الخرطوم: سلاميديا

يصادف الرابع عشر من أغسطس في كل عام العيد الوطني للجيش السوداني، ذلك التاريخ الذي شهد إستقلال قوة دفاع السودان من المستعمر الأجنبي، قبل أن يتم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر 1955.

وتتمتع القوات المسلحة التي انشئت منذ بداية القرن العشرين بعقيدة مقدسة كالذود عن حمى الوطن وحفظ سيادته وتأخذ على عاتقها سيادة وسلطة البلاد ووحدة اراضيه والحفاظ على امنها.

وبعد سقوط اطول فترة حكم دكتاتوري مرت بها البلاد، بقيادة عمر البشير، تواردت الاتهامات للمعزول بتشويه قومية الجيش الوطني، وعزل عدد من قاداته غير المواليين لنظام الانقاذ، فضلا عن تصفيه كل من عارض مخططات الحركة الاسلامية وبرامجها وقتها.

ويعتبر عدد من المحللين أن الطعن في قومية الجيش الوطني وصمة ستلاحق الجيش حتى تتم هيكلته، وتبرأت عناصره من جريمة فض الاعتصام، وعدد من التهم التي يعاقبه عليها الشارع السوداني.

ويأتي العيد “66” للجيش السوداني في ظروف استثنائية، تتطلع فيها البلاد للإستقرار السياسي، والتمهيد لتحول ديمقراطي كامل.

ويقول المحلل السياسي الفاتح محجوب “الثورة السودانية اعادت الجيش لوضعه الطبيعي، حيث كان متعاونا مع قرارات مجلس الوزراء بتسليم السلطة في الولايات للولاة المدنيين”.

ويضيف “يأتي العيد “66” للجيش السوداني وقد انجز الانحياز لخيار الشعب، فقد تعاون مع الثورة السودانية في الإطاحة بالجنرال عمر البشير وخلعه من الحكم استجابه للمطالب الثوار”.

ويتابع “يواصل الجيش الآن حماية الثورة من اي اخطار قد تطيح بها، والمؤسسة العسكرية الآن في اقوى اوضاعها عسكريا وسياسيا”.

ويبرهن محجوب مظاهر القوة هذه في انسجام المكون المدني والعسكري في قيادة الفترة الانتقالية بقيادة القائد الاعلى للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان والذي يتقلد رئاسة مجلس السيادة، مع المكون المدني والمتمثل في رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك.

وكذلك يحتسب محجوب تعاون الولاة العسكريين في تسليم السلطة للمدنيين نقطه لصالحهم ليستعيدوا ثقة الشارع السوداني.

وتحدث محللون سياسيون عن وجود فجوة بين الجيش السوداني والمواطنين، بعد جريمة فض الإعتصام، تلك الحادثة التي اعتبرها محللون وصمة عار ستلاحق البدلة العسكرية مدى الحياة.

وتناولت تقاريير صحفية حديث نائب رئيس هيئة الاركان يستنكر فيه معاقبة الشارع لهم بجريرة فض الإعتصام، وتسائل لماذا يترك تاريخ المؤسسة العسكرية، وووصمهم بهذه التهمة.

كما اكد انهم مستعدون للمحاسبة اذا اثبتت لجنة فض الاعتصام هذه التهمة، واكد كذلك انسجامهم التام مع الدعم السريع، والذي تم ضمه مؤخرا للجيش الوطني بعد ان كان يعمل منفراد كمليشا بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وبالحديث عن الدعم السريع تطرق المحلل السياسي عبده مختار ، لسياسة المعزول عمر البشير في خلق جيوش موازية، لحمايته حال سقوطه، ابتداءاً من الدفاع الشعبي وانتهاءً “بالدعم السريع” والذي قرر الانحياز لخيار الشعب في اواخر ثورة ديسمبر.

ويقول مختار والذي تحدث “للسلاميديا” قام البشير بممارسة التمكين حتى في المؤسسسة العسكرية، فقد مكن منسوبيه من الحركة الإسلامية وبالمقابل قام بفصل وتصفية القادة الاحرار والذين رفضو استراتيجية الانقاذ”.

ويتابع “على الشعب أن يسترد جيشه القومي والذي لا ينتمي لأي طائفة سياسية ولابد للجيش أن يعيد النظر في هيكلة منسوبيه وقواته ويعيد النظر في تركيبته القتالية وانتماءه للوطن”.

وكانت هيكلة الجيش من اهم مطالب ثورة ديسمبر، واوصى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قبل اشهر بالغاء نظام رئاسة الاركان المشتركة الذي كان يعمل به المعزول عمر البشير والعودة لنظام “هيئة الاركان” الذي كان معمول به قبل تقلد الانقاذ مناصب الحكم وكذلك تم تقسيم الجيش لاربعة وحدات بدلا عن ثلاثة.

ويتشارك المكون العسكري الحكم في السودان مع المكون المدني وذلك بموجب الوثيقة الدستورية، ويعول السودانيين على التحول الديمقراطي الكامل وتكوين حكومة كفاءات مدنية.