الخرطوم:سلام ميديا

تعهد رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك بتنفيذ المطالب التي تلقاها من لجان المقاومة واسر الشهداء والخاصة بتعديل المسار خلال الاسبوعين القادمين .
واعتبر في خطاب للشعب السوداني بثه التلفزيون القومي تلك المطالب ومشروعة واستحقاقات لازمة، لا مناص عنها من اجل وضع قاطرة الثورة في مسارها الصحيح.
واقر بصعوبات تواجه توازن الفترة الانتقالية ووعد قائلا:قد نتعثر ولكننا لن نعود -ابداً- الي الوراء. واكد التزام حكومته بتحقيق العدالة والقصاص ، ومحاربة سياسات الافقار المنظم ، وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في السودان ، وضمان سيادة حكم القانون والعدالة في ربوع البلاد بشكل جذري لا مساومة ولا تهاون فيه.وناشد الثوار بالتعبير السلمي عن الرأي والمطالب، بتوخي اقصى درجات الحرص واتباع الارشادات والموجهات الصحية التي تساهم في الوقاية من زيادة انتشار وباء الكورونا.
فيما يلي ينشر موقع (سلام ميديا)نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

شعبنا الصامد الصابر المنتصر …
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ‎احييكم باسم ثورة ديسمبر المجيدة، وباسم شهدائنا الأبرار وتضحيات الجرحى والمفقودين وبسالة الثوار الابطال في الشوارع والمدن والقرى.

اقف امامكم اليوم لأخاطبكم في ذكرى الثلاثين من يونيو. هذه الذكرى التي حولتها جسارة وبسالة الثائرات والثوار من ابناء شعبنا الابطال، من ذكرى يوم بدأت فيه حقبة كالحة من المظالم والفساد والطغيان والاستبداد استمرت لثلاثين عاما ، واورثت بلادنا خرابا ودمارا وديونا وبحارا من الدماء…
تحولت ليومٍ حاسم مجيد كتب فيه الثوار بمداد من نور: ان كلمة الشعب لا غالب لها وان سلطة الشعب تعلو ولا يُعلى عليها وأن الشوارع لا تخون والمدنية خيار الشعب. لقد كانت الجموع التي اندفعت لتملأ الشوارع في ٣٠ يونيو ٢٠١٩، هي صاحبة الكلمة الحاسمة التي اعادت رفع راية (حرية، سلام وعدالة) عالية وخفاقة. لينصاع الجميع احتراما واجلالا لصوت الشعب الجسور، باتجاه التوافق على معادلة سياسية فتحت الباب لعملية الانتقال المدني الديمقراطي في بلادنا الحبيبة. هذه الجماهير التي انتظمت في لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وكل القوى الوطنية الحية هي التي صنعت التغيير الحقيقي في السودان.
ان كلمة الجماهير وقرارتها لا راد لها. ولقد التقيت في الايام الماضية بطيف واسع من القوى السياسية ولجان المقاومة والقوى المجتمعية، واستلمت وقرأت بعقل مفتوح وخاطرٍ اكثر انفتاحا مذكرات لجان المقاومة واسر الشهداء عن تعديل المسار. وانا اؤكد ان كل المطالب التي وردت في هذه المذكرات هي مطالب مشروعة واستحقاقات لازمة، لا مناص عنها من اجل وضع قاطرة الثورة في مسارها الصحيح. وستعمل حكومة الفترة الانتقالية على تنفيذها بالشكل الامثل خلال الاسبوعين القادمين، متوخيين في ذلك التوصل الي اعلى درجات التوافق والرضا الشعبي.

شعبنا الباسل…
انه مما لا يخفى عليكم ان التوازن الذي تقوم عليه المرحلة الانتقالية التي تحاول حكومة الثورة ادارتها، هو توازن حساس وحرج. وانه يمر بين كل حين واخر بكثير من المصاعب والهزات التي تهدد استقراره، وتتربص به قوى كثيرة داخل وخارج البلاد تحاول إعادة مسيرتنا الي الوراء. ولكن ما اوكده واعد به باننا قد نتعثر ولكننا لن نعود -ابداً- الي الوراء. انني اعيد التأكيد على التزامات الحكومة المبدئية بتحقيق العدالة والقصاص الذي يضمن عدم تكرار الجرائم التي تم ارتكابها خلال الثلاثين عاما الماضية في حق ابناء شعبنا، ومحاربة سياسات الافقار المنظم التي عانى منها شعبنا خلال العقود الثلاثة الماضية لصالح سياسات اقتصادية متوازنة تضمن التنمية وعدالة توزيع الموارد وتوفير الخدمات الاساسية للجميع، وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في السودان والسعي لاسكات صوت الرصاص وجدل البندقية في الساحة السياسية السودانية الي الابد، وضمان سيادة حكم القانون والعدالة في ربوع البلاد بشكل جذري لا مساومة ولا تهاون فيه.
انني اناشدكم وانتم تمارسون غدا حقكم الاصيل الذي انتزعه شعبنا في ثورة ديسمبر المجيدة، بالتعبير السلمي عن الرأي والمطالب، بتوخي اقصى درجات الحرص واتباع الارشادات والموجهات الصحية التي تساهم في الوقاية من زيادة انتشار وباء الكورونا، حماية لشعبنا وانفسنا من مخاطر الانفجار الوبائي. وكلي ثقة، في يقظة الثوار وتمسكهم بسلاح السلمية الذي انتصرت به الثورة في مواجهة القوى الظلامية.

الشعب السوداني العظيم
ستتوالى على مسامعكم في الايام المقبلة عدد من القرارات الحاسمة في مسار الفترة الانتقالية، وقد يكون لبعضها اثر كبير – سياسيا واقتصاديا واجتماعيا- وستحاول بعض الجهات استغلالها لتأجيج وصناعة حالة من عدم الاستقرار. انني ادعوكم جميعا، لتوخي اقصى درجات اليقظة والحذر … اننا سنعبر وسننتصر بوحدتنا وبتمسكنا باهداف ثورتنا المجيدة.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار
حفظ الله السودان وشعب السودان

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته