بقلم – عزالدين دهب

ملتقي النضيف بالسلام خطوة جديدة في درب السلام

فهل من أمل…

ظلت المحليات الجنوبية بولاية جنوب دارفور ابتداءا من محليات بليل والسلام وقريضة وبرام وتلس تعيش في حالات توتر مستمر خلال العشرة سنوات الأخيرة فكانت مسرحا لعصابات المجرمين ارتكبوا فيها عدد كبير من الجرائم واغتالو فيها الكثير من المدنيين والعسكريين فظلت مناطق حجير تونجو وقريضة والنضيف وتلس وضواحي برام في مناطق حنيفة وامسبيخة مناطق تشكل بؤر للقتل الذي تنشط فيه مجموعات من الحرامية وقطاعي الطرق والنهابين المتحالفين فيما بينهم وتتطور أساليبهم في نهب الأبقار والمواشي وسيارات الركاب والبضائع فظل التسفار قطعة من جهنم لن يأمن المسافرين من مكر الشفتة واللصوص في وديان قرقش وحضاري ورجل القدر ورجل مريقة ووديان امبربتا وسهول مزارع حجير تونجو ووديانها ومزارعها في كل عام تتضرج بدماء الأبرياء في ظل عجز حكومي متعمد طيلة فترة حكم النظام البائد الذي ظل بتاجر ويستثمر في دماء الابرياء ويتحالف مع المجرمين تارة أخري مما جعل المجرمين دولة داخل دولة يساومون الناس ويبتزونهم بدفع الفدية من أجل استرداد ابقارهم في عمليات علي عينك يا تاجر دون أن تتحرك الأجهزة الأمنية للقبض علي المجرمين الذين يستغلون أجهزة اتصال يسهل تحديد أماكنهم ونصب كمائن توقع كل مجرم باقل عملية أمنية من أجهزة محترفة لكن التواطؤ كان سيد الموقف …

سقوط النظام بداية النهاية لسطوة المجرمين
سقط ذاك النظام الذي ظل يستخدم كروت المجرمين ويرفع فزاعة الحروبات القبلية ليمرر بها أجندته النتنة ويبتز بها زعماء القبائل ويألب عليهم صعاليك ومجرمين ليكون زعيم القبيلة تحت رحمتهم ليحرك وفق أهوائهم واجندتهم سقط ذاك النظام البائس الذي كان يتسبب في كل جرائم القتل وحروبات القبائل العبثية لكن مازالت تركته ثقيلة حرك منها بعض أصابعه وازباله واجج بها نيران حرب بين قبيلتي الفلاتة والرزيقات بواسطة ذات المجرمين لكن هنا تجلت عبقرية قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو الذي هب بكل زاده وعتاده ليصل أرض المعركة ويدير عملية الاخماد من (قعر شجرة) بمحلية تلس ويحقق انتشار امني كثيف وينشط في القبض علي المجرمين ومسببي الصراعات فخمدت نيران الفتنة وتم وأدها في مهدها دون أن تتمدد السن اللهب.

ملتقي النضيف…

جاء ملتقي النضيف من أجل فرض حالة جديدة من السلم الاجتماعي وفرض هيبة الدولة والاتفاق علي نزع السلاح والتبروء من أي مجرم علي قاعدة الجريمة كلب تابع سيدو والمجرم ليس له قبيلة …
فنشطت قوات الدعم السريع واالقوات النظامية في عمليات بحث عن ادوات الجريمة من أسلحة ومواتر فجمعو المئات من الأسلحة المختلفة والمواتر التي ظلت تشكل هاجس كبير في المنطقة.

الإدارات الأهلية…

ظلت الإدارات الأهلية منذ قديم الزمان تقوم بعمل كبير في مجال معالجة قضايا المجتمعات إلا أن تسييس الإدارة الأهلية قد أضر بها كثيرا فجلب عليها كثير من المشاكل لكن عقب سقوط النظام آن الأوان لهذه الإدارات أن تعود إلي قواعدها وترمم ما أفسده دهر الإنقاذ حتي تعود كما كانت محل إجماع واحترام وتقدير.

الأوضاع الأمنية والعدلية
ظلت المحليات الجنوبية بولاية جنوب دارفور تشكو ضعف الأجهزة الأمنية والشرطية من حيث العدة والعتاد والقوة البشرية هذا العجز جعلها غير قادرة من أن تتصدي للمجرمين وهنا وجب علي وزارة الداخلية أن تعزز قدرات هذه الأجهزة حتي تستطيع أن تقوم بظورها في حفظ الأمن وملاحقة المجرمبن.
كما أن هناك ضعف في حلقات العدالة الأخري من قضاة ونيابات أن عملية العدالة لن تكتمل إلا بوجود نيابات متخصصة وقادرة علي العمل وقضاة وشرطة وادارهلية لها المقدرة والقبول.
أن عملية السلام الدائرة في جنوب السودان تحتاج أن يرافقها عمل علي الارض في تهيئة المناخ حتي يأتي السلام كاملا وشاملا يضع حد للبؤس والشقاء الذي لازم اقليم دارفور طلية العقدين الماضيين.

منظمات المجتمع المدني والدور الغائب

قديما كانت تتذرع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بحالة التضييق الأمني الذي يمارسه النظام البائد ويضع العراقيل في عملها لكن عقب سقوط النظام لم تتحرك منظمات المجتمع المدني والأحزاب بالحجم الذي يوازي مساحة الحريات التي انتزعتها ثورة ديسمبر المجيدة فلم نشاهد اي نزول للاحزاب ولا منظمات المجتمع المدني في مناطق النزاعات والحروب سوي منظمات محلية تعمل بجهد متواضع لمجابهة مشاكل السلم الاجتماعي التي تتطلب أنشطة متعددة في مجال السلم الاجتماعي يخاطب جذور الازمة ويضع الحلول لهذه المجتمعات التي فعل بها الحرب فعل النجار في الخشب.
وهنا نطلق استغاثة ودعوة للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في فض النزاعات ومراكز السلام بالجامعات بأن الارض في دارفور أصبحت صالحة للعمل دون أي اعتراض ومخاطر فأهل دارفور في انتظاركم

فهل من أمل ….

الاثنين 15يونيو2020