بقلم / دكتور مصطفي الجميل

سابقا كان الجوار الليبي لدارفور وكردفان الملاذ الآمن في ليبيا ظلت تمتص عشرات العماله السودانيه خصوصا من الإقليمين دارفور وكردفان وبعض السودانيين من شتى بقاع القطر بالإضافة لدخول كثير من السلع الغذائيه والاستهلاكيه لكن صراع المحاور في ليبيا افقد هذه الميزه للسودان 

انحصر الصراع في ليبيا علي مجموعتين مجموعه شرق ليبيا بقيادة الجنرال خليفه حفتر وعقيله صالح ممثل برلمان طبرق 

ومجموعة غرب ليبيا بقيادة فائز السراج والتي تلقي اعتراف دولي بحكم اتفاقية الصخيرات في المغرب 

في المحور الشرقي نجد التأثير المصري الإماراتي الفرنسي السعودي وكل من البلدان لها مطامع في الشركات في هذه البلدان تود عقود إعادة الإعمار وضخ شي من الدولارات في خزانتها هذا بالنسبة لمصر بالإضافة لخوف الجانب المصري من التقسيم البحري في مياه المتوسط الغني بالغاز الطبيعي وهو ما يجر الأتراك لصدام مع مصر اما الامارات فالبرغم من خطها السياسي المناوئ للإسلاميين في كل بلاد الربيع العربي نجد مطامع الموانئ حاضرة أيضا وفرنسا تحتاج نفط وعقود إعادة إعمار للشركات الفرنسية وربما فرنسا من وجهة نظر استراتيجية أكبر الخاسرين بإزالتها القذافي وتعبيدها الطريق للأتراك

روسيا أحد اللاعبين الكبار في الصراع فهي موجودة في حلبة الصراع تمثلها شركة فاغنر للخدمات الأمنية وبالرغم من أن روسيا الرسميه ممثله لم تصرح صراحه بوقفها لجانب حفتر وتدعي أن فاغنر شركه خاصة إلا أن المتتبع للسياسة الدولية يجد أن الشركات الأمنية هي أحد أذرع وزارة الدفاع والمخابرات الخارجية ودوننا بلاك ووتر الأمريكية في العراق هذه الشركات أن لم تجد الضوء الأخضر من بلدانها يستحيل لها أن تتحرك وتقحم مواطني بلدانها في صراع 

جانب حكومة الوفاق علنا تقف معهم تركيا وهي اكبر المستثمرين في ليبيا ولها اطماع في عقود إعادة الإعمار وأطماع في النفط والغاز واعادة امجاد السلاجقة وتركيا ربما وجدت التأييد المبطن من القياده الامريكيه وهذه في صراع ازلي مع تمدد الروس وربما غبطت الاداره الأمريكية بخروج عدوهم الدب الروسي من غرب ليبيا وهذا لم يكلفها تدخل قوات الأفريكوم وانما اتى بواسطة الأتراك وعدم تمدد الروس في افريقيا من المصالح العليا الأمريكية وربما غضت امريكا الطرف عن المعركة التي يقف فيها حلفاءها الإمارات ومصر والسعودية لان استراتيجيا ما يهم الأمريكان هو عدم الوجود الروسي في أفريقيا وهو اس السياسه الخارجيه الامريكيه التي تعرف المصالح لا الصداقه 

ايضا ايطاليا اتخذت جانب الحياد وفي اعتقادي هي تميل لجانب تركيا نكاية في التمدد الفرنسي واستغلت تركيا عدم الوفاق الأوروبي في الملف لذا رجحت كفة حليفتها حكومة الوفاق 

بلدان الجوار تضرر بشكل واضح أن كانت السودان او تونس او تشاد لكنهم جميعا لا يلعبون دورا رسميا حاسما في الصراع هناك

المعركة لا تنتهي بمنتصر واحد وهزيمه الاخر الا بعد معارك سرت ستتضح الكثير من الرؤي وربما التسوية الدولية وفق اتفاق الصخيرات ستكون حاضره 

ان التزم الاتراك بوقف إطلاق النار وهم على أعتاب الهلال النفطي إذ تعتبر سرت بوابة هذا الهلال 

دعوه المصريين للحل السياسي السلمي ربما لا تجد مستمع لأنها دعوة من طرف واحد وعندما كان معسكر الشرق منتصرا رفض حفتر اتفاق ألمانيا وانسحب من مفاوضات روسيا لذا المحور التركي يود عدم الاستماع لمصر ويدعم معركة ليحقق بها الكثير من المناطق قبل حدوث التسوية السياسية بإشراف دولي .