الخرطوم – سلام ميديا

انتهت اليوم (الخميس) جولة من المفاوضات بین الحکومة الإنتقالية والحرکة الشعبیة لتحریر السودان، وترأس وفد الحکومة الفریق اول شمس الدین کباشی، وشارك فی الجلسة وزيرا العدل والحکم الإتحادي، وعدد من المسؤولین، بینما ترأس وفد الحرکة یاسر عرمان ومعه الأمين العام ورئیس هیئة الأرکان.

 

وقال عرمان عقب الجلسة الیوم: اقتربنا بشکل حاسم من الوصول لاتفاق سلام، وعالجنا قضایا مهمة من القضایا البارزة المختلف علیها، وأولها قضیة الثروة، موضحًا أنه تم الاتفاق بتقسيم الدخل من عائدات الموارد الطبيعية والثروات المستخلصة والدخل الضريبي من الإقليم (الولاية والضرائب المفروضة في الإقليم ) بنسبة (40 %) لحكومة الإقليم، ونسبة (60 %) للحكومة القومية لمدة عشرة أعوام.

وأضاف: يتم تحديد النسبة الثابتة أو أي خيار آخر مناسب تتفق عليه الأطراف بعقد مؤتمر يضم الطرفين وأصحاب المصلحة من سكان المنطقتين والوسيط في نهاية الفترة الانتقالية، وهذا یجعل من الحکم الذاتي في المنطقتین أمرا قابلا للحیاة وذا استقلالیة مالیة، وتابع؛ اتفقنا علی السلطات الحصریة بما في ذلك حق التشریع للمنطقنین وفق دستور 1973 المعدل 1974م وما تبقی هو الاتفاق علی التسمیة، موضحا أن الحرکة تطالب بأن یطلق علیه نظام الحکم الذاتي والحکومة ترید أن یطلق علیه نظام الحکم الفيدرالي، وسيحسم هذا الأمر فی الجلسة القادمة، وإنه آخر قضیة من القضایا البارزة فی الملف السیاسي.

وزاد: أما فی ما یتعلق بالترتیبات الأمنية فهنالك قضیتان هما مدة دمج القوات وتری الحرکة الشعبیة أن تکون أقل مدة دمج أربع سنوات، بینما تری الحکومة أن تکون ٩ أشهر، و لم یتم بعد الاتفاق علی آلیة الترتیبات الأمنية علی المستوی القومي، وقال إنه تم الاتفاق الیوم علی قضیة من أمهات أسباب الحرب فی السودان و المنطقتین، وهی الانتهاکات المستمرة التی وقعت ضد المسیحیين السودانیین وأصحاب الدیانات الأفريقية، وقد تم الاتفاق علی إنشاء مفوضیة مستقلة للحریات الدینیة، هذه خطوة مهمة لتأسیس دولة المواطنة بلا تمییز وتتکامل مع إعطاء حق التشریع للمنطقتین لإنهاء الحرب ومدخل لبناء نظام جدید، مضيفا: من الواضح أن القضایا التي نتفاوض علیها متعلقة بجذور الحرب، و لم نناقش قضایا التمثیل في السلطة السیادیة ومجلس الوزراء والبرلمان حتی الآن.

وأكد أن الحرکة الشعبیة تری بوضوح أن الثورة السودانیة هي فرصة لتحقیق السلام، ولإیجاد شراکة بین کافة قوی الثورة و التغییر مدنیین وعسکریین، وأن الوصول إلی السودان الجدید هو عملیة ولیس منتجا یمکن شراؤه من السیوبر مارکت أو البقالة، وقال إن العلمانیة شرط لبناء السودان الجدید ولیس شرطا لتحقیق اتفاق سلام بین طرفین تتباعد مواقفهما، وإن الأطروحات غیر المدروسة بما فیها حق تقریر المصیر ستتجه بالمنطقتین إلی حروب إثنیة وستسهم فی تمزیق أفریقیا ولیس وحدتها، مضيفا أن المنطقتین تکوینهما و تاریخهما مختلف عن جنوب السودان وما یجري في کادوقلي الآن مٶشر یجب أن لا یسمح له بالاستمرار، وتابع: برنامج الحرکة شعبیة قائم علی التعایش بین القبائل غیر العربیة والعربیة فالسودان هو ما یجمعنا وحق تقریر المصیر الإثني یقود إلی حروب إثنیة والذي یستطیع جمع التنوع في المنطقتین یستطیع أن یجمع السودان، وقال: علینا أن نحرر رٶیة السودان الجدید من الافکار الانعزالیة والتقزیمیة الضیقة.

كما أكد أن الحرکة الشعبیة ملك لکل السودانیین والسودانیات ولیست لدیها هویة إثنیة، وأن هنالك فرصة للسلام یجب أن لا تضیع من المخلصین في جناحي الحرکة الشعبیة، وقال إن ما ستحققه لنا ثورة دیسمبر ما کنا لنحققه فی عهد البشیر، کما أن اتفاق السلام یجب أن یستخدم لتأسیس ثانٍ لهیاکل الحکم الانتقالي وتقویة الشراکة بین أطرافه.