عزالدين دهب يكتب..
ظل إقليم دارفور منذ حقب زمنية مختلفة يبحث عن العدالة والتنمية والتمثيل الساسي المنصف ومشروعات للبني التحتية من طرق وكهرباء وخدمات صحية ومياه شرب هذه الضروريات ظلت عصية علي كل الحكومات الوطنية المتعاقبة منذ فجر الاستقلال المجيد كما أن حكومات المركز علي الدوام تمارس التهميش وتغبيش الوعي وتخدير المواطنين فمثلا في أواخر سبعينيات القرن الماضي طرح الرئيس الأسبق جعفر نميري برنامج أطلق عليه (زيرو عطش) لتاتي جميع الحكومات من بعده تطرح ذات البرنامج وحتي كتابة هذه السطور يعاني جزء كبير من الإقليم من مشكلة عدم توفر مياه الشرب اي بعد أكثر من أربعين سنة من طرح برنامج زيرو عطش مازال الأمر في إطار الوعود والدراسات وعلي ذلك قس موضوع الطرق والكهرباء والصحة والتعليم علما بأن الإقليم مساهم بنسبة كبيرة جدا في الدخل القومي ودعم خزينة الدولة لاسيما قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية لكن كان مازال مثل ابل الرحيل محمول على ظهرها الماء وهي ظمأ
الأحوال الأمنية هي الأخري لم تتحسن طيلة فترة الحرب التي اجتاحت الإقليم منذ العام 2003 اي استمرت حالة الانفلات الأمني لأكثر من سبعة عشر عاما شهدت فيها دارفور دخول أساليب جديدة من قتل وخطف ومساومات وعصابات منظمة في ظل تراجع وتدهور مريع للأجهزة الأمنية والشرطية التي أصابها الإهمال مما عجزت من أن تفرض هيبتها وتقضي علي ظاهرة الجريمة المنظمة الأمر الذي اجج ثورة أخري في دارفور وهي الاعتصامات السلمية التي انطلقت في مدينة نيرتتي بجبل مرة واعقبها اعتصامات في منطقة فتا برنو وكبكابية بشمال دارفور واعتصام سابق لم يجد حظه في محلية الردوم الامر الذي يؤكد أن ثورة ديسمبر المجيدة عززت مفهوم النضال السلمي والمدني بدلا من حمل السلاح وهذه درجة عالية من الوعي تستوجب الوقوف عندها ودعمها والاستجابة لمطالب الجماهير علما أن مطالب الجماهير متشابه وتتلخص في توفير الأمن والعدالة وتوفير الخدمات الأساسية وهذا من واجب الدولة علي المواطنين .
ان الاحداث الامنية في دارفور تتلخص في أحداث النهب والسلب الذي تمارسه بعض المجموعات الخارجة عن القانون والتي امتلكت السلاح في حالة الغي الحكومي إبان عهد النظام البائد الذي ظل يلعب علي كروت الفوضي الخلاقة ليجعل المواطنين في الهامش مهمومون بقضية الأمن بنظرية اشبه بنظرية سهر الجداد ولانوموا بغض النظر عن العواقب الوخيمة والآثار المدمرة لهذه الفوضي التي كانت ترعاها جهات بعينها لا تريد الا السيطرة علي مقاليد الحكم والتحكم علي مصير البلاد والعباد.
الان تجددت موجات الاختطافات والاغتيالات وسرقة السيارت تحت تهديد السلاح في مدن دارفور آخرها كان مدينة نيالا هذا الأمر يتطلب عقد مؤتمر عاجل لشرطة ولايات دارفور وعمل تقرير موقف عن الحالة الراهنة الشرطة ومقدراتها من جنود وسيارات وعتاد وهل الشرطة بحالتها الراهنة تستطيع أن تقوم بدورها؟ لا أعتقد ذلك لسبب اني قد زرت معظم مدن وقري دارفور وفي اي مدينة كانت الشكوي في أن الشرطة لديها عربة واحدة أو عربتين إحداهما متعطلة فكيف لها أن تقوم بدورها وهي لا تمتلك الوسائل علما بأن الشرطة السودانية لديها من الإمكانيات التي تؤهلها بأن تقوم بدورها علي الوجه الأكمل لكن يبدو أنها تعاني من أزمة قيادة وإرادة فهل يستطيع الطاقم الجديد في قلب الطاولة وتجهيز الشرطة بشكل جيد يمكنها من أداء مهامها ام أن دارفور موعودة بمرحلة جديدة أكثر خطورة وبؤسا