الخرطوم – عبدالرحمن العاجب

منذ أن بدأت ثورة ديسمبر المجيدة تتخلق في بداياتها، كان الصحفيين السودانيين، ورفاقهم في الاجسام المهنية الاخرى (الاطباء والصيادلة والمحامين والمهندسين) من الروافد الطليعية الثورية المتقدمة لصفوف النضال ومنازلة نظام الانقاذ المباد، فقدموا عدد من المعتقلين والجرحى في معارك الصمود خلال المواكب التي شهدتها العاصمة والولايات والتي توجت بإسقاط نظام الانقاذ البغيض.

وطوال فترة الحراك الثوري الذي توج في ختام المطاف بانتصار ثورة ديسمبر المجيدة التي اطاحت بأكبر الديكتاتوريات في افريقيا، كان المهنيين بمختلف اجسامهم المهنية وفي مقدمتهم الصحفيين حاضرين وبقوة وفاعلية في الحراك الثوري، وكانوا يقفون جنبا الى جنب مع تجمع المهنيين السودانيين الذي كان يقود الحراك الثوري الذي توج باسقاط نظام الانقاذ.

وبعد سقوط نظام الانقاذ البغيض، وتشكيل حكومة الثورة، كنا نتطلع مع بقية رفقاء النضال الى تتويج هذا الفعل الثوري بتكوين نقابات مهنية منتخبة حرة وديمقراطية تعبر عن قواعدها وتدعم حكومة الثورة في تحقيق شعاراتها المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.

الجميع يعلم أن تشكيل نقابات مهنية منتخبة حرة ونزيهة ظل طموح بعيد المنال لكل المهنيين طوال الثلاثة عقود الماضية من حكم النظام المباد، ولكن بعد اسقاطه عبر ثورة ديسمبر المجيدة تطلع الجميع لقيام نقابات مهنية تحل مكان تجمع المهنيين السودانيين، لتشكل بدورها التجمع النقابي الذي يشكل بدوره سند مهني وجماهيري لحكومة ثورة ديسمبر المجيدة، غير أن تجمع المهنيين وقف عائق في تحقيق هذا الحلم وتمسك بالشرعية الثورية في سلوك إنتهازي لايشبه القيم والشعارات التي كان ينادي ويطالب بها.

طالعنا يوم امس بيان صادر عن تجمع المهنيين السودانيين، اعلن فيه عن انتخاب سكرتارية وتنسيقية ومجلس للتجمع في خطوة استنكرتها كل الاوساط المهنية، ووصفتها بانها ردة عن مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.

الخطوة التي اعلنها تجمع المهنيين هي خطوة مرفوضة لكثير من المهنيين ورفضها يؤكد وقوفهم ضد سياسة الهيمنة عبر الشرعية الثورية التي تقوم بها بعض الجهات باسم تجمع المهنيين السودانيين.

ومن خلال الحراك الرافض للخطوة والذي انتظم في اليومين الماضيين تأكد أن ممثلي الكيانات المهنية في التجمع الذي اعلن عنه لاتمثل قواعد هذه الاجسام المهنية، فالبتالي هذه الخطوة باطلة.

فيما اعلنت بعض الكيانات المهنية انها ستتقدم بطعن قانوني ضد هذه الخطوة، وذكرت كيانات اخرى انها ستقوم بتقديم مذكرة لمؤسسات السلطة الانتقالية تطالبها بعدم التعامل مع هذا التجمع الذي يفتقد للشرعية، والتمسك بقيام نقابات مهنية منتخبة حرة ونزيهة وفي أقرب وقت ممكن.

وبين هذا وذاك سيظل رفض الكيانات المهنية للهيمنة على مؤسسات الثورة ومكاسبها عبر الشرعية الثورية هو موقف مبدئي واخلاقي.. فيما يبقى التشديد على ضرورة اصلاح الاخطاء التي صاحبت مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة هو مطلب جماهيري واجب التنفيذ حتى يتسنى للثورة وحكومتها الانتقالية العبور الى الضفة الاخرى بسلام وامان.

# معا لعودة النقابات المهنية.

#معا لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة