الخرطوم _ سلاميديا
على نحو توقعات المتتبعين للمشهد السوداني، جرى تمديد مفاوضات السلام التي ترعاها دولة الجنوب، بعدما كان مقررا توقيع إتفاق نهائي بين الحكومة الإنتقالية وتحالف الجبهة الثورية يوم 20 يونيو الجاري.

وأعاد هذا التأجيل التساؤلات بشأن إمكانية تحقق السلام في السودان والذي يتطلع إليه الملايين من ضحايا الحرب، فضلا عن ارتباطه بإستكمال هياكل السلطة الإنتقالية “تشكيل البرلمان، وتعيين الولاة المدنيين”.

ولكن الإرجاء المتكرر لموعد توقيع الإتفاق النهائي لم يكن مفاجئا لكثيرون، إذ قال المتحدث الرسمي لحركة تحرير السودان، قيادة عبدالواحد محمد نور، محمد الناير إنه كان واثقا من عدم توقيع وثيقة سلام في يوم 20 يونيو وفق ما اعلنه الأطراف، فهو يرى بأن المفاوضات الجارية في جوبا برمتها لن تقود الى سلام، لأنها لن تعالج جذور المشكلة.

وترفض حركة الناير، الدخول في العملية السلمية بالشكل الذي يجري حاليا في جوبا، ووضعت شرط نقل المفاوضات الى الخرطوم كموقف اوحد يقودها للمشاركة في مفاوضات السلام.

وأتى تأجيل التوقيع رغم تعهدات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي بأن الحكومة تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق السلام، وسيتم توقيع اتفاق السلام الشامل والمستدام بحلول العشرين من يونيو الجاري.

ويقول الناير خلال حديثه “للسلاميديا” “ما زالت هناك قضايا عالقة ولم يتم حسمها بعد، ولكن بغض النظر عن توقيع اتفاق في العشرين من يونيو أو خلافه، نجزم ان منبر جوبا لن يحقق السلام المنشود الذي ينتظره شعبنا، وسوف ينتهي بما انتهت اليه الإتفاقيات السابقة في العهد البائد بتولي الموقعين وظائف في السلطة وتبقى قضايا الوطن عالقة دون حل”.

ويضيف أن “قضايا السودان لن تحل الا بمخاطبة جذور الأزمة بمشاركة جميع السودانيين وليس بالسير على نهج نظام البشير الذي فاقم من الأزمة ولم يحقق السلام والإستقرار المنشود”.

ويزيد “ليس هنالك فرصة واقعية وعملية غير جلوس السودانيون مع بعضهم البعض وفي داخل بلادهم ومناقشة جذور أزمات السودان وايجاد الحلول المناسبة لها، بعيدا عن المحاصصة وتقاسم السلطة”.

ويتابع “يجب التوافق علي حكومة مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة مشهود لها بمقاومة النظام البائد، تقود الفترة الانتقالية وتحقق اهداف الثورة، وتذهب القوى السياسية الى تنظيم صفوفها وترتيب أوضاعها وتستعد للإنتخابات بنهاية الفترة الإنتقالية”.

ووقعت حكومة الانقاذ البائدة عدد من الاتفاقيات تخص قضايا السلام في ابوجا، وقطر، ولكنها لم تخاطب جذور الأزمة وانتهت بفشل ذريع أجبر الحركات المسلحة على التمرد وحمل السلاح مجددا”.

ولا يتوقع النازحون في معسكراتهم تحقيق السلام في القريب العاجل، اذ انه لاتوجد فرص لتحقيقه وكل المؤشرات تحول دون ذلك، بحسب قادة بمعسكرات النازحيين.

ويقول القيادي بمعسكرات النازحين آدم رجال والذي تحدث “للسلاميديا” “لااتوقع أن يتم التوصل لإتفاقية سلام في القريب، لأن السلام الآن ليس لديه مرتكزات وسيكون مماثلا للسلام الذي تم توقيعه في قطر وأبوجا”.

ويضيف “هذا لا يحقق سلام النازحين الذي نتوقع، لانه لم تتحقق مطالب النازحين التي تم تسليمها لرئيس مجلس الوزراء لدى زيارته للمعسكرات، فلابد من محاسبة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية والحرب وفي رأسهم عمر البشير ليلحقوا برفيقهم كوشيب”.

ويتابع “لابد كذلك من تعويض النازحين فرديا وجماعيا ليجد السلام مرتكزات يتكئ عليها ليشفى الآلام التاريخية لأهالي الدم، وغير ذلك يعتبر حبر على ورق”.

وسلم علي محمد علي عبد الرحمن الشهير “بكوشيب” نفسه طواعيه للمحكمة الجنائية الدولية وإتهمته الاخيرة بخمسين تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ويتطلع اهالي القضية لتوقيع سلام عادل وشامل يخاطب جذور الأزمة السودانية لووقف الحرب وعودة النازحين لديارهم.