنا بعينيه وانامله الصغيرة وهو بعد صبي في اولي مراحلة الدراسية.
في المدرسة ، كان بدوي نجم جمعية الموسيقي، لم يعقده عدم وجود الة موسيقية بالمدرسة عن ممارسة نشاطهم الموسيقي والتفوق على الجمعيات الاخري، المهتمة بالرياضة والزراعة والعلوم.
يحكي عبد الله بدوي مفتخرا في مدرسة عاصمة كردفان نفذنا ملحمة هاشم صديق، في اداء كورالي بديع، ثم عدل في جلسته منشدا :
قسما قسما لن ننهار
طريق الثورة هدى الاحرار
والشارع ثار
وغضب الامه اتمدد نار
وهزمنا الليل
والعزة اخضرت للاحرار.
تبللت عيون عمنا عبد الله بالدموع، لذكريات حلوة، وثورة عظيمة.

(٢)
كادت ملحمة اكتوبر، ان تبعد عمنا عن حلمه وحبه لعزف الاكورديون، فقد اصبح بعدها فنان المدرسة والحي، ويرافقه في العزف خالد الفحيل علي الأكورديون وعوض عبدالقادر علي إيقاع وفيصل دبلوك هارمونيكا، وجميعهم من نجوم الابيض الذين يستحقون الاحتفاء والتوثيق، وكانت أغلب الاغنيات التي يرددها بدوي للفنانين حمد الريح وعبدالعظيم حركة وأبوعركي البخيت.

(٣)
في الصف الثالث متوسط، عاد عبد الله بدوي، لقصر الموسيقي، ملكا متوجا بالة اكورديون جلبها له الرشيد بكري صاحب محلات (عديلة وزين) للمناسبات ليتعلم عليها العزف في دار الكشافة وفولة فلاته.
ويذكر بدوي ان عازف الأكورديون الكبير أبوشوك زاره مرة وقدم لهم مقطوعات موسيقية ليتدربوا عليها وكان من بينها رائعة خليل فرح الخالدة (عازة في هواك) فكانت تلك البدايات لميلاد الموسيقي النجم عبد الله بدوي.
في الابيض الثانوية بنين انضم نجمنا لجمعية الموسيقي والمسرح التي كان يشرف عليها الأستاذ صلاح عبدالرحمن مسئول النشاط الثقافي، وسطع نجم بدوي العازف المجيد، وكانت المدرسة وقتها تزخر بالالات الموسيقية التي من بينها ثلاثة أكورديونات يعزف عليها الي جانبه كل من،
خالد متوكل وابراهيم سوركتي ودكتور خضر الأمين الذي يدين له بدوي بالكثير من الفضل فيما وصل إليه من شهرة ونجومية.

(٤)
يحكي عمنا عبد الله بدوي : انطلقت عازفا محترفا مع الفرق والفنانين الشباب والطلاب، في حفلات مدارس الأبيض الثانوية بنات والسيد علي الميرغني ومدرسة خورطقت).
انضم بدوي لشعبة الفن والإبداع بإتحاد شباب السودان أيام الرئيس الراحل نميري وواصل معها لفترة طويلة لتأتي بعدها الفرقة الأروع علي الإطلاق (فرقة الشباب) والتي جملت ليالي المدينة بالروائع وقدمت للسودان الحواتي الكبير وفنان الشباب الأول الراحل محمود عبدالعزيز رحمة الله عليه).
وأستمرت المسيرة واصبح نجمنا عبد الله بدوي قائد الأوركسترا لأغلب إحتفالات المدينة وللمدارس في رحلاتها خارج المدينة ومع الهجانة ام ريش بالقوات المسلحة في مهرجانات الجلالات كما عزف كبار الفنانين الدكتور عبد القادر سالم وعبدالرحمن عبدالله وعبدالعزيز أبو داؤود وعثمان الشفيع وصديق عباس وغيرهم من الفنانين.

(٥)
أستاذنا الخلوق المبدع عبدالله بدوي وبعد هذا المشوار الطويل نرفع لك القبعات شكراً وتقديراً لتلك المسيرة الطويلة وللسيرة العطرة التي لم تشبها شائبة وللأنامل الفنانة التي أبدعت وأطربت وأشجت وأمتعت.
عبدالله بدوي سلام ومحبة.