ابوذر مسعود

algfary88@gmail.com

عشرة أيام حسومات هي عمر الرحله التي قضاها عضو مجلس السيادة الأستاذ محمد حسن التعايشي ورهطه الميمون متنقلاً بين مدن وقرى وحلال وبوادي وفرقان جنوب وشرق دارفور يفتح نفاجً للنور الشفيف على عتمات الزاويا المعتمة حملآ بين طياته عطايا الامل والفرح المباح مقدماً غصن الزيتون قرباناً للسلام والتعايش والتنمية والنهضة بالشعوب المنسيه خارج دائر الضو،
من نيالا البحير إلى تلس المأزومة أمنياً إلى ام دافوق المنطقة الإستراتجية الهامه ثم كركر عند أقصى حدود السودان الغربية الجنوبيه مع افريقيا الوسطي متنقلين غير آبهين برهق السفر وعنت المسافات الطوال وطائرة الهلكوبتر تنسل بين طيات السحاب تئن هنيهات من الدقائق حين تحصارها غيمات من المزن على كاحليها بينما نحن نرسل أبصارنا عبر نوافذها الدائرية نرمق فيافي وبراري دارفور وأدغالها التي ماتزال حبلى بالخير الوفير وفي جوارحنا المنحدرات القريبة من السهول والشعاب ماتزال على فطرتها لم يلوثها عبث البشر
ومن أقصى اقاصي حدودنا الغربية او (فرملة الشمس ) كما قال زميلنا علي محمد احمد موفد وكالة السودان للأنباء تشق الطائرة العسكرية عباب السماء إلى مرشينج ذات الحزن الاكبر الي حجير تونجو مسقط راس الشهيد المناضل داوود يحيى بولاد ثم إلى الضعين ديار الناظر مادبو بشرق دارفور مرتحلين إلى كل البوادي والحواضر مبشرين الناس بان رهطاً من السودانين تجاوز نهر الحياة وان سادة الظلام ولئن عظمت اعدادهم فلا قدرة لهم على إطفاء عين الشمس التي توشك ان تشرق دون غروب ثم يطير الوفد في اليوم ذاته إلى الفردوس بلد العمدة محمود خالد لتقديم واجب العزاء في سيد الاسم نفسه ومنها إلى ابوكارنكا وشعيرية التي مازالت تنصب سرادق العزاء وتنوح لفقد العمدة تيراب ركيزة اهل البلد
وتعود الطائره ادارجها إلى مطار نيالا وقبل ان تحبس انفاسها ويسكت ازيز الماكينات يبلغنا مدير مكتب التعايشي بأن الرحلة القادمة (اوفلاين ستيشن) وانها بعد ساعه من الآن الى رهيد البردي لتبدأ قصه اخرى من التطواف الجميل ليواصل الجميع الليل بالنهار ليضيئوا شمعه وسط الظلام إيد بإيد وزنداً على زند ما كلت سوادهم ولا قارت قواهم ولا انحد بصيص الأمل في افئدتهم.
ومن رهيد البردي التي ارسلت حباً عذريا صادقأ دوزن الناس بالدهشة والإنبهار إلى عدالفرسان بذات الكمال والكاس المملوءة بالتحنان من شرفه التاريخ والراية المنسوجة بشموخ النساء وكبرياء الرجال
ثم إلى قرية دمبة لزيارة صاحب موكب الرجل الواحد إلى القيادة العامة.
الي ان حطت المروحية الواح الهبوط بمدرج مطار نيالا الدولي وشمسها في راحتها خضرة طريه من شجر المانجو وبرلي بثوب قشيب ربما عاكسه الخصر قليلاً فمال وانحنى عند تلة الجبل
ويوماً اخيراً من عمر الرحلة اكثر ضغط عن سابقيه مليئ بالمقابلات الرسميه والشعبيه انتهى عند جنينة السجن تلبية لدعوة كريمة ثم بدت فكرة وقصة (رمزية الثورة) تلعب بفارها من جديد بوقوف السيد عضو مجلس السيادة امام شارع الشهيد عبدالعظيم ابوبكر الامام المنقوشة على جدار الحرية والكرامه بتقاطع شارع الشهيد عبدالعظيم مع شارع الضعين تماشياً مع رغبته السابقه في زيارة أسرة الشهيد بمنزلهم والتي لم تتم بسب وجود الاسرة بالخرطوم.
توقف سرب المودعين والمسافرين عند المكان المعلوم قبالة مركز يشفين تحيه وإجلال لرمزية الثورة السودانية عبدالعظيم الامام واهب النار والنور ليلقوا تحيه تملؤها المحبة والفخار وسلاماً طأطأت حروفه روؤسها خجلة بكل شهيد قدم روحه ليحيا الوطن .
ودع التعايشي نيالا بكلمات حزينة في حق الشهيد بوصفه انه إستطاع ان يهزم الرعب والخوف من الرصاص. اي روحاً قدسية تملكها في تلك اللحظه واي بطوله يعجز اللسان عن وصفها،
لتنعم بالنعيم يا(عبد العظيم) .
نَم خالداً، غريراً يا روح العين ونورها .
ارقد مِلء الوطن تحفك الرحمة والدعوات الصادقات

اشتهاء
نيالا يونيو 2020م