ابوذر مسعود
algfary88@gmail.com
في يوم لم تشهد برام أمن منه، منذ عقود عديدة هبطت طائرة الجنرال هاشم خالد بخيلائها ورجلها ورجالها مهبط اللواء (٦٤) مشاةتدلي منها رهط من الجنرالات بشاراتهم المضيئه ورتبهم الوسيمه وأوسمتهم الرفيعه ومدالياتهم التي تتدل علي الصدور كحليه عروس في يومها المبخوت وانواط ونياشين كانت مصدر احتفاء في غابر الايام .
هي ذات الارض التي انجبت الجنرال الفريق اسحق ايدام والفريق مهندس ابراهيم محمد احمد والفريق الهادي رخروخ واللواء الديريري واللواء د. عبدالله قرقر…وعدد من أبناء القوات المسلحة… لايتسع المكان لذكرهم في ذاك الصباح الباهي كانت شمس برام ترسل خيوطآ دافئه للناس والارض كان الجميع مهموم بسيرورة الرز والوز والنقارة البتقول دز كانت رمال الارض الطيبه تئن من وطات المقاتله الروسيه التي تحمل بين ظهرانيها لجنة امن الولايه بواليها وجيشها وشرطتها ومخابرتها.
كانت ارض (الحرام ) بقيادة اللواء (٦٤) تزاحم نفسها لايجاد موطئ قدم لمئات السيارات العسكريه المدججة بالأسلحة والجنود والتي تتدافع لتحظي بالاصطفاف علي قدم المواساة بنظيريتها .
علي مقربة من مهبط الطائرة تراص المئات من قادة الاجهزة الامنيه والشرطية وقادة المتحرك لاستقبال رئيس لجنه امن الولايه والقاء التحيه له فرد الجنرال تحيه كركون الشرف بتحيه مثلها لمستقبليه وارخي سمعه لصوت البروجي بنغمه الحنون وجلجلة السلاح في سلامه العظيم ومضي يلوح بين الجنود وارتل السيارات بعصايه سوداء متوسطة الطول درج القادة الكبار لحملها لم تبلغ شاو العكاز ولا وزن (الدقل ) ولا خفة (القنقباية)
تحللت اساورالجنرال حين شاهد معرض مقبوضات متحرك (استعاد الحق) من اسحله خفيفه وثقيله ومواتر وحشيش وهمس احدهم علي اذنه ان هناك متلفتين خلف القضبان فتبسم مزهوآ بصنيعهم …
هنا ادركت تمامآ ان خيار حكومة الولايه هذه المرة للتصدِّي بكل قوة وحزم لإيقاف مسلسل الاقتتال القبلي في جنوب دارفور الذي أزهق آلاف الأرواح وصلت ذروتها .
ان تجدُّد الصراع القبلي الأخير بين قبيلتَي الرزيقات والفلاته ، وما خلَّفه من عشرات الضحايا، ايقاظ غفواتها فجاءت ردة الفعل الحكومية على غير المرَّات السابقة.
حيث قامت السلطات الأمنية في ولاية جنوب دارفور بتحريك اعتي قوتها في متحرك (استعاد الحق) واعتقال جل المتفلتين، على خلفية الأحداث الدامية التي جرت بين القبيلتين طيلة الايام الماضية وغيرها
في كُلِّ مرَّة كانت تُعلنُ الحكومة السودانية اعتزامها جمع السلاح من المواطنين بدارفور، ولكنها لا تمضي بعيداً في التنفيذ ففقد الانسان ثقته بالحكومه والسبب الرئيس، في هذه المنطقة من الدنيا يفقد الانسان تحت صفعات الطبيعة وتقلبات التاريخ ومكائد السياسيين، ثقته في كل شيء، في القانون والدولة والعدالة؛ يثق فقط في بندقيته.
كان السلاح في يد الجميع، حادث صغير أو اشتجار على أمر تافه تشتعل على إثره معارك ضارية يوقفها إلارهاق والرغبة في الخلود إلى الراحة لاستعداد لجولات القادمة.
كانت الحكومة في السابق تحتمي بسلبيتها من الاتهام بمناصرة مجموعة على أخرى، فهي قد لا تأتي إلا لتقديم التعازي لأهالي الضحايا من القبيلتين المتصارعتين.
وان ما في يد القبائل من سلاح قد يفوق ما بيد القوات النظامية في تلك المحليات.
الصراعات القبلية أصبحت تقع داخل تكوينات متجانسة إثنياً، بل لها صلات دم وقربى ومصاهرات ممتدة. الان كل المؤشرات تدعو للتفاؤل، بأنه في الامكان إنهاء النزاعات القبلية في تلك البقاع في الوقت القريب؛ فمعطيات الصراع وأسبابه انتفت وغير متوفرة، والقبائل باتت اكثر ثقه في خطوات الحكومة الجادة اخرها اعتقال تجار الحروب القبليه والمتفلتين وكافه المجرمين وهي اولي الخطوات في الاتجاه الصحيح لاستعاد الاموال المنهوبه ونزع السلاح بدلا عن جمعه والقبض علي كافه المجرمين وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.
اشتهاء
برام …يونيو 2020م