عمدان النور

الاثنين الدامي بالجنينة

محمد يوسف إبراهيم 

Aboomam@yahoo.com

بداية أسأل الله تعالي أن يتقبل تلك الأرواح التي فقدت وأن يعجل بالشفاء لكل جريح ومصاب، ولا أدري أي صدفة هذه التي جعلت من احداث الجنينة تتكرر وبالكاد بنفس الطريقة وذات السيناريو الذي كان مريعا حد الذعر والذي ادي كذلك الي ازهاق انفس بريئة. 
الاثنين الذي شهد مأساة كرندنق كاد ان يتكرر لولا لطف الله تعالي وسرعة الاستجابة من الاجهزة الامنية ، واتخاذ اجراءات وتدابير حكيمة من قبل الوالي ادت الي نزع فتيل الفتنة والحد من تفاقهما ،
الامر يبدو انه غريب ولا يمكن ان يكون مصادفة في كل مرة ، وبالتالي لابد من البحث جيدا من اجل كشف الحقائق وصولا الي مطبخ العمليات الجهنمية هذه والتي ترمي الي تدمير المجتمع والزج به في اتون صراعات غير معلومة العواقب الوقت موسم للزراعة والخريف بدأ وكان يجب ان يكون الجميع في مزارعهم ، وكل الحادبين علي مصلحة اهل الولاية والداعين الي الامن والإستقرار ظلوا ينادون بضرورة تأمين الموسم الزراعي ، فإذا بنا نصبح ونمسي في دوامة الصدامات العنيفة التي عايشها اهل الجنينة ومستري ،،
الجميع يتساءل عن دوافع الاحداث ولماذا في هذا التوقيت تحديدا ومن ذا الذي يوقد نيرانها.
لاشك في ان ايادي خفية اثمة تدير المشهد وتتحكم في الامور بصورة واخري ولكن هذا لايزيد الوضع الا تعقيدا وانقساما واستقطابا في الاتجاه السالب ، والمسؤلية هنا جماعية وتتطلب اليقظة من الجميع لتفويت الفرصة علي من يريد شق المجتمع واحداث شرخ اخر يزيد من الهشاشة الماثلة ،
الوضع مأزوم ويحتاج الي العقلاء واصحاب الحكمة من كل الاطراف لان فرضية الحرب باتت هي الاقرب وبالتالي لابد من انقاذ الوضع ، صحيح هنالك هدوء لكنه حذر ، ولا احد يدري ما تخبئه الاقدار ، نعم الغبن موجود والاحتقان بائن بينونة كبري ولكن لابد من تجاوز كل ذلك من اجل التعايش السلمي بالولاية ، ولابد من اللجوء الي العدالة القانونية لاخذ الحقوق.

 

ثمة تحديات تواجه الامن والإستقرار واولها ليس السلاح الناري ، انما هو سلاح الاعلام الاسفيري القذر الذي ظل يؤجج كل صراع وينفخ في ازامير الحرب ويزيد من الظلامية ويدق نواقيس الخطر ويعلن الحرب من علي الكيبورت ، ويحرض المجتمعات ، ويشكل ويوجه الرأي العام سلبا ، ويدوس علي الحقائق ويزيفها ويضفي جمالا علي العنف ويزين سوء الاعمال ، بالاكاذيب والتضليل والخدع والخلع ، والتهديد والوعيد ونقل ومشاركة كل ماهو مجاف للحقيقة ، كما ويستخدم رواده اغلظ عبارات الفتن والعنف اللفظي التحريضي البغيض ، تضخيم الحدث نفسه هو عنف وكذب وتضليل ، نقل اكاذيب غير موجودة هو حرب لفظي وعنف خطير ، يشعل نيران الفتنة ، ويزيدها وقودا لتستعر ، ولا يصطلي بها الا الابرياء ، الفتنة تخط في نوم عميق ولكن شياطين الانس دوما هم من يوقظها بسبب وبلا سبب ، اذا الاعلام المضلل والكذوب هو السلاح الاول والقاتل الاخطر في المعركة الوهمية التي يخوضها الجميع بلا وعي ولا استنارة ، اوقفوا عبث القروبات الاسفيرية كونوا ايجابيين انبذوا العنف بكافة اشكاله ، لا تساهموا في تأجيج الموقف ، سلاح الكلام لا يأتي الا بسلاح البارود ، والحرب تبدأ بكلمة ، وليست بطلقة.
نعم انتشار السلاح عامل اساسي في الصراع والنزاع والاحتراب ولابد من ايجاد حلول ناجعة للامر ، لان انتشاره بهذه الطريقة ومع توفر الغطاء الاعلامي سيؤدي الي المزيد من الفلتان ، جمع السلاح ينبغي ان يكون هدف الوالي وحكومته اولا ، ولابد من ان يكون الامر معززا من حكومة المركز ولابد من فرض هيبة الدولة وبسطها وعدم التهاون وعدم التردد لان الامر يتعلق بوجود المجتمع وامنه وسلامته واستقراره وممارسة حياته ، كما وان للمجتمع الدور الاكبر لان من يركتبون الفظائع يجدون حواضن امنة تأوي جرائمهم وبالتالي ينبغي عدم التستر علي من يرتكب جريرة وان يسلم للعدالة فورا حتي يتعافي المجتمع من امراض حفنة قليلة من الناس.
لايمكن لشخص واحد او شخصين او حتي عشرون يرتكبون جريمة ويعاقب عليها كيان بأكمله ، هذه ليست عدالة ، اذا للمجتمع دور متعاظم يجب القيام به ولابد من التعاون مع الاجهزة الامنية للوصول الي بؤر واوكار المعتدين للقبض عليهم اين ما كانوا ، لأن الحكومة لا يمكن وليس باستطاعتها ان توفر جندي لكل مواطن ليحرسه او يحميه هذا من ام المستحيلات ، الشباب يجب ان يعرفوا درهم المجتمعي وان لا ينساقوا هكذا وراء الازمات دونما دراية لانهم الوقود الذي يستخدم في كل مرة لتمرير وتنفيذ اجندات لا يعلمونها ولا يدركون كنهها ، كونوا ايجابيين قدر المستطاع وانزعوا فتيل الازمة ، كونوا تقدميين في الافكار والاراء.

ماقامت به الحكومة حتي الان يحسب لها في الاتجاه الايجابي لأن تدابيرها قللت من حجم الازمة ، ولكن لابد من تمديد حظر التجوال مع التفتيش الشخصي لاي مواطن واي وسيلة نقل وحتي البيوت في حالة الاشتباه او التحركات المريبة ، كذلك لابد من تفعيل قانون جرائم المعلوماتية ، للحد من الفوضي الاعلامية الحادثة الان ، كذلك ادعوا كافة الذين يدمنون ويرتادون المواقع الاسفيرية التعديل من سلوكهم والتحول نحو الوجهة الاجيابية وتحري الصدق والدقة في كل شئ ، اخيرا منطقة جنوب الجنينة تحتاج الي قوة امنية مشتركة دائمة الوجود لحفظ الامن والإستقرار وضبط الفوضي والمظاهر السالبة بكافة اشكالها ، وعدم التساهل مع اي موقف مهما كان. 
هذا والله المستعان.