بقلم – دكنور نزار ماشا

تمهيد
اعتمدت هذه الرؤية على واقع عملى منذ العام 1995 بمركز دراسات السلام و التنمية بجامعة الدلنج, وعلى خبراتى الاكاديمية وعملي منذ العام 1999 فى جميع انحاء ولاية جنوب وبعض الولايات, مع كافة فئات المجتمع الشباب من الجنسين والقيادات و المراة والادارة الاهلية و منظمات المجتمع المدنى عموما وقد كانت خبراتى العملية ما بين التدريب و البحوث, عبر الورش, المنتديات, المحاضرات, الندوات و المؤتمرات سواء مع مركز دراسات السلام و التنمية بجامعة الدلنج, وكالات الامم المتحدة مثل اليونسيف و برنامج الامم المتحدة الانمائى, و المنظمات الدولية والوطنية والجمعيات, مما جعلنى مدرك لبعض المعلومات من خلال معايشتى ونقاشى و محاورتى لمختلف الفئات فى كثير من مدن الولاية منها العباسية و رشاد و ابوجبيهة و تلودى و هيبان و كاودا و ام دورين و الريكة و شات صفية و الفنقلو و كادقلى و ام دورين (ام سردبة) و الريف الشرقى و الدلنج و الدبيبات و الحمادى ووالى و جلد و كيلك و لقاوة و الفولة و المجلد و بابنوسة و الميرم و ابيى (امييت) و دلامى و هبيلا و الفرشاية و كرتالة و النتل و الابيض و الرهد و كوستى و الخرطوم و غيرها, و كثير من هذه المناطق زرتها اكثر مت ثلاث مرات بل البعض اكثر, مما اتاح لى اخذ الكثير من المعارف و الخبرات من انسان تلك المناطق, و قد كان و لا زال تواجدى المستمر فى هذه المناطق اما فى اطار جمع المعلومات والبحوث او في مجال التدريب او التوعية اوالادارة والتنسيق او المتابعة والتقييم. و مما سبق اعتقد بانه اصبح لى فهم مقدر حول قضايا النزاعات و العنف و الحرب و السلام بهذه الولاية
مقدمة
سيتم تناول المقالات عن السلام من خلال ثلاثة محاور: و هى اسباب النزاعات و العنف, وصنع السلام, و بناء السلام و ستعتمد الرؤية فيما يختص باسباب الصراع على الواقع على الارض مع الاهتمام بنظريات الصراع, والتركيز على بعض المقاربات و النظريات مثل الاحتياجات الاساسية, و الحرمان النسبى, و المطامع مقابل المظالم, بجانب المقارنات و فيما يختص بصنع السلام ستركز الرؤية على مقاربات, ادارة النزاع, و فض النزاع, و تحويل الصراع, بجانب الارث التقليدى المحلى, مع معرفة الاسباب الجذرية وفقا لتحليل الاطار متعدد الجوانب لتحليل النزاعات, دون اهمال لاثار و مصادر النزاع, و وضع رؤية للحل وفقا لتحليل و معالجة مصالح الاطراف المادية و المعنوية و الاجرائية و الاحتياجات. اما فيما يختص ببناء السلام سيتم التركيز على نظرية التغيير وبناء السلام, بجانب نموذج (نزار) لبرامج و انشطة بناء السلام, و نموذج (نزار1) للتوعية و التعريف ببرامج بناء السلام عبر الاجسام غير الرسمية بالمجتمع.
اولا الاسباب
لمعرفة الاسباب لا بد من تحديد المشكلات و القضايا (السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية), و معرفة المؤثرات الاساسية المكونة لها او المرتبطة بها و التى اصبحت مكونا للنزاعات و العنف, اضافة الى ذلك تحديد اطراف النزاع المباشرة و غير المباشرة, عبر تحليل اطراف النزاع من اجل الوصول لتحديد النزعات و معرفة الاسباب الجذرية
سنواصل…….