الخرطوم/سلام ميديا/ابو ميسم
مع تقدم سير المفاوضات في جوبا بين الحكومة الانتقالية ومسار دارفور ، ظهر حادث غرب جبل مرة فجأة علي السطح؛ معارك بين القوات المسلحة وحركة تحرير السودان قيادة “عبدالواحد محمد نور” الهجوم الذي أكدته القوات المسلحة ونفته حركة التحرير، بل علي العكس اتهمت القوات المسلحة بمهاجمة مواقع سيطرتها عبر بيان صحفي صادر عن الناطق الرسمي للحركة “محمد عبدالرحمن الناير”.
القاسم المشترك بين النفي والتأكيد هو حدوث معارك بين الجانبين في جبل مرة الأمر الذي يضع عملية السلام بأكملها في محك ومنعطف تاريخي خطير، ويهدد شعارات ثورة ديسمبر التي طرحت السلام من أبرز شعاراتها ،ووضعته الحكومة الانتقالية في مقدمه أولوياتها والمهمة الأولي لحكومة الفترة الانتقالية.
الملاحظ جميع التصريحات الصادرة من الجانب الحكومي وقوي الكفاح المسلح أكدت علي رغبة الطرفين في تحقيق السلام، وطرحت حركة التحرير السودان قيادة “عبدالواحد ” مبادرة للسلام من الداخل تستضيفها الخرطوم تستوعب كل أطراف النزاع دون استثناء ،لكن جائحة كرونا عطلت تنفيذ المبادرة.
نجد أن البيانين الصادران عن القوات المسلحة وحركة التحرير استخدم فيهما لغة تصعيدية ستقود الي حرب مع احتفاظ الجانبين بحق الرد.
برز في بيان القوات المسلحة لاعب جديد الي السطح “مجلس الصحوة الثوري” الذي لم يتجاوز نشاطه في السابق البيانات الاسفيرية، المجلس يقوده الزعيم القبلي زائع الصيت الشيخ “موسي هلال” قائد ومؤسس مليشيا حرس الحدود التي أسسها النظام البائد في العام 2003،وواجه بها قوي الكفاح المسلح؛ ولاحقاً اندمجت في قوات “الدعم السريع” ،ويقبع “هلال” في السجن منذ ثلاثة سنين والذي تم اعتقاله عندما اجتاحت قوات الدعم السريع بادية “مستريحة”
وبذلك دشن مجلس الصحوة الثوري أول معاركه مع الحكومة الانتقالية وانتقل الي مرحلة جديدة من مرحلة إصدار البيانات الي المعارك؛ لكن حتي الآن لم يصدر من مجلس الصحوة مايوكد او ينفي ما أوردته القوات المسلحة في بيانها مشاركة المجلس في الهجوم علي القوات الحكومية في غرب جبل.
تصريح القائد “مني اركو مناوي” عن عدم التزامه بما يتم الاتفاق عليه بين الحكومة الانتقالية ومسار دارفور فيما يلي الترتيبات الأمنية يعقد المشهد ويلقي بظلال سالبة علي مسيرة تحقيق السلام لأن “مناوي” في وقت سابق عبر عن التزامه عن ما تسفر عنه عملية المحادثات بين الجانبين، واشارته الي عدم تأثر المحادثات بالخلافات الداخلية للجبهة الثورية لكن الموقف الجديد يضع المحادثات علي محك.
وفي خضم هذه الأحداث يري مراقبون تطابق المشهد ما بين عقب انتفاضة مارس أبريل 1985 وثورة ديسمبر 2018 ويتخوفون من فشل الحكومة الانتقالية من التوصل الي اتفاق سلام شامل مع قوي الكفاح المسلح ينهي الحرب ويفتح صفحة جديدة للتنمية وإعادة الإعمار ،خصوصاً أنه لم يحدث اي تقدم في المحادثات مع القوي الرئيسة التي تحمل السلاح والموجودة علي الارض ،الحركة الشعبية قيادة عبد العزيز الحلوا ، وحركتا جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد من محمد نور وقيادة مني اركو مناوي، واعتبر المراقبون الذين تحدثوا ل”سلام ميديا” ان ثورة ديسمبر فرصة تاريخية لتحقيق السلام يجب استغلالها.