الخرطوم_ سلاميديا
إرتبكت الدوائر السياسية بالسودان قليلا، بعد انسحاب الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، نتيجة رفضهم ترأس الوفد الحكومي بواسطة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان حميدتي.
ولم يمض طويلا حتى تداركت الوساطة الجنوب سودانية الموقف بتولي الفريق شمس الدين كباشي رئاسة وفد الحكومة السودانية لتعود الوفود الى جلسة المحادثات، لكن مراقبون رأوا بأن التصرف قد يعيق عملية السلام المتعثرة أصلا مع فصيل الحلو.
ﻭﻗﺎﻟﺖ الحركة الشعبية ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻤﻬﻮﺭ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻤﺎﺭ ﺁﻣﻮﻥ ﺩﻟﺪﻭﻡ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺽ، الخميس “ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﺪَّﻡ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ – ﺷﻤﺎﻝ ﺷﻜﻮﻯ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 18 ﺃﻏﺴﻄﺲ 2020 ﻭﺿَّﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺩﻗﻠﻮ ( ﺣﻤﻴﺪﺗﻲ ) ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤُﻔﺎﻭﺽ.
معتبرا ﺇﻥ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺑﺸﻌﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌُﺰَّﻝ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﻭ ﺃﺭﻳﺎﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺜﻞ : ( ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ – ﻛﺴﻼ – ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ – ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ – ﺣﺠﻴﺮ ﺗﻮﻧﻮ – ﻧﻴﺮﺗﺘﻲ – ﻓﺘﺎﺑﺮﻧﻮ – ﻗﺮﻳﻀﺔ – ﺃﻡ ﺩﺍﻓﻮﻕ – ﻣﺴﺘﺮﻱ – ﻟﻘﺎﻭﺍ – ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ – ﻛﺎﺩﻗﻠﻲ ) ﻭ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺭُّﻁ ﻗﻮﺍﺗِﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ( ﺧﻮﺭ ﺍﻟﻮﺭﻝ ) ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ “ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻗﻮَّﺍﺗﻪ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ .
ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﻋﻢ ﺍﻟﺴَّﺮﻳﻊ”.
ﻭﺍﺩﺍﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﺼﺮُّﻓﺎﺕ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭ ﻫﺠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺘﻜﺮِّﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻌُﺰَّﻝ .
ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻗُﻮﺍﺕ ﻣُﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭ ﺑﺎﻟﺘَّﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﺤﻴﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫَّﻞ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ “ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﻋﻢ ﺍﻟﺴَّﺮﻳﻊ ﻭﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹنتقالية.
ﻭﺍﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻘَّﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺍﻟﻤُﻘﺪَّﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺇﻟَّﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﺑﺒﺪﺀ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻟﻠﺸﻜﻮﻯ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺻﺮَّﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ.
وتباينت الاراء حول عدائية الحركة تجاه الدعم السريع، فذهب البعض الى انها تدعم التيارات التي تنادي بأيلولة ملف السلام لمجلس الوزراء.
ويرى البعض الآخر أن عدائيتها لقوات الدعم السريع غير مبرر اذ أن حميدتي في جوبا يمثل الحكومة السودانية بشقيها المدني والعسكري، ولا يمثل قوات الدعم السريع
وهذا ما ذهب اليه المحلل السياسي، عبد الله ادم خاطر الذي تحدث “للسلاميديا”، مستبعدا أن تستغل الحركة الشعبية شمال الموقف للمناورات والمراوغات.
ّ
وأكد أن كل القوى السياسية حريصة على تحقيق السلام، ويقول “السلام اصبح واقعا بأمر الشعب السوداني الذي انتظر طويلا والذي يجب أن تتم مكافئته بتحقيقة”.
ويضيف:” انسحاب الحركة الشعبية من الجلسة، كان تعبيرا لرفضها لسلوك الدعم السريع، لكن حميدتي في جوبا لا يمثل الدعم السريع بل يمثل الحكومة السودانية بشقيها المدني والعسكري”.
ويؤكد أن الانتهاكات التي مارسها الدعم السريع يجب أن تتم معالجتها قضائيا وقانونيا ودستوريا، لتسوية النزاعات ورد المظالم لأهلها.
فيما يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب، أن هذا الطرح يؤيد القوى السياسية التي تدعو لأيلولة ملف السلام للمجلس الوزراء.
ويضيف:” تحسست قوى سياسية كثيرة كون المكون العسكري ممسك بزمام ملف السلام، لكن هذا لا يخالف حال تطلع الجمييع لتحقيق السلام، ولا نجد اي تعنت من قبل الحكومة السودانية، دائما الحركات هي التي لا تتنازل”.
ّ
اما المحلل السياسي احمد ابراهيم عويس يرى أن عبد العزيز ادم الحلو ارد من خلال الانسحاب أن يوكد انه في مصدر القوة
دون الحركات الاخرى، ويقول في تصريحاته “للسلاميديا” “لحلو يعلم تمام ان العسكر هم الضامن الاساسي للتفاوض ولاكن اراد شغل الراي العام فخسر واكسب حميدتي القبول من الشعب”.
ويضيف ” انضمام تجمع المهنيين للحلو له اثر واضح من خلال البيان، والذي اشعر الحركة الشعبية بالقوة”.
ويتابع :” لكن السؤال ما الفرق بين حميدتي والكباشي ليفاوض احمد هارون والكباشي لا يفاوض حميدتي، الاجابة: اراد أن يؤكد للشعب رفضهم لاساليب الدعم السريع، لكن هو يعلم تماما انه حتى الجيش ليس قوميا وقد تعدى على المواطنين العزل اكثر من مرة”.
ويؤكد أن الحلو قد ادخل نفسه في ورطة انعكست في خسرانه لتأييد الرأي العام، واحباط الشارع الذي كان يتوقع إعلان المبادئ واقتراب تحقيق السلام العادل الشامل.
واستشعر عويس من خلال البيان، أن هناك تفاهمات بين الحلو وعبد الواحد محمد نور من خلال ذكر نيرتتي والمناطق المصاحبة لها، كما أن للوساطة ايضا تأثيير كبير على الحركة لقدرتها الاقناعية بالرجوع للمفاوضات.