بقلم – أجوك عوض
طغت في الآونة الأخيرة مواقف ،آراء وتعليقات عنصرية حول عديد قضايا في الشأن العام و الخاص معا في الساحة السودانية قوبلت بإستنكار كبير و إستهجان عريض من العقلاء والأسوياء،ولكن إزاء غياب الارادة الحقيقة ،تبدو تلك الدعوات جسدا بلا روح لذا يأتي جدوي النصح هنا بالوقوف علي مضمون قول عمارة اليمني في رائعتة “وما القلب إلا مضغة تتقلب:
لا تلزمن الناس غير طباعهم
فتتعبوا من طول العتاب و يتعبوا.
لا نقل ذلك بدافع الإحباط لكن لأن من يوجه إليه الرسالة لن يترقي لمستوي مضمون ذلك الإستنكار و فكرتة؛فهذه المسألة غاية في العميق والتجذر ولن تنتهي ولن تختفي من مجتمعاتنا الي أن تقوم الساعة؛بالطبع لا نقول ذلك بدافع الإستسلام و اليأس؛بل نقل ذلك نتاجا لقراءة حقيقة لواقعنا فلن يغيير الله ما بقوم حتي يغييروا ما بأنفسهم وستظل تلك الدعوات قطرة ماء في محيط كبير إن لم تكن صرخة في وأدي الخرس.
قد يسأل سائل كيف ذلك وفينا من يستنكرها؟! نقول سيكون ذلك لأن الأسويا والعقلاء سمحوا لصوت دعاتها بأن يعلو علي ما عداه حتي بلغ عنان السماء بينما هم يهمسون؛ليست الحقوق وحدها ما تتطلب القوة حين المطالبة بها فحتي الأفكار ايضا بحاجة قوة حتي تسود و تنتشر مؤكد لا نعني بالقوة هنا إشهار السيوف في وجوه العالمين أو تصويب الرصاص علي الصدور بل نعني طرح الفكرة والقيام والصبر عليها والتبشير بها كسلوك خلال الممارسة اليومية تشجيعا للإقتداء والمواجهة القوية حتي علي مستوي المحيط الإسري الي أن يرتقي الأمر تدريجيا للمطالبة بتضمينها بالدستور و القانون فبعض ما لا يقوم بالأديان يقومه السلطان.وعلي مر تأريخ الشعوب التي إكتوي بالعنصرية وتلك التي إنتقصت الممارسة العنصرية من إنسانيتها و ظلت منقصة بحقها كانت المحاربة قوية بقوة الفعل المحارب في المجتمع نفسه،حتي تواضعت الدول علي تلك القييم يوم أن تم تضمينها دستورا يحتكمون إليه .نعم قد يقول قائل ولكن كل تلك الإجراءت لم تفلح في إستئصال تلك الظاهرة والوصمة البغيضة من نفوس الجميع،لكل قاعدة شواذ ليس من مهمة القوانين تنقية النفوس ولكن بإمكان القانون حملها حملا لتتقييد بتوجهات الدولة مثلا في السودان سميت إحدي الطرقات(بشارع الزبير باشا)ومعلوم للكل أن الزبير باشا تاجر رقيق مشهور إحترف مهنة بيع افرادا انحدروا من قبائل سودانية عريقة.